في وقت كان متطرفون صهاينة يرسمون صلبان النازية المعقوفة على قبر اسحاق رابين رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق لتوجهاته السلمية، كان باحث أميركي يكشف عن أن 150 ألف يهودي قاتلوا إلى جانب جيش ادولف هتلر النازي خلال الحرب العالمية الثانية، فيما يتعرض نائب من الحزب الديمقراطي المسيحي الألماني لحملة تتهمه بمعاداة السامية بسبب اتهامه لليهود بقتل الملايين من الروس خلال الثورة البلشفية.


وقام مجهولون الليلة قبل الماضية برسم صلبان معقوفة على قبر رابين وكتابة شعارات «كاهانا على حق» على لافتة ضخمة نصبت في المكان ضمن الترتيبات الجارية لمراسم احياء الذكرى الثامنة لاغتيال رابين مساء السبت. وكلما تمضي الساعات يتضح ان هذه الكتابات كانت جزءاً من حملة كتابة شعارات مماثلة في مدينة حولون وفي حديقة عامة في مدينة هرتسليا وفي مدينة بني براك. كذلك كتبت شعارات معادية على جدران في القدس.


بالتزامن مع هذا الحدث، كانت صحيفة «معاريف» العبرية تنشر اكتشافاً مفاجئاً للباحث والمؤرخ الأميركي الدكتور بريان مارك ريغ يفيد بأن 150 ألف جندي يهودي خدموا كجنود في جيش هتلر النازي وقاتلوا إلى جانبه في الحرب العالمية الثانية.


وبحث المؤرخون في الماضي في قضية خدمة جنود من أصل يهودي في الجيش النازي والمعروفين باسم «ميشلينغ» مختلطين، ولكن بحث ريغ يشير إلى حجم كبير للظاهرة.


وقال ريغ لصحيفة «معاريف» العبرية انه حسب المعطيات التي جمعها فإن لـ 60 ألف جندي كان هناك أم أو أب يهودي، ولـ 90 ألفاً كان هناك جدة أو جد يهودي. وأضاف: «كانت هناك حالة لجندي يدعى غولدبرغ بسبب مظهره (الآري)، أشقر بعينين زرقاوين، حظي بالظهور في إعلان دعائي نازي».


وحسب القوانين العنصرية التي اتخذت في ألمانيا في 1935، فقد حظر على من عرف كيهودي أو من أصل يهودي الخدمة في الجيش، ولكن على مدى كل سنوات الحرب واصل جنود من أصل يهودي القتال في سبيل ألمانيا النازية. وقال الباحث: «لقد اعتقدوا ان الخدمة في الجيش ستنقذ أعزاءهم من الابادة».


وكشف ريغ النقاب انه كان هناك ضباط كبار من أصل يهودي تلقوا شهادات بأنهم آريون. وروى ريغ قائلاً: «وجدت شهادات تدل على ان مثل هذه الشهادة منحت شخصياً من هتلر».


من جهة أخرى، ذكر راديو «هسيشر روندفونك» أن مارتن هوهمان عضو الحزب الديمقراطي المسيحي المعارض قال في مطلع الشهر الجاري في خطاب بمناسبة يوم الوحدة الالمانية إن العدد الكبير من اليهود البلشفيين يعني أنه كان لليهود مسئولية خاصة في الاحداث إبان الثورة الروسية.


وقال «نستطيع أن نقول إن اليهود يحملون ذنب مقتل الملايين في المراحل الاولى من الثورة». وأضاف أنه من الواضح أن عددا كبيرا من اليهود كان لهم دور كبير على مستوى القيادة في فرق الاعدام التابعة للشرطة السرية السوفييتية (تشيكا).


وأضاف «لذلك نستطيع أن نقول إن اليهود أمة من المجرمين. قد يبدو هذا فظيعا ولكنه يتسق مع نفس المنطق إزاء وصف البعض للألمان بأنهم أمة من المجرمين». وقال إن اليهود البلاشفة قطعوا صلاتهم باليهودية كما قطع النازيون صلاتهم بالمسيحية.


واختتم خطابه قائلا انه لا يجب أن يوصف الألمان واليهود بأنهم أمة من المجرمين بل بالاحرى هؤلاء الذين لا دين لهم. وانتقد أعضاء جميع الاحزاب الالمانية والجالية اليهودية تصريحات هوهمان. ووصف بول شبيغل رئيس المجلس المركزي لليهود في ألمانيا ما قاله هوهمان بأنه «أحط صور معاداة السامية».


القدس المحتلة ـ «البيان»