السلام عليكم و رحمة الله و بركاته


تقول احدى النكات:

تقابل ذات يوم شاب اماراتي و شاب اردني, فقال الاماراتي: قررت الاستقالة من هذه الشركة البخيلة, لا تعطيني الا 14000 درهم اجرة شهرية, و 1400 درهم شهري بدل مواصلات, و 92000 درهم بدل سكن سنوي, و 50000 درهم سنوي مقابل سياحة, فقال الاردني: انا اخذ 300 دينار شهري, قال الاماراتي: هذه بدل ماذا؟ رد الاردني: "بدل ما اشحد!"

مع ان النكتة مثيرة للضحك, و فيها بعض المبالغة, لكنها صحيحة للواقع الذي نعيشه

سواء على اهل الاردن او غيره, الاجرة ما زالت نفسها, لكن الاسعار في ارتفاع مطرد, الغلاء صار فاحشاً, و المطر قد انحبس

لربما هي ذنوبنا, و لكن وراء كل هذا "المستر سام و $$$", في الحقيقة ان المدقق في اخبار الاقتصاد يجد و بكل بساطة ان الدولار هو المتحكم في اقتصاد العالم, و حيثما خفضت الفائدة عليه, انخفض سعر صرفه, و بالتالي فقدت الاشياء قيمتها

من المفروض بما ان الجميع يتعامل بالدولار ان ترخص الاشياء (بحكم ان الجميع يتشري بالـ $$$), لكن شيئا من هذا القبيل لم يحدث

في الحقيقة لا اجد ما اقول تجاه الوضع, لكن هذا وضع مؤلم, حين تجد جارك الذي صديقك, الحائط بالحائط و الباب بالباب, لا يجد ما يصرفه على نفسه ببذخ, و تجد اناس في رأس الشارع كل يوم بسيارة!!

و اين نحن من العلماء و حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم: "أيما أهل عرصة بات فيهم امرؤ جائع فقد برئت منهم ذمة الله وذمة رسول", و قال ابن عباس: الجار من امامك سبعون دارا, و من خلفك سبعون دارا, و عن يمينك سبعون دارا, و عن شمالك سبعون دارا, و اين نحن (مع اخواننا التجار) من قول النبي صلى الله عليه و سلم: "المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا" ؟؟؟

ثم, لماذا رفع اسعار المواصلات مع استمرار انخفاض اسعار النفط؟؟ و لماذا الطحين يرتفع مع زيادة دعم الحكومة له؟ و لماذا صرنا نشتري اللحم للمناسبات "الخاصة جدا", فقد صار مثل الذهب بل اغلى!

و لماذا صرنا نتفنن في رفع المهور على شبابنا؟ لماذا نطلب الـ 300 غرام و حتى الـ 600 غرام ذهب؟! و بعدها نخرج على المنابر نقول يا زاني يا فاسق!!! لماذا بناتنا يجلسن في البيوت حتى سن الـ 30؟ طبعا لانها تريد مثل "فوزية" جارتها, و "غدير" صديقتها, و "عبير" اختها, فهي ليست بأقل منهم شأناً و تستحق ان يدفع لها كيلو و نصف ذهب, لا 500 غرام, لكن من باب "اذا جاءكم من ترضون دينه..."!!!!

عجيب و الله امر الناس هذه الايام خاصة فيما يخص الزواج و المصاهرة, اذا جاءهم خاطب فخففوا عنه قال اهل الخاطب "ابصر شو مالها هذي البنت (...)؟؟!!" و اذا وضعوا عليهم قالوا: "و الله كثير طماعين هذول الناس!!!", و يجب ان يكون العرس (الذي هو عالم اخر في الموضوع) في افخم قاعة, و الا تكون بذلة العرس اقل من 300 $ و يجب ان يدفع عنها و عن كل "الحاشية" المكونة من (قبيلة بكاملها) عند باب الصالون!!

و بعدها نذهب و عندما نسأل عن فلان عمره قارب الـ 40 و هو عازب "اووف! طيب ليش مش متجوز لهلأ؟؟!!"

