صفحة 1 من 2 1 2 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 15 من 17

الموضوع: محمد صلى الله عليه سلم -نبي الرحمه- محاضرات واناشيد ومعلومات وتواقيع والكثير

  1. #1
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    المشاركات
    103
    معدل تقييم المستوى
    0

    Post محمد صلى الله عليه سلم -نبي الرحمه- محاضرات واناشيد ومعلومات وتواقيع والكثير

    بسم الله الرحمن الرحيم

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    الصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم





    قد جمعت لكم في موضوعي هذا محاضرات ومعلومات واناشيد عنه عليه افضل الصلاة والسلام

    عسى الله ان ينفعني وينفعكم

    قمت بنقلها لأضعها بين ايديكم واتمنى منكم نقلها

    ابدأ الان معكم

    بسم الله الرحمن الرحيم

    محاضرات عن الرسول محمد عليه الصلاة والسلام مسموعه : (حسب اسم المحاضر)

    الشيخ نبيل العوضي (من سلسلة سيرة النبي صلى الله عليه وسلم)

    مولد النبي صلى الله عليه وسلم ونزول الوحي

    https://www.emanway.com/multimedia/s...l/alseera/1.rm

    اعلان الرساله

    https://www.emanway.com/multimedia/s...l/alseera/2.rm

    الهجره

    https://www.emanway.com/multimedia/s...l/alseera/3.rm

    غزوة بدر

    https://www.emanway.com/multimedia/s...l/alseera/4.rm

    غزوة احد

    https://www.emanway.com/multimedia/s...l/alseera/5.rm

    مؤامرات المنافقين غزوة الخندق وبني قريظة

    https://www.emanway.com/multimedia/s...l/alseera/6.rm

    حادثة الإفك وفتح خيبر

    https://www.emanway.com/multimedia/s...l/alseera/7.rm

    فتح مكه

    https://www.emanway.com/multimedia/s...l/alseera/8.rm

    غزوة تبوك

    https://www.emanway.com/multimedia/s...l/alseera/9.rm

    حجة الوداع ووفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم

    https://www.emanway.com/multimedia/s.../alseera/10.rm


    ننتقل الى المحاضرات المتفرقه الخاصه بالشيخ نبيل العوضي عن اشرف خلق الله



    https://www.emanway.com/multimedia/d...7ab_mohamad.rm

    هذا الحبيب صلى الله عليه وسلم

    https://www.emanway.com/multimedia/d...eel/alhabib.rm

    الا رسول الله

    https://www.emanway.com/multimedia/d...rsool_allah.rm

    إلا تنصروه فقد نصره الله

    https://www.emanway.com/multimedia/d...la_tansrooh.rm

    لمحات من حياة الرسول صلى الله عليه وسلم

    https://www.emanway.com/multimedia/d...abeel/lm7at.rm

    هجرة المصطفى دروس وعبر

    https://www.emanway.com/multimedia/d...ra_19_12_07.rm

    حبي لرسول الله صلى الله عليه وسلم

    https://www.emanway.com/multimedia/d...lah_29_2_08.rm

    انتهت محاضرات الشيخ نبيل العوضي الان انقلكم الى الشيخ محمد صالح المنجد...




    https://www.emanway.com/multimedia/d...aklaqAlnabe.rm

    انصر نبيك يامسلم

    https://www.emanway.com/multimedia/d...Onsor_Nabik.rm

    انتهت محاضرات الشيخ محمد صالح المنجد الان انقلكم الى الشيخ محمد الهبدان...

    من ينتصر للرسول صلى الله عليه وسلم

    https://www.emanway.com/multimedia/d...er_Lerasool.rm

    الان مع الشيخ طلال الدوسري...



    https://www.emanway.com/multimedia/d...3a_3n3erzek.rm

    الان مع الشيخ سعد بن ناصر الغنام...

    وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم

    https://www.emanway.com/multimedia/d...Wafat_Rasol.rm

    قبسات من حياة الرسول صلى الله عليه وسلم

    https://www.emanway.com/multimedia/d...nam/Qabasat.rm

    وفاة النبى صلى الله عليه وسلم المصاب الجلل

    https://www.emanway.com/multimedia/d...osab_71alal.rm

    معجزات النبي صلى الله عليه وسلم

    https://www.emanway.com/multimedia/d...m/Mo371izat.rm

    الان مع الشيخ د.عمر عبدالكافي...

    الرسول والصبر

    https://www.emanway.com/multimedia/d...sool_walsbr.rm

    الرسول زوجا

    https://www.emanway.com/multimedia/d...rsool_zwjaa.rm

    الان مع د.عبد الرحمن السديس ومحاضرين متفرقين...

    لبيك يارسول الله

    https://www.emanway.com/multimedia/droos/mono3/lbyk.rm

    من ينتصر للرسول

    https://www.emanway.com/multimedia/d...3/mn_yntser.rm

    محمد صلى الله عليه وسلم في قلب كل مسلم

    https://www.emanway.com/multimedia/d...ot/mohammad.rm

    الا رسول الله صلى الله عليه وسلم

    https://www.emanway.com/multimedia/d...soool_allah.rm

    تعرف على حبيبك محمد صلى الله عليه وسلم الجزء الاول والجزء الثاني

    https://www.emanway.com/multimedia/d...es_alkobra1.rm
    https://www.emanway.com/multimedia/d...es_alkobra2.rm

    كيف احب صلى الله عليه وسلم امته

    https://www.emanway.com/multimedia/d...a7ab_alnabi.rm

    الان مع الشيخ حسن قارئ الحسيني...

    الرسول الاعظم

    https://www.emanway.com/multimedia/d...sol_Ala3zam.rm

    الان مع الشيخ بدر بن نادر المشاري...

    الصارم المسلول فى الدفاع عن الرسول

    https://www.emanway.com/multimedia/d...An_Errasool.rm

    الان مع الشيخ ابراهيم الحارثي...

    يا لثارات النبي

    https://www.emanway.com/multimedia/d...i/yaltharat.rm

    الان مع الشيخ ناصر الاحمد...



    https://www.emanway.com/multimedia/d...rsool_allah.rm

    الان مع الشيخ محمد حسان...

    وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم

    https://www.emanway.com/multimedia/d...afatAlrsool.rm

    الان مع الشيخ عائض القرني...

    محمد صلي الله عليه وسلم كانك تراه مع بعض الاسئله والاجوبه

    https://www.emanway.com/multimedia/d...ne/mohammad.rm

    الان مع الشيخ د.طارق الطوارئ...

    وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم

    https://www.emanway.com/multimedia/d.../wfatAlrsol.rm

    الان مع الشيخ خالد سلطان...

    صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسل

    https://www.emanway.com/multimedia/d...lat_alnabay.rm

    الان مع الشيخ بشر بن فهد البشر...

    محمد رسول الله

    https://www.emanway.com/multimedia/d...rasol_Allah.rm

    الان مع الشيخ عبدالرحمن عبدالخالق...


    تكريم الرسول صلى الله عليه وسلم لا يكون بالاحتفال بمولده

    https://www.emanway.com/multimedia/d...reemalrsol.ram

    انتهينا من المحاضرات الصوتيه عن اشرف خلق الله صلى الله عليه وسلم

    الان انتقل بكم الى المحاضرات المرئيه...

    مع الشيخ نبيل العوضي...



    انصر نبيك يا عبد الله

    https://www.emanway.com/multimedia/v...sra/nosra.rmvb

    الا رسول الله بالجزء الاول والثاني
    https://www.emanway.com/multimedia/v...emanway.com.rm
    https://www.emanway.com/multimedia/v...emanway.com.rm

    نبي الرحمه رغم انفه

    https://www.emanway.com/multimedia/v.../to_vatecan.rm

    الان من سلسلة شخصيات وعبر...


    محمد صلى الله عليه وسلم

    https://www.emanway.com/multimedia/v...waepar/01.rmvb

    الان من سلسلة قصص الانبياء...

    قصة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم

    https://www.emanway.com/multimedia/v...ory/day29.rmvb

    الان مع الشيخ محمد العريفي...

    طاعة رسول الله عليه الصلاة والسلام

    https://www.emanway.com/multimedia/v.../arefi1_big.rm

    الان مع الشيخ سالم الهيجان...

    وقفه

    https://www.emanway.com/multimedia/v.../salem1_big.rm

    الان مع الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق...

    كيف صلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم بالجزء الاول والثاني

    https://www.emanway.com/multimedia/video//slah/01.rmvb
    https://www.emanway.com/multimedia/video//slah/02.rmvb


    ارجو عدم الرد حتى انتهاء الموضوع....

  2. #2
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    المشاركات
    103
    معدل تقييم المستوى
    0

    رد: محمد صلى الله عليه سلم -نبي الرحمه- محاضرات واناشيد ومعلومات عنه بالتفصيل

    الان اناشيد المصوره عنه عليه افضل الصلاة والسلام...

    المنشد عمر الضحيان

    يارسول الله عذرا

    https://www.emanway.com/multimedia/v...lah_3uthran.rm

    المنشد مشاري بن راشد العفاسي

    سيد الاخلاق



    https://www.emanway.com/multimedia/video//you.rmvb


    طلع البدر علينا



    https://www.islam2all.com/upload/vid...la3-albadr.wmv


    الان الاناشيد المسموعه...

    محمد الحسيان

    مولاي



    https://www.anashed.net/audio/mawlay/mawlay.rm


    مشاري العفاسي

    خاتم الرسل

    https://www.anashed.net/audio/oyoon_...atm_arrosl.ram

    سيد الاخلاق

    https://al7jaz.com/upload/aln3esa-1199059513.mp3


    وانتظروا مني المزيد من التواقيع والاحاديث الشريفه ومعلومات تخص اعظم خلق الله

  3. #3
    عضو برونزي الصورة الرمزية Tiina
    تاريخ التسجيل
    Mar 2007
    المشاركات
    1,680
    الدولة: Finland
    معدل تقييم المستوى
    19

    رد: محمد صلى الله عليه سلم -نبي الرحمه- محاضرات واناشيد ومعلومات عنه بالتفصيل

    بارك الله فيك
    [CENTER][COLOR=indigo]سيبقى الامل و السعي وراء النجاح مستمر[/COLOR][/CENTER]

    [CENTER][COLOR=indigo]و سيبقى الخط بعدي في الكتاب[/COLOR][/CENTER]

    [CENTER][COLOR=black][FONT=Tahoma]No pain, no gain [/FONT][/COLOR][/CENTER]
    [CENTER][COLOR=black][FONT=Tahoma]Don’t freeze when issues feel difficult That’s why we are here, to learn[/FONT][/COLOR][/CENTER]

  4. #4
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    المشاركات
    103
    معدل تقييم المستوى
    0

    رد: محمد صلى الله عليه سلم -نبي الرحمه- محاضرات واناشيد ومعلومات عنه بالتفصيل

    الان التواقيع الخاصه بأشرف خلق الله عليه الصلاة والسلام...




















































  5. #5
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    المشاركات
    103
    معدل تقييم المستوى
    0

    رد: محمد صلى الله عليه سلم -نبي الرحمه- محاضرات واناشيد ومعلومات عنه بالتفصيل

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Tiina مشاهدة المشاركة
    بارك الله فيك
    ويبارك فيكِ اختي

  6. #6
    عضو برونزي الصورة الرمزية AhmadAllRise
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    المشاركات
    1,067
    الدولة: Jordan
    معدل تقييم المستوى
    0

    رد: محمد صلى الله عليه سلم -نبي الرحمه- محاضرات واناشيد ومعلومات وتواقيع والكثير

    بارك الله فيك و بارك الله بعملك ...

    جزاك الله خيراً و جعل كل ثانية قضيتها في إنجاز هذا الموضوع في ميزان حسناتك .
    ________________________________________________
    [CENTER][SIZE="3"][COLOR="blue"]وما من كاتب إلا سيفنى - - - ويبقي الدهر ما كتبت يداه
    فلا تكتب بكفك غير شيء - - - يسرك في القيامة أن تراه
    [/COLOR][/SIZE][/CENTER]
    [CENTER][SIGPIC][/SIGPIC][/CENTER]
    [CENTER][thread=73199] [COLOR=seagreen][FONT=Comic Sans MS][SIZE=7][COLOR=red]مُحمَّد[/COLOR][/SIZE][/FONT]ْ [/COLOR]([FONT=Comic Sans MS][SIZE=5] [COLOR=black]صلى الله عليه و سلم[/COLOR][/SIZE][/FONT] ) [SIZE=4][COLOR=blue]كأنك [/COLOR][COLOR=blue]تراه[/COLOR] ...برنامج جميل - د.عائض القرني[/SIZE] [SIZE=4][COLOR=blue][/COLOR][/SIZE][/thread][/CENTER]

  7. #7
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    المشاركات
    103
    معدل تقييم المستوى
    0

    رد: محمد صلى الله عليه سلم -نبي الرحمه- محاضرات واناشيد ومعلومات وتواقيع والكثير

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة AhmadAllRise مشاهدة المشاركة
    بارك الله فيك و بارك الله بعملك ...

    جزاك الله خيراً و جعل كل ثانية قضيتها في إنجاز هذا الموضوع في ميزان حسناتك .
    ويبارك فيك اخوي تسلم على الدعوه الجميله
    والله يجزاك كل خير

  8. #8
    عضو برونزي
    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    المشاركات
    7,341
    الدولة: Syria
    معدل تقييم المستوى
    73

    رد: محمد صلى الله عليه سلم -نبي الرحمه- محاضرات واناشيد ومعلومات وتواقيع والكثير

    موضوع قوي، بارك الله فيك عزيزي ..

  9. #9
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    المشاركات
    103
    معدل تقييم المستوى
    0

    رد: محمد صلى الله عليه سلم -نبي الرحمه- محاضرات واناشيد ومعلومات وتواقيع والكثير

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة bigmaster مشاهدة المشاركة
    موضوع قوي، بارك الله فيك عزيزي ..
    الله يخليك ويبارك فيك تسلم على الرد الجميل

  10. #10
    عضو فضي
    تاريخ التسجيل
    Apr 2005
    المشاركات
    1,099
    الدولة: United Arab Emirates
    معدل تقييم المستوى
    24

    Smile رد: محمد صلى الله عليه سلم -نبي الرحمه- محاضرات واناشيد ومعلومات وتواقيع والكثير

    جزاك الله خيراً أخي .......

    ولي ملاحظة على صورة منتج "نيدو" من نستله ،، فهي شركة سويسرية وليست دنماركية وتبدأ منتجاتها بالكود 88 وليس
    57


  11. #11
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    المشاركات
    103
    معدل تقييم المستوى
    0

    رد: محمد صلى الله عليه سلم -نبي الرحمه- محاضرات واناشيد ومعلومات وتواقيع والكثير

    منهج الرسول في الحفاظ على سمعة الإسلام
    د. خالد بن عبد الرحمن الشايع


    من منهج رسول الله صلى الله عليه وسلم في القضايا العامة حرصه على سمعة الإسلام، وتنزيهه عن الأقوال والأفعال التي قد تسبب تشويهه أو وصمه بصفات هو منها بريء.

    وهذا المنهج النبوي واضحٌ وجليٌّ لكل من تأمل في السيرة العطرة.

    والأمثلة على هذا متعددة، ومن النماذج منهج النبي عليه الصلاة والسلام في احتواء المشكلات داخل المدينة المنورة، وتجاوزه عن بعض أفعال المنافقين والزنادقة الذين يتظاهرون بالإسلام ويعيشون في جنبات المدينة النبوية؛ رغم ما كان يصدر عنهم من مواقف الخيانة العظمى، إلى الحد الذي جعل الصحابة يضيقون ذرعا بأولئك الأفراد، ويطالبون النبي عليه الصلاة والسلام بقتلهم في أكثر من مرة، غير أن النبي عليه الصلاة والسلام كان متشبثا بمنهجية الإغضاء، ويعلل ذلك بقوله: «لا يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه»، رواه البخاري ومسلم.

    وفي واقعة أخرى يحدث جابر بن عبد الله يقول: «لما قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم غنائم هوازن بين الناس بالجعرانة قام رجل من بني تميم فقال: اعدل يا محمد! فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «ويلك! ومن يعدل إذا لم أعدل؟! لقد خبت وخسرت إن لم أعدل»، فقال عمر بن الخطاب: يا رسول الله ألا أقوم فأقتل هذا المنافق؟ قال: «معاذ الله أن تتسامع الأمم أن محمدا يقتل أصحابه»، ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن هذا وأصحابا له يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم». رواه أحمد وأصله في صحيح البخاري.

    وفي روايات أو مناسبات أخرى عندما كان الصحابة يرون أن أشخاصا ممن يعيشون في كنف الدولة الإسلامية ارتكبوا أعمالا شنيعة، مما يطلق عليه اليوم في قوانين الدول «الخيانة العظمى» نحو أوطانهم، ويطالب الصحابة ومنهم كبار وزراء ومستشاري النبي الكريم عليه الصلاة والسلام، بتنفيذ الحكم الحاسم نحوهم، إلا أنه كان يرد عليهم: «أكره أن يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه»، وبقوله: «فكيف إذا تحدث الناس يا عمر أن محمدا يقتل أصحابه».

    وتوضيحا لهذه السياسة النبوية فإن المجتمع الإنساني آنذاك وهو يشاهد هذا الدين الجديد وهذه الدولة الوليدة على أساسه وتشريعاته فإنهم يرمقون اتجاهات قائدها ويراقبون قراراتها، إلى الحد الذي سبروا معه تاريخ هذا القائد منذ مولده وطبيعة تعاملاته وأخلاقه، بل تاريخ أجداده، كما جاء في الحوار الشهير بين اثنين من أكبر قادة وساسة ذلك العصر، وهما القائد القرشي أبو سفيان والملك الرومي هرقل.

    وفي ضوء ذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يدرك أن الناس من حوله لن يتفهموا سبب الحكم بالإعدام الذي تقضي به الدول نحو من يخونها من رعاياها، فترك ذلك رعاية لمصلحة أعلى، وهي حماية سمعة الرسالة الخاتمة التي كلفه الله بإبلاغها للثقلين.

