بسم الله الرحمن الرحيم وبه تعالى أستعين،


بعد مرور خمسة أعوام على وجودي بالمنتدى وبعد أن مررت فيه بالعديد من التنقلات ما بين مقاعد الأعضاء و المجلة وكراسي الإدارة ثم العودة لمقاعد الأعضاء مرة أخرى، وبعد مروري بالعديد من المشكلات والخلافات في المنتدى أجدني اكتسبت على إثرها رجالاً وخسرت آخرين واكتسبت من وراء وجودي بالمنتدى العديد والعديد من الخبرات التي لم أدرك أهميتها كاملة حتى اليوم، بل لازلت اكتشف حتى الآن أن المرء لايفتأ يتعلم حتى يموت وأن إعادة قراءة الأوراق القديمة أحيانا تكون مفيدة لأقصى حد بل وأن يتعلم المرء من أخطائه هو نفسه فهي أقسى الدروس ولكنها أقواها تأثيراً.


أجدني اليوم وقد آن أوان حسابي مع نفسي بالنسبة لهذا المنتدى وأرى أنني يجب أن اذكر كل ما راجعت به نفسي ووجدتني مخطأ فيه وسأذكر الأخطاء فقط لأنه حساب للنفس وليس مدح في الذات وهو على الملأ لأن تأثير هذه المشاكل والأخطاء انعكس بشكل أو بآخر على أعضاء موجودين أو كانوا بالمنتدى وبالتأكيد سيكون هناك تأثير سلبي لذا فكلامي أمام الجميع حتى ابرء ذمتي ما استطعت .... فالحقيقة أن حسن النية لا تبرر سوء التصرف. كما لن أتحدث عن أخطاء غيري ما استطعت فلست هنا لأحاكم أحد إلا نفسي.


فترة تواجدي الأولى لم يكن بها ما أتذكره كأخطاء لأنها كانت فترة حرصت فيها على التعلم وقلة الكلام لذا ندرت الأخطاء، و كذلك كانت فترة المجلة لأن الإحتكاكات فيها لم تكن موجودة بسبب تحديد الإختصاصات. أما فترة الإدارة فهي الفترة الأهم و الأكثر دروسا، قبل أن أتولى منصب المراقب العام للمنتدى كان إشرافي على قسم واحد فيه نوع من التحدي والسباق لإثبات الذات مع الآخرين وكانت صرامتي في إدارة القسم مقبولة للتنظيم الإداري فقط وكانت قلة أعداد الأعضاء لها عامل في سهولة الإدارة وبساطة التعامل وروعة الإستجابة للقوانين الخاصة بالقسم.


أما فترة وجودي كمراقب عام على المنتدى بأكمله فقد كانت سببا مباشرا في تعرفي على أناس قد أحلم فقط أن أتحدث معهم في ظروف أخرى وأن أشرف بمعرفتهم، كما كانت في نفس الوقت فترة حبلى بالأخطاء وسوء التصرف.


فمع تزايد عدد الأعضاء وتباين التوجهات والأخلاقيات و البيئات والثقافات كان هناك اختلافات كثيرة بين الأعضاء كان المطلوب هو التوفيق بين كل هؤلاء في نفس الوقت فمن المتفهم للمتعصب لرأيه ومن العالم للجهول وهكذا.


في البداية كانت مشكلتي الأساسية هي قلة معارفي في المنتدى وعدم وجود صلات قوية بيني وبين معظم الطاقم الإداري وفي نفس الوقت كنت أولي المشاركات اهتمامي ولم أركز على الأشخاص وهذا خطأ جسيم لأنه تسبب في حالة من عدم الإنسجام بيني وبين بعض المشرفين ، و زكيتها أنا بعدم اهتمامي بتكرار محاولات الإقتراب منهم والتودد إليهم حتى يبدأ الجدار الثلجي في الذوبان بيننا وهذا ما زادهم إحساساً بأنني متعالي ومغرور مع أن هذا لم يكن مقصدي أو في طبعي على الإطلاق.


وترتب على ذلك قيامي بالعديد من المهام الإدارية وحدي دون مساعدة من أحد لأنهم لم يألفوا وجودي معهم ولم يتقبلوا طلباتي منهم لشعورهم أنني بعيد عنهم، أيضا اعتزازي الواضح ببلدي أعطى انطباعا لدي العديدين بأنني متعصب وأنا لم أحسن إدارة هذا الموضوع لأظهر للجميع أن اعتزازي وانتمائي لا يعني تحيزي وقبليتي.


أيضا تمسكي الشديد برأيي الخاص وعدم سهولة اعترافي بالخطأ وإن كان دافعهما هو الرغبة في توضيح وجهة نظري وتوصيلها للآخرين إلا أن النتائج التي ترتبت عنهما كانت مؤسفة لأنني كنت أبادر بالردود التي تؤيد وجهة نظري وتدافع عتها دون التمعن في رأي الآخرين والتفكر فيه بروية قد تغنيني عن الدخول في مهاترات لاطائل من ورائها والجميع فيها خاسر وهذا الكلام غير عائد على موضوع بعينه وإنما هو كلام عام ، فهناك من الأمور ما لا تتغيرفيه الرؤى مهما حدث.


وهناك أيضا أمر لم أبذل فيه جهداً كبيراً وهو محاولة استيعاب من حولي من الإداريين بل كان الأسهل دوما أن أقول أنني قادر على القيام بكل شئ وحدي مما جعل من يختلف معي لا يرى بادرة خير مني وهو مما يفرضه علي موقعي، مما صعب من مهمة التواصل مع بعض الإداريين اللذين لم يعرفوني جيدا من قبل فظنوا بي الظنون كما أسلفت القول.