----------------------------------

الله الله في اخوانكم, (و الاخ في الدين لا في الدم فقط), لماذا لا نريد تكليف انفسنا عناء تدريب اشخاص جدد؟ لأننا سنخسر قرشين زيادة! "مكلوب ما لا يقل عن 3 سنوات خبرة....", و الخبراء أتوا خبراء كما هم؟؟!

لماذا اجد (بكل أسى و مرارة) الشركات الاسرائيلية تتنافس علي, لتعطيني منحة دراسية مجانية على حسابها في اكبر المعاهد في البلاد, و وظيفة مضمونة قبل ان انهي سنوات الدراسة, في حين ان الشركات الفلسطينية "تتفتق" على موظفين بخبرة لا تقل عن 50 سنة!!

لماذا الخريجين الجدد مرحب بهم و بشدة في الشركات الاجنبية, بينما الشركات العربية تتطلب خبرات؟

بكل بساطة لانهم لا يجيدون علم الادارة, فبحسب هذا العلم (الذي لم ادرسه هباءً ان شاء الله) الشركات التي تقوم بتبني الطلاب و رعايتهم حتى يوظفوا في نفس الشركة, اجدى من طلب خبرة موجودة, لانهم في الحالة الاولى سيكسبون الطالب و سيبقى موظفا لديهم (خصوصا اذا كانت شركة كبيرة) بعكس الخبرة المستوردة الذي قد تعجبه الوظيفة او لا, و الخيار بيده لتركها

لماذا اجد كبريات الشركات (امثال انتل و D-Link) تعرض منحا دراسية في اكبر المعاهد عالميا, مع انني في اخر سنة دراسية؟ و لماذا شركة صغيرة غير معروفة تقدم منحا دراسية مقابل شروط تعجيزية, العمل بالراتب الذي تفرضه الشركة المقرضة لمدة خمس سنوات, و عدم البقاء هناك بعد انهاء الدراسة, المنحة ليست شاملة ..... الخ من الكلام "الفارط!" ....
__________________

وضع اخر كثيرا ما يحز في قلبي, ارى العبيد الاحباش يتحكمون في رقابنا و يوجهون لنا الاهانات,

لا تشتري العبد الا و العصا معه
ان العبيد لانجاس مناكيد

مقولة قالها المتنبي عندما لم يجزل كافور الاخشيدي له العطاء, لكن انا استخدمها هنا دلالة على الاحباش القادمين من "اثيوبيا", رأيت بأم عيني كيف حالهم عندما نزلوا من الطائرة, لا ابالغ ان فلت انهم من العرق البدائي في افريقيا, الثلاجة يظنونها خزانة! و الصنبور لا يعرفون كيف يستخدمونه!!

هؤلاء العبيد الذين اتوا الى هذه الجنة و تعرفوا على الدنيا من خلال ارضنا, الان يتحكمون برقابنا على الحواجز, و كم اوشكت على ضرب احدهم او فعلت, فهم بشر لا يعرفون من الدنيا الا طاعة "بابا الذي احضرهم و منحهم جنسيات"

هناك في اثيوبيا تفتح ابواب قبول الطلبات للتجنيس, و الشرط هو ان تثبت ان احد اقاربك من جهة الام (جدتك او امها او جدنها و لو علت) كان يهوديا, و ما اسهلها بالتزوير (في الحقيقة هذا مجرد شرط نظري, و الا فهم يلفقون لك اي اصل و انتهى الموضوع, لان الغرض من هذه القضية هو سد الفجوة بين تعداد العرب و اليهود في البلاد, لذا فهم "يستوردون" البشر), و يأتون الى هذه البلاد, و طبعا يمنحون بيتاً و عملاً, بالاضافة الى الاعفاء من الضرائب لفترة!!

و نحن اهل القدس ندفع الضرائب "بالهبل"! غدا نسمع عن ضريبة للهواء, حتى التلفزيون له ضريبة! و البث الاذاعي له ضريبة ايضا!! ضرائب العقارات مهولة, و ضرائب البضائع كبيرة

كان الله في العون
_______________________

سيكون لي خواطر قادمة ان شاء الله تعالى, لكن بعد عصر الدماغ, و اخذ استراحة للنوم الان