    منهجية حماية سمعة الإسلام


    ولم يزل النبي صلى الله عليه وسلم محافظا على منهجية حماية سمعة الإسلام، وبخاصة لدى التعامل مع الدول وأهل الملل الأخرى، عملا بالتوجيهات الربانية، كما في قوله سبحانه: "وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ خِيَانَةً فَانبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاء إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الخَائِنِينَ" [الأنفال : 58].

    ويوضح هذه الآية الكريمة ما رواه سليم بن عامر قال: كان بين معاوية وبين الروم عهد، وكان يسير نحو بلادهم، حتى إذا انقضى العهد غزاهم، وفي رواية: فأراد أن يدنو منهم فإذا انقضى الأمد غزاهم، فجاء رجل على فرس أو برذون وهو يقول: الله أكبر الله أكبر، وفاء لا غدر. فنظروا فإذا عمرو بن عبسة رضي الله عنه، فأرسل إليه معاوية فسأله؟ فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من كان بينه وبين قوم عهد فلا يشد عقدة ولا يحلها حتى ينقضي أمدها أو ينبذ إليهم على سواء»، فرجع معاوية بالناس. رواه أحمد وأبو داود والترمذي.

    وكان النبي عليه الصلاة والسلام يوصي من يعينهم من القادة والسفراء ومن يتفاوض مع غير المسلمين ويقول لهم: «إذا أرادوك أن تجعل لهم ذمة الله وذمة نبيه فلا تجعل لهم ذمة الله ولا ذمة نبيه، ولكن اجعل لهم ذمتك وذمة أصحابك، فإنكم أن تخفروا ذممكم وذمم أصحابكم أهون من أن تخفروا ذمة الله وذمة رسوله»، رواه مسلم.

    قال العلماء: الذمة هنا: العهد، ومعنى: تخفروا، أي نقض عهدهم، والمعنى لا تجعلوا العهد منسوبا إلى الله أو إلى نبيه فإنه قد ينقضه من لا يعرف حقه، وينتهك حرمته بعض الأفراد. ولكن يكون العهد باسم القائد حتى يكون مسئولا عنه هو.

    وعند النظر في الحملات الجائرة لتشويه تراث الأمة وتاريخها والتي يتبناها اليوم أقوام جعلوا هدفهم الأكبر الصد عن دين الإسلام ومنع الناس من تقبله، وسلكوا في سبيل ذلك مسلك التشويه والافتراء، مستغلين أخطاء بعض من ينتسبون للإسلام، فراحوا يضخمونها ويسخرون لها وسائل الإعلام والاتصالات ليؤكدوا للعالم مزاعمهم ضد الإسلام وضد نبي الرحمة عليه الصلاة والسلام، على غرار ما تابعناه في الفترة الأخيرة من حملات محاولة الإساءة للنبي الكريم عليه الصلاة والسلام.

    إن ذلك كله ليفرض علينا - أهل الإسلام - أن نجعل من أولويات التعامل مع غير المسلمين مبدأ (حماية سمعة الإسلام) و(حماية سمعة النبي صلى الله عليه وسلم) وأن نوضح الصورة الحقيقية للإسلام وأن نعرف بهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال الله عنه: «وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَة لِّلْعَالَمِينَ». [الأنبياء:107].

    ** الأمين المساعد للبرنامج العالمي للتعريف بنبي الرحمة محمد صلى الله عليه وسلم.

    منقول...

  12. #12
    مخالف للقوانين
    تاريخ التسجيل
    Sep 2007
    المشاركات
    4,715
    معدل تقييم المستوى
    0

    رد: محمد صلى الله عليه سلم -نبي الرحمه- محاضرات واناشيد ومعلومات وتواقيع والكثير

    بارك الله فيك

  13. #13
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    المشاركات
    103
    معدل تقييم المستوى
    0

    رد: محمد صلى الله عليه سلم -نبي الرحمه- محاضرات واناشيد ومعلومات وتواقيع والكثير

    ابتسامة الرسول حقائق وأسرار
    الدكتور: عمر عبد الله المقبل**



    حينما يقلب المسلم سيرة النبي -صلى الله عليه وسلم- لا ينقضي عجبه من جوانب العظمة والكمال في شخصيته العظيمة صلوات ربي وسلامه عليه.

    ومن جوانب تلك العظمة ذلك التوازن والتكامل في أحواله كلها، واستعماله لكل وسائل تأليف القلوب وفي جميع الظروف.

    ومن أكبر تلك الوسائل التي استعملها -صلى الله عليه وسلم- في دعوته، هي تلكم الحركة التي لا تكلف شيئا، ولا تستغرق أكثر من لمحة بصر، تنطلق من الشفتين، لتصل إلى القلوب، عبر بوابة العين، فلا تسل عن أثرها في سلب العقول، وذهاب الأحزان، وتصفية النفوس، وكسر الحواجز مع بني الإنسان! تلكم هي الصدقة التي كانت تجري على شفتيه الطاهرتين، إنها الابتسامة!

    الابتسامة التي أثبتها القرآن الكريم عن نبي من أنبيائه، وهو سليمان –عليه السلام- حينما قالت النملة ما قالت!.

    إنها الابتسامة التي لم تكن تفارق محيا رسولنا -صلى الله عليه وسلم- في جميع أحواله، فلقد كان يتبسم حينما يلاقي أصحابه، ويتبسم في مقامٍ إن كتم الإنسان فيه غيظه فهو ممدوح فكيف به إذا تبسم؟! وإن وقع من بعضهم خطأ يستحق التأديب، بل ويبتسم -صلى الله عليه وسلم- حتى في مقام القضاء!.

    فهذا جرير -رضي الله عنه- يقول -كما في الصحيحين-: ما حَجَبني رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- منذُ أسملتُ، ولا رآني إلا تَبَسَّم في وجهي.

