صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 1 2 3 الأخيرةالأخيرة
النتائج 16 إلى 30 من 32

الموضوع: (يوميات شاب روش طحن ) .... سيناريو و حوار / أبو جنة

  1. #16
    مخالف للقوانين
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    المشاركات
    2,047
    معدل تقييم المستوى
    0

    رد: (يوميات شاب روش طحن ) .... سيناريو و حوار / أبو جنة

    اسمحولي بنقل باقي المشاهد إليكم

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



    المشهد السابع


    *******************

    الليلة ليلة غير عادية ، ألا تعلم لماذا ؟ .... لأن الأستاذ (كرم ) سيأتى لزيارة العائلة اليوم

    و لمن لا يعلم : الأستاذ كرم هو --- عم الأستاذ ( عبده) و أخو زوجته ، و خال الأولاد

    (طارق ) و ( وائل)

    أما لماذا هو يوم غير عادى ، و لماذا الأسرة كلها تنتظر هذا اليوم من العام إلى العام ؟

    فذلك لأسباب عدة :

    أولها : أنه إنسان مهذب بشوش محترم كريم

    ثانيها : أنه حينما يأتى من سفره يغدق عليهم بالهدايا

    ثالثها : أنه يفك أزمة الأب بسداد ديونه

    رابعها : أنه يحب أولاد أخته حباً جماً و كأنهم أولاده برغم صغر سنه النسبى ، فهم كل

    من تبقى له فى الدنيا بعد وفاة الوالدين

    أما الأولاد فيعشقونه و يعتبرونه مثلاً أعلى لهم

    و الأستاذ كرم حالياً ، فى الخامسة و الثلاثين من عمره ، محاسب ، يعمل فى شركة

    بترولية فى المملكة العربية السعودية ، دخله منها محترم ، سافر من أربع سنوات

    و يبدو أنه استقر هناك .... ما زال عزباً

    و لكن هذه المرة يبدو أن هناك أشياء جديدة طرأت عليه ؛ فهو لما سافر كان كأى شاب

    عادى غير ملتزم يسمع الأغانى و يذهب إلى السينما و المسرح ، و كان من عادته كل

    عام أن يأخذهم جميعاً فى سهرة فى أحد الأماكن التى تقدم رقصاً و غناءً .

    أما هذه المرة فيبدو أنه قد تغير كثيراً حتى أنهم وجدوا صعوبة

    فى التعرف عليه لأول مرة

    هناك لحية ، و هناك قميص قصير لا يصل لكعب رجله

    ( يعنى جلباب بلغة المصريين برغم أن كلمة جلباب تطلق على لباس المرأة )

    و السواك ظاهر من جيب قميصه ، و رائحة المسك الجميلة تفوح من ملابسه ،

    و علامة السجود واضحة فى جبينه ، و النور يشع من ثناياه ....

    و قد أصبح أكثر هدوءاً و سكينة

    طبعاً كان هناك الكثير من القبل و الأحضان و البكاء من الحاجة (فتحية)

    ووحشتنا و طولت علينا المرة ، و ليك وحشة يا راجل و غير ذلك مما سأوفره عليك ،

    و تعالى بنا ننتقل إلى غرفة المعيشة و نسمع ما يقولون

    فتحية : وحشتنا يا كرم .... انت خاسس كدة ليه ؟ .. مبتاكلش ؟

    وائل : خاســس إيه ماما ده زاد النص

    الوالد : ( يضحك ) ياد اسكت .... انت مسحوب من لسانك كده على طول

    كرم : سيبه يا عبده .... ذنبه على جنبه

    وائل : لا يا خالى أنا باهزر

    كرم : ( ينظر لطارق الساكت منذ جلسوا ) إيه يا طارق .... ساكت ليه ؟ ... مالك ؟

    ... و لابس الطاقية فى البيت ليه

    طارق : أبداً يا خال .... مأفور شوية

    كرم : مأفور ؟ ... يعنى إيه ؟

    طارق : يعنى مصدع شوية

    كرم : تلاقى من الطاقية اللى كابسها على راسك دى .... اقلعها يا راجل

    فيخلعها طارق بعد تردد ، فتبدو رأسه خضراء مضحكة ينبت فيها شعره بالكاد

    كرم : ( مندهشاً ) إيه ده انت دخلت الجيش و لا إيه

    وائل : لأ كان بيحج ... هاهاهاها

    يظهر الحرج على وجه (طارق) ، فتنظر إليه الأم شذراً ، و يزجره الأب

    الوالد : وائل !!! إتلم

    فيفهم كرم أن هناك شيئاً غير عادى ، فيحاول تغيير مجرى الحوار فيلتفت إلى الأب

    كرم : إيه يا ( عبده) ... أخبارك إيه ؟ و عملت إيه فىموضوع الـ .... إيه ده ؟ ....

    انت حلقت شنبك ... مش كده ؟

    يضع ( عبده) يده على موضع شاربه و يحمر وجهه و يضحك ضحكة مصطنعة

    الوالد : آه ... ها ها .... تغيير ... اصله طلع فيه كام شعره بيضاً خفت

    الناس تقول على كبرت ...ها ها

    ترى الأم الحرج بادياً على وجه زوجها فتحاول تغيير دفة الحوار هى الأخرى

    الأم : و بعدين معاك يا (كرم) .... مش حتتجوز بقى ؟

    كرم : إن شاء الله ... مش حسافر المرة دى إلا و معايا العروسة

    الأم : أيوة كدة .... عاوزين نفرح بقى ..... و عروستك عندى

    كرم : الله المستعان ...

    الوالد : ( ينظر لكرم ) إيه يا عم (كرم) .... إيه حكاية دقنك دى .....

    انت حتستشيخ ولاَّ إيه ؟

    كرم : أستشيخ ؟ ..... أنا سايب دقنى سُنَّة .

    الأب : ( فى لهجة الناصح ) لا يا ( كرم) .... احلقها .... مش ناقصين مشاكل و النبى

    كرم : قول " لا إله إلا الله "

    الأب : محمد رسول الله

    كرم : لأ ... بقولك قول "لا إله إلا الله "

    الأب : ليه ؟

    كرم : عشان قلت :"و النبى "..... مينفعش تحلف بالنبى صلى الله عليه و سلم

    الأب : يا سلام .... لما أقول و النبى يبقى حرام ؟

    كرم : أيوه النبى صلى الله عليه و سلم هو اللى أمرنا بكده ....

    هو اللى قال : من كان حالفا فليحلف بالله أو ليصمت"

    الأب : "لا إله إلا الله" يا سيدى ..... المهم احلق دقنك دى صدقنى

    كرم : ليه ؟ هى دقنى مضايقاك فى حاجة ؟

    الأب : يا عم أنا عاوز مصلحتك .... في قلق فى البلد اليومين دول

    كرم : ( ضاحكاً ) يا عم سيبها على الله

    الأب : و بعدين انت داخل على جواز .... مين اللى حترضى بيك كدة

    و انت بقيت عامل زى الإرهابي ؟

    كرم : إرهابى ؟

    الأب : آه .... شكلك بصراحة وحش فيها .... ضَلِّمت وشك كده و كبرتك

    الأم : وحش إيه تف من بقك يا أبو طارق ... أخويا زى القمر

    الأب : اسكتى يا ( فتحية ) انت مش عارفة حاجة

    كرم : ( يضحك من جهل بن عمه ) لا حول و لا قوة إلا بالله

    الأب : و انت بقى بقيت إخوانجى ؟ و لا إيه

    كرم : ( يضحك ) إخوانجى إيه بس يا عبده …. لا يا سيدى مش إخوانجى

    الأب : أمال إيه … شيعى يعنى

    كرم : ( يتعالى ضحك كرم من سذاجة بن عمه ) يا عم شيعى إيه بس أعوذ بالله ….

    أنا حابقى افهمك كل حاجة يا عبده بس بعدين

    وائل : بس تصدق برضه يا خال … انت لسة روش

    كرم : ( يضحك ) ماشى يا عم وائل …. المهم أخبارك إيه فى الجامعة

    الأب : فاشل … و ساقط و غشاش …. تصدق الواد يضحك على سنة كاملة

    مفهمنى إنه نجح و هو ساقط

    كرم : لا حول و لا قوة إلا بالله .... إيه اللى جرالك يا وائل ... ما انت كنت كويس

    يطرق وائل فى خجل و لا يرد ، فيلتفت إلى طارق

    كرم : و انت يا روقة ... إيه أخبارك ... فى سنة كام السنادى

    طارق : ( فى حرج ) لسة فى سنة تانية

    كرم : سبحان الله .... انتم إيه اللى جرالكم يا أولاد ؟ شدو حيلكم شوية ...

    الدنيا مبتستناش حد

    الأم : أيوة .... قولهم يا ( كرم)

    كرم : ربنا يهديكم .... انتم بتصلوا و لا لأ ؟

    الأب : و لا بيركعوها .... حتى صلاة الجمعة ... باغلب على ما أصحيهم عشان ينزلوا يصلوا

    كرم : ( و قد بان عليه الحزن ) معقول ؟ ..... مبتصلوش ؟ فيه مسلم ما بيصليش ؟ .....

    مش عارف أقولكم إيه بصراحة

    يظهر الخجل على وجه وائل و طارق

    الأم : ادعيلهم يا ( كرم) ربنا يهيدهم و يعقلهم

    كرم : ربنا يهديهم .... و إن شاء الله قبل ما أسافر يكون موضوع الصلاة ده خلص ....

    مفيش حاجة اسمها ما يصلوش ... اتفقنا يا رجالة

    يومئان برأسيهما موافقين ، و يبتسم (كرم) ليخفف من حدة الحوار

    كرم : قوم يا وائل هات الشنطة عشان تشوفوا الحاجات اللى جبتها لكم

    ينتفض وائل فى فرح و يجرى و يحضر الشنطة لخاله ، فيفتحها (كرم)

    و يبدأ فى إخراج الهدايا

    فيخرج حذاء فخماً غالى الثمن و يعطيه لـ (طارق )

    طارق : إيه ده ؟ ... فين الموبايل يا خال ؟

    انت مش قلت لى حاجيبلك موبايل جديد بكاميرا و Mp3


    كرم : أجيبلك موبايل عشان تقعد تسمع أغانى و تشوف عليه كليبات ... مش كدة ؟

    طارق : طيب و إيه يعنى ... إيه المشكلة ؟

    كرم : المشكلة إن الأغانى حرام

    طارق : حرام ؟!!!!!!!!!! حرام إيه يا خال ؟ و مين اللى حرم الأغانى بقى ان شاء الله ؟

    كرم : اللى حرمها هو ربنا سبحانه و تعالى ....

    انت مش شايف الطبل و الزمر و الرقص و المسخرة بتاعة الأغانى

    الوالد : و أم كلثوم و عبد الوهاب حرام برضه يا ( كرم) ؟

    كرم : يا جماعة ... الأغانى و الموسيقى كلها حرام ... سواء كان اللى بيغنى راجل

    أو ست ، قديم أو جديد

    طارق : انت حتقول زى الشيخ ( مصطفى الحوينى )

    كرم : ( مبتسماً) اسمه الشيخ ( أبو اسحق الحوينى )

    وائل : و التليفزيون يا خال

    كرم : التليفزيون فيه حلال و فيه حرام ........ فيه قنوات محترمة دلوقتى

    ممكن تتفرج عليها ، و فيه قنوات زى الزفت كل اللى فيها معاصى و ذنوب

    وائل : طيب و الإنترنت ؟

    كرم : نفس الكلام ... فيه حلال و فيه حرام

    ثم يفتح الحقيبة و يخرج منها مجموعة من الخمارات لأخته

    كرم : و دى خمارات ليكى يا (فتحية) يا ريت تلبسيهم بدل الطرح اللى بتلبسيها

    الأم : ( مسرورة ) ماشى يا أخويا ... و الله من زمان و أنا نفسى ألبس خمارات ...

    بس مكسوفة

    و يخرج مجموعة من الشرائط فى علية من القطيفة

    كرم : و الشرايط دى عشانك يا أبو ( طارق )

    الوالد: دى مدايح و ابتهالات ؟

    كرم : مدايح إيه يا عم .... ده القرآن كله بصوت الشيخ المنشاوى

    الوالد : ( و قد بان عليه الضيق ) طيب

    كرم : إيه مش عاجبينك و لا إيه ؟

    الوالد : لأ ... بس حاسمعهم فين ... فى الكمدينو ؟ ....

    ما الشياطين دول كسروا التسجيل

    كرم : (مبتسماً ) و لا يهمك .... أنا عندى واحد زيادة حابقى أجيبهولك

    ثم يصمت ، ووائل ينظر إليه بتلهف ... فالدور عليه ... و الخال لا يحرك ساكناً ....

    فيتنحنح (وائل)

    كرم : (مبتسماً) عندك برد و لاَّ إيه يا (وائل)؟

    وائل : لا ما عنديش برد .... هى الشنطة فضيت ولاَّ إيه ؟

    كرم : ( يبتسم فى مكر ) آه خلصت ... هو انت مخدتش حاجة ولا إيه ؟

    هو أنا نسيتك و لا إيه ؟

    و يقلب الشنطة فيتأكد (وائل) أنها فارغة ، فينظرإلى خاله فى دهشة

    و يصمت فى غيظ فيضحك (كرم) بشدة و يضحك الجميع ما عدا ( وائل ) طبعاً

    فيضع (كرم ) يده فى جيبه و يخرج ساعة قيمة و يقول لـ(وائل)

    كرم : اتفضل يا عم و لا تزعل .... هو أنا أقدر أنساك ؟

    فينقض (وائل) على الساعة و يبدو على وجهه الفرح الشديد

    الأم : إلهى يسعدك و يخليك يا كرم يا أخويا و يرزقك بالذرية الصالحة يا رب

    طارق : مش أنا حاروح استلم شغل بكرة يا خال

    كرم : عال ... كويس ... فين

    فيحكى له (طارق) موضوع معرض السيارات و الأمن و خلافه

    كرم : كويس ... بس دراستك أهم من كل حاجة .... عاوزين نخلص

    طارق : إن شاء الله يا خال

    كرم ( و هو ينهض ليرحل ) ان شاء الله حابقى أجيلكم بكرة أقعد معاكم قعدة طويلة

    الأم : متقعد معانا النهاردة يا ( كرم)

    كرم : معلش خليها بكرة .... فى كام مشوار كده لازم أعملهم

    الأب : خلاص بكرة تتغدى معانا

    كرم : بإذن الله

    ثم يلتفت إلى وائل و طارق

    كرم : الصلاة يا رجالة .... مش عاوزين نتكلم فى الموضوع تانى ... اتفقنا

    وائل : ماشى يا خال .... من بكرة حنبدأ

    كرم : من بكرة ؟ .......... مينفعش .......... ما تنامش إلا ما تصلى النهاردة

    طارق : حاضر يا خال

    يودعهم كرم على أمل اللقاء فى الغد

    و يذهب كل منهم إلى حجرته ، ثم يتعالى رنين الهاتف فيرفع ( طارق)

    السماعة فيجد أنه ( هيما)

    هيما : إيه يا معلم .... لسة منمتش ؟

    طارق : لأ خالى جه من السفر و كان عندنا

    هيما : ماشية معاك يا عم .... جابلك إيه ؟

    طارق : جابلى حتة جزمة يابنى ... تحفة .... عمر الكبير فى عيلتكم

    ما اتصور جنب واحدة زيها

    هيما : ماشية معاك يا عم .... يا ريت كان لى خال مسافر زيك

    طارق : إنت حتقر من أولها ؟ .... المهم ... حلقت و لا لسة ؟

    هيما : حلقت يا سيدى .... تصدق الحلاق كان عاوز منى عشرين جنيه

    طارق : ليه ؟ ... دا أنا باحلق يخمسة جنيه

    هيما : أصله بيقولى ان شعرى ماينفعش فيه المقص العادى .... عاوز مقص شجر

    طارق : المهم ... مش عاوزين نتأخر زى امبارح

    هيما : لأ ده من النجمة حاكون جاهز .... أنا قلت لـ(كُتْلة)

    على اللى حصل و قالى انه حييجى معانا

    طارق: كويس ... يلا بقى عشان أقيس الجزمة الجديدة

    هيما : ماشى يا أبو جزمة جديدة .... شاو يا مان

    طارق : شاو

    يضع كل منهما السماعة ، و تتصاعد أبخرة الأحلام فى رأس كل منهما فينسطلان

    و بالذات (هيما) الذى يحلم بالمسدس الذى سيحمله فى جنبه كرعاة البقر الأبطال

    طبعاً هو لا يعلم أنه فى الغد سيكون له مشكلة مع شخصية كبيرة

    مع رئيس الجمهورية

    الله يخرب بيتك يا هيما هتودينا فى داهية

  2. #17
    مخالف للقوانين
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    المشاركات
    2,047
    معدل تقييم المستوى
    0

    رد: (يوميات شاب روش طحن ) .... سيناريو و حوار / أبو جنة

    المشهد الثامن

    **************

    فى تمام الساعة الحادية عشر كان (طارق) أمام بيتهم فى انتظار أصحابه ( هيما )

    و ( كتلة ) ، و كان طارق قد تهندم و لبس أشيك ما فى دولابه ،

    و لبس الحذاء الجديد الذى أهداه إياه خاله .

    دقائق و توقفت أمامه سيارة يقودها صديقهم ( كتلة) ، و هو شيء ضخم ، أقرع ،

    يبدو أنه يلعب حديد منذ كان فى بطن أمه ، فعضلاته تكاد تمزق ( البادى)

    الضيق الذى يرتديه و الذى يبرز عضلاته فى فجاجة و استعراض ،

    و يرتدى حقيبة صغيرة فوق حزام سرواله و لف رباطاً ضاغطاً على ساعده .

    و لكنه كان طيب القلب إلى درجة الهبل ، لدرجة أن الكثير من الناس يظن

    أنه سلالة متطورة من الحمير . و الذى لا يعرفه الكثيرون أنه شديد الجبن و هذا ما

    سنحتفظ به سراً الآن على الأقل .


    نزل من السيارة و سار حيث طارق فى استعراض كامل و كأنه يمشى

    على المسرح ، فاستقبله طارق و قبلا بعضهما أربع قبلات على الخدين !!!!


    كتلة : إيه يا معلم

    طارق : إزيك يا برنس

    كتلة : إيه يا عم اللى حصل .... الواد (هيما) حكالى الفيلم كله

    طارق : اسكت يا (كتلة) دانا خدت علقة .... مخدهاش حرامى فى مولد

    كتلة : طيب مش تبعتلى كنت جيت عملت الواجب

    طارق : و هو احنا سكتنا لهم ..... بابا راح كسر المحل فوق دماغهم

    كتلة : مية مية

    طارق : أمال الواد ( هيما ) فين ؟ إيه اللى أخره كده

    كتلة : زمانه جاى ... إحنا اتفقنا نتقابل عندك

    لم تمض ثوان حتى أهل عليهم ( هيما) بالنيولوك الجديد ، فقد قص شعره ميرى ،

    فتغير شكله تماماً

    طارق : إيه ده ... انت استحميت و لا إيه ؟

    هيما : آه زيك كده .... إنما إيه يا عم الشياكة دى

    طارق : ( يرفع رجله ) شفت الجزمة

    هيما : ماشى يا عم ... عقبالنا

    كتلة : ( يشير إلى السيارة ) يلا بينا عشان منتأخرش

    هيما : إيه ده انت جبت العربية بتاعة أبوك ؟

    كتلة : اسكت ده ذلنى لحد ما ادانى المفاتيح ،

    لولا إنى قلتله إنى حَفَوِّلها مكانش اديهالى

    ركبا السيارة و انطلقت بهم ، و أدار ( كتلة) الراديو على إذاعة الـ Fm

    التى ابتلينا بها ، و رفع الصوت جداً

    و كان كلما مر بجوار فتاة هدأ من سرعة السيارة و سار بجوارها ،

    و لا يقول شيئاً ، فلم تكن تواتيه الجرأة إلا إلى هذا الحد فقط ،

    و لو توقفت فتاة و نظرت إليه بحده لفر هارباً .

    و كان (هيما) ساكتاً و قد بان عليه الانبهار ، فقد كانت أمنيته أن تكون

    له سيارة يملأها بالبنات الفاتنات صريعات جماله و جاذبيته .

    أما طارق فقد كان يبدو عليه التوتر

    طارق : يلاَّ يا عم ... مش عاوزين عطلة

    كتلة : متخافش لسة بدرى

    هيما : يا عم إحنا راكبين عربية مش أتوبيس

    طارق : طيب حاسب لحسن تاخد على كده

    هيما : ما تعلق لنا مزة كدة يا ( كتلة ) تطرى القعدة

    طارق : يا عم الله يخرب بيتك اسكت ..... احنا رايحين نسترزق ...

    عايزين ربنا يفتحها فى وشنا

    كتلة : ( يفشر ) خلاص و احنا مروحين حاعلق لكم ثلاثة

    هيما : قشطة عليك يا الكُتَل يا جامد

    طارق : ( ينفخ ) استغفر الله العظيم .......... متقفل الراديو ده يا ( كتلة)

    كتلة : ليه ... دى أغنية حلوة قوى

    كانت الإذاعة تذيع أغنية عن رجل يحب حماراً و يغنى له

    المغنى : بحبك يا ---- ... بحبك يا ---- ... ولعلمك يا ----... أنا بزعل أوي لما...

    حد يقول لك يا ---- .... يا ----

    و يبدو أن الأغنية قد مست وتراً حساساً فى أعماق ( كتلة )

    أو هو شعر أن الكلام موجه له ، فأحب هذه الأغنية التى من المفروض

    ألا تذاع إلا فى الحظيرة .

    طارق : يا عم اقفل الراديو بلاش قرف

    كتلة : يا بنى دى أغنية حساسة قوى ... شوف من رقته بيحب كل حاجة حتى الحمار

    هيما : يا عم خلينا نفرفش شوية

    طارق : يا عم الأغانى حرام

    يضحك ( كتلة ) و ( هيما) بشدة

    هيما : حرام .. ؟ إيه اللى حرام يا عم الشيخ ؟

    طارق : أيوه حرام .... كل الأغانى حرام

    هيما : أمال لما هى حرام واخد منى ست شرايط و مش راضى ترجعهم ليه ؟

    كتلة : مين اللى قالك كده يا عم ؟

    طارق : خالى ... قالى إن الأغانى حرام و بالذات الأغانى الجديدة

    هيما : ليه بقى إن شاء الله ؟

    طارق : عشان مبتذلة و فيها إسفاف

    يفرمل (كتلة) حتى يسيطر على نفسه من عاصفة الضحك التى ألمت به ،

    و لكن كان ضحكه غريباً بعض الشيء ، كان أقرب إلى النهيق منه إلى الضحك ،

    أما هيما فقد ضحك حتى سعل و كاد أن يشرق

    هيما : هى هى هى ... إفساس ؟ .... يعنى إفساس يا مولانا ؟

    طارق : إسفاف يا جاهل ... إسفاف ... يعنى حاجات مش كويسة

    هيما : يعنى ريحتها وحشة مثلاً ؟ .... هى هى هى هى

    طارق : جاتك القرف .... كل حاجة تاخدها تهريج كده

    هيما : يا بنى انت حتجننى ..؟ ده الموبايل بتاعك كله أغانى

    طارق : مسحتها كلها ...و مش حاسمع أغانى تانى

    كتلة : بركاتك يا عم الشيخ

    ثم ضحك و ضرب كفه بكف هيما الجالس بجواره

    هيما : آل حرام آل .... حيعملى فيها الشعراوى ؟ ده كل أما ياخد منى كتاب يملاه

    بالأغانى اللى بيسمعها ، و بعدين جى النهاردة يقولى حرام ....

    هى الحالة إيه ... اشتغلت ؟

    يسكت طارق فقد كان عديم الخبرة فى الرد على مثل هذا الهجوم

    وصلوا إلى الشركة فركنوا السيارة و نزلوا منها و صعدوا إلى الشقة حيث مقر الشركة ،

    و دخلوا فسألوا على الأستاذ (عبدالله ) فوجدوا أنه غير موجود و أنه سوف يعود بعد

    ساعتين و أنه قد ترك لهم خبراً أن يمروا عليه فى تمام الثانية ظهراً

    هيما : حنعمل إيه دلوقت ؟

    كتلة : نستناه لحد ما ييجى

    طارق : و حنستناه هنا ؟

    كتلة : لأ ... تعالوا نستنى فى القهوة اللى جنب العمارة

    هيما : ماشى ... يلاَّ

    يذهبون إلى القهوة و يجلسون عليها فى انتظار الموعد ، و هذا أمر قد ألفوه ،

    فجلسوا يثرثرون و يشاهدون محطة تليفزيونية فضائية تعرض كليبات غنائية فاضحة

    طارق : استغفر الله العظيم .... و الله حرام

    هيما : يوه بقى ... انت حتقرفنا ؟ ... يا عم متع عينيك

    كتلة : أنا حاشرب شيشة تفاح ... حتشربوا إيه ؟

    هيما : و أنا كمان يا (كتلة) حاشرب شيشة كانتلوب .... ها ها ها ها

    يضحك كتلة ، و يتمعر وجه طارق

    هيما : الشيشة كمان حرام ... مش كده ؟

    طارق : أما حلال ؟ طبعاً حرام ... أنا حاشرب شاى

    هيما : و الله خالك دا باين عليه بوظك

    ينادى كتلة على الجرسون فيطلب الشيشة و الشاى فيأتى الجرسون

    بالطلبات فيتعالى صوت الكركرة

    كتلة : مش حتيجو معايا الصالة بقى ؟... مش عاوزين تبقوا رياضيين زيى؟

    هيما : آه و الله يا كتلة ... حتى الواحد يملا بنطلونه

    طارق : نفسى و الله

    كتلة : اسكت ياد انت و هو ..... أنا لسة امبارح واحد حقنة شديدة ، ما بياخدهاش

    غير بتوع الاولمبياد ، بمية و عشرين جنيه

    طبعاً هذه الحقن شديدة الضرر و تسبب أمراضاً خبيثة و لكن بعض شبابنا ابتلى

    بها للأسف

    هيما : (منبهراً) و بتعمل إيه الحقن دى يا (كتلة)

    يرفع كتلة ذراعيه إلى مستوى كتفيه يستعرض عضلات ذراعيه و يشير إليهما

    كتلة : شايف سِمَّانتى عاملة ازاى ... حديد

    طبعاً السمانة هى عضلة الساق الخلفية و ليست عضلة الذراع

    كما أشار الكابتن ( كتلة)

    هيما : (بانبهار ) طيب ما تدينى ابرتين فى العضل خلينى اتنفخ زيك

    كتلة : يا بنى ما تقدرش عليهم ... انت فاكر العملية سهلة

    هيما : عارف لو جسمى يبقى زيك كده ؟... كانت أحلى بت ما تاخدش فى إيدى غلوة

    طارق : يا بنى مش بالجسم .... ما (كتلة ) قدامك أهه .... عمر ما واحدة عَبَّرته

    كتلة : يا بنى أنا اللى مفيش واحدة تملا عينى

    هيما : يعنى عشان أبقى زيك كده ... عاوز وقت قد إيه

    كتلة : عشان تبقى زيي لازم تخف من السل الأول ... ها ها ها

    طارق : هو عاوز يلعب حديد عشان يستحمل الضرب اللى بياكله كل يوم

    هيما : ما بلاش انت ... لحقت نسيت و لا إيه ؟ ...تحب أقلعك الطاقية و افكرك؟.

    ينظر إليه طارق بغل و لا يجيبه

    كتلة : لا بجد العملية مش سهلة .... يعنى مش أقل من ست شهور

    هيما : ياه ... كتير قوى ... بس مش مشكلة ... لجل الورد ينسقى العليق

    كتلة : العملية سخنة معاك قوى يعنى

    هيما : أمال إيه يا عم ؟ ده أنا اتعقدت .... كنت بعاكس واحدة امبارح

    راحت مهزآنى .... قالتلى يعنى مفيش غيرك يا معصعص يا مفعص...

    أحرجتنى بنت الذين

    يضحك طارق و كتلة و ينشغلون بمشاهدة التليفزيون

    بعد قليل يتعالى صوت أذان الظهر ، فينتفض طارق

    هيما : إيه ؟ ..... فيه إيه ؟

    طارق : الظهر

    كتلة : ماله ؟

    طارق : بيأذن

    هيما : طيب و إيه المشكلة ؟

    طارق : مش حنروح نصلى ؟

    ينظران إلى بعضهما فى ذهول ، هل قال فعلاً ما سمعاه أن أنهما يهذيان

    هيما : نعمل إيه ؟ نصلى ؟

    طارق : آه

    كتلة : إنت إيه اللى جرالك يا طارق .... هى العَلْقَة أثرت على عقليتك و لاَّ إيه

    طارق : ليه يا عم و أنت شايفنى وقفت على دماغى ؟ دا أنا بقولك نروح نصلى الظهر

    هيما : يا بنى اقعد ربنا يهديك

    طارق :ما هو عشان ربنا يهدينى لازم اروح أصلى

    كتلة : تصدق حازعل منك كده يا ( طارق )

    طارق : ليه يا عم العبيط انت كمان ؟ كل ده عشان بقول لكم تعالوا نصلى ؟

    كتلة : انت اتغيرت خالص يا طارق ... خالك باين لعب فى دماغك

    طارق : مش عاوز رغى ... حتيجو و لاَّ أروح أنا

    هيما : معلش مش حاقدر آجى

    طارق : ليه يا خفيف ؟

    هيما : ( متظرفاً ) أصل أنا عندى عذر ... ها ها ها ها

    فينهق ( كتلة) ، أقصد يضحك بملء فمه و يضرب بكفه كف (هيما)

    طارق : مش عاوزين تبطلوا تريقة ؟... طيب ماشى

    و يولى طارق وجهه شطر المسجد المجاور فيجرى ورائه ( كتلة )

    كتلة : استنى يا روقة ... يا عم متقفش كده ... احنا بنضحك معاك

    طارق : حتيجى معايا طيب ؟

    كتلة : مش حينفع

    طارق : ليه ؟

    كتلة : اصل كمان عندى عذر ... ها ها ها ها ها

    و يرتفع صوت النهيق ، حتى يجلب إليهم أنظار رواد المقهى ، و يغضب طارق ثانية

    و يلتفت لينصرف فيمسك به كتلة

    كتلة : يا عم استنى ... انت مالك قافش كده ؟...

    طارق : حتيجى و لا لأ ...؟ متعطلنيش

    كتلة : أصل أنا ما صليتش الصبح

    طارق : معلش ... تعالى صلى الصبح و الظهر

    كتلة : أصلى مش متوضى

    طارق : فيه حمام هناك تعالى اتوضى

    كتلة : أصل البنطلون ضيق قوى ، و بعدين أنا لابس الشراب من أسبوع ،

    لو قلعته فى الجامع الناس حتموت ... ها ها ها ها

    طارق : طيب براحتك

    يهرع إليهما (هيما ) فيتوجه إلى (كتلة) بالكلام

    هيما : إيه يا عم انت كمان ... هو لعب فى دماغك إنت راخر ؟

    طارق : لأ متخافش دماغه زي دماغك بالضبط .... جزمة قديمة

    ثم ينصرف باتجاه المسجد ، فيناديه (هيما) و يجرى إليه

    هيما : طارق ... استنى

    يقف (طارق) ينتظره بفروغ صبر

    طارق : عاوز إيه يا حلو ؟

    يمد (هيما) يده و يمسح بها كتف (طارق) و يسمح بها وجهه و صدره

    هيما : ( باستظراف ) بركاتك يا مولانا ... ها ها ها ها

    طارق : (بقرف) غتت

    يعود (كتلة) و (هيما) إلى المنضده الخاصة بهما ، و يذهب (طارق) إلى المسجد ،

    و هو يشعر بأحاسيس مختلفة

    فهو مسرور لأنه لم ينصع لكلام زملائه ، و يشعر أنه رجل ، لأنه ليس لأحد

    سلطان عليه ، و قد كان حتى الأمس فقط عديم الشخصية منقاد لكل من يسوقه ،

    و كان يتمنى لو يراه خاله الآن و هو ذاهب إلى المسجد

    ثم هو يشعر بالارتباك ، فجو المساجد غريب عليه ، فهو فى الكافى شوب

    أو فى السينما أو فى الجامعة يتصرف بحيوية و انطلاق أما فى المسجد فهناك

    رهبة تسرى فى أوصاله و تشعره أن الأمر جد لا هزل .

    برغم ذلك كان يشعر بارتياح شديد ، و بأنه يخطو خطوات محترمة لأول مرة فى حياته

    خلع حذاءه و دخل إلى الميضأة ووضع الحذاء خلفه حتى يتوضأ ، ثمانتهى من الوضوء

    و أراد أن يمسح على الشراب كما علمه خاله و لكنه تذكر أنه لم يكن متوضئاً

    حين لبسه فخلعه و استدار ليضعه فى الحذاء ..... و لكن أين الحذاء

    طارق : يا نهار أزرق ... الجزمة فين ؟ دى بربعميت جنيه .... الشغل ...

    حاروح أقابل الراجل حافى ... الله يخرب بيتك يا ( هيما)


    **************************************

    طيب و (هيما) ذنبه إيه بس

    ما هو نصحك و قال لك متصليش انت اللى مسمعتش الكلام

    يا ترى طارق حيعمل إيه ؟

  3. #18
    مخالف للقوانين
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    المشاركات
    2,047
    معدل تقييم المستوى
    0

    رد: (يوميات شاب روش طحن ) .... سيناريو و حوار / أبو جنة

    المشهد التاسع


    ****************

    طبعاً الموقف كان فى منتهى الصعوبة و القسوة على طارق

    الحذاء الغالى الذى أهداه خاله إياه قد سرق ، أصحابه ينتظرونه بالخارج محملين بأطنان

    من عبارات السخرية ، ولا شك أنه سيكون مادة التنكيت فى الفترة المقبلة ، كيف يذهب

    إلى الشركة ليستلم العمل لأول مرة و هو حافى

    هل ما حدث له انتقام الله منه ، هل لو لم يكن قد دخل يصلى ما كان حدث له

    هذا الحادث ؟

    هل يصلى فى المساجد مرة أخرى ، و هل كل من يأتى إلى المسجد معرض للسرقة

    كل هذه الأسئلة و غيرها دارت فى رأس طارق و هو يؤدى صلاة الظهر حسب التوقيت

    المحلى لمدينة التريقة و السخرية و انشغال البال .

    طبعاً نحن نتفهم موقف طارق و لن نظلمه و لن نطلب منه أن يكون ثابتاً خاشعاً حاضر

    القلب و الذهن فى الصلاة بعد ما حدث له ، خاصة

    و هو حديث عهد بالمسجد و الصلاة فيه .

    ثم من منا لم يتعرض لمثل هذا الموقف و كاد أن يفقد أعصابه داخل المسجد و يأتى

    بأشياء قد لا ترضى الله عنه .

    أعذروه لو سمحتم و ضعوا أنفسكم مكانه .

    طارق : السلام عليكم و رحمة الله .... السلام عليكم و رحمة الله

    ثم مد يده إلى من بجواره يسلم عليه

    طارق : حرماً

    كان شاباً فى عمر طارق و لكنه ملتحى و مقصر و يبدو عليه سمت الالتزام ،

    ابتسم فى وجه طارق و صافحه

    الشاب : أهلا و سهلاً .... إزى حضرتك

    طارق : كويس

    الشاب : الحمد لله

    فأحس طارق حرجاً

    طارق : الحمد لله

    الشاب : ممكن أتعرف على حضرتك .... أن أخوك ( أسامه)

    طارق : تشرفنا .... أنا (طارق)

    أسامة : عامل إيه يا أخ (طارق) ؟

    طارق : كويـ .... قصدى الحمد لله

    ابتسم أسامة ابتسامة عذبة بانت معها أسنانه النظيفة ...

    تسائل (طارق ) فى نفسه :" ليه كل الملتحين أسنانهم نظيفة "

    أسامة : مالك يا أخ طارق ... انت متضايق من حاجة ؟

    أنا حسيت إنك قلقان و انت بتصلى

    طارق : أصل حصل لى موقف بايخ .... جزمتى اتسرقت .... و كنت بافكر حاعمل إيه

    بان التأثر على وجه أسامة و ابتسم له ابتسامة مشفقة

    أسامة : سبحان الله ... و لا يهمك ... حنتصرف

    طارق : المشكلة إنى المفروض دلوقتى عندى انترفيو عشان استلم شغل

    أسامة : إن شاء الله ربنا سبحانه و تعالى حيدبرها .... بقولك إيه انت بتلبس مقاس كام ؟

    طارق : ليه ؟

    أسامة : قولى بس .... مقاسك كام ؟

    طارق : 43

    أسامة : الحمد لله ... شوف يا عم ... أنا بيتى جنب المسجد ... و مقاسى زيى

    مقاسك ....حاروح أجيبلك جزمة تلبسها و تروح بيها مشوارك و بعدين تبقى

    تجيبها لى بعد كدة .

    لم يستطع (طارق) أن يجيب و نظر إلى وجه ( اسامة ) بتأثر شديد و كاد دموعه أن

    تنساب من عينه ، فهو فى حياته لم يتصور أن يكون هناك من يقف إلى جانبه

    فى أزمته بمثل هذه الطريقة ، خاصة و هو لا يعرفه ، فشعر أن (أسامة)

    قد ألقى إليه طوق نجاة بعدما كاد أن يغرق فى إحباطه و يأسه

    طارق : أنا مش .... أصلى ...

    أسامة : خلاص بقى .... أنا حاروح أجيبها لك بسرعة عشان منضيعش الوقت

    خرج من المسجد مسرعاً و جلس طارق فى مكانه يفكر فيما حدث ...

    هذا الشاب يذكره بخاله (كرم) ، نفس الأدب و نفس الرجولة

    و الروح الطيبة و الابتسامة الآسرة

    لقد صنع معه هذا الشاب الذى لم يره إلا من خمس دقائق ، مالم يصنعه معه أحد

    صدقائه الذين قضى معهم عمره كله

    ليس بينهم إلا المقالب و السخرية و الاستهزاء و المنافسة على توافه الأمور

    هل كل الملتحين محترمين و مريحين مثل خاله و مثل هذا الشاب ؟

    ثم اكتشف أنه ليس له صديق صدوق يعتمد عليه و يأمن جانبه و يرمى عليه

    حموله كما يقولون

    اكتشف أنه لا يحب أصدقاءه ، و أنهم لا يحبونه

    أو أن حبهم لبعضهم ليس هو الحب الذى يجعل أحدهم يقف إلى جوار صاحبه

    فى أزمة من الأزمات

    طبعاً هو لم يكن يعلم أن هناك شيئاً فى منتهى السمو ؛ اسمه الحب فى الله

    ذلك الحب الذى هو أوثق عرى الإيمان و الذى بسببه و من أجله

    قد يضحى المرء بحياته نفسها من أجل أخيه الذى أحبه فى ذات الله .

    و أن حبه لأصدقائه و حب أصدقائه له لم يكن فى الله ،

    من أجل ذلك كانوا أسهل ما يتخلون عن بعضهم وقت الشدائد .

    أفاق من استغراقه على تربيتة ( أسامة ) على كتفه فالتفت إليه فوجده

    يحمل كيساً من البلاستيك الأسود و بداخله حذاء جيداً

    و إن لم يكن فى جمال و جودة حذائه المسروق ،

    و لكنه يفى بالغرض ، و أفضل من الحفاء .

    أسامة : اتفضل يا أخى ... معلش هو مش مقامك ... سامحنى و الله

    طارق : أنا مش عارف أشكرك إزاى .... أول ما أروح البيت حاجيبهولك علطول

    أسامة : متشغلش بالك خالص .... اعتبره هدية

    طارق : لأ والله .... كفاية ذوقك

    أسامة : لأ يا أخى كفاية إنى اتعرفت على إنسان محترم زيك

    أطرق طارق فى تأثر.... محترم ..؟ هو نفسه يعترف أنه غير محترم

    و حدثته نفسه : آه لو يعلم شخصيتك على حقيقتها ... مكانش إداك الجزمة ...

    كان ضربك بالجزمة

    قاما إلى باب المسجد و صافح كل منهما الآخر مودعاً

    طارق : أجيب لك الجزمة امتى و فين ؟

    أسامة : يا أخى قلت لك متشغلش بالك

    طارق : لأ ... إحنا اتفقنا

    أسامة : ماشى ... أنا باصلى هنا علطول ... أى وقت صلاة حتلاقينى هنا

    إنصرف كل فى طريقه ، و ذهب طارق ليقابل أصدقاءه و هو يلوم نفسه

    لأنه كان يعايرهما بحذائه و يرفعه أمام أعينهم مرات كثيرة حتى يغيظهم به

    ثم دعا الله ألا يشعر أحدهما بتغيير الحذاء ، دخل المقهى و وجيب

    قلبه يكاد يسمعه روادها .

    استقبلاه طبعاً كعادة أصدقاء السوء بالهزار الثقيل و السخرية

    هيما : حرماً يا مولانا

    كتلة : ( يصافحه و ينحنى ليقبل يده ) بركاتك يا سيدنا

    ينزع طارق يده منه ، و ينظر إليهما بتحد و يقول :

    طارق : انتم بتتريقوا على عشان صليت و انتم قاعدين على القهوة

    هيما : لا .. أصل احنا مستغربين ... المشيخة دى جتلك إمتى ؟ ما انت كنت كويس

    طارق : قصَّر بقى انت و هو

    هيما : فاضل قد إيه ؟

    كتلة : ( ينظر فى ساعته ) يدوب ... يلا بينا

    صعدوا إلى الشركة ووجدوا الأستاذ (عبد الله ) قد وصل من خمس دقائق

    رحب بهم و جلسوا أمامه

    عبد الله : إزيكو يا شباب .... هيه ... إزيك يا (ابراهيم )

    هيما : تمام يا بيه

    عبد الله : انت حتستلم الشغل النهاردة وردية الساعة اتناشر ....

    حتروح تقابل الأستاذ (شريف) مدير المحطة و تقوله إنك فرد الأمن

    من طرفى و هو حيخلص كل حاجة .

    حتستلم من فرد الأمن اللى هناك ...اسمه (سعيد)

    هيما : ( منشرحاً ) ماشى .... بس احنا الساعة اثنين دلوقتى

    عبد الله : مش مشكلة ، بس بكرة تستلم من الساعة اتناشر بالضبط

    هيما : ماشى يا بيه

    عبد الله : و انت حتستلم بكرة يا طارق ... برضه وردية الساعة 12

    طارق : ماشى

    ثم أعطى كل منهما حقيبة بها مسدس و يونيفورم

    و أخذ منهما بيناتهما كاملة و صورة البطاقة

    أمسك (هيما) المسدس و دوره على أصبعه كما يفعل رعاة البقر

    و بان عليه السرور

    عبدالله : على فكرة يا هيما مسدسك ده مسدس صوت بس ،

    و بتاعك حقيقى يا طارق

    هيما : اشمعنى

    عبد الله : دواعى أمن النهاردة بس...... بكرة تستلم واحد حقيقى ....

    يلا العنوان أهه ... بسرعة عشان زميلك متأخر ساعتين

    أخذوا العنوان و ذهبوا إلى السيارة ليركبوها فلاحظ هيما حذاء (طارق )

    هيما ( بذهول ) : إيه ده ....... فين الجزمة الجديدة ؟

    طارق : (بخجل) اتسرقت فى الجامع

    طبعاً تعلمون من أين يأتى صوت النهيق هذا ، هذا ضحك (كتلة) طبعاً ،

    و كاد (هيما) أن يقع على قفاه من الضحك ،

    ووجه طارق يزداد حمرة من الضيق و الغضب

    كتلة : شفت يا عم اللى بيصلى بحصله إيه

    هيما : ياما حذرناك ... انت اللى مسمعتش الكلام

    كتلة : عشان تحرم تصلى تانى هاء هاء هاء هاء ( نهيق )

    طارق : تصدقوا بالله انتو أصدقاء سوء .... عاملين زى الشياطين

    هيما ( مسخسخ ) : يا بنى احنا عاوزين مصلحتك

    طبعاً ظلت هذه الواقعة هى مادة حديثهم و ضحكهم حتى وصلوا إلى محطة البنزين

    التى سيعمل بها (هيما) فتركاه وودعاه و رحلا

    كان هيما قد لبس اليونيفورم فى السيارة ووضع المسدس فى جنبه ،

    و سار إلى محطة البنزين و كانت محطة فاخرة فى مكان محترم و تحتل مكان بارز تحت

    كوبرى هام فى وسط البلد و كان بها مكان يشبه الكازينو ، و بها محلات للهدايا و لعب

    الأطفال و بها ورشة لتصليح السيارات .

    رآها من بعيد فسر لمنظرها الفاخر

    هيما : قشطة ... دى زى الفندق

    كان يسير فى الشاع و هو ينظر حوله فى خيلاء و يظن أن كل الناس تنظر

    إليه فى انبهار ،و كان يشعر أنه قد أصبح أكثر طولاً و أعرض منكباً

    و أقوى بدنا ، و تذكر أمنيته القديمة أن يلتحق بكلية الشرطة و أن يصبح

    ضابطاً تهابه الناس و أن يضع (الطبنجة ) فى جنبه

    راوده شعور أنه ضابط كبير ، و ملأه هذا الشعور حتى صدقه

    دخل إلى محطة البنزين و قال لأول عامل قابله :

    هيما : فين الأستاذ شريف لو سمحت

    العامل : فى الكافتيريا

    دخل إلى الكافتيرا و سأل على الأستاذ (شريف) حتى وصل إليه

    هيما : صباح الخير

    شريف : صباح الخير

    هيما : أنا هيما .... ظابط الأمن الجديد

    شريف : (ساخراً ) ظابط ؟! انت إيه اللى أخرك ياد انت ؟ مش معادك الساعة اتناشر؟

    .... حتشتغلى من أولها ولاَّ إيه ؟ و بعدين إيه (هيما) دى ؟

    بهت هيما من أسلوب اللقاء الأول ..... و حاول أن يلملم أشلاء كرامته

    التى تبعثرت من أول لحظة

    هيما : اسمى (ابراهيم )حضرتك .... جى من طرف الأستاذ (عبدالله)

    شريف : ماشى يا سيدى .... روح بقى لزميلك اللى فى الكشك اللى برة عشان

    زمانه بيعيط ..

    هيما : حاضر يا بيه

    هرع إلى الخارج وبحث عن الكشك فوجده على الطرف الأيمن

    من المحطة ووجد فيه شاباً ضخماً عريضاً طويلاً ، فشعر بالضآلة

    و انتابه إحساس أنه قزم قصير ، و نسى ما كان يشعر به قبل ذلك

    وصل إلى الكشك و نظر إلى الشاب بداخله فى توجس

    هيما : صباح الخير

    سعيد : ( فى ضيق ) صباح الخير .... لسة بدرى يا عم .... بص أنا ما حبش كدة ....

    نتعامل كويس من أولها أحسن

    هيما : و الله الاستاذ (عبدالله) هو اللى اتأخر

    سعيد : ماشى ... بس مش عايز حجج بعد كدة .... أنا سهران طول الليل

    هيما : ماشى يا عم .... ما تقفش من أولها كدة .... رسينى بقى على الحوار

    سعيد : مفيش .... كل اللى بتعمله إنك بتقف هنا زى اللوح 12 ساعة

    هيما : أمال جابونا هنا ليه

    سعيد : منظر ... برستيج

    هيما : بس كده ملل قوى ... ده أنا قربت اتخنق و لسة ما بدأتش

    سعيد : ما انت تفتح مخك شوية .... لو حد طلب منك حاجة متتأخرش ....

    مشوار .. تجيب أكل ... تقف مكان واحد لحد ما يدخل الحمام ......

    مَشِّى حالك عشان الناس تحبك و متحسش إنك وحيد

    هيما : و إيه كمان ؟

    سعيد : و بعدين المرتب اللى بناخده من الشركة قليل ... إيه 15 جنيه

    فى اليوم دول ؟ يعملوا إيه ؟

    هيما : قصدك إيه ؟

    سعيد : يعنى تاخد بالك من كل حاجة و تخليك مفتح ....

    تفتح باب العربية لزبون ... تسمع كلام الناس الكبيرة هنا و بالذات الأستاذ (شريف)

    المدير ... هو زرزور شوية بس حقانى ... لو عملتله حاجة حيشوفك

    هيما : أيوة كدة الله يكرمك ... فهمنى

    سعيد : كفاية كدة النهاردة ... بكرة تعالى بدرى شوية و أن أظبطك

    هيما : ماشى يا (سعيد )

    انصرف (سعيد ) ودخل هيما الكشك الذى سيكون بيته طوال الـ 12 ساعة القادمة .

    كانت الساعة قد تجاوزت الثالثة بقليل و لاحظ هيما أن هناك امامه فى الشارع

    حركة غير عادية ، و أن الشارع مزدحم و أن الكوبرى الذى يعلو سطح

    محطة البنزين فارغ تماماً من السيارات ، و هناك عربات أمن و شرطة و تحريات

    هيما : ( يحدث نفسه ) هو الجو مكهرب ليه كدة ؟

    خرج من الكشك و اتجه نحو أحد العاملين فىالمحطة و سأله

    هيما : هو الجو مكهرب كده ليه ؟

    العامل : ( بلهجة من اعتاد ذلك ) أصل الريس حيعدى كمان شوية

    هيماً : ( مندهشاً )

    الريس ... هو بيعدى من هنا كتير ؟

    العامل : آه ... علطول

    سر هيما و شعر أن المكان الذى يعمل فيه مهم ، الريس بنفسه يمر عليه

    جيئة و ذهابا

    و سرح فى خيالاته و حدث نفسه أن الرئيس قد تقع مرة عينه عليه فيأمر

    بتعيين هذا البطل فى حرسه الشخصى

    حتى أفاق على صوت الأستاذ (شريف )

    شريف : انت يا بنى ... متقفش كده زى خيال المآتة ... تعالى هنا

    هيما : تحت أمرك يا بيه

    شريف : شايف المطعم اللى هناك ده ؟

    و أشار إلى مطعم كشرى فى آخر الشارع

    هيما : أيوه

    شريف : روح هات تسع علب باثنين جنيه و تعالى بسرعة

    هيما : حاضر

    تناول منه النقود و انصرف إلى المطعم و هو يغمم فى ضيق

    هيما : إيه القرف ده ؟!!... هو أنا جى أشتغل خدام ولاَّ إيه ؟!!

    ذهب إلى المطعم و جاء بعلب الكشرى و ذهب إلى الأستاذ (شريف )

    فى مكتبه فأخذ علبة و أمره أن يوزع الباقى على العاملين و أن يأخذ

    واحده لنفسه

    شكره (هيما) و مد يده إليه بباقى النقود

    هيما : اتفضل يا بيه .... باقى العشرين

    شريف : دول ليك ... خَلَّص أكل و تعالى لى

    هيما : شكراً يا بيه ... ربنا يخليك

    خرج هيما مسروراً و انتهى من طعامه سريعاً و ذهب إلى شريف الذى

    كان قد انتهى من طعامه و يمسك كوباً من الشاى يشرب منه

    هيما : تحت أمرك يا بيه

    نظر له شريف مبتسماً و قد لان له

    شريف : اقعد يا ابراهيم

    جلس (هيما) أمامه ، و هو متحفز و كله آذان مصغية

    شريف : شوف يا ابراهيم ... أنا عاوزك تبقى ناصح ... و تسمع الكلام عشان

    تاكل معانا لقمة كويسة

    هيما : أأمرنى يا بيه

    شريف : طبعاً انت عارف إن وظيفة الأمن دى ملهاش لازمة هنا خالص

    أطرق (هيما) فى حياء و هز رأسه موافقاً

    شريف : بس صاحب المكان قال إن الحكومة هى اللى طلبت منه إنه يعين فرد أمن

    قام شريف ووقف خلف (هيما) ووضع يده على كتفه

    شريف : عشان كده عاوزك أى حاجة تطلب منك تنفذها

    هيما : حاضر يا بيه

    شريف : إحنا عندنا هنا ورشة كبيرة ... لو حد طلب منك مساعدة متتأخرش ...

    و حاول تتعلم ... و أنا لو لقيتك كويس و ييجى منك حاديلك

    مرتب غير اللى الشركة بتديهولك

    هيما : ربنا يخليك يا بيه

    شريف : طيب ... الاسطى (حسن) هو اللى ماسك الورشة .... خليك كويس معاه

    هيما : حاضر

    شريف : النهاردة بقى عاوز منك طلب

    هيما : أأمرنى يا بيه

    شريف : من زمان و أنا عاوز أنظف سطح البنزينة ... حتلاقى فوق شوية عدة قديمة ...

    شوية قطع غيار ... شوية كراتين .. نزل ده كله حطه فى العربية اللى ورا عشان ننقله

    المخزن ... ماشى ؟

    هيما : حاضر يا بيه

    شريف : طيب يلاَّ و أما تخلص .. تعالى قول لى انك خلصت ... و حاطلع السطح لو

    عجبنى حروقك

    زال توتر (هيما) بعد معاملة الأستاذ (شريف) الطيبة التى خالفت انطباعه الأول عنه

    ثم صعد إلى سطح البنزينة فوجد أنها لم تنظف منذ القرن السادس عشر ،

    فعلم أنه سيظل هنا إلى تنتهى ورديته

    انهمك فى التنظيف و أخذ ينزل و يصعد و يرتب و يحاول أن يعيد هذا السطح إلى القرن

    الحادى و العشرين

    و كان من ضمن ما وجده على السطح كومة كبيرة من شكمانات السيارات

    و الشكمان لمن لا يعرفه هو عبارة عن ماسورة لإخراج عادم السيارات ، ولكن حينما

    يكون مركباً فى السيارة لا يبدو منه إلا طرفه ، أما حين يكون مفكوكاً منها فيكون

    شكله مثل المدفع .

    كان يحمل أحدها على كتفه و يستعد لينزل به فإذا به بصوت عال لبوق سيارات

    و موتوسيكلات كثيرة و حركة سريعة على الكوبرى الذى كان ظاهراً أمامه

    فى وضوح لأنه ارتقى سطح المحطة فكان الكوبرى بحذاه تقريباً ،

    حيث كان الكوبرى يعلو سطح البنزينة بحوالى متر و نصف فقط

    نظر فإذا سيارات كثيرة من أنواع مختلفة تسير بسرعة شديد ففهم أن هذا

    هو موكب الرئيس ، فابتهج جداً ووقف يشاهد الموكب و قد فغر فاه فى بلاهة ،

    فهذه أول مرة يشاهد فيها موكب الرئيس

    كان منظره كالتالى : يقف قبالة الكوبرى مباشرة كاشفاً للموكب بالكامل ،

    و على كتفه ماسورة الشكمان التى تبدو كالمدفع و فى جانبه مسدس الصوت ....

    و فجأة تكهرب الجو ... فى ثانية واحدة انفصلت أربع سيارات (فان) عن الموكب ،

    فأحاطت اثنتان منها بسيارة الرئيس ، و توقفت اثنتان بعرض الطريق بفرملة قوية جداً

    حتى أن دخان احتكاك الكاوتش بالأسفلت قد ارتفع ،

    و أسرع باقى الموكب كله بسرعة شديدة جداً

    و نزل من السيارتين اللتين توقفتا حراسها و اتخذوا مواقع دفاعية

    و هجومية باحترافية عالية

    و انهال الرصاص كالمطر على (هيما) الواقف فى بلاهة غير فاهم لما يحدث

  4. #19
    مخالف للقوانين
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    المشاركات
    2,047
    معدل تقييم المستوى
    0

    رد: (يوميات شاب روش طحن ) .... سيناريو و حوار / أبو جنة

    المشهد العاشر

    ----------------

    هل جرب أحدكم أن يمشى تحت المطر بغير أن تبتل ملابسه

    قد يجيب أحد الظرفاء و يقول : آه لو كان معى شمسية

    طيب لو لم يكن معك شمسية

    طبعاً هذا أمر مستحيل و إذا حدث فإنه يكون ضرباً من أنواع المعجزات ، أو الكرامات

    و يبدو أن هيما كان من أولياء الله الصالحين ، و إلا ففسر لى كيف لم تصبه طلقه واحدة

    من الرصاص المنهمر عليه كالمطر

    و لكى تصدق تعال معى لنرى المشهد عن قريب و بالتصوير البطي كما يحدث فى

    مباريات كرة القدم

    كان المشهد كالتالى : (هيما) واقفاً يحمل المدفع أقصد ماسورة الشكمان على كتفه

    و المسدس فى جنبه و الموكب كله أمامه

    و هو واقف فى براءة الأطفال يشاهد الموكب و يمنى نفسه برؤية الرئيس له و إعجابه

    به و ضمه إلى الحرس الشخصى

    كان الموكب يسير فى سهولة و يسر ، و كانت عينا قائد الحرس المدربة

    تدور فى حذر و يقظة شديدة ، فتأمين الموكب كله يقع على عاتقه

    و أى خلل قد تكون عواقبه وخيمة ، و كان كأى مرة لا يهدأ أو يطمئن

    حتى يصل الموكب بسلام إلى وجهته عندها يرتاح و يطمئن بالاً

    كانت سيارته خلف سيارة الرئيس مباشرة ، و كان يضع كم قميصه

    بالقرب من فمه فبدا لأول وهله أنه احتاج استعمال المنديل فلم يكن عنده

    واحداً فأراد أن يستعمل كمه ، و لكن العالمين ببواطن الأمور عرفوا أنه

    يستعمل ذلك اللاسلكى المخفى فى كمه الذى يتيح له مراقبة

    و متابعة جميع نقاط الحراسة

    رئيس الحرس : النقطة 18 ... إيه الأخبار عندك

    النقطة 18 : تمام يا فندم ...

    رئيس الحرس : خد بالك كويس مش عاوز.....

    ثم شق شهقة كادت روحه معها أن تزهق .... و صرخ

    رئيس الحرس : يا نهار اسود .... فى هجوم على الموكب

    ثم تمالك نفسه بأعصاب حديدية مدربة و رفع كمه إلى فمه

    رئيس الحرس : خمسة و ستة الخطة س بسرعة

    و على الفور انفصلت سيارتين فأحاطتا بسيارة الرئيس

    و أسرع الموكب فى سرعة شديدة

    ثم أسرع بسيارته وراء سيارة سيارة الرئيس يحرسها من الخلف ،

    و رفع كمه إلى فمه ثانية

    رئيس الحرس : ثلاثة و أربعة ... فى واحد إرهابى على سطح البنزينة اللى تحت

    الكوبرى ... تعامل معاه فوراً

    انفصلت سيارتان آخرتان عن الموكب كما وضحنا فى المشهد السابق

    كل هذا و الأستاذ / هيما يقف و يشاهد ما يحدث و هو مبسوط

    فلم يشعر إلا بأن هناك أشياء تتناثر من حوله و صوت يصرخ بشدة زلزلته :

    اثبت محلك ... إرمى السلاح

    ثم طارت ماسورة الشكمان من على كتفه لما أصابتها رصاصة أحد الحرس

    فلم يدر بشيء إلا أنه ارتمى على الأرض فى وضع المستسلم

    و قد فهمت أعضاؤه قبل عقله أن هناك شيء خطير يحدث

    كان نائماً على بطنه و قد مرغ وجهه فى التراب و أصابه الرعب فى مقتل

    فلم يكن على لسانه إلا كلمة واحدة

    هيما : يا لهوى يامَّا ..... يا لهوى يامَّا

    و من حسن حظه أن سقطته كانت أمام عارضة فولاذية كانت ملقاة

    على السطح تحملت عنه سيل الطلقات الموجه إلى رأسه

    ثم قفز اثنان من الحرس نحو السطح و ركضا نحو هيما النائم على بطنه يرتجف ،

    فقفز أحدهما على ظهره و نزع المسدس و بنظرة خبير علم أنه مسدس صوت

    ثم نظر إلى المدفع فوجد أنه ماسورة شكمان و نظر إلى هيما المرتعد

    و جسده النحيف و ملابس الأمن فلمع الأمر فى رأسه و فهم أن هذا كله

    ما هو إلا سوء فهم

    فتحول كل التوتر و شد الأعصاب الذى كان يملأ كيانه كله إلى غضب شديد ،

    فنزع هيما بيد واحد من على الأرض و ألصق ظهره إلى عمود فى منتصف السطح

    الحارس1 : انت مين ياد ... و بتعمل إيه هنا

    هيما : ( يرتجف) : انا (هيما ) .... بشتغل هنا يا باشا

    الحارس 1: ( بمنتهى الغضب ) انت عارف انت عملت إيه يا بن (.... )

    شتمه بأمه ، ثم بمنتهى القسوة ضربه بقدمه فى معدته فخرجت من ظهره ،

    أو هكذا شعر (هيما) المسكين

    فلقد أحس بأن صاروخاً قد اخترق بطنه و خرج من ظهره ،

    و شعر كأن روحه تخرج من الهواء الذى أخرجه من فمه على أثر

    الضربة فوقع على الأرض و هو يكاد يغشى عليه

    ثم التفت الحارس الأول إلى زميلة و قال له

    الحارس 1 : كلم سيادة العقيد و طمنه

    الحارس 2 : ( يرفع كمه إلى فمه ) أيوه يا فندم ... كله تمام ... كل شيء تحت السيطرة

    رئيس الحرس : إيه اللى حصل ؟

    الحارس 2 : مفيش يا فندم .... ده عيل بن ( ..... ) كان ماسك مساورة

    شكمان و بيتفرج على الموكب

    رئيس الحرس : ماسورة شكمان ؟! ابن ( ..... ) .....

    دا أنا ركبى سابت .... أنا مش نافع تانى ....جراله حاجة بن (...) ده ؟

    الحارس 2 : لا يا فندم ...

    رئيس الحرس : و عملتوا معاه إيه ؟

    الحارس 2 : مستنين أوامرك يا فندم

    رئيس الحرس : سيبوه كفاية الخضة اللى اتخضها ....

    بس البنزينة دى لازم تتأمن بعد كده ... دا كان إنذار لينا و ربنا ستر

    الحارس 2 : تمام يا فندم

    رئيس الحرس : يلا حصلونا بسرعة يا رجاله

    الحارس 2 : تمام يا فندم

    ثم التفت إلى زميله الذى كان ما زال وقفاً بجوار هيما ، و يبدو أنهما قد رقا له فضحكا

    و أعاناه على الوقوف

    هيما : هو فيه إيه يا باشا ؟

    ضحكا و لم يجيباه و قفزا من فوق السور و أشارا لزملائهما ليركبوا جميعاً

    السيارتين و ينطلقوا فى سرعة كبيرة

    وقف هيما ذاهلاً لا يصدق أن ما حدث قد حدث ، فكل هذا لم يستغرق

    أكثر من ثلاث دقائق و لكن آثار الرصاص و الشكمان الذى تحول إلى مصفاه

    و بنطاله المبتل ... كل هذا أنبأه أن ما حدث قد حدث !!

    فجلس هيما على الأرض و مد قدمه أمامه فى ذهول و هو يسترجع الأحداث ،

    و تصاعدت عصاره حمضية إلى صدره فأحس بألم حارق ثم أفرغ ما فى جوفه

    فشعر بتحسن و لم يغير من جلسته حتى شعر بيد تربت على كتفه

    فى رفق فاستدار إلى صاحبها فوجده الأستاذ شريف أمسكه من يده

    شريف : تعالى يا (ابراهيم)

    تركه يقوده فى استسلام و سار وراءه يهبط الدرج حتى وصلا إلى المكتب ،

    فجلس (شريف ) على مكتبه و أشار لـ (هيما )

    أن يجلس فلم يفعل فنظر إلى سرواله فوجد بللاً ، ففهم سبب عدم جلوسه ،

    فقام فى صمت إلى صوان خلف مكتبه و فتحه و أخرج منه سروالاً نظيفاً

    و أعطاه لهيما الذى تناوله فى استسلام و خرج شريف ليدع له الفرصة

    ليغير سرواله ، ثم عاد بعد قليل فوجد (هيما)

    قد استبدل السروال و جلس فى انتظاره .

    شريف : إيه يا (هيما )... عامل إيه دلوقت ؟

    هيما : أنا شفت الموت بعنيه يا أستاذ (عبد الله )

    ابتسم شريف فى اشفاق فـ (هيما ) قد نسى اسمه

    هيما : أمال لو كان المسدس متعمر ... كانوا عملوا فى إيه ؟

    شريف : ( يضحك ) كانوا عملوك عصير

    هيما : بقولك إيه يا أستاذ (شريف )

    شريف : خير يا (هيما)

    هيما : كفاية لحد كده .... أنا مش حمل بهدلة .... خبطة كمان زى اللى خدتها

    ممكن أولد فيها

    شريف : أحمد ربنا إن الموضوع خلص على خير

    هيما : يا أستاذ (شريف ) أنا شؤم و عارف نفسى ...

    أحسنلك أمشى بدل ما كل يوم أجيبلك مصيبة

    شريف : يا (هيما ) أنا ما باعترفش بموضوع التشاؤم ده ...

    دى حادثة ممكن تحصل لأى حد و ده شيء طبيعى جداً

    هيما : طيب اشمعنى يحصلى أنا بالذات ؟

    شريف : اسغفر ربنا يا (هيما) ...دى إرادة ربنا

    هيما : استغفر الله العظيم

    شريف : أيوه كده ... خليك زيى مش عاوزك تؤمن بحاجة اسمها شؤم و تشاؤم ...

    كل دى خرافات

    فى هذه اللحظة دخل ثلاثة يبدو عليهم سيماء رجال الأمن

    فتقدم أكبرهم نحو الأستاذ شريف و سأله

    الرجل : انت (شريف عبد الوهاب ) مدير المحطة

    شريف : أيوه

    الرجل : فين الولد اللى اسمه ( هيما )

    أشار شريف إلى (هيما) الذى اخضر وجهه من شدة الاصفرار

    الرجل : انتم حتيجوا معانا دلوقت ... مش عاوزين شوشرة

    نظر (شريف ) إلى (هيما) بانزعاج و هو غير مصدق ،

    و قد استولى الرعب على كليهما

    فهما موقنان أن دخول الحمام مش زى خروجه و متأكدان من أنها

    سكة اللى يروح ميرجعشى

    دار شريط حياة (شريف) عينيه ، ثم التفت إلى (هيما) فى غل و قال له

    شريف : الله يخرب بيت شؤمك ... كان يوم اسود يوم ما شوفتك


    ***************

    إلى اللقاء مع المشهد الحادى عشر

  5. #20
    عضو الصورة الرمزية rio
    تاريخ التسجيل
    Apr 2008
    المشاركات
    366
    معدل تقييم المستوى
    0

    رد: (يوميات شاب روش طحن ) .... سيناريو و حوار / أبو جنة

    جميييييل .. منظرين المشهد القادم بفارغ الصبر
    Human Network

  6. #21
    مخالف للقوانين
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    المشاركات
    2,047
    معدل تقييم المستوى
    0

    رد: (يوميات شاب روش طحن ) .... سيناريو و حوار / أبو جنة

    المشهد الحادى عشر
    ------------------------
    على مائدة الغداء الحافلة بما لذ و طاب كانت الأسرة مجتمعة و قد علاها السرور ، و كان الغداء على شرف الخال العزيز الأستاذ/ كرم أو الشيخ كرم كما يصر الناس على تسمية كل ذى لحية بلقب شيخ
    كان كرم يحكى لهم عن حياته فى الغربة و عن معاناته من غير زوجة تقوم على شئونه و تؤنس وحدته و عن رحلة الحج الأخيرة و عن غيرها من الأحاديث المعتادة للقادمين من السفر
    كرم : إن شاء الله يا (عبده) السنة الجاية تعمل حسابك على الحج انت و فتحية
    عبده : ( بفم ممتلئ بالطعام ) منين ... هو إحنا لاقيين ناكل
    كرم : ( يبتسم) يا راجل كل الأكل ده و مش لاقى تاكل
    فتحية : مش اما نخلص من العيال الأول
    وائل : تخلصوا منا إزاى يعنى ... حتحطوا لنا سم فران فى الأكل ولاَّ إيه ؟
    عبده : يا واد اتلم و بطل الكلام الخايب بتاعك ده
    فتحية : يعنى لما تخلصوا تعليم و تجوزوا نبقى نفكر فى الموضوع الحج ده
    كرم : انوى انت بس و ربنا حييسر
    فتحية : ربنا يسمع منك ... ده نفسى حتى أعمل عمرة
    عبده : الله و الله يا (كرم ) الواحد نفسه يحج إنشالله حتى فى ليبيا
    كرم : ( يضحك كرم ) طلع الجوازات و إن شاء الله السنة الجاية أحاول ابعت لكم تحجوا
    عبده : بجد يا كرم ... ممكن ؟
    كرم : بإذن الله
    عبده : يا ريت يا أخى و الله
    يلتفت (كرم) إلى (طارق ) الساهم الذى يقلب فى طبقه و لا يكاد يأكل
    كرم : إيه يا روقة ... سرحان فى إيه ؟
    طارق : مفيش يا خال
    كرم : لا بجد مالك ؟ شكلك مش طبيعى ... فى حد زعلك ؟
    طارق : مش عارف يا خال إيه اللى بيجرالى ؟ فى حاجات كثير بتحصلى اليومين دول ... يعنى مثلاً الجزمة اللى جبتهالى امبارح اتسرقت منى فى الجامع و أنا بصلى
    كرم : ( متأثراً ) لا حول و لا قوة إلا بالله .... و لا يهمك يا روقة ... قبل ما أسافر حتكون عندك واحدة أحسن منها
    طارق : ربنا يخليك يا خالى .... بس مش هى دى المشكلة
    كرم : فيه إيه تانى ؟
    طارق : أما ناكل حابقى أقعد معاك و أقولك
    كرم : ماشى يا طارق
    سحابة من الصمت القلق أحاطت بالأسرة بعد كلام طارق ، فأراد وائل أن يبدد هذا الصمت
    وائل : حتشوف الماتش فين يا خال ؟
    كرم : ماتش إيه ؟
    وائل : ماتش إيه ؟ الأهلى و الاسماعيلى يا خال ... الدنيا كلها بتتكلم عليه
    كرم : اشمعنى يعنى ؟
    وائل : نهائى الكاس يا خال .... انت مبتقراش جرايد و لاَّ إيه ؟
    عبده : أهو هو كده ... مفيش حاجة فى دماغه غير الكورة .. فلوسه كلها رايحة على الجرايد و المجلات ... حيطان الأودة بتاعته كلها صور اللعيبة .... لما يتفرج على الماتش فى التليفزيون يبقى زى المجنون ... يتنطط و يزعق و يشتم ... فضحنا فى الشارع .... حاجة تقرف
    وائل : يابابا هو التشجيع كده أما عاوزنى أتفرج على الماتش و أنا نايم و بشخر ؟
    كرم : يعنى انت اتفرجت على كل ماتشات الأهلى السنادى يا وائل ؟
    وائل : (بفخر) فى الاستاد ... كلهم اتفرجت عليهم فى الاستاد ما عدا ماتشين .... واحد كان عندى إسهال .... و التانى كان عندى دمل فى عينى
    كرم : يعنى مش ممكن تنسى تتفرج على الماتش الجاى ؟
    وائل : أنسى إيه يا خال ؟ دا أنا حاروح اسماعيلية اتفرج عليه هناك
    كرم : طيب افتكرت تسمى قبل الأكل ؟
    وائل : هه ؟ لا و الله نسيت .... ممكن أسمى دلوقت ؟
    كرم : لما تنسى تسمى أول الأكل تقول : بسم الله أوله و آخره
    وائل : بسم الله أوله و آخره
    كرم : و بعدين بتاكل بإيدك الشمال ليه ؟
    وائل : و تفرق إيه اليمين من الشمال ؟
    كرم : الشيطان هو اللى بياكل بإيده الشمال .... المسلم بياكل بإيده اليمين
    وائل : ماشى
    كرم : و حتروح اسماعيلية مخصوص عشان تتفرج على الماتش ؟
    وائل : (بحماس ) آه تيجى معايا يا خال ؟ ... و الله حتنبسط آخر انبساط
    كرم : مش حينفع .... و بعدين إيه اللى يخليك تروح الاستاد ... ما الماتش حيتزاع فى التليفزيون
    وائل : لا ... هو الفرجة فى التليفزيون دى فرجة .. هناك بقى تلاقى التشجيع على حق ... متشاور عقلك
    كرم : ( يبتسم ) مش حينفع
    وائل : خسارة و الله كنت حتنبسط أوى .... ده ماتش ضرب نار للصباح الباكر
    عبده : ( بفم مليء بالطعام ) بطل بقى خلينا نعرف ناكل كويس
    أصاب وائل بعض الرذاذ المتطاير من فم والده فشعر بالضيق
    وائل : ما انت بتاكل كويس يا بابا ... و كمان بتنشن كويس
    تضحك الأسرة و ينقضى الطاعم و ينتقلون إلى حجرة المعيشة لشرب الشاى و يدخل الأب إلى البلكونة ليحبس بسيجارة ، و تحمل الأم الصحون إلى المطبخ و يدخل وائل إلى حجرته ، فينفرد (كرم) بـ (طارق)
    كرم : إيه بقى حكايتك ؟ مأنفر ليه ؟
    طارق : (يبتسم ) اسمها مأفور يا خال
    كرم : ( يضحك) ماشى يا عم ... فيه إيه بقى ؟
    طارق : مش عارف يا خال ... مش مبسوط كده و حاسس إنى قلقان ، مش مِطَّمِّن
    كرم : ده شيء طبيعى
    طارق : إزاى ؟
    كرم : الإنسان طول ما هو بعيد عن ربنا لازم يحس إنه مش مرتاح ... و الشيطان لازم يلعب بيه
    طارق : ما أنا بقيت أصلى يا خال
    كرم : من إمتى ؟
    طارق : من النهاردة
    كرم : (يضحك) و عاوز تلاقى النتيجة كده بسرعة ؟ مش الواحد لما يزرع لازم يستنى لحد ما الزرعة بتاعته تكبر و تطلع ثمار ، و لا َّانت شفت حد بيزرع و يجنى فى نفس اليوم ؟
    طارق : بس أنا مكنتش باحس بالقلق ده قبل كده
    كرم : ده شيء كويس ... لما تحس إنك قلقان يبقى أكيد حاسس إن فيه حاجة غلط انت بتعملها ... ساعتها حتفكر و حتحاول انك تصح الغلط ده
    طارق : طيب عاوز أقولك على حاجة
    كرم : قول
    طارق : هو الحب حرام ؟
    كرم : أنهى حب بالضبط ؟
    طارق : يعنى لما أحب واحدة ... كده يبقى غلط ؟
    كرم : مين قال كده ؟ ... الحب ده اجمل حاجة فى الدنيا ... بس لما يكون حب بجد
    طارق : حب بجد يعنى إيه ؟
    كرم : يعنى لما الواحد يكون بيحب مراته .... يبقى حب بجد
    طارق : لازم تكون مراته عشان يحبها ؟ مينفعش الواحد يحب واحدة زميلته ؟
    كرم : ده مش اسمه حب
    طارق : أمال إيه ؟
    كرم : ده اسمه فتنة ؟ عارف يعنى إيه فتنة ؟
    طارق : آه يعنى البنت تكون فاتنة ... مش كدة
    كرم : (يبتسم) لأ ... فتنة يعنى امتحان ... اختبار ... ابتلاء
    طارق : ابتلاء ؟
    كرم : آه ... يعنى اختبار انت اتحطيت فيه ... و ربنا يشوفك حتنجح و لا حتفشل
    طارق : إزاى ؟
    كرم : شوف ... السن اللى انت فيها دى اسمها المراهقة ... الولد أو البنت بتكون فى مرحلة سنية العواطف فيها بتكون متقلبة ... و كل الشباب مروا بالمرحلة دى .. المهم مين الى حيعديها بنجاح و مين اللى حيتكعبل
    طارق : إزاى برضه ؟
    كرم : يعنى لازم تعرف إن مش هو ده الحب ... ده دلع ... الشيطان بيضحك على الشباب لحد ما يوقعهم فى الحرام
    طارق : لأ يا خال مش للدرجة دى
    كرم : أكتر من كده كمان ... انت مش بتشوف حالات الجواز العرفى فى الجامعة
    طارق : آه .. الواد (أيمن) زميلنا كان بيحب بنت اسمها (عزة) و اتجوزوا عرفى ... و بعدين أخوها عرف وجه ضربه فى الكلية لحد ما خلاه يصوت زى البنات
    كرم : هو ده بقى الحب ؟
    طارق : طيب نعمل إيه يا خال ؟ ما البنات قدامنا ليل نهار مبيرحموناش ... لبس إيه و مكياج إيه و استرتشات و باديهات و حاجة تودى فى داهية ؟
    كرم : لا حول و لا قوة إلا بالله ... و انت بقى بتحب ؟
    طارق : بصراحة آه يا خال
    كرم : بتحب مين ؟
    طارق : ان بحب بنت اسمها(هيام) أخت واحد صاحبى اسمه (وحيد )
    كرم : صاحبك ... مش عيب ؟
    طارق : و احنا بنعمل حاجة غلط ؟ إنا ما بأقابلهاش إلا وأخوها معانا
    كرم : و هو عارف ؟
    طارق : آه عادى ؟
    كرم : يا حلاوة ... هو إيه اللى عادى ؟ ... ده خروف ... إزاى يسمح لأخته إنها تكلمك ؟
    طارق : استنى بس يا خال ... مش هى دى المشكلة
    كرم : أمال إيه المشكلة ؟
    طارق : أصل باحب واحدة كمان
    كرم : ( يضحك) كمان ؟ مين ؟
    طارق : واحدة زميلتى اسمها (كلمينص) ... شوف يا خال اسمها حلو إزاى
    كرم : (كلمينص) ؟
    طارق : آه ده إسم فرنساوى ... أصلها غنية قوى يا خال
    كرم : يا سلام ... و بتحبها هى كمان ؟
    طارق : آه و الله العظيم .... ( ثم بتردد ) و مش هى بس فيه تانى
    كرم : ( مستغرباً) هو لسة فيه تانى
    طارق : آه ... (سناء) جارتنا ... بس فيه مشكلة
    كرم : مشكلة واحدة بس ؟
    طارق : أصلها متجوزة
    يكاد (كرم) أن ينفجر غيظاً من ابن أخته و لكنه يتمالك نفسه حتى يستطيع أن يعالجه
    كرم : فيه حد تانى بتحبه ؟
    طارق : إيه يا خال هو أنا مستودع أنابيب و لا إيه ؟ هما دول بس ؟
    كرم : بس ؟ طيب عاوز أسألك على حاجة
    طارق : إيه
    كرم : يعنى إيه حب من وجه نظرك ؟
    طارق : يعنى لما أحب بعمل إيه ؟
    كرم : آه ... بتعمل إيه لما تحب
    طارق : لما بحب با حس إن أنا ضايع
    كرم : ضايع ؟
    طارق : آه باحس إن أنا تايه ... با دخل الأودة و أطفى النور و اسمع (جورج)
    كرم : ( بانزعاج ) (جورج) مين ؟
    طارق : (جورج وسوف) .... ده عليه شوية شجن ... بيطلعوا من نخاشيشى
    كرم : ( يحاول أن يتماسك ) إنا لله ... (جورج) يا (طارق) ؟
    طارق : آه يا خال ... دا انت لو سمعته حيعجبك جداً .... ده عليه صوت يودى فى داهية
    كرم : يا بنى ده صوته عامل زى صوت البقرة اللى بتولد
    طارق : يا خال ده رومانسى جداً
    كرم : ماشى و بعدين
    طارق : بعد كده ... ممكن أقعد ساعتين أتخيل إنى باتكلم معاها ... و إن احنا خرجنا و ان احنا ماشيين على الكورنيش .. عارف يا خال أنا سقط فى التكاليف السنة اللى فاتت ليه ؟
    كرم : ليه ؟
    طارق : مع إنى كنت مذاكر كويس ... بس فى اللجنة قعدت جنب البت (كليمنص )، و كانت جاية الامتحان على سنجة عشرة ، الآلة الحاسبة بتاعتها باظت ... راحت باصه لى و قالت لى ... ممكن تدينى الآلة بتاعتك بليز ؟ رحت أنا مريل على نفسى و اديتها الآلة ...فضلت تحل هى و أنا سرحان فيها .. و فى آخر الوقت راحت مديانى الآلة و قالت لى : ميرسى خالص ... ضيعتنى أكتر ... لحد ما لقيت المراقب بيسحب الورقة و الوقت خلص و أنا مش واخد بالى ... هى نجحت و أنا أخدت الصابونة
    كرم : و بعدين ؟
    طارق : بس ... من ساعتها و أنا بحبها
    كرم : بتحبها بعد ما كانت السبب فى إنك سقطت
    طارق : عندنا شاعر فى الجامعة اسمه ( أحمد سكسونيا) بيقول : شجرة الحب لازم نسقيها بالتضحية
    كرم : ( يكاد يتميز غيظاً ) بص يا طارق ... القلق اللى انت فيه سببه الحاجات الى انت حكيتهالى دى ، و لو استمريت فى اللى انت فيه عمرك ما حاتحس براحة
    طارق : يعنى الواحد يقدر يعيش من غير حب يا خال ؟
    كرم : ما أنا قلتلك ده مش حب ... دى فتنة ... الحب الحقيقى الإنسان بيحس معاه بالاستقرار ... مش بالقلق
    طارق : و أنا حافضل مستنى بقى كمان عشر سنين عشان ألاقى اللى باحبها ؟ مش حاقدر أستحمل ده كله
    كرم : لازم تستحمل و أنا حقول لك على السبب اللى مخليك حيران كده مش عارف راسك من رجليك
    طارق : مش عارف راسى من رجلى ؟
    كرم : آه ... هو الواحد لما يحب ثلاث بنات فى نفس الوقت و كمان فيهم واحدة متجوزة ... يبقى إيه ؟
    طارق : طيب إيه هو السبب ؟
    كرم : السبب واضح ... إنت عايش فى فراغ كبير ... لازم تشغل نفسك ... لازم تتعلم و تقرب من ربنا
    طارق : هو أنا صايع يا خالو ... ما انا باروح الجامعة و اتعلم
    كرم : أنا أقصد العلم الشرعى ... يعنى تحاول تحفظ القرآن ... تتعلم الأحاديث ... تسمع شرايط ... ساعتها الفراغ اللى عندك مش حيبقى موجود و حتحس إنك أحسن بكتير
    طارق : يعنى أبقى شيخ ؟
    كرم : (يبتسم ) مش شرط إنك تكون شيخ ... على الأقل لازم تعرف الأمور اللى تهمك فى دينك ... إزاى تعرف تصلى ... إزاى تعرف تستحمى .... إنت بتستحمى إزاى ؟
    طارق : ( مستنكراً ) باستحمى إزاى ؟ بالليفة طبعاً
    كرم : ( يبتسم) لأ مش قصدى ... مش انت بالغ دلوقت و بتحتلم ؟
    طارق : (يطرق محرجاً) آه
    كرم : طيب لما بيحصل كده بتستحمى إزاى ؟
    طارق : عادى باخد دش
    كرم : إنت متعرفش إن فيه حاجة اسمها غسل جنابة ؟
    طارق : غسل جنابة إزاى يعنى
    كرم : الواحد لما يحتلم عشان يتطهر من الجنابة بيستحمى بطريقة معينة لازم تكون عارفها
    طارق : إزاى ؟
    كرم : سهل خالص ... أول حاجة تنوى إنك حتطهر من الجنابة
    طارق : يعنى أقول نويت اتطهر من الجنابة
    كرم : لأَّ النية تكون فى قلبك متقولهاش بلسانك
    طارق : و إيه المشكلة لو ما نويتش ؟
    كرم : لأ لازم تنوى .. انت بتدخل تستحمى عشان النضافة أو عشان الدنيا حر ... لازم تفرق بين الغسل العادى و غسل الجنابة
    طارق : ماشى و بعدين ؟
    كرم : لما تدخل الحمام تغسل مكان العورة كويس ... و بعدين تتوضى و بعدين تصب المية على رأسك و تخلى المية توصل جسمك كله ... و تبدأ بالناحية اليمين و بعدين الشمال ...
    طارق : و إيه كمان ؟
    كرم : بس ... شوفت بقى إزاى إنت في حاجات كتير لسة عاوز تتعلمها ؟
    طارق : و اتعلم فين و إمتى و أنا عندى جامعة و مذاكرة
    كرم : ما أنا قلت لك ... كتاب ... شريط ... و بعدين المذاكرة مش مقطعة نفسها معاك قوى يعنى
    طارق : طيب هاتلى الحاجات يا خال و أنا حاقراها
    كرم : ماشى ... المرة الجاية حجيبلك حاجات كويسة ... حتعجبك قوى
    فى هذه اللحظة يندفع وائل من الحجرة و يجرى إلى طارق و هو يصرخ
    وائل : طارق إلحق
    طارق : (مذعوراً ) إيه فيه إيه ؟
    وائل : كتلة صاحبك كلمك فى التليفون و أنا رديت عليه
    طارق : عاوز إيه ؟
    وائل : بيقول إن (هيما) صاحبك مات
    طارق : إيه ... مات ؟ ... إزاى ؟
    وائل : مش عارف ... كان بيكلمنى و هو بيعيط
    طارق : يا نهار اسود .... و بعدين ؟
    وائل : بيقولك حصله على بيت هيما
    يجرى (طارق) إلى حجرته ليرتدى ملابسه و قد علاه الذعر و التوتر و طفرت عيناه بالدموع ....
    هل من الممكن أن يكون (هيما) قد مات فعلاً
    ----------
    إلى اللقاء مع المشهد الثانى عشر

  7. #22
    مخالف للقوانين
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    المشاركات
    2,047
    معدل تقييم المستوى
    0

    رد: (يوميات شاب روش طحن ) .... سيناريو و حوار / أبو جنة

    المشهد الثانى عشر
    ------------------------
    يقولون إن عمر الشقى بقى ، و لنتأكد من صدق هذه المقولة نرجع بالزمن قليلاً إلى الوراء
    تررررررررررن ترررررررررررررن تررررررررررررررررررررن ... من هذا السمج الذى يصر على أن يوقظ أم (هيما) من قيلولتها
    تستيقظ منزعجة و ترتدى نظارتها و تذهب إلى الصالة حيث التليفون ، ثم تتثائب بقوة و تجلس على الكرسى المجاور و تحكم ربط الطرحة على رأسها ثم تتثائب ثانية و أخيراً تقرر أن ترفع سماعة التليفون ، يبدو أن بالها طويل ( ربنا يصبرنا على المشهد ده)
    أم هيما : ألو
    كتلة : أيوة يا طانط .... أنا كتلة
    أم هيما : (تتثائب) هااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا اااااااااااااااااااااااااااااااه
    كتلة : أيوة يا طانط .... بقول لحرتك ( يقصد حضرتك) أنا كتلة
    أم هيما : آه
    كتلة : يا طانط ... انت نمتى ؟
    أم هيما : لأ أنا صحيت خلاص ... خليك معايا أما أقوم أغسل وشى و أجيلك
    كتلة : يا طانط استنى أنا .....
    تضع أم (هيما) السماعة و تذهب إلى الحمام و بعد حوالى أسبوع ترفع السماعة مرة أخرى و قد أحست بالانتعاش
    أم هيما : ألو
    كتلة : ( يكاد يبكى) يا طانط أنا (كتلة) ... أنا اتصلت فى وقت مش مناسب و لا إيه ؟
    أم هيما : لا يا حبيبى أنا صحيت خلاص
    كتلة : إزى حرتك يا طانط ( لا يوجد خطأ مطبعى )
    أم هيما : الحمد لله يا حبيبى ... إزيك و إزى أمك
    كتلة : كويسين يا طانط .... أمال (هيما) فين ؟
    أم هيما : نايم يا حبيبى ...أصحيه ؟
    كتلة : الله !! هو رجع من الشغل إمتى ؟ ... أنا قلت له يكلمنى أول ما ييجى
    أم هيما : ( تضرب رأسها بيدها و كأنها تتذكر ) لأ و النبى ده لسة ما رجعش .... أصل أنا لسة صاحية مش مجمعة
    كتلة : طيب يا طانط أما يرجع خليه يكلمنى ضرورى ... عاوز أطمن عمل إيه فى الشغل
    أم هيما : حاضر يا حبيبى ..... أول ما ييجى ....
    يقاطعها صوت رنين جرس الباب فتضع السماعة من غير أن تستأذن (كتلة) ، و تذهب إلى الباب لتفتحه و تلطع (كتلة) الذى كاد أن يصاب بالفالج
    من الذى كان يضرب جرس الباب .... (هيما) طبعاً
    كان قد صعد السلم و قد أخذ منه الإعياء كل مأخذ ، و رفع يده ليضرب جرس الباب فأحس أنه يبذل مجهوداً فظيعاً و أخيراً وصلت يده إلى الجرس و ضربه ثم غامت به الدنيا و أسند رأسه إلى الباب ، و لما فتحت أمه الباب سقط عليها مغشياً عليه ، فصرخت الأم و أخذت ولدها بين ذراعيها فلم تتحمل ثقله فسقطت على الأرض و هى تصرخ
    أم هيما : يا لهوى .... ابراهيم .... مالك يا حبيبى .... ابنى ... مالك يا بنى ... الحقونى يا ناس .... ابنى راح منى يا ناس .... يا خرابى ...... يا ....
    كانت محترفة فى الندب فأخرجت كل ما فى مذخورها من عيون الندب و اللطم و الصوات
    كل هذا و ( كتلة ) على ما زال على السماعة يسمع ما يحدث و لا يفهم شيئاً ، فظل يصرخ :
    كتلة : ألو ... يا طانط ... فيه إيه يا طانط ؟ ألو ... يا طانط ... فيه إيه يا طانط ؟ ألو ... يا طانط ... فيه إيه يا طانط ؟ ألو ... يا طانط ... فيه إيه يا طانط ؟ ألو ... يا طانط ... فيه إيه يا طانط ؟ ألو ... يا طانط ... فيه إيه يا طانط ؟ ألو ... يا طانط ... فيه إيه يا طانط ؟ ألو ... يا طانط ... فيه إيه يا طانط ؟ ألو ... يا طانط ... فيه إيه يا طانط ؟ ألو ... يا طانط ... فيه إيه يا طانط ؟ ألو ... يا طانط ... فيه إيه يا طانط ؟ ألو ... يا طانط ... فيه إيه يا طانط ؟ ألو ... يا طانط ... فيه إيه يا طانط ؟
    كل هذا و هو لا يسمع إلا الصراخ و العويل من الأم المكلومة ، فلما لم يجد جواباً وضع السماعة و قرر أن يكون إيجابياً فجلس على الكرسى فى حالة ذهول ثم إذا به يبكى و يدور فى الحجرة لا يعلم ما الذى يجب عليه فعله ، ثم أخيراً اتصل بـ (وحيد) و (طارق) و أخبرهم بالخبر و هرع إلى بيت (هيما)
    و على سلم العمارة تقابل ثلاثة الأصدقاء (طارق) و ( كتلة) و ( وحيد) و كل منهم فى حالة ذهول و بكاء ، و يبدو أن أساس هذه العمارة متين فلولا ذلك ما تحملت بكاء ( كتلة) الذى كان شيئاً أقرب بصوت الديزل
    بوثبات قليلة وصلوا إلى شقة (هيما) فوجدوا فوضى عارمة ، الشقة غاصة بالجيران الذى هرعوا إليها بعد سماع صافرة الغارات أوصوت أم (هيما) و لكنهم وجدوا أمراً غريباً
    كان (هيما) واقفاً بشحمه و لحمه أمامهم يبكى و أمه هى الملقاه على الكنبة و كأنها ميته و كل جارة بيدها بصلة تقربها من أنفها و تحاول إفاقتها
    طارق : هو مين اللى مات ... (هيما) ولاَّ أمه
    كتلة : لما كلمتها كانت هى اللى عايشة و (هيما) هو اللى ميت
    أخيراً أفاقت الأم و جلست على الكنبة تنهنه فى البكاء
    الأم : ربنا ما يوريكى يا ختى .... الواد كان حيروح منى .... بافتح الباب ألاقيه وقع فى الأرض مسخسخ .... رحت راقعة بالصوت
    الجارة : ( تربت على كتفها ) حصل خير يا ختى ... ربنا جاب العواقب سليمة
    الأم : أول ما بدأ يتحرك و عرفت إنه لسة عايش ما قدرتش .... رحت مسخسخة أنا كمان .... هى البصلة دى بتاعتك يا ختى ؟
    الجارة : ( باستغراب ) لأ دا أنا جبتها من المطبخ عندك عشان أفوقك
    ثم وضعتها على المنضدة أمامها و هى تمصمص شفتيها ثم وضعت كل جارة بصلتها على المنضدة فتكونت كومة كبيرة من البصل جعلت رائحة الجو مع الزحام و العرق و التوتر شيئاً لا يطاق
    و تسللت الجارات واحدة بعد الأخرى و أخيراً فرغت الصالة من الناس إلا من ثلاثة الأصدقاء الذين انتبه لهم (هيما) أخيراً فقام إليهم فعانقوه و هم يبكون
    جلسوا جميعاً فى الصالة يلملمون أعصابهم و قامت الأم لتعد لهم الشاى
    طارق : الله يخرب بيتك يا (هيما) إحنا بنحسبك فيصت
    وحيد : أول ما (كتلة) اتصل بى اتخضيت خالص ... و نزلت أجرى من غير حتى ما اتسرح
    كتلة : ( ينهق أو يضحك ) أما حتة فصل ؟
    هيما : فصل إيه ؟ ده أنا كنت حموت النهاردة بجد ييجى ميت مرة
    جاءت الأم بالشاى ووضعته أمامهم و جلست معهم بجوار ولدها ووضعت يدها على كتفه بحنان فلم يكن لديها غيره بعد وفاة والده
    هيما : أما حصل لى النهاردة حاجات .... و لا فى الأفلام
    طارق : إيه اللى حصل ؟
    هيما : كنت باشتغل عادى .... و ألاقيلك موكب الريس معدى .... بيحسبونى إرهابى راحوا ضاربين على نار
    أما هيما : يا لهوى .... ضربوا عليك نار يا (هيما) ضربوا عليك نار ....
    و أخذت فى الولولة مرة أخرى ... فأخذوا يهدئونها حتى هدأت
    كتلة : و بعدين
    هيما : نزل اثنين من الحرس و هجموا على .... واحد فيهم ضربنى برجله فى بطنى حسين إن بنطنى اتخرمت
    أم هيما : إلهى ينشك فى مصارينه ..... إلهى عينه هى اللى تتخرم .... إلى رجله اللى ضربك بيها تنشل ... إلهى ...
    و فتحت على الرابع فى الدعاء على من اعتدى على ولدها فأخذوا يهدئونها مرة أخرى حتى هدأت
    هيما : بعد كده فهموا إنى ماليش فى حاجة راحوا سايبينى
    كتلة : الحمد لله إنها جت على قد كدة
    هيما : يا ريت ... ده اللى حصل بعد كده كان أنيل
    ثم عاد بظهره إلى الوراء و بدأ يتذكر ، و كما يحدث فى السينما على طريقة الفلاش باك نعود إلى الوراء
    ************************
    شريف : أيوه كده ... خليك زيى مش عاوزك تؤمن بحاجة اسمها شؤم و تشاؤم ... كل دى خرافات
    فى هذه اللحظة دخل ثلاثة يبدو عليهم سيماء رجال الأمن
    فتقدم أكبرهم نحو الأستاذ شريف و سأله
    الرجل : انت (شريف عبد الوهاب ) مدير المحطة
    شريف : أيوه
    الرجل : فين الولد اللى اسمه ( هيما )
    أشار شريف إلى (هيما) الذى اخضر وجهه من شدة الاصفرار
    الرجل : انتم حتيجوا معانا دلوقت ... مش عاوزين شوشرة
    نظر (شريف ) إلى (هيما) بانزعاج و هو غير مصدق ، و قد استولى الرعب على كليهما
    فهما موقنان أن دخول الحمام مش زى خروجه و متأكدان من أنها سكة اللى يروح ميرجعشى
    دار شريط حياة (شريف) أمام عينيه ، ثم التفت إلى (هيما) فى غل و قال له
    شريف : الله يخرب بيت شؤمك ... كان يوم اسود يوم ما شوفتك
    خرجوا جميعاً إلى خارج محطة البنزين و (شريف) ينظر إليها نظرة مودع و (هيما) يمشى فى هدوء و رأسه إلى الأرض فى استسلام
    ركبوا سيارة كبيرة فوجودوا داخلها من ؟
    الأستاذ (عبدالله ) هل تذكرونه ؟ .... أيوه هو ده
    و كانت السيارة ملآنه بالجنود المدججين بالسلاح
    هيما : أستاذ (عبدالله) ؟ إنت كمان هنا ؟
    عبدالله : هو فيه إيه ؟ إنتم عملتوا إيه ؟ الله يخرب بيوتكم ... أنا عندى عيال
    شريف : الواد النحس ده الى انت بعته ..... خرب بيتنا ... ودانا فى داهية
    يصرخ فيهم أحد رجال الأمن ليزجرهم فابتلعوا ألسنتهم
    ثم يأمر أكبرهم رتبة أحد الجنود فيقوم بتغطية أعينهم بشرائط سوداء .
    طبعاً كانوا فى حال يرثى لها و بالكاد أمسك (هيما) نفسه ... فقد كان يعلم أن فرصة حصوله على بنطلون آخر جاف شبه معدومة.
    وصلت السيارة إلى .... لا أدرى ، المهم أنه مبنى مكون من .... لا أدرى
    دخلوا و خلاص ... و ساروا فى طرقات طويلة ترن فيها الأحذية بصوت رهيب و كانوا يسمعون فى أثناء سيرهم الطويل حوارات لطيفة ، ففى حجرة من الحجرات التى مروا عليها سمعوا ذلك الحوار الطريف
    رجل1 : (يصرخ ) آآآآآآآآآآآآآآآآآآه ..... كفاية
    رجل2: ( بصوت غليظ ) اعترف أحسن لك
    رجل1 : اعترف بإيه يا باشا ؟
    رجل 2 : معرفش ... بس لازم تعترف
    طبعاً انخلعت قلوبهم و تقطع نياط ركبهم و كادوا يبولون جميعاً على أنفسهم
    فى حجرة أخرى من التى مروا عليها سمعوا هذا الحوار الممتع
    رجل 1 : (يصرخ ) آآآآآآآآآآآآآآآآآآه ..... كفاية
    رجل 2 : إسمك إيه ؟
    رجل 1: إسمى فرج ..... آآآآآآآآآآآآآآآآآآه ..... كفاية
    رجل 2 : بقولك إسمك إيه ؟
    رجل 1 : إسمى عزيزة !!!!
    لا أستطيع أن أصف لك حالهم ، تخيلها أنت و خلصنى
    حجرة ثالثة مروا عليها فسمعوا هذا الحوار الثقافى
    رجل 1 : (يصرخ ) آآآآآآآآآآآآآآآآآآه ..... كفاية
    رجل 2 : كنت بتعمل إيه فى الجامع يا روح أمك ؟
    رجل 1 : و الله ياباشا ما كنت داخل أصلى ...
    رجل 2 : أما كنت بتعمل إيه ؟
    رجل1: و الله ياباشا أنا حرامى ... ده أنا كنت داخل أسرق الشباشب
    رجل2 : أمال إيه علامة الصلاة اللى طالعالك دى ؟
    رجل 1 : أنا اللى راسمها يا باشا و ربنا
    سمعوا هذه الحوارات فأيقنوا بالهلاك ، و ساروا فى قنوط حتى وصلوا إلى حجرة ، فأوقفوهم أمامها و فتحوا الباب و أجلسوا
    كل منهم على كرسى و لم يرفعوا العصابات عن أعينهم فظلوا فى ذلك الظلام الدامس
    بعد قليل سمعوا الباب يفتح ثم أحسوا برجل يدخل و يغلق الباب وراءه
    ثم سمعوا صوتا يسأل
    الصوت : مين فيكو (هيما)
    يرفع هيما يده اليمنى و كأنه فى الفصل
    هيما : أنا (هيما) يابيه
    الصوت : (يضحك ) إنت اللى عملت القلبان ده كله ...ده انت عامل زى الفار
    ثم يتعالى ضحكه ، فيهدأ توترهم قليلاً
    الصوت : و مين فيكو (عبدالله)
    عبدالله : أنا ياباشا
    الصوت : مش انت عارف تعليمات الأمن يا (عبدالله) ...مش إحنا قلنا لما نبعتلكم تخلوا أفراد الأمن بتوعكم ما يمسكوش سلاح
    عبدالله : ( بصوت أقرب للبكاء) و ده اللى حصل يا باشا و الله ... فى الأيام دى بنمسكهم مسدسات صوت
    الصوت : ماشى ... المرة دى جت سليمة ...بس بعد كدة متتصرفش من دماغك
    يصمت قليلاً ثم يقول لهم
    الصوت : اللى حصل النهاردة ده ... كأنه محصلش .... محدش يعرف بيه ....مفهوم

    ******************
    هيما : مفهوم ... مفهوم يا باشا
    طارق : هو إيه اللى مفهوم ... إيه اللى حصل بعد كده
    هيما : مفيش .... بقولكم إيه .... مفيش داعى حد يعرف حاجة عن اللى حصل
    كتلة : ( ينهق أو يضحك) اعتبر الشارع كله عرف يا مان
    هيما : ( و قد بان عليه الذعر ) أبوس رجلك يا (كتلة) الموضوع مس هزار يا جماعة
    يظهر عليهم الجدية بسبب لهجة (هيما)
    وحيد : المهم انت كويس يا هيما
    هيما : أنا الحمد لله كويس ... بس عشان خاطر ربنا ... متيجبوش سيرة لحد
    ثم يلتفت إلى أمه
    هيما : ماما .... أبوس إيدك ... إوعى تيجبي سيرة لحد ... و بالذا خالتى ( آمال ) ... دى بقها مخروم و بتبطلش كلام
    الأم : حاضر يا حبيبى
    هيما : إوعى ياماما لحسن أتأذى
    الأم : ينقطع لسانى يا بنى قبل ما أتكلم
    طارق : و حتعمل إيه يا (هيما) ؟ هتروح الشغل تانى ؟
    هيما : حد الله ... شغل إيه ؟ دا أنا شوفت اللى محدش شافه ... ده ربنا نجانى النهاردة ... كنت حاروح فى داهية
    وحيد : ما أنا قلت لكم قبل كده ... إنتم الى ما سمعتوش الكلام
    كتلة : و الله أنا كمان كنت بافكر أسيب الشغل ...... الامتحانات قربت و أنا لسة عامل زى الجحش ... مذاكرتش حاجة
    الأم : ربنا يوفقكم ... ربنا يوقفلكم ولاد الحلال
    الأم تنهض إلى حجرتها و تتركهم لتكمل مشوار نومها
    فبدأوا فى إلقاء النكات و القفشات ليخرجوا هيما من حالته حتى انسجم معهم
    هيما : و جايين كده كل واحد إيد ورا و إيد قدام ؟
    وحيد : أمال كنا نييجى إزاى يعنى ؟
    هيما : يعنى كان واحد فك كيسه و جاب حتى إن شالله كيس لب
    كتلة : يا بنى إحنا كنا فى إيه و لاَّ فى إيه ؟ إحنا افتكرناك مت
    طارق : أنا بصراحة كنت جاى ألحق آخد العشرين جنيه اللى استلفتهم منى
    هيما : يعنى لو كنت مت مكنتش حاتسمحنى ؟
    طارق : لأ ... كنت حاخدهم من أمك و بعدين أسامحك
    ارتفعت ضحكاتهم ، و كأن شيئاً لم يحدث
    هيما : ( لكتلة) معاكش سيجارة يا (كتلة) ؟
    كتلة : أمك تشوفك يا بنى
    هيما : لأ دى نامت ...متخافش
    كتلة : خد آخر سيجارة فرط معايا ... بس التبغ وقع منها ....بقت فاضية ..
    هيما : فاضية ...؟ يعنى ما ورهاش حاجة ؟
    ترتفع ضحكاتهم مرة أخرى ... و كأن حالة التوتر التى عاشوها جعلت أعصابهم خفيفة
    ثم ارتفع رنين محمول (وحيد) ففتحه و رفعه إلى أذنيه
    وحيد : أيوه يا (سهام) .... لأ ... زى القرد مجارلوش حاجة .... ها ها ها ها .... (كتلة) هو اللى طلع إشاعاتى
    طارق : (سهام) دى يا وحيد ؟
    وحيد : آه
    طارق : سلم لى عليها
    وحيد : ( بمنتهى الشهامة و الجدعنة ) (طارق) بيسلم عليكى يا (سهام) ... بقولك ... قولى لمامى أنا حاتأخر شوية ... (هيما) عازمنا على العشا بمناسبة إنه ما ماتش ... ها ها ها ها
    كتلة : ده كان يموت أحسن له
    وحيد : يلا باى يا (سوسو)
    هيما : عشا إيه يا أمور ؟ ... انت بتحلم و لا إيه ؟
    وحيد : مش المفروض نتحفل بالمناسبة دى ؟
    كتلة : خلاص أنا حاعزمكم النهاردة على حسابى ... أنا لسة قابض ... بس افتكروها ... كل واحد حيعزمنى مرة
    طبعاً كان هذا أحلى خبر سمعوه طوال اليوم ، فقاموا و خرجوا إلى عربة الكبدة التى على ناصية الشارع
    و كان (كتلة) فى هذا اليوم كريماً جداً فقد اشترى لكل منهم شطيرتين فوقفوا بجوار العربة يأكلون فى استمتاع
    و مرت سيارة بجوارهم ثم فجأة انفجر إطارها بصوت عال
    كان هذا شيئا عادياً مألوفاً ، و لكن (هيما) لم يستقبل هذا الأمر كما استقبله باقى زملائه
    كانت أعصابه قد تلفت تماماً و توتره قد بلغ مداه ، فلما سمع الانفجار أصيب بالذعر الشديد ثم مادت به الأرض و سقط كالبالون المثقوب على الأرض مغشياً عليه
    كتلة : (يصرخ) يا لهوى ... الواد هيما مات تانى
    ---------------
    إلى اللقاء مع المشهد الثالث عشر

  8. #23
    مخالف للقوانين
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    المشاركات
    2,047
    معدل تقييم المستوى
    0

    رد: (يوميات شاب روش طحن ) .... سيناريو و حوار / أبو جنة

    المشهد الثالث عشر
    ******************
    اليوم أول أيام (طارق) فى العمل ، برغم أنه تشاءم مما حدث لـ (هيما) ، و لكنه أقنع نفسه بأن الأمر مختلف ، و أن (هيما) نحس و شؤم و بيغرق فى شبر ميه .
    استيقظ فى العاشرة صباحاً و توضأ و صلى الصبح و جلس على السجادة يدعو الله تعالى أن يوفقه
    و كان – بجهل منه - من ضمن الناس الذين يظنون أن صلاة الفجر ممتدة حتى يؤذن الظهر و صلاة العشاء ممتدة حتى يؤذن للفجر ، برغم أن آخر موعد لصلاة الفجر هو شروق الشمس و آخر موعد لصلاة العشاء هو منتصف الليل .
    المهم ... لبس اليونيفورم الجديد و نزل إلى الشارع مبكراً حتى يلحق بالموعد فيُكَوِّن بذلك انطباعاً جيداً عنه من أول يوم
    كان معرض السيارات فى حى ( عين شمس ) فوصل إليه قبل موعده بنصف ساعة عل الأقل و ذهب إلى صاحب المعرض الحاج ( فوزى) فوجده جالساً فى مكتب فخم ، زجاجى يطل منه على المعرض كله ، فقابله مقابلة جيدة و طلب له شاى الصباح
    فوزى : إن شاء الله تنبسط معانا يا (طارق)
    طارق : بإذن الله يا حاج
    فوزى : أهم حاجة فى شغلنا إن الوحد يكون مصحصح و نبيه و ناصح .
    طارق : طبعاً يا حاج ... دى أهم حاجة
    فوزى : فى شغلنا ده حتقابلك أصناف غريبة .... الطيب و النصاب و الأمين و الحرامى ، أهم حاجة محدش يضحك عليك
    طارق : إن شاء الله يا حاج
    فوزى : إحنا هنا عشرة ، أنا ،و الأستاذ ( مجدى) مدير المعرض و اللى ماسك الحسابات ، الأستاذ (محسن ) بياع ، الشيخ ( صبرى ) بياع برضه و الشيخ (شكرى) ميكانيكى ، الأسطى ( جمال) كهربائى سيارات ، و موظف الأمن اللى هو انت و زميلك اللى بتغير معاه ، و (شوقى ) عامل نظافة و ( منير) عامل بوفيه ، عاوزك تتعرف عليهم
    طارق : حاضر يا حاج
    ثم أعطاه ملفاً به بيانات كل واحد منهم كاملة ليتعرف عليهم على مهل
    فوزى : إنت المفروض حتقعد على المكتب اللى جنب الباب و عينك على اللى داخل و اللى خارج و اللى تشك فيه تتابعه كويس و تيجى تبلغنى
    طارق : مفهوم يا حاج
    فوزى : لازم كل يوم تمر على طفايات الحريق تتأكد إنها شغالة
    طارق : إن شاء الله أكون عند حسن ظنك يا حاج
    بعد ذلك نادى الحاج (فوزى) الأستاذ ( مجدى) ليتعرف على (طارق) و يأخذه يطوف به على الموظفين و تم التعارف بسرعة ثم ذهب إلى مكتب الأمن و تسلم الوردية من زميله و جلس لأول مرة على المكتب الذى يكشف المعرض كله مسروراً بالمكتب
    و الهاتف ، و تمنى لو اكتملت هذه المظاهر بمسدس يضعه فى جانبه و لكن الأحداث التى حدثت بالأمس مع الباشمهندس( هيما) جعلت الشركة تسحب كل المسدسات من موظفيها ...
    مر الوقت بطيئاً فحركة البيع و الشراء كانت ضعيفة جداً
    فكان يزجى وقته بالتطلع إلى ملف العاملين الذى أعطاه إياه الحاج (فوزى) ليتعرف عليهم ، و انشغل بالتطلع إلى بيانات الموظفين و صورهم ، ثم سمع طرقاً على الباب و دخل شاب وسيم ذو لحية مهذبة و رائحة طيبة يرتدى قميصاً بسيطاً و بنطلوناً قصيراً ، فانشرح طارق لرؤيته فقد ذكره بخاله (كرم ) و بـ (أسامه ) الذى أقرضه الحذاء .
    وقف طارق لتحية الداخل و قابل ابتسامته بمثلها و مد يده لتحيته و تذكر أن اسمه الشيخ ( صبرى ) البائع
    صبرى : السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
    طارق : و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
    صبرى : أنا جيت أتعرف عليك ، و أعرفك بنفسى
    طارق : يا أهلا و سهلاً
    صبرى : أنا أخوك (صبرى ) بكالوريوس تجارة و باشتغل هنا بقالى أربع سنين
    طارق : و انا إسمى (طارق) سنة تانية كلية تجارة
    صبرى : برافو عليك .... أنا أحب الإنسان المجتهد
    طارق : أهو منه تغيير ، و منه أحاول اعتمد على نفسى
    صبرى : جميل ... و بالمناسبة الحلوة دى عاوز أديلك هدية تفتكرنى بيها
    طارق : هدية ؟!
    مد صبرى يده فى جيبه و أخرج مصحفاً صغيراً جميلاً و أعطاه لطارق الذى تناوله منه فى سرور
    صبرى : بس على شرط
    طارق : شرط إيه ؟
    صبرى : إنك تقرا فيه على الأقل صفحة كل يوم
    طارق : ( مبتسماً ) إن شاء الله ... و هدية مقبولة ... إنت عارف ..حضرتك بتفكرنى بإنسان بحبه جداً
    صبرى : مين ؟
    طارق : أنا لى خال يشبهلك كتير ... و كلامه زيك كده
    صبرى : و الله ... ربنا يكرمه يا رب ... ابقى سلم لى عليه و إن شاء الله لو فى فرصة أحب إنى اتعرف عليه
    ثم انبعث صوت الأذان من مسجد مجاور فأطرق (صبرى) فى خشوع و أخذ يتمتم بكلام لم يسمعه (طارق ) فأخذه الفضول و لكنه سكت حتى انتهى الأذان و رفع (صبرى) رأسه
    طارق : ممكن أسأل حضرتك سؤال ؟
    صبرى : اتفضل
    طارق : حضرتك كنت بتقول إيه دلوقت ؟
    صبرى : كنت باردد الأذان ، يعنى بقول ورا المؤذن زى ما بيقول
    طارق : ليه ؟
    صبرى : عشان النبى صلى الله عليه و سلم علمنا كده ، قال :" إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول .. "
    أحب (طارق) (صبرى) من أول لقاء و سر ه أن يكون معه فى مكان واحد مثل هذا الإنسان المحترم
    صبرى : ( ينهض) انت بتصلى يا أخ (طارق) ؟
    طارق : آه أمال إيه
    طبعاً لم يذكر له أنه بدأ الصلاة من يومين اثنين
    صبرى: طيب إحنا بنقفل المعرض علينا وقت الصلاة و بنصلى كلنا جماعة ، تعالى اتوضا و صلى معانا
    خرج (طارق ) من المكتب و ذهب ليتوضأ و خرج من الحمام ليجد ( صبرى ) فى انتظاره ليريه مكان الصلاة ، فتأبط (صبرى) ذراع (طارق) و كأنه يعرفه من زمن فأحس (طارق ) بالألفة الشديدة و سار إلى حيث مكان الصلاة منشرحاً
    صلوا السنة و أقام الصلاة أحدهم ثم قدموا ( صبرى) ليأمهم فحدث أمر غريب
    فجأة و بدون مقدمات اندفع الشيخ ( شكرى) و اتخذ مكان الإمام ، متجاهلاً نظرات الإستنكار فى وجوه المصلين
    الشيخ شكرى : استقيموا يرحمكم الله .... الله أكبر
    انزعج (طارق) طبعاً لهذا الأمر ثم التفت إلى (صبرى) الذى ابتسم له فى هدوء و أشار إليه أن اطمئن ثم التفت إلى القبلة و دخل فى الصلاة .
    الشيخ شكرى : سمع اللهِ ( بكسر لفظ الجلالة ) لمن حمده
    و أخيراً بعد تطويل شديد انتهى من الصلاة ثم سلم و التفت إلى المصلين ينظر إليهم و كأنه يتحداهم
    انشغل كل منهم بالتسبيح و تطلع طارق إلى الشيخ (شكرى) الذى كان فى حوالى الأربعين من العمر و يبدو عليه أنه غير متعلم
    بعد قليل انصرف كل منهم إلى مكانه و قام ( صبرى ) و (طارق ) و ذهبا معاً و الشيخ (شكرى ) يتابعهم ببصره
    ذهب (صبرى) إلى مكانه و ذهب (طارق) إلى مكتبه و ذهنه مشغول بما حدث
    بعد قليل دخل عليه الشيخ (شكرى)
    شكرى : إزيك يا أخ (طارق )
    طارق : الله يسلمك ... إزيك يا عم الشيخ
    شكرى : نحمد ربنا ... أول يوم ليك النهاردة مش كدة ؟
    طارق : آه فعلا
    شكرى : بقول لك إيه يا أخ (طارق)
    طارق : نعم
    شكرى : إنت تعرف اللى اسمه ( صبرى) ده قبل كده
    طارق : أبداً ... أنا لسه متعرف عليه النهاردة
    شكرى : طيب ... بص يا أخ (طارق) النبى صلى الله عليه و سلم قالنا : " الدين النصيحة " و أنا عاوز أنصحك لوجه الله
    طارق : خير إن شاء الله ؟
    شكرى : أنا عاوزك تقصر معاه على قد ما تقدر
    طارق: ( مستغرباً) ليه ... ده راجل كويس
    شكرى : إسمع الى بقولك عليه .... مش عاوزك تنخدع فى الناس كده على طول ... خلى عندك شوية حذر
    طارق : (قلقاً) حضرتك ليه بتقول الكلام ده ؟
    شكرى : ده إنسان مش كويس ... منهجه فاسد
    طبعاً (طارق) لا يعرف معنى كلمة منهج أصلاً
    طارق : يعنى إيه ؟
    شكرى : يعنى مبتدع ، ضال مضل ، ماشى على كلام شيوخ الضلالة اللى ربنا ابتلانا بيهم اليومين دول
    طارق : مش فاهم حضرتك تقصد إيه
    شكرى : بص مش حينفع أقولك على كل حاجة من أول مرة ... المهم عاوزك تكون حذر عشان محدش يفسد عليك دينك ... مش كل حاجة يقولها لك تصدقها
    طارق : الراجل مقالش حاجة ... ده يدوب لسة متعرفين قبل الصلاة
    شكرى : ما هو كده زى التعبان ... عاوز يسمم أفكار الناس ... و أنا حاولت إنى أخليه يسيب الضلالات اللى هو عليها دى مفيش فايدة
    طارق : طيب حضرتك ممكن تقولى بس هو بيعمل إيه غلط ؟
    شكرى : ما انا قلت لك منهجه فاسد
    طارق : يعنى إيه ؟
    شكرى : أصله شكله كده باين عليه من الخوارج
    طارق : خوارج ؟!!... يعنى إيه خوارج ؟
    شكرى : مش عارف بالضبط ... بس الشيخ بتاعنا قالنا إن الناس دى خوارج ... بيتهألى إن الخوارج دول اللى هما بيخرجوا فى سبيل الله
    طبعاً (طارق ) غير فاهم و غير مقتنع
    شكرى : انت بتصلى فين يا أخ (طارق) ؟
    طارق : بصلى إيه ؟
    شكرى : بتصلى الجمعة فين ؟
    طبعاً (طارق) لا يذكر آخر مرة صلى فيها الجمعة
    طارق : فى جامع صغير كده جنب بيتنا
    شكرى : بتحضر دروس ؟
    طارق : ( يبتسم ) دروس إيه ؟ دا أنا حتى ما بروحش الكلية
    شكرى : لأ مش قصدى ... أنا قصدى بتحضر دروس لحد من المشايخ ؟
    طارق : دروس دين يعنى .. ؟ لأ
    شكرى : و لا بتسمع شرايط لحد ؟
    طارق : لأ ... بس ساعات باتفرج على التليفزيون على قناة الحكمة ... خالى بيقولى الشيوخ اللى فيها كويسين
    شكرى : لا حول و لا قوة إلا بالله ... حكمة إيه بس؟... دى المفروض يسموها قناة الضلالة
    طارق : الله !!! ليه كده ؟
    شكرى : ما هو ده بقى المنهج اللى بقولك عليه ... لو عرفت المنهج الصحيح مش حتنخدع فى كلام الشيوخ دول
    طارق : ( مرتبكاً ) يعنى إيه طيب ؟
    شكرى : لما تدرس المنهج حتعرف مين هم المشايخ اللى تاخد منهم العلم الصحيح
    طارق : إمممم
    شكرى : شوف انت ربنا بيحبك ... فيه قريب من هنا مسجد بيدرس فيه شيخ بقاله عشرين سنة ما بيدرس حاجة غير المنهج
    طارق : يا عم الشيخ منهج ده اللى هو ازاى يعنى ؟
    شكرى : شوف أنا بقالى أكثر من خمستاشر سنة باحضر له و لسة بحاول أعرف المنهج ... الموضوع مش سهل ... ده موضوع كبير
    طارق : يعنى أنا المفروض أقعد عشرين سنة عشان أعرف المنهج ده ؟
    شكرى : المهم تحاول ... و تحاول تحضر معايا للشيخ ده .. حيعجبك قوى
    طارق : حيعجبنى ازاى يعنى ؟
    شكرى : ما بيهموش حد ... مدام لوجه الله ... بيضرب فى التخين ... ما شاء الله عليه ..... جريء
    طارق : يعنى بيتكلم فى السياسة و كده ؟
    شكرى : (منقبضاً ) لأ سياسة إيه؟ ... إحنا ملناش دعوة بالسياسة ... الحاجات دى سيبناها لأهلها ... إحنا بتوع منهج
    طارق : (فى سره) يا دى النيلة على المنهج ( ثم بصوت عال ) أمال بيتكلم فى إيه ؟
    شكرى : بيتكلم عن العدل و التجريح
    طبعاً هو يقصد ( الجرح و التعديل )
    طارق : يعنى إيه ؟
    شكرى : يعنى يقولك الشيخ ده اسمعه و الشيخ ده ما تسمعوش
    طارق : و قال نسمع مين بقى ؟
    شكرى : و الله قالنا ما تسمعوش لحد خالص
    طارق : يعنى نسمعله هو بس ؟
    شكرى : آه عشان هو صاحب منهج ... أما المشايخ دول معندهومش منهج
    طارق : برضه منهج ؟
    شكرى : أمال إيه .. المفروض الواحد يتعلم المنهج قبل أىحاجة .... و اما تيجى معايا عنده حتفهم الكلام ده
    طارق : إذا كان انت بقالك خمستاشر سنة و لسة مفهمتش
    شكرى : ما أنا قلت لك الموضع كبير
    طارق : ربنا يسهل يا شيخ
    شكرى : ممكن نروح من هنا بعد الشغل ... هو درسه مرتين كل أسبوع
    طارق : ربنا يكرم إن شاء الله
    شكرى : المهم مش عاوزك تسمع كلام اللى اسمه (صبرى) ده ... لو عاوز يبقى عندك منهج سليم ابعد عنه و عن اللى زيه
    طارق : ربنا يهدينا يا عم لشيخ
    شكرى : لأ ده دينك لازم تحافظ عليه ... شوف أنا باعمل إيه ... مبخليهوش يصلى بينا أبداً ...
    طارق : آه ما أنا أخدت بالى
    شكرى : و بعدين سيبك من القنوات اللى طالعة جديد دى ... كلها مشاكل ... و حتأثر على منهجك
    طارق : بس الناس كلها بتشكر فيها ، و خالى قالى إن فيها مشايخ محترمين قوى
    شكرى : ( باستهزاء) زى مين بقى ؟
    طارق : زى الشيخ (محمد حسان)
    شكرى : أهو ده أخطر واحد ... الشيخ بتاعنا قالنا إنه مش مخلص و إنه بيمثل
    طارق : بس كلامه كويس أنا سمعته
    شكرى : ما هو طول ما انت مش دارس المنهج ممكن تتغر فى أى واحد يطلع فى التليفزيون أو يقولك خطبة أو يطلع له شريط
    طارق : و الشيخ ( أبو إسحق)
    شكرى : ( و قد انقلبت سحنته ) أعوذ بالله ...أوعى تسمع له
    طارق : (مندهشاً) ليه بس ؟
    شكرى : الشيخ بتاعنا بيقول لنا إنه مش عالم و لا حاجة و إنه بيتظاهر بأنه عالم .. عشان راح سمع شويه من الشيخ (الألبانى)
    طارق : مين الشيخ (الألبانى) ده ؟
    شكرى : إنت مش عارف الشيخ الألبانى ... ده عالم كبير قوى .... باين كان بيشغل فى التفسير ...
    طارق : طيب فيه واحد اسمه الشيخ ( وجدى غنيم ) دمه خفيف قوى و بحب اسمعه
    شكرى : يا نهار اسود ... ده إخوانجى ... ده ضال مضل مبتدع قطبى سرورى
    طارق : هه ... امال أسمع مين ... أسمع أم كلثوم ؟
    شكرى : و الله أرحم من مشايخ السوء دول
    ثم نهض و سلم على طارق على وعد بلقاء آخر
    طبعاً طارق كان عقله مثل البليلة .... لم يعد يفهم شيئاً ، كان يعتقد أن كل من لهم لحية مشايخ فضلاء يسمع منهم و يصدق ، و لكن هذه المرة يسمع كلاماً عجيباً
    المنهج ، العدل و التجريح ، ضال مضل مبتدع قطبى سرورى ، سب فى مشايخ تجلهم الناس و تحترمهم ، و لم يسمع منهم إلا كل طيب
    كان بفطرته و قلبه لا يصدق هذا الكلام ، و بخاصة أنه سمع خاله أكثر من مرة يمدح فى هؤلاء المشايخ
    استغرق وقتاً طويلاً فى التفكير حتى سمع أذان العصر فتذكر الترديد وراء الأذان فبدأ يردد خلفه ثم خرج للصلاة ، و تكرر نفس الأمر و اندفع الشيخ (شكرى) ليؤم المصلين .
    عاد إلى مكتبه و قد بدأ الزبائن فى التتابع فنسى ما حدث و بدأ يتابع ذلك العالم الجديد الذى يراه لأول مرة
    عالم السيارات ... ذلك العالم الغريب الذى يتمنى أن ينضم إليه
    قام من مكتبه ليقوم بجوله فى المعر ض و يشاهد السيارات التى يراها فى المجلات عن قرب ، ثم قام بعمل رسم كروكى للمعرض و مكان طفايات الحريق
    ثم ذهب إلى مكتبه ،و أخرج ملف العاملين و فتح صفحة الشيخ ( شكرى) و نظر فى خانة المؤهل الدراسى فوجد أنه يحمل الإعدادية .
    مر الوقت سريعاً و اندهش لأن أذان المغرب قد ارتفع ، فقام و توضأ و انضم إلى الجماعة و هو يستشعر رضاً عن نفسه لأنه قد صلى جميع الصلوات حتى الآن .
    اصطفوا و بدأوا الإقامة للصلاة و كان الشيخ (شكرى) مازال يتوضأ ، و كاد المؤذن ينتهى من الإقامة و قد قدموا ( صبرى) فإذا بالشيخ (شكرى ) يندفع جرياً من الحمام و الماء يتساقط من لحيته فيفتح فرجة فى الصف الأول و يجذب (صبرى) من ذراعه و يقول :
    شكرى : مش أنا قلتلك متصليش إمام قبل كده ؟
    اغتاظ المصلين جداً من هذا الحدث و انفعل الاستاذ ( مجدى) مدير المعرض
    مجدى : جرى إيه يا (شكرى) ميصحش كده .. دى مش طريقة
    كان (صبرى) ساكتاً و احمر وجهه و لكنه لم ينبث بكلمة ، و (طارق) يتابع الموقف بانفعال
    شكرى : ده مينفعش للإمامة يا أستاذ(مجدى)
    مجدى : ليه بقى إنشاء الله ؟
    شكرى : عشان ده مبتدع
    صبرى : خلاص يا جماعة .... اتفضل صلى يا (شكرى)
    شكرى : (بسخرية غلولة) يا سلام يا أخويا عليك و على تمثيلك
    مجدى : خلاص بقى يا (شكرى) ... مينفعش كده ... إحنا داخلين على صلاة
    يلتفت شكرى إلى القبلة ، و يرفع يديه مكبراً
    شكرى : الله أكبر .... بسم اللهُ الرحمنُ الرحيم ( بالضم)
    ثم قرأ الفاتحة بطريقة لا يقرأ بها الأطفال ، مليئة بالأخطاء ، لدرجة أن أقل المأموموين علماً كان يستطيع أن يقرأها افضل منه ناهيك أن صوته كان أجشاً مزعجاً ، ثم قرأ سورة الغاشية فأخطأ فى منتصف السورة فرده (صبرى) فلم يلتفت إلى رده و آثر أن يركع على أن يصحح له (صبرى)
    و أخيراً انتهت الصلاة و التفت إلى المصلين كعادته و نظر إليهم يترقب انطباعاتهم و نظرات التحدى فى عينيه .
    قاموا و قام (طارق) و مشى معه إلى مكتبه (صبرى) و جلسا معاً
    صبرى : حتعمل إيه دلوقت ؟
    طارق : حاختم الصلاة
    صبرى : إزاى ؟
    طارق : حاقول سبحان و الحمد لله و الله أكبر 33 مرة
    صبرى : ( مبتسماً) بص ... إحنا ختمنا الصلاة لما سلمنا ... دى اسمها أذكار ما بعد الصلاة
    بعد قليل سأل (طارق) (صبرى)
    طارق : هو انت منهجك إيه يا أستاذ (صبرى) ؟
    صبرى : ( يضحك) هو (شكرى) قعد معاك ؟
    طارق : آه قعد قعدة كبيرة ؟
    صبرى : و قالك إيه ؟
    طارق : قعد يكلمنى عن المنهج ، و العدل و التجريح و يشتم فى المشايخ
    صبرى : ( يبتسم فى هدوء) بقولك إيه .. مش انت قلت لى إنك ليك خال ملتزم
    طارق : آه
    صبرى : أما تقابله اسأله عن كل اللى سمعته ... و ابقى تعالى قلى قالك إيه ... ماشى ؟
    طارق : ماشى
    صبرى : الساعة بقت سبعة ... المفروض إنى حامشى دلوقت ... مش عاوز حاجة ؟
    طارق : ربنا يخليك
    صافحه (صبرى) و سلم عليه و انصرف
    جلس طارق على المكتب يفكر فى أحداث اليوم ، و فى كل ما قيل له و سمعه ، من الذى على حق و من الذى على خطأ
    ظل يضرب أخماساً فى أسداس ، و لما كان ضحل العلم قليل المعرفة فلم يصل إلى الحل الصحيح ، فقرر أن خير ما يفعله هو أن يرجئ هذا كله إلى أن يقابل خاله فيحكى له ما حدث ثم ينتظر منه أن يدلى له برأيه الذى يثق فيه .
    و لكى لا ينسى شيئاً مما حدث أخرج ورقة و قلماً و أخذ يخط فيها الخطوط الرئيسية لكل الحوارات التى دارت اليوم و الأحداث التى لم ترد له على بال قبل الآن .
    " يا ترى مين اللى صح و مين غلط "
    -----------
    إلى اللقاء مع المشهد اللى بعد كده

  9. #24
    مخالف للقوانين
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    المشاركات
    2,047
    معدل تقييم المستوى
    0

    رد: (يوميات شاب روش طحن ) .... سيناريو و حوار / أبو جنة

    المشهد الرابع عشر
    -----------------------
    النهاردة الجمعة
    و يوم الجمعة عند المصريين له وضعية خاصة ، البعض يرى أنه يوم إجازة يرتاح فيه الناس من العمل و يتم فيه كسر الروتين الذى يبدأ بالاستيقاظ مبكراً و الخروج لمعركة المواصلات اليومية ، و البعض يرى أنه يوم عبادة و ذكر و صلاة على النبى صلى الله عليه و سلم و قراءة سورة الكهف ، و بعض الناس يرى أنه يوم البخور و الفول المدمس بالزيت الحار و اجتماع الأسرة حول الإفطار .
    أما الأمهات الفضليات فيرين أنه يوم الغسيل و التنفيض و المسيح أو التسييق على رأى أم (طارق) التى تصر على أن تقول ( أسيق البلاط) بدلاً من ( أمسح البلاط).
    استيقظ الأب و الأم فى ذلك الصباح مبكراً كعادتهم و لم يحاولوا إيقاظ أولادهم فهم يعرفون أن ذلك من رابع المستحيلات
    أشعل الأب عوداً من البخور و دخلت الأم الحمام حيث الغسالة العتيقة ذات الموتور العالى و بدأ فى العزف المنفرد الذى ينافس أفضل قطار سكة حديد على خط القاهرة/الصعيد الدولى !!
    ثم دخلت إلى المطبخ لتعد لزوجها الإفطار الذى يصر على أن يكون مكوناً من كل ما له صله بالزيت
    باذنجان مقلى – فول بالزيت الحار – طعمية – بطاطس مقلية – فلفل مقلى – جبن قريش بالزيت .... إلى آخر كل ما تتخيله من أكلات بالزيت ، بل إنهم فى بعض الأحيان حين لا يجدون باذنجان يقلونه ، فإنهم يقلون الكوسة ، و يبدو أنهم فى طريقهم لقلى المحشى .
    المضحك انك تجد الأستاذ عبده والد طارق بعد أن يضرب كل هذا الديناميت فى بطنه المسكين تجده يشتكى من الحموضة و يقول كلمته الشهير بعد كل وجبة :" مش عارف الحموضة دى من إيه ؟ "
    خرجت الأم بصينية الطعام ووضعتها على المنضدة أمام الأب الذى كان يقرأ الجريدة فلما رآها نحاها جانباً و تلمظ باشتهاء و هو ينظر إلى صينية الطعام
    و بدأ الأب و الأم يتناولون إفطارهم بشهية عالية
    الأب : أيو كدة يا شيخة مش أكل الساندويتشات اللى فى الشغل ، آل جبنة فلمنك آل ... دى بتجيبلى إسهال كل أما آكلها
    الأم : و هو فى أحسن من أكل البيت ؟
    يكسر بيضة على رأسه و يبدأ فى تقشيرها ببراعة
    الأب : ( متعجباً ) بذمتك(1) يا فتحية شُفتى حاجة لما تاكليها تجوعك ؟ ... أهو أكل الشغل لما آكله أجوع أكثر
    كانت الأم أيضاً منشغلة بالطعام فلم تحسن الإنصات إلى ما قاله زوجها فقالت أى شيء
    الأم : ربنا يخليك لينا يا أبو طارق
    الأب : الواد طارق حيروح الشغل إمتى ؟
    الأم : ( تمصمص شفتيها ) عينى عليك يابنى .... راجع الساعة واحدة بالليل
    الأب : و هيروح إمتى النهاردة ؟
    الأم : راجع امبارح يا ضنايا على ما عملتله العشا كان راح فى سابع نومة
    الأب : ( و قد بدأ يتذمر ) هيروح النهاردة و لا لأ ؟
    الأم : صحيته و أكلته فى بقه بالعافية .... أكل يا عين أمه لقمتين و مقدرش راح نايم تانى
    الأب: ( ثائراً ) يا ولية سألتك ميت مرة(2) هيروح الزفت الشغل إمتى و انت شغالة مش راضية تفصلى
    الأم : ( بارتباك ) يوه ... جرى إيه يا راجل ... ما أنا جايلك فى الكلام أهه
    الأب : يعنى لازم تلفى على واسع ... متكلمى علطول
    الأم : أيوه يا خويا هيروح النهاردة بعد الصلاة
    الأب : فكرتينى ... المرة اللى فاتت حصلى موقف بايخ قوى
    الأم : خير إن شاء الله
    الأب : و أنا باصلى الجمعة نمت و الخطيب شغال
    الأم : طيب و إيه يعنى ... ما انت بتنام كل مرة
    الأب : بس المرة دى شخرت بصوت عالى ... و الناس قعدت تصحى فيه .. إنى أصحى .. أبداً ...
    الأم : أيوه انت حتقولى على شخيرك ؟ أمال إيه الى بيخلينى أنام فى الصالة ؟
    الأب : مش عارف إيه اللى جرالى .... بقالى أربعين سنة بنام فى صلاة الجمعة و مكنتش بشخر خالص ... باين طلعتلى اللحمية
    الأم : بيقولوا أصلها بتطلع على كبر
    الأب : على رأيك .... ناولينى فحل البصل(3) اللى جنبك ده
    تناوله فحل البصل فيفترسه و كأن بينهما ثأراً
    يخرج (وائل) من الحجرة مرتدياً التى شيرت الأحمر المميز لفريق الأهلى و عل رأسه تلك القلنسوة أو الطاقية أو الزعبوط أو ... لا أدرى ما سمها التى ابتدعوها للمتفرجين فى الاستاد ، و التى لا أجد شبيهاً لها إلا طاقيات حاخامات اليهود ، و قد رسم على وجهه شعار النادى الأهلى و أمسك طبلة تحت إبطه
    الأب : يعنى صاحى بدرى النهاردة يعنى
    وائل : ما أنا قلت لك يا بابا ... أنا رايح الماتش
    الأب : يا بنى حد يروح الاسماعيلية عشان يتفرج على ماتش .... متتفرج عليه فى التليفزيون
    وائل : يا بابا أنا مش رايح أتفرج .. أنا رايح أشجع .... لازم كلنا نقف جنب الفرقة ... ده ماتش مهم قوى
    الأم : يا بنى و إيه اللى حايجيلك من السفر و البهدلة
    وائل : مفيش بهدلة و لا حاجة ياماما ... إحنا مأجرين أتوبيس كبير ... حنروح النادى الأول ، و بعدين نروح اسماعيلية
    يسكت الأب فى يأس من إقناع ولده ، و يضع همه فى الأكل
    الأم : طيب تعالى كلك لقمة ... إسند بيها نفسك
    وائل : يا ماما ما انت عارفة ... لما يكون فيه ماتش للأهلى مبعرفش آكل و لا أشرب
    الأم : زى ما يكون حيقبضوك ... الله يخرب بيت الكورة على اخترعها
    وائل : ( مبرما) يووووه
    ثم يدخل حجرته ، و يخرج موبايله و يضرب رقماً و ينتظر حتى يأتيه الرد
    وائل : إيه يا جورج ... إنت لسة نايم ؟ ..... طيب يلا يا عم عشان منتأخرش .... عبد الرحمن ؟ ... لا يا راجل أروح مع مين ... مش هاروح معاه ... ده واد إتم ... يا عم لأ أنا و انت بس ...... حعدى عليك و نطلع على النادى الأتوبيس حيتجرك الساعة حداشر بالظبط ... مش عاوزين نتأخر .... آه حنلحق ... ما احنا حنمشى وقت صلاة الجمعة بتبقى الشوارع فاضية ....يلا بيس(4) ... بقولك ....متنساش تجيب الزمارة معاك
    طبعاً فهمنا من هذا الحوار أن (وائل) له صديقان هما (جورج) و ( عبدالرحمن)
    (جورج) لذيذ و لطيف و جميل الصحبة ، أما (عبد الرحمن) إتم و رخم و كلاويه ساقعة ، و لا حول و لا قوة إلا بالله
    و الأهم من ذلك أن (جورج) أهلاوى صميم ، يعنى دمه أحمر على رأى (وائل) ، اما ( عبد الرحمن) فدمه ماسخ
    خرج من الحجرة بعد أن أكمل ارتداء ملابسة ، و سلم على أبويه و خرج
    كان بيت صديقه(جورج) قريباً من دارهم ، فوصل إليها سريعاً و اشترى الجريدة الرياضية فى طريقه ليتابع آخر الأخبار فكان شكله عجيباً نوعاً ، فالطبلة فى يمينه و الجريدة فى يساره
    أرسل رنة إلى موبايل (جورج) فنظر من الشرفة و أشار له أنه (نازل فوراً)
    لحظات و نزل (جورج) يحمل الزمارة ، و عانقا بعضهما و طبع كل منهما أربع قبلات على خد صاحبه
    جورج : ما تيجى يا بنى نكلم (عبد الرحمن)
    وائل : فكك منه بقى يا جورج ....يلا إحنا عشان منتأخرش
    ركبا إلى النادى ووصلا فوجداً أعداداً كبيرة قد سبقتهم وقد وقفوا أمام بوابة النادة تهتف للفريق بكل حماس و قوة
    كانت الساعة لم تبلغ العاشرة بعد ، فظلوا فى هذا (العبط) حتى جاوزت الساعة الحادية عشر ، و أخيراً وصلت الأتوبيسات فخفوا إليها و اتخذوا مقاعدهم و انطلقت الأتوبيسات ليس إلى الاسماعيلية مباشرة و لكن لتذهب بهم إلى فرع النادى الثانى فى مدينة نصر فوصلوا إلى هناك مع ارتفاع صوت الأذان فقام أحد المشجعين و كان سنه قد جاوز الخمسين و أشار إلى المشجعين داخل الأتوبيس أن أنصتوا إلى صوت الأذان ، فسكتوا جميعاً و أنصتوا فى خشوع و بعد انتهاء الأذان قال لهم ذلك الرجل الذى هو كبير المشجعين
    كبيرالمشجعين : حادعى يا جماعة و كلكم تقولوا آمين من قلوبكم ..... يا رب انصرنا على أعدائنا
    المشجعين : ( بصوت قوى ) آمين
    كبير المشجعين : يا رب الأهلى يغلبهم ثلاثة صفر
    المشجعين : آمين
    كبير المشجعين : يا رب رقق علينا قلب الحكم
    المشجعين : آمين
    كبيرالمشجعين : يا رب ما تشمتش فينا الزمالكوية
    المشجعين : آمين
    كبير المشجعين : يا رب بحق اليوم المفترج ده رجعنا مجبورين الخاطر
    المشجعين : آمين
    كبير المشجعين : يا رب كمل فرحتنا و ادينا الدورى
    المشجعين : آمين
    كبير المشجعين : إن شاء الله منصورين يا رجاله ... ما دام ربنا معانا
    أحد المشجعين : أهم أهم أهم ... الشياطين أهم
    المشجعين : أهم أهم أهم ... الشياطين أهم
    وائل : الأهلى عمهم ... و حابس دمهم
    المشجعين: الأهلى عمهم ... و حابس دمهم
    ثم أخيراً امتلأت الأتوبيسات و انطلقت إلى ميدان الوغى و الحرب و النضال ... إلى ستاد الإسماعيلية .......حيث المباراة المرتقبة.
    و كانت أصواتهم و تشجيعاتهم عالية جداً حتى أنهم قد مروا فى طريقهم على مسجد يصلى الجمعة فلم يخفضوا من أصواتهم .
    و كانت الأعلام تخرج من نوافذ الأتوبيس عليها شعارات النادى و التشجيع
    خرجوا إلى الطرق الدائرى ، و تشجيعهم ما زال مستمراً
    أحد المشجعين : بس الحكم بتاع المرة اللى فاتت كان ابن ( .....) ، كان حيضيع علينا الماتش
    طبعاً ما بين القوسين سب للدين ، و هذا شيء مألوف فى مثل هذه المواقف
    أحد المشجعين : على الله يجيبوا واحد غيره المرة دى
    كبير المشجعين : آه لازم ... و إلا حنخليها ضلمة
    أحد المشجعين : دا إحنا نولع لهم فى الاستاد
    أحد المشجعين : بس بتوع الأمن ولاد ( ..... ) حا طين نقرهم من نقرنا
    أحد المشجعين : ده واحد فيهم بن حرام ضربنى المرة اللى فاتت ضربة بعصايته خلانى ما عرفتش أقعد لمدة أسبوع
    أحد المشجعين كان يلبس فانلة داخلية ممزقة و قد دهن وجهه كله بالأحمر و حلق شعره بالكامل قام ووقف فى وسط الأتوبيس
    و لف نفسه بالعلم الأهلاوى الغالى ، و ظل يهتف للأهلى و هم يرددون وراءه و اشتعل حماسهم و كان يزيد كلما اقتربوا
    كبير المشجعين : بقولكم إيه يا رجالة .... عاوزين نبقى رجالة بجد ... لو ورينا الحكم العين الحمرا حيعمل لنا حساب و حيخاف يعمل حاجة غلط .
    أحد المشجعين : احنا وراك ... اللى حتقول عليه حنعمله
    كبير المشجعين : العيال بتوع الاسماعيلية ولاد ..... (سب الدين ) مستبيعين .......... و مستحلفين لينا من المرة اللى فاتت لما ضربناهم فى الاستاد بتاعنا .... عاوزين نبقى كلنا مع بعض ... لو اتفرقنا حيستفردوا بينا و حيضربونا
    مال جورج على وائل و سأله
    جورج : انت جبت المبايل معاك ؟
    وائل : آه ... ليه
    جورج : ممكن يكون فيه لبش ... كنت سيبه
    وائل : لبش مين يا عم ... دا إحنا ناكلهم
    جورج : أنا سبت موبايلى يا عم
    أحد المشسجعين : (بصوت عال ) يا اسماعلية يا اسماعلية ... حانهدك و قلوبنا قوية
    المشجعين : ( بحماس شديد ) يا اسماعلية يا اسماعلية ... حانهدك و قلوبنا قوية
    مشجع آخر : ( يبدو أنه متخلف ) يا اسماعلية يا اسماعلية ... حنضربك بالجزمة
    كبير المشجعين : اقعد ياد يا بن ....( شتمه بأمه ) ...مش قلتلك متشجعش تانى .... تشجيعك كله بايظ
    المشجع المتخلف : انت دايماً كاسفنى كده يا كابتن ؟
    كبير المشجعين : ياد مش ماشية ... السجع بايظ
    مشجع آخر : يا اسماعلية يا بلاليص .... حنرجعكوا بلابيص
    كبير المشجعين : أقعد ياد انت كمان ... إيه بلابيص و بلاليص دى
    ثم قام و التفت إليهم و تنحنح و بدأ فى إلقاء درسه
    كبير المشجعين : يا كباتن التشجيع ده فن .... لازم يكون الندا على السجع ... و لازم يكون كلمتين و رد غطاهم ، و يكونوا فى الصميم .... و اللى بيهتف يكون صوته قوى ... عشان يملا المشجعين حماس
    المشجعين : تمام يا كابتن
    كبير المشجعين : و مش عاوزين نزهق و لا نتعب ... طول الساعة و نص نشجع فريقنا و نشتم فريقهم ... دى حرب و لازم نكسبها ، ماشى يا رجالة ؟
    المشجعين : (بجنون) ماشى يا كابتن
    كبير المشجعين : و مش حانمشى اللى كلنا مع بعض ... مش حنسيب حد ورانا ... ماشى يا رجاله
    المشجعين : (بجنون) ماشى يا كابتن
    ظلوا كذلك يهتفون و يصرخون و يتشنجون بمتهى الجنون
    وصلت الأتوبيسات إلى ستاد الاسماعيلية و دخلوا الاستاد و ذهبوا إلى المدرجات الخاصة بهم قبل موعد المبارة بأكثر ثلاث ساعات ، و كان مجلسهم فى الشمس الحارقة فلم يفت ذلك فى عضدهم ، فالمهمة التى جاؤوا من أجلها أرفع و أجل من كل التضحيات .
    قسموا أنفسهم مجموعات كل مجموعة لها دور مؤثر ، فهناك حاملى اللافتات الكبيرة ، و هناك حاملى الآلات الموسيقية كالطبل و الزمارات ، و هناك المشجعين بالهتافات
    ثم بدأوا فى المناوشات بينهم و بين جمهور الاسماعيلى
    أحد المشجعين : يا اسماعيلى يا غلبان .... طول عمرك دايماً خسران
    فرد عليهم مشجعى الاسماعيلى بهتاف مماثل و هكذا طوال ثلاث ساعات كاملة ، بمنتهى الحيوية و النشاط
    و أخيراً بدأت المباراة و ارتفعت الهتافات الجنونية من مشجعى الفريقين و السباب بأقذع الشتائم و سب الدين لأتفه الأسباب و كان معظم المشجعين لا يشاهد المباراة بل و يعطى للمعلب ظهره ، و مر الوقت و قاربت المباراة على الانتهاء و ما زال التعادل هو سيد الموقف كما يقولون
    و انتهى الوقت تقريباً ، ثم احتسب الحكم على فريق الاسماعيلى ضربة جزاء فى الوقت بدل الضائع
    فاشتعلت المدرجات ، و زاد السباب و الشتم و سب الدين، و كل يغنى على ليلاه ، فهذا يصرخ من ظلم الحكم ابن (.... ) و هذا يصرخ من الفرح و أن عدالة السماء قد نزلت على استاد الاسماعيلية لترد لهم حقهم السليب .
    و احتضن (وائل) (جورج) فى فرح و هم يمنون أنفسهم
    و تقدم أحد اللاعبين متصدراً لضربة الجزاء و سكت الجميع ، و سدد اللاعب ضربة الجزاء فصدها لاعب الاسماعيلى
    و دب الجنون فى مشجعى الاسماعيلى ، و صرخوا فى فرحة شديدة ، كذلك صرخ مشجعى الأهلى من الغضب و شتموا اللاعب الذى أضاع ضربة الجزاء بأقذع الشتائم
    ثم أفاق الجميع على صافرة الحكم ، و هو يعيد ضربة الجزاء ، فقد تحرك الحارس حركة غير قانونية
    و كأن بركاناً من الغضب انفجر فى الاستاد . فلت عيار المشجعين من كلا الفريقين ، و رمى مشجعى الاسماعيلى بزجاجات المياه و الطوب على الحكم و الملعب و شتموا الحكم و سبوا له الدين ، و اعترض اللاعبون و اعترض الجهاز الفنى للاسماعيلى ثم لم يجدوا بداً من تنفيذ كلام الحكم و أعيدت ضربة الجزاء و هذه المرة أحرز هدفاً ، و بعدها بدقيقة واحدة ارتفعت صافرة الحكم معلنة انتهاء المباراة بفوز الأهلى .
    طبعاً لك أن تتخيل مقدار الفوضى التى لحقت انتهاء المباراة
    خرج اللاعبون فى حراسة الأمن ، و امتلأت أرض الملعب بزجاجات المياة و الطوب
    الأدهى من ذلك أن السور الذى يفصل بين مشجعى الفريقين قد تحطم و دخل مشجعى الاسماعيلى على مشجعى الأهلى كأنهم الجراد فقد كانوا يفوقونهم عدداً و عدة و عتاداً ، و بدأ الهجوم التترى ، و لم تفلح مجهودات رجال الأمن الأفذاذ فى صد هذه الجحافل التى أرادت أن تشفى غليلها فى مشجعى الأهلى
    انقضوا عليهم انقضاضة الصاعقة ، فهزم جيش الأهلى و رجع القهقرى و تشتت شمله
    و أمسك (جورج) يد (وائل) و انطلقوا يهربون بنتهى الرعب
    جورج : ( يلهث ) يلا بسرعة يا وائل دول قربوا مننا
    وائل : يلا بسرعة
    و جرى (جورج )و تبعه (وائل ) بمنتهى السرعة ، و لكن تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن
    تعثر (وائل) فى كرسى مقلوب فسقط على الأرض فترك (جورج) يده و فر بجلده ، و نظر إلى حيث (وائل) فوجد أربعة من مشجعى الاسماعيلى ضخام الجثث يحملون (وائل) و يرجعون به إلى صفوفهم الخلفية
    فأسرع (جورج) أكثر ليهرب و رأى كبير المشجعين :
    جورج : إلحق يا كابتن وائل اتخطف
    كبير المشجعين : تعرف تقول يا فكيك .... اهرب بحلدك أحسنلك ... متمعملش فيها بطل ... أحسن يقطعوك
    طبعاً الأخ ( جورج) لم يكن فى حاجة إلى هذه الوصية ، فكانت خطواته أسرع من أنفاسه
    أما (وائل) المسكين فقد وقع فى يد أربعة من المشجعين المسجلين خطر
    أمسكوه و (زنقوه) فى ركن ، فكاد (وائل) أن يبول على نفسه من الرعب
    كبيرهم : انت بقى أهلاوى مش كده
    وائل : و المصحف لاشجع الاسماعيلى يا كابتن
    أحدهم : الواد ده أنا عارفة ... ماشى وراء الأهلى فى كل ماتش
    وائل : الله يلعن أبو الأهلى على أبو اللى عايزين يشجعوه .... و حياة ربنا ما حاشجعه تانى
    كبيرهم : نعمل فيك إيه ؟
    وائل : اعتقونى لوجه الله
    كبيرهم : قلعوه ملط
    --------------------
    إلى اللقاء مع المشهد اللى بعد كده

  10. #25
    مخالف للقوانين
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    المشاركات
    2,047
    معدل تقييم المستوى
    0

    رد: (يوميات شاب روش طحن ) .... سيناريو و حوار / أبو جنة

    ملحوظات هامة عن الارقام الواردة بين قوسين في الجزء السابق:

    (1) الحلف بالذمة و الاستحلاف بها لا يجوز شرعاً ، فلا يُحلَف و لا يُستحلَف بغير الله عز و جل
    (2) هذه مبالغة فهو لم يسألها غير ثلاث مرات فقط ، هذا للأمانة العلمية
    (3) لا ينبغى أكل البصل قبل الذهاب إلى المسجد لكيلا يؤذى المصلين برائحة فمه
    (4) تحية جديدة

  11. #26
    مخالف للقوانين
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    المشاركات
    2,047
    معدل تقييم المستوى
    0

    رد: (يوميات شاب روش طحن ) .... سيناريو و حوار / أبو جنة

    بقلم كاتب القصة :

    أحبتى و إخوانى
    هل رأيتم كم المخالفات التى زخر بها المشهد الأخير
    هيا بنا نحصيها
    1- سلبية ذلك الأب الذى يترك أولاده نياماً و لا يوقظهم لصلاة الفجر
    2- اختصار يوم الجمعة فى أنه يوم إجازة و أكل و راحة فى حين أنه يوم عبادة و صلة رحم
    3-أكل البصل قبل الذهاب إلى صلاة الجمعة و إيذاء المصلين برائحة الفم الكريهة
    4- اعتياد النوم أثناء خطبة الجمعة
    5- الإفراط فى الطعام لدرجة سيئة
    6- الحلف بغير الله عز وجل
    7- أيضاً سلبية الوالد فى تربية ولده و السماح له بهذا التشجيع الجنونى و ترك المهمات من صلاة الجمعة و الاستذكار
    8- تضييع صلاة الجمعة من قبل جميع المشجعين و تضييع الأعمار و الأوقات فيما لا يفيد
    9- عدم تربية الأبناء على الولاء و البراء و حب المسلمين و بغض المشركين( جورج)
    10- سب الدين
    11- الشتم بالأب و الأم على سبيل المزاح
    12- الانفلات و المبالغة فى التشجيع مما يخرج عن الدين و الأدب و المروءة
    13- كبر السنة فى المعصية ( كبير المشجعين تجاوز الخمسين )
    14- زيادة الهمة فى المعاصى و المحرمات و قلتها فى العبادات و الطاعات
    15- الحمية الغبية فى أمور الجاهلية
    ----------------------
    و غيرهاالكثير مما يحدث و يسجل علينا نحن المسلمين فى كل يوم و ليلة من المعاصى التى تمنع النصر و ينزل بسببها الفقر
    و المشهد الأخير أكثر من واقعى حتى لا يأتى أحد الإخوة و يقول إن فيه من المبالغة الكثير
    فمن اقترب من هذا الجو فسيعرف أننى لم أبالغ
    أكتفى بهذا و أنتظر إضافاتكم
    و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

  12. #27
    مخالف للقوانين
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    المشاركات
    2,047
    معدل تقييم المستوى
    0

    رد: (يوميات شاب روش طحن ) .... سيناريو و حوار / أبو جنة

    المشهد الخامس عشر
    -----------------------
    سمع طارق أذان الجمعة و هو بعد ما زال نائماً ، ففتح عينيه فى إرهاق ثم تثائب فى كسل ، و أغمض عينيه ثانية ، و لكن صوت الأذان كان عالياً ، فأزاح الغطاء و جلس مكانه يفرك فى عينيه و يهرش فى رأسه
    لم يكن من عادته أن يصلى الجمعة و لكن هذه المرة أراد أن يتغلب على كسله ، و لكن جفناه ثقيلان كأنهما جبلان
    حدثته نفسه أن يعود إلى النوم ثانية و استحلى هو هذا النداء ، ثم نفض رأسه فى قوة كى يفيق ، و يبعد هذا الخاطر عن رأسه
    ثم تذكر أنه لم يصل الصبح ، فتضايق و استغفر ثم نادى أمه
    فأتت أمه و على يديها أثر رغاوى مسحوق الغسيل
    الأم : صباح الخير يا طارق .... إيه اللى صحاك دلوقت ؟ لسة بدرى على الشغل
    طارق : يا ماما مش أنا قلت لك صحينى أصلى الصبح ؟
    الأم : ما هانش على أصحيك و انت جى تعبان بالليل(1)
    طارق : ( ما زال يفرك فى عينيه) يا ماما مينفعش ... ابقى صحينى أصلى ياماما بعد كده
    الأم : حاضر يا حبيبى .... ربنا يقوى إيمانك
    ينزل (طارق) رجليه و يضعهما على الأرض و هو ما زال جالساً على السرير و يضع مرفقيه على ركبيته و يضع رأسه على كفيه
    الأم : انت حتقوم خلاص ؟
    طارق : آه ياماما حاروح أصلى الجمعة
    الأم : ( باستغراب) حتروح تصلى الجمعة ؟
    طارق : آه ... و بعد كده مش حاسيب الصلاة تانى
    الأم : ربنا يكرمك يا بنى ... عقبال أخوك
    طارق : خالى (كرم ) ما اتصلش ؟
    الأم : اتصل و قال إنه جاى النهاردة ... و يمكن يبات معانا كام يوم
    طارق : و الله ؟ اشمعنى ؟
    الأم : أصله بيوضب فى شقته
    طارق : طيب كويس أصلى كنت عاوزه ضرورى
    طارق : أمال بابا فين ؟
    الأم : ( و هى تخرج من الحجرة) راح يصلى ... حتلاقيه فى الجامع
    ثم ينهض بكسل و يدخل الحمام ليتوضأ ، ثم ارتدى ملابسه و نزل إلى مسجد شارعهم
    كان المسجد متوسطاً فى المساحة لا هو بالكبير و لا هو بالصغير ، و لكنه للأسف أوكل به إمام و خطيب لم يحبهم أهل الحى ، من أجل ذلك كان الإقبال على المسجد ضعيف جداً ، حتى أنه فى يوم الجمعة لا يكاد نصف المسجد يمتلأ ، و معظم المصلين من كبار السن و أصحاب المحلات المحيطة
    و انصرف الناس إلى مسجد من مساجد أنصار السنة ، لأنهم كانوا يسمعون فيها خطبة قيمة و الإمام صوته شجى و قراءته طيبة
    دخل طارق إلى المسجد و كان الخطيب قد بدأ الخطبة فنظر يبحث عن مكان فارغ فوجد مكاناً فى آخر المسجد شبه مظلم ووجد أباه و ليس جواره أحد .
    وجده قد ارتكن إلى حائط المسجد و قد راح فى نوم عميق و فتح فمه و علا صوت غطيطه ، فذهب و جلس بجواره(2) و جعل يوقظه و أخيراً بعد محاولات كثيرة انتبه
    الأب : هه ... فيه إيه ؟
    طارق : قوم يا بابا ...
    الأب : عاوز إيه؟ ... فين أمك ؟
    طارق : ( يهمس) قوم يابابا إحنا فى الجامع ... انت مش حتبطل حكاية النوم دى ؟
    الأب : ( يتمطى )منمتش و لا حاجة أنا صاحى أهه
    طارق : قوم يا بابا اتوضى
    الأب : ليه ؟
    طارق : عشان نمت
    كل هذا و الخطيب يخطب(3)
    الأب : لأ .. ما أنا واخد بالى ... عملت حسابى و قاعد كويس ... بس انت إيه اللى جابك النهاردة يعنى ؟
    هز (طارق ) كتفيه و لم يرد ثم التفت إلى الخطيب يسمع ما تبقى من الخطبة ، و أسند الأب رأسه إلى الحائط ثم بعد قليل سافر مرة أخرى و قد اطمأن أن (طارق ) بجواره سوف يوقظه عند الصلاة ، ثم ارتفع صوت غطيطه ، والتفت إليه وائل فانتقلت إليه عدوى النوم الذى لم يشبع منه بعد ، فتثاءب بقوة و تثاقلت أجفانه فظل يقاوم النوم ، و لكن الحق يقال ، كان النوم أقوى منه و معركته الشرسة معه انتهت لصالح النوم ، فأسند طارق رأسه على الحائط و أغمض عينيه و راح فى سبات عميق .....
    خخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخخ
    انتهت الخطبة و أقيم للصلاة و صلى الناس و بدأوا يخرجون من المسجد ، و ما زال (طارق) و أبوه نائمين
    و انتبه إليهم (عواد) خادم المسجد فخف إليهما و جلس بجوار الأب يهزه برفق
    عواد : حاج (عبدو) ... حاج (عبدو ) ... قوم يا حاج
    يفتح أبو (طارق) عينيه فى صعوبة و هو غير منتبه لم يجرى ، فلما رأى (عواد) أدرك الموقف
    عبده : إيه يا عواد .... قاموا الصلاة ؟
    عواد : صلاة إيه يا أبو (طارق) ما صلينا و خلاص
    عبده : بجد و الله ؟
    عواد : مصلتش قدام ليه كنا صحيناك ؟
    عبده : ( بخجل ) الواد (طارق) ابنى كان قاعد جنبى و قلت إنه حيصحينى
    يشير عواد إلى (طارق) الذى أسند رأسه إلى الحائط هو الآخر و قد ذهب فى سبات عميق
    فينهض الأب بحياء ليوقظ ولده النائم
    عبده : طارق ... طارق ... قوم
    يفتح طارق عيناه ثم يدرك الموقف فينتفض فزعاً
    طارق : هم صلوا يا بابا ؟
    عبده : آه صلوا
    طارق : و مصحتنيش ليه يابابا ؟
    عبده : أنا كمان كنت نايم
    طارق : ( بأسف) يعنى المرة اللى آجى فيها تروح على نومة ؟
    ثم اتلفت أبوه إلى (عواد)
    عبده : حد أخد باله يا (عواد) ؟
    عواد : لأ يا أستاذ( عبده)
    عبده : الحمد لله ... مش عارف صلاة الجمعة دى زى ما يكون فيها منوم
    ثم يخرج و (طارق) و يصعدان إلى المنزل ، فتستقبلهم الأم باشة
    الأم : عينى عليكو باردة ... أيوه كده عشان ربنا يرضى علينا
    طارق : بقولك إيه ياماما ... جهزي لى الفطار عشان أمتأخرش على الشغل
    الأم : من عينى يا حبيبى
    ثم تسرع إلى المطبخ لتعد طعام الإفطار ، فى حين يدخل هو غرفته يصلى الصبح و الظهر
    انتهى من الإفطار سريعاً ثم ارتدى ملابسه و سلم على والديه و انطلق إلى عمله
    **********************
    وصل (طارق)إلى عمله قبل موعده بربع الساعة فذهب ليسلم على الحاج فوزى صاحب المعرض
    طارق : سلامو عليكم يا حاج
    فوزى : أهلا يا طارق ... أخبارك إيه ؟
    طارق : الحمد لله يا حاج
    فوزى : بقولك إيه يا طارق ..
    طارق : أأمر يا حاج
    فوزى : الشيخ صبرى اتصل النهاردة و قال إنه مش جاى ، خليك معايا النهاردة ممكن أطلب منك شوية حاجات
    طارق : تحت أمرك يا حاج .... بعد إذنك
    ذهب لى حجرته و جلس على المكتب فوجد المصحف الذى أهداه إياه ( صبرى) ، فأمسكه و جعل يقلب فيه
    و جعل يتذكر آخر مرة أمسك فيها بالمصحف ، كانت فى رمضان الفائت ، و هاهو رمضان هذا العام على الأبواب ، إذن فقد مر عليه عام كامل لم يسمك فيها مصحفاً بيده و لم ترى عينه فيها كلام الله عز وجل .
    أحس حنيناً نحو المصحف ففتحه و أخذ يقلب فيه و يبحث عن سورة (الرحمن) فقد كان يحبها ، فلم يفلح بحثه
    طبعاً أى قارئ متمرس للمصحف يجد أى سورة بسهولة.
    فتح الفهرس و بحث عنها حتى وجدها و بدأ يقرأ فيها .... سمع من خطيب المسجد أنها عروس القرآن (4) .... و كان لها قصة لا يذكرها (5)، بدأ القراءة ... الرحمن ... علم القرآن ... خلق الإنسان ... علمه البيان
    و استغرق فى القراءة و أحس لها حلاوة فى قلبه
    و ظل كذلك حتى أذن لصلاة العصر فقام و صلى معهم طبعاً مأموماً بالشيخ (شكرى)
    و ذهب إلى مكتبه و هو يستشعر مللاً ، فما من أحد يكلمه و ما من عمل يقوم به ، ثم تذكر طفايات الحريق فقام و طاف بها فوجد أنها على ما يرام
    بعد قليل جاءه الساعى يستدعيه إلى مكتب الحاج (فوزى)
    دخل المكتب فإذا الحاج جالساً خلف مكتبه و أمامه تجلس سيدة من النوعية التى يراها فى الأفلام
    متبرجة تبرجاً شديداً ، رائحة عطرها(6) قوية جداً ملابسها قصيرة ضيقة
    لما رآها أُخِذ بشدة فلم يتكلم و لم يسلم ووقف مرتبكاً لا يدرى ما يصنع ، و كان الحاج(فوزى9 منهمكاً فى الحديث مع السيدة
    فوزى : إن شاء الله حتعجبك يا شريفة هانم ... إحنا شغلنا معروف
    شريفة : ما أنا جيت على السمعة يا حاج .... العميد (شعبان) هو اللى شكرلى فى عربياتك
    فوزى : العميد (شعبان الشرقاوى ) هو انت تعرفيه ؟
    شريفة : أنا بنت خالته
    فوزى : يا أهلاً و سهلاً ... طيب مش تقولى ... دا انت صاحبة مكان
    شريفة : ميرسى يا حاج
    فوزية : طيب ممكن أجربها يا حاج ؟
    فوزى : يا سلام .... انت تؤمرى
    ثم التفت إلى (طارق)
    فوزى : روح خلى الشيخ شكرى يخرج التيوتا الزرقا و يسيب المفاتيح فيها ، و تعال لى
    يخرج طارق بسرعة ليخبر (شكرى) ثم عاد بسرعة
    كانت الهانم تشرب مشروباً بارداً و الحاج (فوزى) يكلمها بحرارة
    فوزى : أنت شرفتينا يا مدام
    شريفة : ميرسى خالص يا حاج ... إنت جانتى خالص
    فوزى : يا ريت حضرتك تسلمى لنا على سيادة العميد ( شعبان) و تبلغيه تحياتنا
    شريفة : يوصل يا حاج
    فوزى : (لـ طارق) خلاص يا طارق ؟
    طارق : كله تمام يا حاج
    فوزى : بص يا (طارق) الشيخ صبرى مجاش النهاردة ... فأنا حاطلب منك طلب
    طارق : أأمر ياحاج
    فوزى : إنت حتروح مع الهانم و هى بتجرب العربية
    طارق: (و هو يكاد يقفز فرحاً ) حاضر يا حاج
    شريفة : طيب أنا حقوم أجربها و ارجع تانى ياحاج
    فوزى : أنا حاجى أوصل حضرتك
    شريفة : مفيش داعى للتعب يا حاج
    ثم تعبث فى حقيبتها و تخرج جاوز سفر و تمد به يدها للحاج
    شريفة : باسبورى يا حاج
    فوزى : ليه إن شاء الله ...عيب يا (شريفة) هانم ... هو انت زبونة ولاَّ إيه إنت صاحبة مكان ... و الله ما يحصل
    شريفة : الأصول ما تعزلش يا حاج
    فوزى : خلاص أنا حلفت .... و بعدين إحنا لينا نظرة فى الناس ... اتفضلى أما أوصلك
    شريفة : ( تضع جواز السفر فى حقيبتها ) خلاص يا حاج اللى تشوفه
    يخرجان و طارق فى إثرهما حتى يصلان إلى السيارة التى وضعوها أمام المعرض ، فيتفح لها أحدهم الباب و يهمس الحاج (فوزى) فى أذن (طارق)
    فوزى : إركب جنبها و خليك صاحى ... إوعى تخليها تبوظ حاجة فى العربية
    طارق : حاضر يا حاج
    فوزى : ربع ساعة و ترجعوا علطول
    طارق : حاضر يا حاج
    يركب طارق بجوارها و هو فى منتهى الضياع ، فهذه أول مرة يركب سيارة فخمة كهذه و الأدهى أنه يركبها بجوار امرأة مثلها
    انطلقت بالسيارة فى نعومة المحترفين و (طارق) يراقبها فى هيام،فأحست به و التفت إليه و هى تبتسم ابتسامة أطارت ما بقى له من عقل
    شريفة : إسمك (طارق) مش كده ؟
    طارق : آه
    شريفة : بتشتغل فى المعرض بقالك كتير ؟
    طارق : آه ( ثم ينتبه) لأ .. النهاردة تانى يوم
    شريفة : ( تضحك بخلاعة) و بتعرف تسوق بقى يا (طارق) ؟
    طارق : لأ ... مبعرفش أسوق
    شريفة : لأ لازم تتعلم .... تحب أعلمك ؟
    طارق : تعلمينى ؟
    شريفة : آه ... ما انفعش ؟
    طارق : لأ ... مقصدش
    شريفة : انت عندك كام سنة يا (طارق) ؟
    طارق : عندى 22 سنة
    شريفة : و بتدرس يا (طارق)
    طارق : آه ... أنا فى كلية التجارة
    تبتسم له شريفة ، ثم فجأة يتقلص وجهها و يبدو عليه الألم و تمسك بصدرها ، فيشعر (طارق) بالذعر
    طارق : إيه ... فيه إيه ... مالك ؟
    شريفة : مش عارفة آخد نفسى ... أصل أنا عندى الربو
    ثم تركن السيارة على جانب الطريق و تفتح حقيبة يدها تبحث فيها عن شيء ما
    شريفة : هو فين العلاج ... أنا نسيته و لا إيه ؟
    طارق : علاج إيه ؟ إنت بتاخدى علاج ؟
    شريفة : أيوه ... يظهر إنى نسيته
    ثم أمسكت صدرها فى قوة و جعلت تشهق بعنف و كأنها تستجدى نسمات الهواء
    فأحس طارق رعباً لم يحسه قبل ذلك
    طارق : طيب و بعدين ...
    شريفة : فيه أجزخانه قريبة من هنا
    طارق : طيب يلا بسرعة
    تنطلق بالسيارة مرة أخرى فى إعياء حتى تقف أمام صيدلية على الجانب الآخر من الطريق العكسى ، و تحاول أن تفتح الباب فشعرت بإعياء شديد فأسندت رأسها على المقعد
    طارق : إيه مش قادرة تنزلى ؟
    تهز شريفة رأسها نفياً و لا ترد
    طارق : طيب اسمه و أنا أجيبهولك ؟
    شريفة : (و صوتها لا يكاد يسمع) تستستين
    طارق : إيه ؟
    شريفة : تستستين
    و تفتح حقيبتها و تخرج له ورقة من فئة الخمسين جنيهاً و تعطيها له فيأخذها و يجرى إلى الصيدلية ، و يدفع الباب الزجاجى و يقتحمها و يجرى إلى الصيدلى فيجده مشغولاً مع زبون آخر فيقاطعه
    طارق : لو سمحت يا دكتور
    الصيدلى : لحظة واحدة
    طارق : معلش لو سمحت ... الحالة خطيرة
    فيلتفت إليه الصيدلى مهتماً
    الصيدلى : خير ؟
    طارق : عاوز (تستستيس )
    الصيدلى : إيه ؟
    طارق : (تستستيس )
    الصيدلى : ده بتاع إيه ده ؟
    طارق : ده بتاع الربو
    الصيدلى : مفيش حاجة اسمها كده
    طارق : الله يخليك دور كويس ... دى الست بتموت
    الصيدلى : يا بنى و الله ما فى حاجة اسمها (تستسيس)
    طارق : طيب أعمل إيه دلوقتى ؟
    الصيدلى : روح هاتلى الروشتة ... و لا هاتلى إسم الدوا صح
    طارق : حاروح أسألها تانى و أجيلك
    يخرج طارق جرياً من الصيدلية و يذهب حيث ترك (شريفة) و السيارة
    طبعاً كلنا نعلم أنه لا توجد ( شريفة ) و لا توجد سيارة و لا يحزنون
    و أكيد كلنا توقعنا أن السيدة المحترمة (شريفة) هانم ما هى إلا لصة سيارات محترفة
    كل هذا لا يهم .. الذى يهمنا هو بطل قصتنا ... الشاب المطحون (طارق) .......يا ترى ماذا حدث له ؟
    ----------------------------------------
    إلى اللقاء مع المشهد اللى بعد كده
    ----------------------------------------------
    هوامش
    ------------------------------------------------------------
    (1) هل من رحمة الأم بولدها أن تساعده على تضييع الصلوات ؟
    (2) المفروض ألا يجلس حتى يركع ركعتين حتى ولو كان الخطيب يخطب
    (3) من تكلم بأى كلام و الخطيب يخطب فلا جمعة له
    (4) حديث ضعيف
    (5) عن جابر بن عبدالله رضى الله عنه قال :" خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على أصحابه فقرأ عليهم سورة الرحمن من أولها إلى آخرها فسكتوا فقال لقد قرأتها على الجن ليلة الجن فكانوا أحسن مردودا منكم كنت كلما أتيت على قوله فبأي آلاء ربكما تكذبان قالوا لا بشيء من نعمك ربنا نكذب فلك الحمد " (حسن- الألباني ).
    (6) عن أبى بو موسى الأشعري قال ال النبى صلى الله عليه و سلم :" كل عين زانية ، والمرأة إذا استعطرت فمرت بالمجلس ، فهي كذا وكذا . يعني : زانية الراوي (حسن صحيح - الترمذي )

  13. #28
    مخالف للقوانين
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    المشاركات
    2,047
    معدل تقييم المستوى
    0

    رد: (يوميات شاب روش طحن ) .... سيناريو و حوار / أبو جنة

    المشهد السادس عشر
    --------------------------
    كانت ليلة سوادء ادلهم سوادها و تراكمت أكدارها و تعاظمت همومها [ و تفشحطت أربازها ] فى قلب (طارق) ذلك الشاب المسكين الروش طحن .
    خرج من الصيدلية بمنتهى البراءة و اتجه حيث ترك السيارة و بها المرأة التى تركها تجاهد حتى تدخل الهواء إلى رئتيها
    فما وجد السيارة و لا المرأة و لا وجد حتى رئتيها .
    كادت أن تصيبه لوثة ...
    يا لهوى ... الولية راحت فين ... يكمن رجعت المعرض؟ .... يمكن نسيتنى و مشيت ؟..... يمكن أنا اتأخرت عليها ؟... يمكن أنا نسيت المكان ؟.... يمكن بتلف و حترجع تانى ؟.... يمكن السما تمطر كتاكيت ؟ .... يمكن ... يمكن ... يمكن
    هكذا حدث نفسه بكل ممكن و لم يتخيل و لم يخطر له على بال أن هذه المرأة قد سرقت السيارة ، و أنها قد ضحكت عليه و أنه لا مؤاخذه حمار سهل الخداع
    كان مجرد التفكير فى هذا (الاحتمال) فوق قدرته على (الاحتمال) ( أظن أن هذاجناس) .
    كان هناك برنامج إذاعى قديم اسمه : ماذا تفعل لو كنت مكانى؟
    حقاً ... ماذا تفعل لو كنت مكان طارق ؟ هل تلطم الخدين ؟ ... هل تقف أمام أى سيارة مارة و تريح نفسك و تنتحر ؟ .... هل تفقد الذاكرة ؟... هل تفقد وعيك ؟ ... هل تفقد شهيتك ؟ ....هل تدخل الحمام ؟ هل تدخل مطعم لتناول الغداء ؟
    ماذا تصنع ؟ لا تقف هكذا مفتوح الفم عاجز عن أن تفعل أى شيء .
    إذن هيا نقترب من طارق و نرى رد فعله ...
    كان طارق أشبه ما يكون بسائق فقد قدرته على التحكم فى سيارته
    كان يكلم نفسه كما قلنا و يفترض جميع الفرضيات الممكنة و غير الممكنة ، المهم أن عقله الباطن قد استبعد تماماً فكرة أن تكون المرأة قد سرقت السيارة ، و أظن أن هذا نوع من أنواع الدفاع التى يتخذها العقل للحفاظ على سلامته ... التمويه ... التلافى
    فالصدمة المباشرة لها تأثير مدمر .
    دار على عقبيه و عاد إلى الصيدلية فتوجه إليه الصيدلى باهتمام يظن أنه قد جاء بالاسم الصحيح للعلاج
    الصيدلى : هيه... إسمه إيه ؟
    طارق : ( بذهول ) الست أخدت العربية و مشيت
    الصيدلى : نعم ؟ !!!
    طارق : خرجت لا لقيتها و لا لقيت العربية
    الصيدلى : و ما قالتش على اسم العلاج ؟
    بدأ طارق يفيق رويدا رويدا و يستشعر ما هو فيه من مصيبة قد تودى بمستقبله
    طارق : بقولك الست باين عليها سرقت العربية
    الصيدلى : سرقت العربية ؟!! .. عربية مين ؟
    طارق : عربية الحاج (فوزى) .... اللى أنا شغال عنده فى المعرض
    شعر الصيدلى أن طارق يهذى و أن ملامح وجهه تتحول إلى الجنون فخرج من وراء ( الكاونتر )
    الصيدلى : آآه .... طيب اقعد و إهدى و كل مشكلة و ليها حل
    طارق : ( بصوت عال و كأنه اكتشف هذا الآن) يا لهوى ... الولية سرقت العربية
    يربت الصيدلى على كتفه و يحاول تهدئته
    طارق : دا أنا لسة مبقاليش يومين شغال عنده .... أنا رحت فى داهية
    ثم يجرى إلى الشارع و هو يحدث نفسه ، و ترك وراءه الصيدلى يضرب كفاً بكف
    يجرى طارق إلى حيث ترك السيارة فيجد سيارة أخرى شبيه بها فيظن أنها هى فيجرى عليها
    و لكن كيف تكون شبيهة بها و هذه السيارة حمراء و التى سرقتها المرأة زرقاء و السيارة التى سرقت كانت تيوتا ملاكى و هذه نصف نقل ... يبدو أن عقله قد بدأ (يفوت )
    فكر أن ينتظر فى المكان الذى تركها فيه لعلها تعود و بالفعل وقف عشر دقائق حتى تيقن أنه لن تعود ، و بدأ عقله يعود إليه شيئاً فشيئا ، و المصيبة تتبدى بكل أبعادها
    المرأة لصة ... السيارة سرقت .... كان من المفروض ألا يترك السيارة مع المرأة
    و لكنها جميلة و أنيقة .... و تقول : ميرسى ..... كيف تكون مثلها لصة ؟
    يا لهوى يامَّة .... مستقبل ابنك ضاع يامَّة ..... يا خيبة أملك فى ابنك يامَّة
    كل هذا و هو يضرب رأسه بيديه و كأنه يندب ، أو هو بالفعل يندب
    رأسه أصبح و كأن به ألف موتور .... يفكر فى أشياء غريبة
    يفكر فى ثمن السيارة ... و كم من السنين يحتاج أن يعمل عند الحاج بالمجان حتى يسده
    فكر فى مصاغ أمه ... لو باعته ممكن يجيب قرشين كويسين نكمل عليهم و نسد ثمن السيارة
    لكنه تذكر أن أمه ليس لديها إلا حلق فالصو فردة و فردة
    فكر فى فكرة عبقرية أخرى
    - ممكن بابا يقدم على معاش مبكر و ياخد مكافأة نهاية الخدمة ... ممكن تكون حوالى عشرين ألف جنيه
    لكنه تذكر أن ثمن السيارة يتعدى المائة ألف جنيه
    - ممكن خالى كرم يدينى ثمنها ... أكيد معاه فلوس ... ما هو مسافر السعودية ... لأ الإمارات ... يادى النيلة ... مفيش فايدة
    ثم جلس على الرصيف فى حالة ذهول تام لا يدرى ماذا يصنع
    ثم انتفض فجأة و كأنما لدغه عقرب حينما سمع جرس الموبايل
    نظر فى الموبايل فإذا صديقه (هيما) ، يفتح عليه
    طارق : (هيما)... إلحقنى يا هيما
    هيما : ( بذعر ) فى إيه ؟ ... مالك ؟
    طارق : أنا اتسرقت يا (هيما)
    هيما : يا نهار اسود ....كان معاك كام ؟
    طارق : كان معايا عربية
    هيما : عربية إيه ... انت حتهرتل ؟
    طارق : و الله العظيم العربية بتاعة المعرض اتسرقت منى
    هيما : يخرب بيتك .... و انت فين دلوقت .... و إيه اللى حصل ؟
    طارق : ( و كأنه أفاق ) إقفل يا يا له ( ثم يصرخ ) إقفل يا يا له .. هو أنا ناقصك
    يغلق الموبايل ... و يقف فى عرض الطريق ينظر إلى السيارات التى كان أصحابها يشتمونه لأنه يقف فى وسط الشارع
    يرن الموبايل مرة أخرى ... كان الحاج (فوزى) طبعاً ... يرتعد و يكاد يغشى عليه و أخيرا يفتح
    طارق : ( برعب ) ألو
    فوزى : ( بقلق ) أيوة يا طارق ... أنتو فين يا حبيبى
    طارق : ..............
    فوزى : (بتوجس) طارق .... ألو
    طارق : أيوة يا حاج
    فوزى : إيه يا طارق مال صوتك ؟
    طارق : ...............
    فوزى : فيه إيه يا بنى ؟ إنتو فين ؟
    طارق : (يبكى) الولية سرقت العربية يا حاج
    فوزى : بتقول إيه ؟ ..... نهار أبوك إسود
    طارق : ضحكت على و سرقتها يا حاج
    فوزى : تعالى لى ... فى دقيقة واحدة تكون هنا
    يغلق الموبايل ، و يشعر طارق أنه قد ارتاح قليلاً ... فوقوع البلا و لا انتظاره
    يشير لتاكسى و يركبه إلى المعرض و ينزل و قد استسلم لقدره ، فيجد الحاج فوزى أمام باب المعرض و معه جميع العمال
    و الموظفين و قد علتهم الكآبة و كأنهم يتلقون عزاء عزيز لديهم
    جال برأس (طارق) المشوش أن يقول لهم :" شكر الله سعيكم " و لكنه رجح إن قالها أنهم سيقتلونه فابتلع لسانه
    استقبله الحاج (فوزى) بهدوء مصطنع و إن كانت عيناه تقتدان ناراً ، فوضع يده على كتفه و سار به حتى دخل مكتبه و دخل معهما الأستاذ مجدى مدير المعرض و أغلق الباب خلفهم
    و جلسوا على أنتريه بجوار مكتب الحاج و أحاطا بـ (طارق) الذى كان يبدو أن الصدمة كانت من القوة بحيث أنه لم يعد مبالياً بما يحدث فكان هادئاً و كأن شيئاً لم يحدث
    فوزى : قولى إيه اللى حصل يا (طارق)
    حكى له طارق ما حدث بالتفصيل
    فوزى : و معرفتش راحت فين ؟
    طارق : لأ
    فوزى : ( يخاطب مجدى ) اتصل بالبوليس
    مجدى : حاضر ...
    فوزى : (و كأنه انتبه لشيء ما ) استنى ... العميد (شعبان) .... قالت لى أنها بنت خالة العميد (شعبان) ... الله يخرب بيت أم العميد (شعبان)
    ثم أخرج الموبايل و بحث عن نمرة العميد (شعبان) حتى وجدها و اتصل به
    شعبان : ألو
    فوزى : أيوة يا سيادة اللوا ... أنا الحاج (فوزى )
    شعبان : أهلاً يا حاج فوزى ... مسمعناش صوتك من زمان
    فوزى : باقول لحضرتك إيه ... أنا واقع فى مشكلة كبيرة شوية
    شعبان : خير يا حاج
    فوزى : جاتلى بنت اسمها (شريفة) قالت لى إنها بنت خالة حضرتك ... و كانت عايزة عربية
    شعبان : ( بلهجة تحذيرية ) شريفة مندور؟ ... إوعى يا حاج ... البنت دى مجنونة .... إوعى تديها حاجة ... أنا بقولك أهه
    فوزى : ( يكاد يبكى) ما أنا إديتها خلاص و اللى كان كان
    شعبان : يا نهار اسود ... و بعدين
    حكى له ما حدث بالتفصيل و نوع السيارة و لونها
    شعبان : و الواد الجحش اللى كان معاها بيسبها و ينزل ليه ؟
    يلتفت (فوزى) إلى طارق و ينظر له بغل فيطرق (طارق) أسفاً و خجلاً
    فوزى : ده لسه حسابه معايا مجاش
    شعبان : بس انت غلطان برضه يا (فوزى ) كنت على الأقل كلمنى
    فوزى : شكلها ما حدش يشك فيه أبداً ... و بعدين أنا بعت معاها واحد بغل يركب معاها
    طبعاً نحن نعرف من هو هذا البغل !!!!
    شعبان : برضه ما يمنعش إنك غلطان يا (فوزى)
    فوزى : أهو اللى حصل بقى يا فندم ... إيه العمل دلوقت ؟
    شعبان : طيب سيبنى يا (فوزى) أنا حاعمل شوية اتصالات و ربنا يسهل
    فوزى : يعنى فيه أمل يا باشا ؟ ... ممكن العربية ترجع تانى ؟
    شعبان : ربنا يستر ... مش عاوز أوعدك
    أغلق الحاج ( فوزى ) الخط و قد علاه الكرب و الغضب
    ثم التفت إلى طارق بمنتهى الغضب ثم لكمه بمنتهى القسوة فى صدره و قال بمنتهى الغل ( كله بمنتهى ) :
    فوزى : و انت حتقعد هنا لحد ما نشوف آخرتها ... و لو العربية دى ما رجعتش حا ....
    لم تسعفه الكلمات فى تصوير ما سوف يفعله بـ (طارق) فسكت
    أما (طارق) فقد تلقى الضربة و تكوم على الأرض فى ألم و جاهد لاستنشاق الهواء و العجيب أنه تذكر اسم الدواء فقال لنفسه
    طارق : لو كان معايا الـ ( تستستيس ) كنت سلكت بيه صدرى
    كان (مجدى) مدير المعرض متوتراً ، و لما رأى منظر (طارق) أحس بالخوف
    مجدى : براحة شوية يا حاج ... إن شاء الله كل حاجة حتتحل
    فوزى : ( و عيناه تدور فى محجريهما) أنا الحاج (فوزى) تضحك على واحدة زى دى ؟
    مجدى : (مهدئاً ) يا حاج إهدى و كل حاجة حتبقى كويسة إن شاء الله
    فوزى : ( و كأنه لم يسمعه) لأ و تيجى تدينى الباسبور رهن و أنا أقولها : عيب .. إنت صاحبة مكان
    مجدى : ( يربت على كتفه) و الله يا حاج كل حاجة حتتحل ... بس انت متعملش فى نفسك كده
    مرت نصف ساعة على هذا الوضع و هم ينتظرون رنين الهاتف المحمول ، و كان الحاج (فوزى) يدور كالأسد الحبيس فى الحجرة و (مجدى) مرتبك مرة يقف و مرة يجلس ، اما طارق فكان يراقب كل ذلك بقلة اكتراث و كأن الأمر لا يعنيه من باب ( خربانة خربانة )
    و أخيراً رن جرس الهاتف فهرع الحاج (فوزى ) ، و حتى تكتمل السخرية كان اتصالاً خاطئاً ( أصلها ناقصة )
    صوت شاب : ألو
    الحاج فوزى : أيوة
    صوت شاب : (بنعومة) ممكن أكلم (نرمين) يا أنكل ؟
    فوزى : النمرة غلط يا إبنى
    صوت شاب : يا عمى إنت بتعمل كده ليه؟ ... أنا عاوز علاقتى ببنتك تبقى فى النور
    فوزى : بنتى ؟... بنتى إيه ؟.... النمرة غلط يا إبن الكلب
    ثم يغلق الخط بعصبية
    ثوانٍ و رن الهاتف مرة أخرى و كان العميد زفت ( شعبان)
    فوزى : أيوه يا باشا
    شعبان : أيوة يا حاج فوزى
    فوزى : خير يا فندم
    شعبان : خير يا حاج إن شاء الله .... البنت فى القسم ... مسكوها فى الكمين لما كلمتهم و اديتهم مواصفات العربية ، بس البنت حاولت تهرب فخبطت العربية خبطة صغيرة كدة
    فوزى : ( يتنفس الصعداء ) الحمد لله ... بسيطة يا باشا .. أهم حاجة الجثة موجودة
    شعبان : (يضحك) أيوه ... الجثة موجود .... ابقى خد بالك بعد كدة
    فوزى : خلاص يا باشا ... فعلاً محدش بيتعلم ببلاش
    ينهى المكالمة و يقول لـ(مجدى ):
    فوزى : يلا حتيجى معايا
    مجدى : طيب و (طارق ) ؟
    فوزى : سيبه مرزوع لحد ما نيجى
    يخرجان و يغلقان الباب وراءهما على طارق الذى يتنفس الصعداء فقد حلت المشكلة و إن كانت ستترك آثارها على نفسيته طويلاً
    يشعر فجأة بأن رصيده من الطاقة قد أوشك على النفاد ، فينظر إلى الكنبة و لا يتردد فى أن يفرد جسده عليها و يضع ذراعه على عينيه و يذهب فى سبات عميق .
    الواد باين عليه معندوش دم ..
    -----------
    إلى اللقاء مع المشهد التالى

  14. #29
    مخالف للقوانين
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    المشاركات
    2,047
    معدل تقييم المستوى
    0

    رد: (يوميات شاب روش طحن ) .... سيناريو و حوار / أبو جنة

    المشهد السابع عشر
    ----------------------
    بمجرد أن فتحت الأم الباب حتى ارتمى (وائل) بين ذراعيها يبكى ، فشعرت الأم بانزعاج شديد و انقبض صدرها
    الأم : إيه يا (وائل) .... مالك يا حبيبى؟
    وائل : ضربونى يا ماما و قلعونى هدومى
    الأم : يا لهوى إلحقنى يا (عبده) .... إلحقنى يا (كرم )
    يهرع إليها زوجها و أخيها من حجرة المعيشة فيجدان وائل و قد ارتمى فى حضن أمه يبكى
    فأخذه خاله تحت ذراعه و سار به إلى حجرته و وراءه أبواه و أجلسه على سريره و قد انتبه أن (طارق) يرتدى فانلة داخلية ممزقة
    و بنطلون بيجامة و قد بان أن صدره مكتوب عليه شيء بقلم أصفر فسفورى
    الأب : إيه اللى حصل يا (وائل)
    وائل : (من بين دموعه) مشجعين الإسماعيلى متعصبين قوى يا بابا
    الأب: ضربوك فى الاستاد ... مش كده ؟
    وائل : عجنونى يا بابا ... و قلعونى هدومى ... و أخدوا فلوسى و بطاقتى .... و خلونى آجى من الاسماعيلية على عربية خضار ، و صعبت على السواق راح ملبسنى بنطلون بيجامة بتاعه
    الأم : يا حبيبى يا بنى ... كان إيه جبرك على ده كله ؟
    كرم : و إيه اللى مكتوب على صدرك ده ؟
    وائل : كتبولى بقلم لونه ما بيرحش : أنا بحب الإسماعيلى
    الأب : (ثائراً ) مقلتلهومش إنت ابن مين ؟
    وائل : هو أنا لحقت أقول حاجة يا بابا
    الأب : (بغضب ) تعرف شكلهم كويس؟ .... يعنى لو جيت معاك تقدر تتعرف عليهم؟
    وائل : ليه يا بابا ؟ ... دول عالم شرانية
    الأب : ( ما زال ثائراً ) هو انت فاكر إنى حاسيب اللى حصلك ده يعدى على خير ؟ ... دا أنا حاجيب عاليها واطيها
    نظرت الأم إلى الأب نظرة خاصة و كأنها تذكره بشنبه الذى ضاع بحركة تهور سابقة ...
    فاستدرك سريعاً و كأنه [يلم الدور ] على رأى أولاده
    الأب: إحم .... طيب قوم انت يا (وائل) خدلك حمام و بعدين نبقى نشوف الموضوع ده
    وائل : حد اتصل بيه ؟
    الأم : صاحبك (جورج) اتصل بيك ثلاث مرات
    كرم : ( بانزعاج ) جورج ؟ ... إنت ليك صاحب إسمه (جورج) ؟
    وائل : آه ... بس طلع ندل ... سابنى و جرى
    يهز (كرم) رأسه فى أسف ، ثم يخرج هو و (عبده) إلى جحرة المعيشة و يتركان (وائل) و أمه تعد له ملابسه
    يجلس (كرم) قبالة (عبده) صامتاً ، يشربان الشاى الذى أوشك أن يبرد
    يسمعان جرس الباب ، فتهرع الأم إلى إلى الباب و هى تقول :
    الأم : ده (طارق) ... ده معاده
    تفتح الباب فيرتمى طارق بين ذراعيها يبكى
    الأم : إيه يا (طارق) .... مالك يا حبيبى؟
    وائل : (يبكى ) اترفدت من الشغل يا ماما
    الأم : يا لهوى إلحقنى يا (عبده) .... إلحقنى يا (كرم )
    يهرع إليها زوجها و أخيها و (وائل) من حجرة المعيشة فيجدون (طارق) و قد ارتمى فى حضن أمه يبكى
    يدخلون به إلى حجرته و يجلسونه على السرير و قد ارتفع نشيجه و الأم بجواره تربت على كتفه و تبكى
    الأب : فيه إيه يا (طارق) ؟
    طارق : رفدونى من الشغل يا بابا
    كرم : ليه يا (طارق) ؟
    طارق : عشان فيه عربية اتسرقت منى
    شعر الأب بالخطر فانتفض و قال :
    الأب : عربية إيه اللى اتسرقت ياد ؟
    طارق : متخافش يابابا ما إحنا لقيناها تانى الحمد لله
    ثم بدأ يحكى لهم على كل شيء
    طارق : .......... و لما رجع الحاج (فوزى) من القسم قال لى : مش عاوز أشوف وشك هنا تانى
    الأب : ما هو انت غلطان برضه يا (طارق)
    الأم : خلاص يا خويا هو فى إيه و لا فى إيه؟ .... كفاية الخضة اللى اتخضها
    كرم : قوم يا طارق غير هدومك و تعالى عشان نتعشى
    يتركون (طارق) فى غرفته ، و يدخل (وائل) الحمام و تدخل الأم المطبخ لتعد العشاء و يدخل (كرم) و (عبده) حجرة المعيشة و يجلسان فيها ساهمين ، و بعد طول صمت يتكلم (كرم)
    كرم : و بعدين يا (عبدو) ؟
    عبده : آديك شايف يا (كرم) العيال مش نافعين فى حاجة ... لا فى تعليم و لا فى شغل و لا حاجة خالص
    كرم : و حتسيبهم كده لحد ما يضيعوا خالص ؟
    عبده : طيب قولى أعمل إيه
    كرم : لازم تشوف حل ... دول ملزومين منك ... كلكم راعٍ و كلكم مسئول عن رعيته
    عبده : دبرنى يا خويا ... أنا من إيدك دى لإيدك دى .... مبخليش فى جهدى جهد ... اللى عاوزينه باعمله على قد ما أقدر ... عاوزين موبايل يا بابا ...حاضر ... عاوزين دش يا بابا ... حاضر ... عاوزين هدوم يا بابا .. حاضر ... عاوزين فلوس يا بابا ... حاضر .. عمرى ما اتأخرت عنهم فى حاجة .... مش عارف أعمل إيه بس
    كرم : يا (عبده) مش كل حاجة فلوس و طلبات تتقضى ... لازم يكون فيه شوية جد و حسم
    عبده : إزاى ؟
    كرم : الشاعر بيقولك : و من يك حازماً فليقس أحياناً على من يرحم
    عبده : يعنى أضربهم و هم فى السن ده ؟
    كرم : لأ طبعاً أنا ما أقصدش كده
    عبده : أمال إيه ؟
    كرم : يا عبده الموضوع أكبر من كده بكتير ... أكبر من الضرب و أكبر من إنك تمنع عنهم المصروف .... دول خلاص كبروا ... عاوزين طريقة تانية فى التعامل و التربية
    عبده : يعنى إزاى برضه ؟
    كرم : يعنى إحنا بنجرب كل حاجة ... إيه المشكلة لو جربنا الدين ؟
    عبده : الدين ؟! .... هو إحنا كفره و لا إيه يا ( كرم) ؟
    كرم : يا أخى أنا مقولتش كده ... أنا أقصد إن إحنا نقرب الولاد من ربنا .... نحببهم فيه و نخوفهم منه .
    عبده : إزاى ؟
    كرم : (متبرماً) هو كل حاجة إزاى يا عبده ؟
    عبده : يا عم إنت قارى و عارف الحاجات أكتر منى ... رسينى ... أنا خلاص تعبت
    كرم : يعنى الأولاد و هم صغيرين ممكن يتوجهوا و يتربوا بالزعيق بالضرب لو لزم الأمر بالحرمان من المصروف ، إنما لما يكبروا بيبقى فى طريقة تانية إسمها القدوة ... لازم يكون فيه شخص قدام عينيهم يكون قدوة ليهم يقلدوه و يحبوا يكونوا زيه ... و القدوة دى لازم تبقى الأب
    عبده : طيب ما أنا أهه ... قدوة و زى الفل ... إنت شايف حاجة تانية ؟
    كرم : ( يبتسم رغماً عنه ) طبعاً يا عبده إنت كويس و طيب و بن حلال .... بس محتاج تتعرف على طرق التربية السليمة
    عبده : يا عم طرق إيه و متاهات إيه .... إحنا اتربينا بالعصاية ... أنا لحد ما اتجوزت مكنتش أقدر أشرب سيجارة قدام أبويا ... لحد ما مات الله يرحمه ... الفاتحه له
    ثم رفع كفيه أمام وجهه و أغمض عينيه فى خشوع و بدأ فى قراءة الفاتحة بتلك الطريقة السريعة ثم مسح وجه بيديه و رفع صوته و قال :
    عبده : و لا الضالين آمين
    ثم فتح عينه فوجد (كرم) يبتسم و لم يقرأ شيئاً
    عبده : ( بعتاب ) إيه يا (كرم) ... بقولك الفاتحة على روح أبويا متقرهاش ؟
    كرم : ( يبتسم ) فاتحة إيه بس يا (عبده) ؟ ... مفيش حاجة اسمها الكلام ده
    عبده : ( متعجباً) الله الله ... إنت بتقول إيه يا (كرم) ؟ .... مفيش حاجة اسمها الفاتحة ؟ أقوم أجيبلك المصحف تشوفها
    كرم يضحك ) لأ يا أخى طبعاً فيه سورة اسمها (الفاتحة) دى أعظم سورة فى القرآن ... إنما مش عشان نقراها على الميتين
    عبده : إزاى بقى ... الدنيا كلها بتقرا الفاتحة فى الأفراح و فى المياتم ... ده حتى الشيخ بتاع الراديو بعد قرآن الفجر بيقول : إلى سيدتنا صاحبة هذا المقام العظيم الفاتحة
    كرم : (يبتسم و يتنهد ) بص يا عبده ... مش ممكن الإنسان يفضل طول عمره مؤمن بحاجة و فاهمها بطريقة معينة و ييجى فى وقت يكتشف إنه كان غلط أو إنه فاهمها غلط ؟
    عبده : آه فعلاً ... أنا كنت فاكر ( فرغلى ) زميلى فى الشغل وصاحبى من عشرين سنة ، و كلنا مع بعض عيش و ملح ، كنت فاكره جدع أتاريه نتن و ندل ... ادانى إسفين عند المدير طلع من نافوخى
    كرم : ( يضحك) ماشى ... حاجة زى كده .... إيه بقى المانع إن يكون بعض الحاجات اللى إنت فاهم إنها صح تتطلع غلط ... و منها موضوع الفاتحة دى على الفاضى و على المليان
    عبده : بس القرآن حلو برضه يا (كرم)
    كرم : ( ينفجر فى الضحك حتى تدمع عيناه) و حد قال إنه وحش ... إحنا بس عاوزين نفهم صح
    عبده : نفهم إزاى يعنى ؟
    كرم : مش الفاتحة دى سورة من القرآن ؟
    عبده : آه
    كرم : و القرآن كله حلو مش كده ؟
    عبده :آه أمال ليه
    كرم : ينفع يا (عبدو) تقرا الفاتحة بدل التحيات و إنت بتصلى ... أو تقرا الفاتحة و إنت راكع أو ساجد
    عبده : لأ .. مينعفش
    كرم : الله ينور عليك .... كل حاجة و ليها حاجة .... و إحنا بنعملش حاجة فى الدين بمزاجنا ... لازم يكون لينا فيها إذن
    عبده : إذن من مين ؟
    كرم : إذن من النبى صلى الله عليه و سلم ...مفيش غيره ...
    عبده : يعنى النبى مكانش بيقرا الفاتحة على روح أبوه و أمه
    كرم : (يضحك من جهل بن عمه ) صلى الله عليه و سلم ....لأ طبعاً ... بس علمنا إن فيه حاجات تانية نعملها ليهم بعد وفاتهم
    عبده : حاجات زى إيه ؟
    كرم : إن إحنا ندعيلهم ... دى أحسن حاجة نعملها ليهم
    عبده : استنى ... أنا كنت سمعت إن إحنا ممكن نقرا قرآن و نوهبه ليهم ... دا أنا كنت بجيب فقها يعملوا ختمة فى السنوية بتاعة أمى و أبويا و أوهب القراية ليهم
    كرم : لأ طبعاً ... كل ده كلام فارغ
    عبده : بصراحة يا (كرم) أنا لما بقعد معاك باتعقد ... باحس إنى حمار
    كرم : العفو يا (عبده) .. إنت أخويا الكبير ...و أنا باتعلم منك حاجات كتير ... بس انت محتاج تقرا شوية فى الدين
    عبده : قال بعد أما شاب ودوه الكتاب
    كرم : العلم ملوش كبير يا عبده ... لازم تتعلم حتى عشان خاطر عيالك
    عبده : و الله باين عندك حق يا (كرم)
    كرم : نرجع تانى لموضوع العيال ... كنت بقولك إن السن ده بيتعلم بالقدوة ... يعنى لازم يكون الأب قدوة لأولاده ... يشوفوك بتقرا قرآن كتير فى البيت ... يشوفوك بتصلى فى الجامع ... يشوفوك محافظ على صلاة الفجر .... يشوفوك بتتصدق .... مش يشوفوك بتشرب سجاير .. و قاعد طول النهار قدام التليفزيون ؟
    عبده : ربنا يهدينا يا (كرم)
    كرم : ربنا حيهدينا إن شاء الله إن شافنا أهل للهداية ... يعنى لازم نقدم خطوة الأول
    عبده : إن شاء الله يا (كرم) ... فيه أخ فاضل عندنا فى الشغل كان دعانى كذا مرة إنى أروح معاه جلسة بيعملها فى بيته كده و أنا كنت باعتذر ... إن شاء الله حابقى أروح
    كرم : كويس ... روح... أكيد حتستفيد
    عبده : إن شاء الله ... ربنا يسهل
    تدخل الأم فى هذه اللحظة معلنة أن العشاء قد تم إعداده فينهضون حيث السفرة و يتخذ كل منهم مكانه
    و تدخل الأم إلى حجرة (طارق) لتناديه
    و ينتظر (كرم) اكتمال الأسرة ليبدأ الأكل معهم و لكن (عبده) يبدأ على الفور ، فرؤية الطعام تنسيه كل شيء ، و ينظر إليه (كرم) و يبتسم
    كرم : إيه يا (عبده) إنت كنت صايم و لاَّ إيه ؟
    عبده : (يبتسم) معلش أصل عصافير بطنى بتنهق
    كرم : دى مش عصافير يا (عبده) ... دى حدايات
    عبده : ( يضحك) فعلاً اللى قال الجوع كافر كان عنده حق
    كرم : جوع إيه يا (عبده) إنت عامل زى ما تكون مكلتش من أسبوع
    عبده : أصلى من ساعة الغدا محطتش حاجى فى بقى
    كرم : يا (عبده) إنت لسة متغدى من ساعتين ... متفتريش على معدتك
    عبده : ( يربت على كرشه) متخافش ... حديد
    كرم : بس الحديد بيصدى برضه ... إنت مش بتشتكى من الحموضة
    عبده : آه و الله ... دى لما بتقفش فى صدرى بتبهدلنى
    كرم : ما هو من الزيت و السمنة الى عمال تحشرهم فيها
    عبده : سمنة ؟... دا أنا كنت زمان لما أمى الله يرحمها تسيح السمنة كنت باخد كباية و اشربها زى العصير
    كرم : ( يتقلص وجه كرم ) يا ستير يا رب
    عبده : بتقول يا إيه ؟
    كرم : بقول : يا ستير
    عبده : إيه يا ستير دى ؟ يعنى يا ساتر ؟
    كرم : لأ مفيش حاجة إسمها يا ساتر ... ساتر يعنى سد ... و مش من أسماء ربنا ... ما ينفعش نقوله
    عبده : يا عم الدين يسر .....متحبكهاش كده
    كرم : ( يبتسم ) لأ مش بحبكها ... إنت ينفع حد يناديلك بإسم غير إسمك ؟
    عبده : لأ
    كرم : برضه ... مينفعش نسمى ربنا بإسم غير إسمه .... إسمه ستير .. مش ساتر
    عبده : أفادكم الله ... يلا كل
    كرم : لأ أنا حاستنى الجماعة
    عبده : و أنا برضه حاستناهم ... بس و أنا باكل
    يضحكان ، و تخرج الأم وحدها من الحجرة و الأسف ظاهر على وجهها
    كرم : فى إيه يا (فتحية) ؟
    الأم : معلش يا (كرم) حاتعبك ... (طارق) مش عاوز ييجى ياكل معانا ... قوم كلمه
    كرم : سبحان الله .... ليه بس ؟
    الأم : من ساعة ما جه و هو قاعد لوحده فى الضلمة ... قوم كله الله يخليك
    حاضر
    ينهض و يدخل حجرة (طارق) فيجده جالساً على مكتبه فى الظلام و قد عقد يديه و أراح عليهما جبينه ، فأضاء النور ووقف على الباب ينظر إلى (طارق) و يبتسم ابتسامه رقيقة ، و رفع (طارق) عينيه إلى خاله فابتسم ابتسامه باهتة و نهض و هو يقول :
    طارق : تعالى يا خال... اتفضل
    كرم : لأ مش حاجى ... مش عيب أول يوم آجى فيه عندكم تسيبنى أتعشى لوحدى ؟
    طارق : ( يتنهد) و الله يا خال ما لية نفس لحاجة
    كرم : ليه يا بنى إيه اللى حصل لده كله ؟
    طارق : أسكت يا خال... أنا حاسس إنى محطم
    كرم : ( يضحك ) محطم .. إيه يا عم الكلام الكبير ده ؟
    طارق : آه و الله يا خال
    كرم : بقولك إيه أنا جعان و مش حاقعد آكل إلا لما تيجى إنت و أخوك ... حتقوم و لاَّ أخش أنام من غير ما اتعشى
    طارق : و النبى يا خال متضغطش على
    كرم : ( يطقطق بلسانه ) تؤ تؤ ... مش قلنا متقولش و النبى ... قول لا إله إلا الله
    طارق : لا إله إلا الله
    كرم : يلا دلوقتى و بعد الأكل لِيَّه قعده معاك إنت و أخوك
    طارق : يا خال ...
    كرم : ( مقاطعاً ) أنا قلت لك على اللى عندى ... تعالى و لماتقعد على الأكل نفسك حتتفتح ... أول ما تشوف الـشكشوكة اللى ماما عاملاها حتنسى إن نفسك مسدودة
    طارق : حاضر ... حاجى أقعد معاك بس مش حاكل
    كرم : ماشى ... و أنا مش حا...
    يقطع كلامه فجأة على صوت صرخة (وائل) من الحمام
    ... إيه اللى لحصل لوائل ؟
    --------------
    إلى اللقاء مع المشهد الى بعد كده

  15. #30
    مخالف للقوانين
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    المشاركات
    2,047
    معدل تقييم المستوى
    0

    رد: (يوميات شاب روش طحن ) .... سيناريو و حوار / أبو جنة

    إلى هنا توقف كاتب القصة أبو جنة عن كتابتها نظرا لبعض الأسباب

    قد يكملها وقد لا يكملها

صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 1 2 3 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. الرجاء مساعدتي في سيناريو ال n+
    بواسطة أمير الذووق في المنتدى الأرشيف
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 12-03-2012, 05:57
  2. سيناريو
    بواسطة T@iger في المنتدى منتدى الشهادات العام
    مشاركات: 15
    آخر مشاركة: 04-12-2010, 23:10
  3. سيناريو firewall
    بواسطة fibre في المنتدى الأرشيف
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 07-02-2009, 11:15
  4. يوميات من الجاهليه
    بواسطة الفجر القادم في المنتدى الأرشيف
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 23-02-2007, 23:34
  5. يوميات مبرمج
    بواسطة mohamed1980 في المنتدى الأرشيف
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 31-07-2005, 13:37

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •