أولا أحب أن أأكد على أن دين الإسلام قد اكتمل بدليل:
{الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً}جزء من الآية 3 المائدة

ثانيا رؤية الرسول صلى الله عليه وسلم في المنام وفيها أمرين هامين:
1- أن من شاهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام, يكون قد شاهد الرسول صلى الله عليه وسلم فعلا وذلك لأن الشيطان لايستطيع أن يتمثل بصورته صلى لله عليه سلم
للأدلة التالية:
إن أبا هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من رآني في المنام فسيراني في اليقظة أو لكأنما رآني في اليقظة لا يتمثل الشيطان بي. صحيح مسلم
"من رآني في المنام فقد رآني فإن الشيطان لا يتمثل في صورتي ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار " صحيح البخاري
فمن رأى النبي في المنام فقد رأى الحقيقة ، وقد رآه عليه الصلاة والسلام ، إذا رآه في صورته التي هي معروفة عند أهل العلم وهو عليه الصلاة والسلام ربعة من الرجال حسن الصورة أبيض مشرب بحمرة كث اللحية سوداء وفي آخر حياته حصل فيها شعرات قليلة من الشيب عليه الصلاة والسلام ، فمن رآه على صورته الحقيقية فقد رآه فإن الشيطان لا يتمثل به عليه الصلاة والسلام
يقول المحدث الكبير ملا علي القاري في كتابه مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح:
"وكذلك ما رآه إمامنا الأعظم-أي الإمام أبو حنيفة النعمان- في منامه الأكرم من جمع أعظمه -أي عظام النبي صلى الله عليه وسلم- المباركة المتفرقة فعبر له ابن سيرين بأنك تصير إماما للمسلمين وجامعا لمعاني الأحاديث المختلفة بين الصحابة والمتفرقة بين التابعين. وكثر أمثال ذلك مما وقع في رؤياه لطبقات العلماء والأولياء والصالحين وقال الشيخ أبو حامد الغزالي ليس معناه أنه رأى جسمي وبدني بل رأى مثالا -أي أن الذي يُرى في المنام هي صورته وليس جسمه عليه الصلاة والسلام-..."


2-هذه الرؤية لا يبنى عليها الأحكام فيصير من رآه صحابيا مثلا

وكذلك لو رأى النبي صلى الله عليه وسلم يأمره بقتل من لا يجوز قتله فلا عبرة بهذه الرؤية

وهذه بعض الفتاوى والأقوال في هذا الأمر:
من رأى النبي صلى الله عليه وسلم على صورته المعروف بها ، وزعم أنه أعطاه وِرْداً أو أمره بأمر أو نهاه عنه ، فينظر فيه: فإن كان مما ثبت بالشرع وجاء به الكتاب أو السنة فالالتزام به التزام بالشرع وبما جاء به ، والرؤيا تأنيس للرائي ، وبشارة له ، وحث له على ذلك الخير المشروع ، وإن كان مما لم يثبت بالشرع فلا يكون حجة ولا يثبت به حكم شرعي ، ولا شعيرة تعبدية ، فإن الشرع الذي شرعه الله لنا على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم قد كمل ، والدين قد تم ، ولم يرد فيه دليل على أن من رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام بعد موته وأمره بأمر أو نهاه عن أمر يكون ذلك دليلا وحجة ، بل قبضه الله إليه بعد أن أكمل لهذه الأمة ما شرع ، وبعد أن أمرهم بالتمسك به ، وعدم الأخذ بغيره ، ونهاهم عن الإحداث والابتداع فيه. مركز الفتوى في موقع الشبكة الإسلامية
ولاحظ في الفتوى السابقة التركيز على كلمة له وليس للناس عامة


يقول الشيخ مصطفى الزرقا رحمه الله في فتوى له على هذا الأمر:
ثم ازداد شعوري بضرورة تلك الدراسة والتمحيص كلما نشر بعض القائمين على أحد المساجد، أو بعض المقيمين في نطاق الحرمين الشريفين، شيئًا من النشرات السنوية بأنهم رأوا الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ في المنام، وقال لهم كيت وكيت، وأن يبلغوا الناس ونحو ذلك، مما ينشره بعض المستغلين للمشاعر الدينية عند عامة المسلمين ودهمائهم.....
ووجدت أن علماء الحديث المحققين، كالعلامة ابن حجر في فتح الباري يتفقون مع الفقهاء في أنه لا تؤخذ الأحكام من هذه الرؤيا، وأن من رأى الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ في منامه يأمره بفعل أو ينهاه فعليه أن يعرض ذلك على أصول الشريعة وقواعدها التي قررها الفقهاء فما وافقها من رؤياه جاز له فعله، وما لا فلا -أي وما لم يوافقها فلا يجوز له فعله- .....
ثم وصل بعد دراسة مستفيضة رحمه الله إلى أن هذه الأحاديث خاصة بالصحابة رضوان الله عليهم أجمعين وهو أيضا رأي معتبر