الدعوة إلى البغض والكراهية

[omar-tdm]

الدعوة إلى البغض والكراهية


أجل أدعوكم في خطبة اليوم إلى البغضاء, ذلك أن الذي لايعرف البغض لايمكن أن يحب فهما متلازمان منطقا وشرعا ولعل البعض يستغرب أن يأتي الحديث عن البغض
في أسبوع الحب كما يقولون لأن عصرنا واعذروني هو عصر الحرب وليس عصر الحب هو عصر القتل وليس عصر العدل هو عصر البغضاء.
عجيب أمر هذا الإنسان, تصور أي حماقة يرتكب: اقتحمم لص دارك فقتل أباك وأمك وأختك وأخاك وزوجتك وابنها ثم فجر بعد ذلك في بناتك وسرق أموالك, اغتصب أرضك وكسر عرضك فهل تخاطبه بمعسول الكلام وبالحمام والسلام أم أن الموقف العاقل هو أنه ينبغي أن تفرق رأسه بالصارم الحسام, أوليس من الحمق أنه حينما ينقض عليك حيوان يريد أن يأكلك وأن يفترس أهلك أن تدغدغه وأن تمسح فوق رأسه هل هذه فضيلة؟
أنا أدعوكم إلى البغض فريضة وفضيلة وأعتبر أن الحب على هذا المنوال هو رذيلة من أكبر الرذائل التي ينبغي أن يتنزه عنها الإنسان العاقل.
{هَاأَنتُمْ أُوْلاء تُحِبُّونَهُمْ وَلاَ يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ عَضُّواْ عَلَيْكُمُ الأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُواْ بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ }
فتعلم يا أخي البغض تعلم *** إن في أعماقنا ألف جهنم
وتكلم بحروف الحرب تكلم *** إن في -لبنان وفلسطين وديار الإسلام- ديار العرب شعبا يتألم
إن بني صهيون وأذنابهم يرسمون وينشرون صورا ويحهم وشلت أيديهم يندى لها جبين الحب للنبي الأعظم للنبي الأكرم فتعلم يا أخي البغض تعلم.
نحن بحاجة أيها الإخوة وقد أطلنا الحديث عن المحبة والبغض - وفي ليلة الجمعة أسهبنا في الحديث عن الحب دعوة إلى الوئام والتآلف فيما بيننا -إلى الوحدة فإذا لم نتحد ونتوحد من خلال الحب فلا أقل من أن نتوحد على البغض فعدونا واحد وجرحنا واحد وخصمنا واحد والمستهدف واحد هو نحن.
أعجب كل العجب ممن يتطرفون في القول أحيانا ويظن أنه يتساما ويرتقي إلى مستوى من الأخلاق لم يبلغه إنسان فيقول:"أنا لا أبغض إنسانا" ويظن أنه بذلك يرفع من مستوى أخلاقه وكأنه يقول لنا لاتغضب ممن قتل ممن دمر ممن حرق ممن سجن ممن يفعل بأمتك ما يفعل, أتحب هذا؟ إن هذا لمناف للطبيعة مناف للفضيلة وليست هذه الرجولة, صدق الإمام الشافعي عندما قال: "من استغضب فلم يغضب فهو حمار" فالغضب في هذا المجال فضيلة وهم يريدون أن نفرغ الغضب في الشهوات حتى لا نلوي يد الظالم التي تمتد بالخنجر لتغرسه في صدر أبيك وأمك.
رسولنا عليه الصلاة والسلام الأسوة والقدوة فهل بين خلق الله كلهم من هو أعظم من أخلاقه عليه الصلاة والسلام فهو أحسن الناس خلقا بلا منازع وهو صاحب الخلق العظيم ولكنه كان يغضب ويشتد غضبه فإذا انتهكت محارم الله لم يقم لغضبه شيء حتى ينتقم له, هذا نبينا عليه الصلاة والسلام
{لَا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ}
سلمة بن الأكوع والحديث في مسلم في زمن الصلح أيام الحديبية يقول جئت إلى شجرة فكسحت أشواكها واضجعت في ظلها فسمعت أربعة من المشركين من أهل مكة يتحدثون عن الرسول عليه الصلاة والسلام فينالون منه قال فأبغضت ذلك ثم قمت وذهبت من ذلك المكان.
الشاعر عبد الله ابن رواحة شاعر من أرق الناس والحديث في المسند وفي غيره قال لليهود أما إنكم لأبغض خلق الله إلي لأنكم قتلتم الأنبياء وكذبتم على الله ولكن بغضي لكم لايمنعني من العدل وقد أرسلني رسول الله صلى الله عيله وسلم لأحكم ولكن أنتم أبغض خلق الله إلي.
ماذا صنع سعد بن معاذ؟ هل دغدغ الخصوم؟ هل لوح لهم بغصن الزيتون؟ وقد خانوا وغدروا, قال أحكم يا رسول الله أن تستحيى النساء -أي أن تبقى النساء والأطفال على قيد الحياة- وأن تقتل المقاتلة فماذا قال عليه الصلاة والسلام وقد تهلل وجهه فرحا؟ قال اما إنك قد حكمت بحكم الله من فوق سبع طباق يا سعد.
إن من أوثق عرى الإيمان -والحديث في المسند وفي غيره وقد صح الحديث- الحب في الله والبغض في الله.
من أحب لله وأعطى لله وأبغض لله ومنع لله فقد استكمل الإيمان وهذا الحديث رواه أبو داود وغيره
كلنا يحفظ هذا الحديث والحديث صحيح مروي في كتب السنة بأن الله عز وجل إذا أحب عبدا قال لجبريل إني أحبه فينادي بأهل الأرض بأن الله يحب فلانا فأحبوه فيوضع له القبول في الأرض ولكننا نغفل عن تمام الحديث وإذا أبغض الله عبدا قال لجبريل إني أبغض فلانا فأبغضه ثم نادى ألا إن الله يبغض فلانا فأبغضوه - فالبغض واجب شرعي وفريضة وفضيلة - فتوضع له البغضاء في الأرض.
نحن ندعو إلى هذه البغضاء إلى بغض هؤلاء الذين يقتلون ويدمرون ويعتدون ويحتلون ويغتصبون ويكذبون ويخونون فهل ينفع الحب مع هؤلاء أيها الإخوة؟
نحن بحاجة إلى ترتيب الأمور في روية وإلى إعادة المفاهيم إلى وضعها الصحيح.
نحن بحاجة إلى أن نتلقى عصرنا هذا بوعي ويقظة فإن كل لحظة غفلة تمر منا تصب في حساب أعدائنا
إن لحظات التفاهة والبله والحمق التي تجري علينا تصب في صالح أعدائنا
فلا أقل من أن نميز ولاأقل من أن نفرق ولا أقل من أن نعلم أن نضع الحب في مكانه والبغض في مكانه
فوضع الندى مكان السيف مضرٌ بالعلا, أن تضع الكرم عند الخصم فهذا ليس من الخلق وليس من الفضيلة ولكن الكرم في مكانه فضيلة والإمساك في مكانه فضيلة ومقاطعة الأعداء فضيلة من أكبر الفضائل.
البغض في مكانه فضيلة,
إذا اعتدي عليك وانتهكت المقدسات وديست الحرمات وأنت تنادينا بالحب وتنظر إلى اللون الأحمر وتنسى لون دماء الأطفال والشيوخ والنساء والمقاومين, أي حب هذا؟ وأي عدل هذا؟ وأي إنسانية هذا؟
تنسى الدماء وتتغنى بالحب!!!, والعدو يتلمظ غيظا ويشحذ الأنياب لينقض عليك ما بين لحظة وأخرى.
فهل تتيقظ الأمة؟
اللهم أعد الأمة إلى رشادها وخذ بأيدينا إلى أماكن الطاعة والرضى واجعلنا ممن يتقرب إليك ببغض أعدائك, ببغض المحتلين وأعوانهم والمغتصبين ومن يشايعهم كما نتقرب إليك بحب أوليائك وأمتنا وأرضنا وشعبنا
أقول هذا القول وأستغفرا لله



منقول من أحد خطب الجمعة

[NVIDIA 8800]

جازاك الله خير ياخى العرب

[C|EH]

جزاك الله خير ، بلا شك بغض الكافر وكرهه هذا من صميم التوحيد ، وهي عقيدة الولاء والبراء عند المسلمين ،

كما قال رسول الله صالى الله عليه وسلم ( اوثق عرى الايمان ، الحب في الله والبغض في الله )

[UNREAL]

موضوع قوي جزاك الله خيراً...

[White h@cker]

مشكور اخى ... جزاك الله كل خير