بسم الله الرحمن الرحيم

بيان بخصوص جريمة الإبادة على غـزة ضمن مخطط حرب شاملة

الحمد الله القائل ( وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصـر ) ، الذي أمر بالجهاد وجعله عزّ الإسلام ، نشهد أن لا إله إلاّ هو ، ونشهد أنّ محمدا صلى الله عليه وعلى آله وسلم عبده ورسوله ، قائد المجاهدين ، وقدوة الأنام :

وبعـد :

فلا يخفى أنّ جميع التحركات التي تجري في المشهـد العام في المنطقة ، من حشد البوارج الأمريكية على ساحل لبنان ، في مقدمـتها المدمّرة ( كول ) ، الحاملة للصواريخ (كروز) الموجهة، ومعها سفينتا تموين وقود ، إضافة إلى سفينة إنزال برمائية هجومية ، هي السفينة "ناسو u.ss" ومعها 6 سفن مرافقة ، وإضافة للمدمرتين "روس" و"بالكلي" ، وبارجة "بحر الفلبين" ، وغواصة هجومية تسير بالطاقة النووية (ألباني).

مع آلاف من جنود المارينز ، ومضادات الصواريخ ، متزامنـا مع الضغط على تركيا لسحب جيشها فورا من شمال العراق ، إضافة إلى حشد مكثف للجنود الصهاينة في الشمال والجنـوب ، وتهيئة الملاجىء في الكيان الصهيوني ، على وقع حالة تأهب غير مسبوقة في المناطق المحاذية لجنوب لبنان من الكيان الصهيوني , يشمل ذلك وجود مكثّـف للمدرعات ، والآليات العسكرية ، ولكبار الضباط الصهاينة ، وما تردد من أنباء عن توزيع أجهزة الدفاع المدني الصهيونية تعليمات بأماكن الملاجىء على السكان في شمال الكيان

وذلك كلُّه بعـد إرسال الولايات المتحدة الأمريكية أسلحة دفاعية متطورة للكيان الصهيوني .

ثـم هذه المجازر المستـمرة على غـزة منذ ثلاثة أيام ، بعد الحصـار ، وإحكام غـلق المعابـر ، ومحاولة إستفزاز العالم الإسلامي بالإساءة إلى الإسلام لإشغال الرأي العام .

أنَّ ذلك كلـه يجري ضمـن مخطط ، تـمّ تهيئة المنطقة له ، إثـر سيطرة نهج المقاومة على قطاع غـزة ، وسقوط مؤامرة إجهاض هذا النهـج على يد زمرة الخيانة في السلطة العميلة ، وبعـد الهزيمة المنكرة للكيان الصهيوني في حرب لبنان الماضية.

وهـو مخـطط خطيـر، لشـن حرب كبيرة ، ترتكب فيها جرائم شاملة على الأمـة ، لتحقيق أمن الكيان الصهيوني ، وتحويل المنطقة كلَّها إلى مرتع للإمبريالية المتحالفة مع الصهيونية.

وهذه الحـرب بدأت منذ يومين بإبادة جماعيـة على غـزة ، وسيتبعها غـزو جديد على لبنان ، وذلك بهـدف كسـر مقاومة الأمّـة للمخطط الصهيوأمريكي ، وإجهـاض روح الممانعة في الأمّـة ، والقضاء على عـزّة التحـدّي فيها ، ثـمّ تصفية حقوقها في فلسطين وغيـرها .

وهذا كلُّه يحتّـم على الأمّـة أن تكون واعية لهذا المخطط ، وأن تجاهد ، وتحـرض على جهاده ، بالمال ، والنفس ، واللسان ، بكلَّ ما تملك من قوة ، وبجميع الوسائل المشروعـة ،

وأن يكون علماؤها ، وقادة الرأي فيها ، هم أئمتها في هذا الجهاد ، الذي هو من أهـم الواجبـات على المسلمين ، وأعظم فرائض الدين.

ابتداءً من فك الحصار عاجلا عن قطاع غـزة ، وإمداد المجاهدين فيها ، بما يحتاجونه من المال ، والرجال ، والسلاح ، والعتاد ، ومروراً بوضع قنوات تعبوية دائمة ، تكفل بقاء منهج المقاومة للمخطط الصهيوني الأمريكي في المنطقة برمتها ، وانتهاءً بإلحاق الهزيمة الشاملة بـه ، وهو الأمـر الواقع لامحالـه ، والمستقبل الذاهـب إلى مآله ، بحول الله تعالى وقوتـه ، وتصديقا لوعـده ، واعتمادا على الثقة بعهده.

اللهم هذا البيان ، وعليك البـلاغ ، وبـك نستعين ، وعليك نتوكل ، حسبنا الله ونعم الوكيل ، نعم المولى ونعم النصـير .

حامد بن عبدالله العلي ـ الكويت في 23 صفر 1429هـ ، 1 مارس 2008م