وهناك نقطتين على وجه التحديد أريد التركيز عليهما .... الأولى هي مسألة التعصب التي اتهمت بها من قبل البعض والمشكلة الحقيقية نبتت من زرع بعض الإخوة الأفاضل اللذين أظهروا التعصب و رويت الزرع أنا بردودي المباشرة عليهم والتي كانت حاسمة وغاضبة "مع عدم الخطأ في أحد على العكس منهم" ولكن قاعدة معارفهم كانت عريضة وتأثيرهم وكلمتهم مسموعة لدى العديدين مما أجج الصدور ضدي حيث لم أكن دبلوماسيا وأطرح مشاعري جانبا وأقوم بالتعامل بالحيادية الواجبة في منصبي وأحاول تهدئة الوضع واحتواء الموقف، بل كنت حادا في الدفاع عن بلدي و أهلها ضد من
يهاجم مما أورثني حساسية ضد هذا الموضوع و تسبب في مشاكل أخرى مع أناس أفاضل ربما كان مقصدهم خيرا وأنا من أساء التقدير.


و النقطة الثانية هي موضوع التعالي والغرور .... وأعتقد أن ما شرحته آنفا يكفي لتوضيح هذه النقطة ولكن لإجمال الأمر أقول أن العديدين في حياتي بعد توثيق علاقتي بهم أجدهم يقولون لي أنهم في البداية ظنوني مغرور حتى عرفوني جيداً ووجدوني غير ذلك، ربما كان الأمر راجعا لعدم اهتمامي كثيرا بالعلاقات العامة و ظهوري بطبيعة شخصيتي أمام من يواجهني من البداية وهو ما يتنافى مع سلوك العديدين ممن يظهرون أفضل ما لديهم في البداية.ثم تبدأ أقنعتهم في التساقط مع الوقت وتزايد درجة المعرفة. و ربما كان الأمر عائدا على كوني لا أكثر المجاملات والمزاح والإختلاط بالأعضاء مما يلبسني ثوب الجاد الصارم ، أو هما الأمرين معاً.


أما الفترة التي تلت هذه المرحلة وهي الفترة الحالية فهي مجرد امتداد لها خاصة في مجال العلاقات والتعاملات ... فمن كسبتهم وقتها لازالوا أصدقاء .. ومن خسرتهم لازالوا بعيداً .. وهذا لا أحبه ... بل أتمنى أن يكون هذا الموضوع بادرة لفتح صفحة جديدة بيني وبين المنتدى وبين أعضاؤه فمهما كان ما قلته أنا جديداً أو مجهولاً لدى البعض فهو معروف لدى البعض الآخر .. ولكني أعتقد أنه مفاجأة للكل


أرجو ألا يفهم بعض الأعضاء ممن لم ينضموا إلا حديثاً للمنتدى بأنني كنت جزار أو مصاص دماء :D
فقط أنا أردت أن أعرض ما توصلت اليه حتى تكون ذمتي خالصة تماماً.


ما السبب الذي دعاني لكتابة هذا الموضوع؟ والآن بالذات ... أعتقد هذا سؤال قد يرد بذهن البعض ......


فكرة كتابة هذا الموضوع جائتني بعد تفكري في شخص عايشته لمدة عامين ونصف العام تقريبا وقد انضم لمجموعة أصدقائي المقربين عن طريق صديق مشترك هو صديق عمره من أيام الطفولة وبعد كل هذه الفترة اكتشفنا حميعا أنه كذب علينا في أغلب ما نعرفه عنه وعن حياته الخاصة، وكم كانت صدمتنا جميعا فيه خاصة صديق عمره الذي هو جاره في نفس الوقت وتربط بين العائلتين معرفة وثيقة ، ومع ذلك سامحناه و أعطيناه فرصة أخرى استغلها أسوأ استغلال وقام بخداعنا مرة أخرى وكشفنا كذبه بالصدفة البحتة.


وبعد أن تفكرت كثيرا في موقفه وجدت أنه ظل يكذب على الناس حتى صدق هو نفسه هذه الأكاذيب فأصبح يكذب على نفسه قبل أن يكذب على الآخرين، وقد خفت أن أكون بشكل أو بآخر ضحية نفسي وأنا لا أدري باستمراري في بعض الأخطاء ورفضي الإعتراف بها وتقويمها.


وهكذا كانت وقفتي مع النفس، وهكذا كان حسابي لها و كان من ضمن الحساب وفقة مع عرب هاردوير الذي شئت أم أبيت فهو جزء مني ومن عمري، و أرجو ألا يفهم البعض أن هذا الموضوع جلد للذات فكل ما تحدثت فيه أمور مشتركة فيها أطراف أخرى قد يقع عليها المسئولية أو بعضها ولكن كل إنسان مسئول عن نفسه فقط ، ربما يفتح باب للآخرين حتى يتفكروا بأنفسهم ويراجعوها ولكنه أبدا لا يحاسب أحد لأنه لا أحد يمكنه أن يتقبل أي كلام مالم يصدر من داخله أو يكون عنده الإستعداد لقبوله.


أرى أنني قد أتيت على كل ما ورد على ذهني من أفكار حول هذا الموضوع و أرجو ألا أكون قد أثقلت عليكم ولكم مني خالص الشكر والتقدير لقرائتكم لهذه المعلقة