    ويأتي إليه الأعرابي بكل جفاء وغلظة، ويجذبه جذبة أثرت في صفحة عنقه، ويقول: يَا مُحَمَّدُ مُرْ لِي مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي عِنْدَكَ! فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَضَحِكَ ثُمَّ أَمَرَ لَهُ بِعَطَاءٍ.

    ومع شدة عتابه -صلى الله عليه وسلم- للذين تخلفوا عن غزوة تبوك، لم تغب هذه الابتسامة عنه وهو يسمع منهم، يقول كعب -رضي الله عنه- بعد أن ذكر اعتذار المنافقين وحلفهم الكاذب: فَجِئْتُهُ فَلَمَّا سَلَّمْتُ عَلَيْهِ تَبَسَّمَ تَبَسُّمَ الْمُغْضَبِ، ثُمَّ قَالَ «تَعَالَ» . فَجِئْتُ أَمْشِي حَتَّى جَلَسْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ.

    ويسمع أصحابه يتحدثون في أمور الجاهلية -وهم في المسجد- فيمر بهم ويبتسم!

    بل لم تنطفئ هذه الابتسامة عن محياه الشريف، وثغره الطاهر حتى في آخر لحظات حياته، وهو يودع الدنيا -صلى الله عليه وسلم- يقول أنس -كما في الصحيحين-: بينما الْمُسْلِمُونَ في صَلاَةِ الْفَجْرِ مِنْ يَوْمِ الإِثْنَيْنِ وَأَبُو بَكْرٍ يُصَلِّي بَهُمْ لَمْ يَفْجَأْهُمْ إِلاَّ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَدْ كَشَفَ سِتْرَ حُجْرَةِ عَائِشَةَ، فَنَظَرَ إِلَيْهِمْ وَهُمْ فِي صُفُوفِ الصَّلاَةِ. ثُمَّ تَبَسَّمَ يَضْحَكُ!
    ولهذا لم يكن عجيبا أن يملك قلوب أصحابه، وزوجاته، ومن لقيه من الناس!.

    الطريق إلى القلوب!

    لقد شقّ النبي -صلى الله عليه وسلم- طريقه إلى القلوب بالابتسامة، فأذاب جليدها، وبث الأمل فيها، وأزال الوحشة منها، بل سنّ لأمته وشرع لها هذا الخلق الجميل، وجعله من ميادين التنافس في الخير، فقال: (وتبسمك في وجه أخيك صدقة) رواه الترمذي وصححه ابن حبان.

    ومع وضوح هذا الهدي النبوي ونصاعته، إلا أنك ترى بعض الناس يجلب إلى نفسه وإلى أهل بيته ومن حوله الشقاء بحبس هذه الابتسامة في فمه ونفسه.

    إنك تشعر أن بعض الناس -من شدة عبوسه وتقطيبه- يظن أن أسنانه عورةٌ من قلة ما يتبسم! فأين هؤلاء عن هذا الهدي النبوي العظيم!.

    نعم.. قد تمر بالإنسان ساعات يحزن فيها، أو يكون مشغول البال، أو تمر به ظروف خاصة تجعله مغتمًّا، لكن أن تكون الغالب على حياة الإنسان "التكشير"، والانقباض، وحبس هذه الصدقة العظيمة، فهذا –والله- من الشقاء المعجّل لصاحبه والعياذ بالله.

    ابتسامة ثنائية الأبعاد!

    إن بعض الناس حينما يتحدث عن الابتسامة يربط ذلك ببعض الآثار النفسية الجيدة على المبتسم، وهذا حسن، وهو قدر يشترك فيه بنو آدم، إلا أن المسلم يحدوه في ذلك أمرٌ آخر، وهو التأسي به -صلى الله عليه وسلم- والاقتداء به، وستأتيه الآثار النفسية والصحية التي تذكر في هذا المجال.

    لقد أدرك العقلاء من الكفار والمسلمين أهمية هذه الابتسامة، وعظيم أثرها في الحياة!
    يقول ديل كارنيجي في كتابه المشهور (كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الناس): "إن قسمات الوجه خير معبر عن مشاعر صاحبه، فالوجه الصبوح ذو الابتسامة الطبيعية الصادقة خير وسيلة لكسب الصداقة والتعاون مع الآخرين، إنها أفضل من منحة يقدمها الرجل، ومن أرطال كثيرة من المساحيق على وجه المرأة، فهي رمز المحبة الخالصة والوداد الصافي.

    ويقول: "لقد طلبت من تلاميذي أن يبتسم كل منهم لشخص معين كل يوم في أسبوع واحد؛ فجاءه أحد التلاميذ من التجار، وقال له: اخترت زوجتي للابتسامة، ولم تكن تعرفها مني قط، فكانت النتيجة أنني اكتشفت سعادة جديدة لم أذق مثلها طوال الأعوام الأخيرة! فحفزني ذلك إلى الابتسام لكل من يتصل بي، فصار الناس يبادلونني التحية ويسارعون إلى خدمتي، وشعرت بأن الحياة صارت أكثر إشراقًا وأيسر منالا، وقد زادت أرباحي الحقيقية بفضل تلك الابتسامة". إلى أن قال ديل كارنيجي: تذكر أن الابتسامة لا تكلف شيئا، ولكنها تعود بخير كثير، وهي لا تفقر من يمنحها مع أنها تغني آخذيها، ولا تنس أنها لا تستغرق لحظة، ولكنها تبقى ذكرى حلوة إلى آخر العمر. وليس أحد فقير لا يملكها، ولا أحد غني مستغن عنها.

    كم نحتاج إلى إشاعة هذا الهدي النبوي الشريف، والتعبد لله به في ذواتنا، وبيوتنا، مع أزواجنا، وأولادنا، وزملائنا في العمل، فلن نخسر شيئا! بل إننا سنخسر خيرا كثيرا -دينيا ودنيويا- حينما نحبس هذه الصدقة عن الخروج إلى واقعنا المليء بضغوط الحياة.

    إن التجارب تثبت الأثر الحسن والفعّال لهذه الابتسامة حينما تسبق تصحيح الخطأ، وإنكار المنكر، وبعد: فإن العابس لا يؤذي إلا نفسه، وهو –بعبوسه- يحرمها من الاستمتاع بهذه الحياة، بينما ترى صاحب الابتسامة دائما في ربح وفرح.

    **عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالمملكة العربية السعودية

    منقول...

  14. #14
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    المشاركات
    103
    معدل تقييم المستوى
    0

    رد: محمد صلى الله عليه سلم -نبي الرحمه- محاضرات واناشيد ومعلومات وتواقيع والكثير

    صلح الحديبية وفتح مكة نموذجاً...
    أخلاقيات الرسول في الحروب
    الدكتور: عبد الحليم عويس








    من المعلوم أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- وعد المسلمين بأن قريشا لن تغزوهم في المدينة بعد الخندق، وقد كانت مشاعر المسلمين لا سيما المهاجرين قد تأجّجت تهفو لزيارة مكة البلد الحرام، وطنِ المهاجرين الذين طالت غربتُهم واشتد حنينهم أنهم يعيشون منذ ستّ سنوات على هذا الأمل، وبعضهم ربما نزح من الحبشة إلى المدينة مباشرة، دون أن يرى بلده مكة، فطالت غيبته أكثر... ولهذا كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- يزرع فيهم الأمل، ويعدهم بفرج قريب، بعد أن استنفدت قريش كل طاقتها، وخابت كل جهودها، وضاعت كل أحلامها، وانتصرت القلة المؤمنة المظلومة.

    صلح الحديبية

    في السنة السادسة للهجرة وعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أصحابه بالعمرة، ولهذا خرج الرسول -صلى الله عليه وسلم- في ألف وأربعمائة من أصحابه إلى مكة ليس معهم إلا السيوف في القِرَب، وقد وصل الرسول -صلى الله عليه وسلم- إلى الحديبية، وهي مكان يبعد عن مكة ما بين 50 أو60 كم تقريباً، وقد عمد الرسول -صلى الله عليه وسلم- إلى اتخاذ كل السبل ليُقنع أهل مكة بأنه جاء مُعتمراً، ولم يأت محارباً، ومع ذلك فقد رفَضوا تركه ومن معه من المسلمين يعتمرون، ويدخلون المسجد الحرام، إلا أنّ الرسول -صلى الله عليه وسلم- حافظ على الصبر، والأخذ بأسباب السلام ما أمكن.

    لقد اضطر الرسول -صلى الله عليه وسلم- إلى التوقف في الحديبية وأمر أصحابه بالتوقف، على الرغم من إيمانه بنفسه وشجاعة أصحابه، وكان يعلم أنه لو التجأ إلى الله تعالى وتوكّل عليه وقاتلهم فسيَغلبهم، غير أنه لم يفعل ذلك وفضّل الانتظار.

    وعندما وصل المنع والعرقلة مرحلة معينة تبايع مع أصحابه.. تبايع على القتال حتى الموت في سبيل الإسلام، هذه البيعة التي باركها الله تعالى من فوق سبع سماوات: ﴿لَقَدْ رَضِيَ اللهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا * وَمَغَانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَهَا وَكَانَ اللهُ عَزِيزًا حَكِيمًا﴾ (الفتح: 18-19).

    والحقيقة أن قرَيشاً التي كانت تظهر أنها تملك الكعبة اضطرت إلى قبول الأمر الواقع في معاهدة الصلح التي وقعت عليها كما وقع عليها الرسول -صلى الله عليه وسلم-، إذ قالت للرسول -صلى الله عليه وسلم-: «وإنك ترجع عامك هذا فلا تدخل علينا الكعبة، وإنه إذا كان عام قابل خرجنا عنها فدخلتها بأصحابك فأقمت بها ثلاثاً معك سلاح الراكب، السيوف في القِـرَب لا تدخـلها بغيرها»، ومعنى هذا أن المسلمين شركاء في الكعبة أيضاً، وأن لهم ديناً حنيفاً على ملّة إبراهيم، بينما كان المفهوم السائد حتى آنـذاك أن مكة والكعبة ملك للمشـركين، وما كان لأحـد أن يضـع شـعائر خاصة ومختلفة، بينما كـان مـن ضمن شروط معاهدة الحديبية حرية المسلمين في أداء الحج والطواف حول الكعبة بشعائرهم الخاصة بهم.

    وبعد مفاوضات ظهرت فيها إساءات من رسل قريش، وآخرهم سهيل بن عمرو، وغضب لها أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-، وتغاضى عنها الرسول -صلى الله عليه وسلم- إيثاراً للسلام على الحرب، وقعت اتفاقية الهدنة والسلام لمدة عشر سنوات بين الطرفين، وسرعان ما تبين للمسلمين أن إيثار الرسول للسلام كان خيراً وبركة وفتحاً مبيناً.

    لقد كان المفاوض من قِبل قريش «سُهيل بن عمرو» يَعُدّ كل تنازل يقتطعه من المسلمين نصراً كبيراً له؛ لذا فإنه كان يعترض حتى على أصغر المسائل؛ فمثلاً عندما دعا الرسول -صلى الله عليه وسلم- عليًّا رضي الله عنه ليكتب معاهدة الصلح مع قريش، قال له: «اكتب (بسم الله الرحمن الرحيم)» فقال سهيل: «اكتب: باسمك اللهم» فكتبها، ثم قال -صلى الله عليه وسلم- اكتب: «هذا ما صالح عليه محمد رسول الله سهيل بن عمرو»، فقال سهيل: لو شهدت أنك رسول الله لم أقاتلك، ولكن اكتب اسمك واسم أبيك، فأشار الرسول -صلى الله عليه وسلم- لعليٍّ رضي الله عنه أن يمحو كلمة «رسول الله» التي كان قد كتَبها، وتردّد عليّ رضي الله عنه، إذ صعب عليه محو كلمة «رسول الله» فقام النبي -صلى الله عليه وسلم- بمحو تلك الكلمة بنفسه بعد أن دلّه على مكانها عليّ، وقال: «اكتب؛ هذا ما صالح عليه محمد بن عبد الله سهيل بن عمرو، واصطلحا على وضع الحرب عن الناس عشر سنين يأمن فيهن الناس، ويكفّ بعضهم عن بعض، على أنه من أتى محمداً من قريش بغير إذنِ وليّه ردّه عليهم، ومن جاء قريشاً ممن مع محمد لم يرده عليه».

    وقد قبل النبي -صلى الله عليه وسلم- هذا الشرط الجائر لحكمة رآها على الرغم من تبرّم بعض الصحابة، وعلى رأسهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

    وهكذا يرينا صلح الحديبية بملابساته وشروطه المدى الذي وصل إليه إلحاح الرسول -صلى الله عليه وسلم- على طلب السلام؛ لأن ظروف الأمن والسلام هي المناخ الملائم لدعوة الإسلام التي يراد لها الدخول إلى القلوب والعقول، ومن البديهي أن مناخ الحرب والقتال لا مكان فيه لتفتح العقول والقلوب على الحق، ولا على الحوار الإيجابي، وكما أثبت التاريخ فقد كان هذا الصلح على ما فيه من إجحاف فتحاً مبيناً، وفيه نزل قوله تعالى: ﴿إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُّبِيناً﴾ (الفتح: 1).





    فتح مكة




    أما فتح مكة في الثالث والعشرين من رمضان من السنة الثامنة للهجرة فهو الآية العظمى على مدى الأخلاقية النبوية الإنسانية التي التزم بها الرسول -صلى الله عليه وسلم- مقدماً أرفع نموذج للتسامح والتواضع والسموّ الذي عرفته البشرية عبر تاريخها.

    إننا لا يَعنينا هنا رصد تطور الأحداث بعد الحديبية، فموضع ذلك هو الدرس التاريخي وكتب الحديث والسيرة، لكن الذي يعنينا هنا هو الوقوف عند الخلُق الحربي الذي طبَّقه النبيّ الفاتحُ لبلده مكة، مع التذكير -في البداية- بكل ما عاناه الرسول من أهل مكة خلال أكثر من عشرين عاماً، منها ثلاثة عشر أمضاها هو وصحابته تحت مِطرقة التعذيب والأذى والتشرد في الأرض بحثاً عن ملجأ آمن، وعندما هاجر لُوحق ورُصدتْ الأموال الطائلة لمن يغتاله، بعد أن فشلت مؤامرة قتله في داخل مكة... ثم -أخيراً- الأعوام الثمانية التي قضاها الرسول في مكة، وهم يلاحقونه ويتربصون بكل أصحابه، ولا تمرّ الأيام أو الأسابيع إلا وهم متآمرون عليه مع اليهود أو المنافقين، أو مُوعِزون لبعض القبائل بترويعه في المدينة والسطو على مسارح المسلمين التي تسرح فيها دوابهم، أو مقاتلون له مباشرة طوراً ثالثاً.

    وها هي السنوات الطوال قد مضت، وها هو أنبل الناس وأزكى الناس، الذي حورب واضطهد يعود فاتحاً لبلده، أجل.. بلده مكة التي أُخرج منها وهو يذرف الدمع ويقول: «والله إنك لأحب بلاد الله إليّ، ولولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجتُ».

    إنها ذكريات أليمة كل الألم، بشعة كل البشاعة، وإن أفضل الناس في مواجهتها هو الذي يلتزم «العدل» -على الأكثر- فيقتص لنفسه ولأصحابه، ويستردّ ما اغتصب منه ومنهم، وهو كثير، ويطلب التعويض الكافي عن الاغتراب والملاحقة طيلة هذه المدة الطويلة.

    ولعلّ أقل ما يُقبل ويغتفر لهذا الفاضل أن يَدخل بلدَه شامخاً رافعاً رأسه معتزاً بمجده الذي وصل إليه، وبحقه الذي انتزعه، لكن الرسول الأخلاقي الذي وصفه ربُّه بالخلق العظيم ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾ (القلم: 4)، لم يكن مثل أفضل الناس؛ بل إنه لولا بشريته التي نؤمن بها، وعبوديته التي كان يعدّها وِسامه الأرفع.. لولا البشرية والعبودية لقلنا: إنه لم يكن من الناس، وهو يدخل مكة... لقد كان ملاكاً طاهراً ارتفع عن أكبر مدى تستطيع أن ترنو إليه البشرية، أو أن تطمح في الوصول إليه.

    ونظر إلى آلاف الوجوه التي فعلت بـه الأفاعيل طيلة عقدين من الزمان، بعد أن دخل مكة من أعلاها، من كداء، وهو يضع رأسه -وهو راكب- على دابته، تكاد تلامس رأسه ظهر الدابة تخشّعًا وخضوعًا لله، وإقراراً بأنه صاحب الفضل في تدويل الأيام، وفي إعزاز الأذلاّء، ولقد كانت رأسـه تلمس واسطة الرحل من شدّة الانحناء وهو -مع ذلك- مشغول عن نفسه، وعن أي نظرات ترقبه وهو داخل دخول النبي المنتصر، وليس دخول «الملِك» كما قال أبو سفيان للعباس رضي الله عنه: لقد أصبح مُلكُ ابن أخيك عظيماً.. فصحّح له العباس رضي الله عنه، وقال له: إنها النبوّة.

    إنه -صلى الله عليه وسلم- مشغول عن الناس بقراءة سورة "الفتح"، بينما يخفق قلبه بأروع المشاعر؛ لأنه في طريقه إلى المسجد الحرام والكعبة، وقد فعل ما أراد، واستلم الحجر الأسود، طاف بالبيت، ولم يكن محرماً ﴿وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً﴾ (الإسراء/81)، ثم دخل إلى جوف الكعبة، فأزال آثار الوثنية في داخلها كما أزالها من خارجها، ثم دار في البيت يُوحّد الله ويكبره، وكل ذلك وهم ينظرون إليه، إنهم في وادٍ بعيد عنه، إنه في الآخرة، في الملأ الأعلى، أما هم فيفكرون هلِعين فيما ينتظرهم، متذكرين ماضيهم الأسود معه.

    ونظر إليهم.. وهم ينتظرون القضاء العادل... لكنهم مع ذلك كانوا يعرفون أن محمداً هو محمد رسول الرحمة، إنه لن يعاملهم بالعدل، فلو عاملهم بالعدل لانتهى كل شيء، ثم فاجأهم النبيّ الأعظم بالسؤال: «يا معشر قريش، ما تظنون أني فاعل بكم؟» وكأنما كان السؤال نفسه طوق نجاة لهم، فسرعان ما أجابوه قائلين: «خيراً... أخ كريم، وابن أخ كريم». قال: «فإني أقول لكم كما قال يوسف لإخوته ﴿لاَ تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ﴾ (يوسف: 92) اذهبوا فأنتم الطلقاء».

    لقد وُلدوا من جديد، ودبت في أوصالهم الحياة، وما كانوا يتخيلون أن يَنقَذوا –هكذا- في دقيقة واحدة، وبعبارة واحدة، «اذهبوا، فأنتم الطُّلقاء» لكنه سموّ محمد -صلى الله عليه وسلم- في حربه.. سموه في عفوه.. سموه في إكرام من ظلموه.. وفي تأليف قلوبهم. فإن أكبر ما يهمه كنبي أعظم أن يدخل إلى قلوبهم، إنه لا يريد الطاعة كملِك وإنما يريد الطاعة مع الحبّ كنبيّ بعثه الله رحمة للعالمين، وقد تحقق له ما أراد.

    ثم تتوالى آيـات عظمته، فيرفض أن يأخذ مفاتيـح الكعبة مـن عثمان بـن أبي طلحة، ويعطيها للعباس -رضي الله عنه- أو لعليّ رضي الله عنه (بعض بني هاشم قومه)، وقال: «اليوم يوم برّ ووفاء» فالنبي الأعظم لا يعرف الانتقام.

    وعندما كانت الجيوش الإسلامية تزحف على مكة في ظل أوامر صـارمة بعدم إراقة الدماء إلا في الدفاع عن النفس أخطأ أحد القادة -وهو الرجل العظيم سعد بن عبادة- فقال: اليوم يوم الملحمة، اليوم يذلّ الله قريشاً، فانتُزعت منه الراية بأمر الرسول وأعطيت لابنه قيس، وصَحح الرسول -صلى الله عليه وسلم- العبارة حتى لا تذهب إلى الناس وتروّعهم قائلاً: «اليوم يوم المرحمة... اليوم يُعزّ الله قريشاً..». وقد صدق... فلولاه ولولا دخول مكة في الإسلام لما كانت لمكة قيمة، ولَمَا كان لقريش قيمة أبداً.


    أستاذ التاريخ والحضارة الإسلامية بجامعة الأزهر.

    منقول...

  15. #15
    عضو
    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    المشاركات
    103
    معدل تقييم المستوى
    0

    رد: محمد صلى الله عليه سلم -نبي الرحمه- محاضرات واناشيد ومعلومات وتواقيع والكثير

    ديورانت: محمد أعظم عظماء التاريخ*






    ".. يبدو أن أحدًا لم يعن بتعليم -محمد صلى الله عليه وسلم- القراءة والكتابة.. ولم يعرف عنه أنه كتب شيئًا بنفسه.. ولكن هذا لم يحل بينه وبين قدرته على تعرف شؤون الناس تعرفًا قلّما يصل إليه أرقى الناس تعليمًا".

    "كان النبي -صلى الله عليه وسلم- من مهرة القواد.. ولكنه كان إلى هذا سياسيًا محنكًا، يعرف كيف يواصل الحرب بطريق السلم".

    "إذا ما حكمنا على العظمة بما كان للعظيم من أثر في الناس قلنا إن محمدًا -صلى الله عليه وسلم- كان من أعظم عظماء التاريخ، فلقد أخذ على نفسه أن يرفع المستوى الروحي والأخلاقي لشعب ألقت به في دياجير الهمجية حرارة الجو وجدب الصحراء، وقد نجح في تحقيق هذا الغرض نجاحًا لم يدانه فيه أي مصلح آخر في التاريخ كله، وقلّ أن نجد إنسانًا غيره حقق ما كان يحلم به.. ولم يكن ذلك لأنه هو نفسه كان شديد التمسك بالدين وكفى، بل لأنه لم يكن ثمة قوة غير قوة الدين تدفع العرب في أيامه إلى سلوك ذلك الطريق الذي سلكوه.. وكانت بلاد العربي لما بدأ الدعوة صحراء جدباء، تسكنها قبائل من عبدة الأوثان قليل عددها، متفرقة كلمتها، وكانت عند وفاته أمة موحدة متماسكة. وقد كبح جماح التعصب والخرافات، وأقام فوق اليهودية والمسيحية، ودين بلاده القديم، دينًا سهلاً واضحًا قويًا، وصرحًا خلقيًا وقوامه البسالة والعزة القومية. واستطاع في جيل واحد أن ينتصر في مائة معركة، وفي قرن واحد أن ينشئ دولة عظيمة، وأن يبقى إلى يومنا هذا قوة ذات خطر عظيم في نصف العالم".

    ".. لسنا نجد في التاريخ كله مصلحًا فرض على الأغنياء من الضرائب ما فرضه عليهم محمد -صلى الله عليه وسلم- لإعانة الفقراء..

    "تدل الأحاديث النبوية على أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يحث على طلب العلم ويعجب به، فهو من هذه الناحية يختلف عن معظم المصلحين الدينيين.**

    *العالم الكبير ويل ديورانت صاحب الكتاب المشهور عن "تاريخ الحضارة" في أحد عشر جزءا.

    **عن كتاب: أبطال من التاريخ مختصر قصة الحضارة.

    منقول...

صفحة 1 من 2 1 2 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. حقيقة الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم)
    بواسطة one-zero في المنتدى الأرشيف
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 10-10-2010, 09:33
  2. مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 17-04-2009, 02:30
  3. مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 08-01-2008, 18:04
  4. صوت لرسولنا محمد (صلى الله عليه و سلم)
    بواسطة omar-tdm في المنتدى الأرشيف
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 07-03-2007, 16:13
  5. فضل الله تعالى على أمة محمد صلى الله عليه وسلم
    بواسطة Al-Mazrouei في المنتدى الأرشيف
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 03-06-2004, 10:28

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •