حالما ترى عدد المعالجات التي أطلقت مؤخراً ستجد نفسك في حيرة, فلم تعد تعرف ماذا تختار وماذا تنتظر من إنتل, فهي أطلقت العديد من المعالجات مؤخراً. مع ذلك لو ركزت قليلاً بما أطلق لتبين معك أن هناك معالجات الجيل السابع Kaby Lake من فئة Mainstream التي أطلقت لتعمل مع عائلة لوحات إنتل 200 بسوكيت LGA 1151 ونفس الوقت تعمل مع لوحات إنتل بشرائح 100, كما أطلقت عائلة معالجات Skylake-X/Kaby Lake-X التي قدمت لنا سلسلة معالجات Core X كمعالجات مكتبية من الفئة العليا لتعمل عن طريق لوحات بشريحة X299 بسوكيت LGA 2066.

هذه التشكيلة من اللوحات أطلقت مؤخراً كرد واضح من إنتل نحو جديد AMD مع معالجات RYZEN كمعالجات من فئة Mainstream الناجحة جداً بجانب Threadripper كمعالجات من الفئة العليا. السؤال هو طالما وأجدت إنتل منافس لما ستطلق معالجات جديدة؟ في عالم البيزنس كما يقال أنت دائماً تحتاج إلى عدم إتاحة أي فرصة لخصمك وهو ما تحاول فعله إنتل من خلال هذه المعالجات الجديدة من الجيل الثامن سواء من ناحية المعالجات الموجهة للاجهزة المكتبية أو من ناحية المعالجات الموجهة للاجهزة المحمولة.

حديثنا في هذا المقال متعلق في عدة نقاط أبرزها التعرف على ما يعرفه لنا الجيل الثامن للأجهزة المحمولة وهل هو حقاً كما يقال من معمارية Kaby Lake المحدثة؟ ليترك استخدام معمارية Coffee Lake مع الجيل الثامن للاجهزة المكتبية؟ هذا ما سنتعرف عليه في هذا المقال المطول..جهز مشروبك المفضل كما فعلت أنا مع عصير التوت ? وانطلق في معرفة كل تلك التفاصيل المهمة ?

كيف تبدو خارطة عمل المعالجات المركزية لإنتل؟

منذ عام 2011 كنا قد رأينا وصول الجيل الثاني من معالجات إنتل التي تجسدت مع معمارية Sandy Bridge بدقة تصنيع 32nm, وكانت معالجات مركزية ناجحة جداً. تلت تلك المعالجات الجيل الثالث من معمارية Ivy Bridge بدقة تصنيع جديدة 22nm في عام 2012, بعدها وصل لنا الجيل الرابع مع معمارية Haswell بنفس دقة التصنيع عام 2013, تلى ذلك وصول معالجات الجيل الخامس من معمارية Broadwell التي تعتبر معمارية محدثة لا أكثر بدقة تصنيع 14nm في عام 2014.

الانتقال النوعي كان مع معالجات الجيل السادس مع معمارية Skylake التي وصلت لنا بدقة تصنيع 14nm أيضاً في عام 2015, وقد حققت نجاح كبير وقتها. بعدها انتقلت إنتل نحو الجيل السابع مع معمارية Kaby Lake التي قدمت أداء جيد ولكن بنظرنا لم يكن كافي للتوجه نحوها في حالة كنت تمتلك الجيل السادس. ذلك الجيل وصل بدقة تصنيع محدثة وهي +14nm التي وفرت أداء أفضل من ناحية الأداء أو من ناحية كفاءة استهلاك الطاقة.

من الواضح أننا كل عام نشهد وصول معمارية جديدة تقريباً, في حالات تكون جديدة كلياً وفي حالات تكون محسنة معتمدة على المعمارية السابقة كما حدث مع Broadwell و Kaby Lake التي قدمت أداء أفضل من خلال زيادة ترددات المعالجات فقط. حالياً نحن على موعد لرؤية معالجات الجيل الثامن للأجهزة المحمولة وللاجهزة المكتبية التي ستعتمد على معمارية Kaby Lake المحدثة بجانب Coffee Lake!

الجيل الثامن للاجهزة المحمولة..هل اتى من معمارية Kaby Lake؟

نعم, البعض أخطأ بالاعتقاد أن الجيل الثامن للاجهزة المحمول وصل من معمارية جديدة كلياً, بالعكس هو اعتمد على معمارية Kaby Lake الحالية ولكن المحدثة منها حيث قامت إنتل بتحسين بعض جوانبها لتستخدم مع عائلة معالجات الجيل الثامن الموجهة نحو الاجهزة المحمولة. تلك المعالجات اعتمدت على دقة تصنيع +14nm وهي نفس دقة التصنيع السابقة المستخدمة مع الجيل السابع, التي تبدو أنها كانت كافية, فالتوقعات كانت تصب نحو استخدام دقة تصنيع ++14nm المحسنة..لكن الأن تبين اعتماد إنتل نحو نفس الدقة المستخدمة مع الجيل السابع.

إصدار هذه المعالجات قد يربك من جديد بعض المستخدمين بالقول على ماذا سأحصل من معالجات قادمة من معمارية الجيل السابع؟ ربما في البداية سترتبك من هذه المعالجات, لكن حالما تعرف انها وصلت لنا باستهلاك طاقة 15 واط وبعدد أنوية مضاعف مع تحسينات أخرى على صعيد المعالج الرسومي المدمج وبأسعار أرخص من الجيل السابع للأجهزة المحمولة سيتغير ارتباكك نحو الإعجاب بها.

ببساطة هناك عنصرين يجعلان من إطلاق معالجات الجيل الثامن للأجهزة المحمولة أمراً مختلفاً. أولا هو أنه قادم لنا من الجيل الثامن معتمداً على معمارية Kaby Lake المحدثة ليقدم مستوى عالي بما فيه الكفاية لتعجب به بفضل زيادة عدد الانوية والمسارات للضعف, ثانياً هو أن تشكيلة المعالجات تأتي عند نفس السعر وأرخص بقليل وبنفس استهلاك الطاقة للجيل السابق حيث ستكون قادر على اختيار معالجات i5-U او i7-U مع الأجهزة المحمولة بانوية رباعية مع 8 مسارات بدلاً من نواتين و 4 مسارات في الجيل السابق. هذه الخطوة تمنحنا 100% زيادة في مقدار النواة ونفس النسبة مع المسارات بنفس مقدار استهلاك الطاقة بأسعار أرخص!

هناك نظرية تقول لا شيء بدون مقابل، وهذا ما حدث مع إنتل مع الجيل الجديد فلقد وصلت المعالجات المركزية الجديدة للأجهزة المحمولة بتردد قياسي منخفض ولكن تم تعويض ذلك مع التيربو الذي تجاوز تردد التيربو للجيل السابق ليضمن تجربة مستخدم ممتازة في معظم مهام الحوسبة. تصريحات إنتل الرسمية تؤكد بأنها قامت بتعديلات صغيرة على المعمارية الدقيقة Kaby Lake للحصول على سيليكون ذو أداء أفضل.

بالنسبة لدعم الذاكرة فهي ارتكزت على DDR4 و LPDDR3 بوضعية قناة ثنائية بتردد 2133MHz لكل المعالجات. التشكيلة الحالية من هذه المعالجات تضم 4 معالجات الأول هو i7-8650U القادم مع 4 أنوية و 8 مسارات بتردد قياسي 1.9GHz ومع التيربو بتردد 4.2GHz, وذاكرة مخبئة من المستوى الثالث بحجم 8MB, يليه معالج i7-8550U القادم مع 4 أنوية و 8 مسارات بتردد قياسي 1.8GHz ومع التيربو بتردد 4.0GHz, وذاكرة مخبئة من المستوى الثالث بحجم 8MB..كلاهما محددان بسعر واحد للشركات المصنعة وهو 409 دولار.

بينما معالج i5-8350U فهو يأتي مع 4 أنوية و 8 مسارات بتردد قياسي 1.7GHz ومع التيربو بتردد 3.6GHz, وذاكرة مخبئة من المستوى الثالث بحجم 6MB, يليه معالج  i5-8250Uالقادم مع 4 أنوية و 8 مسارات بتردد قياسي 1.6GHz ومع التيربو بتردد 3.4GHz, وذاكرة مخبئة من المستوى الثالث بحجم 6MB..كلاهما محددان بسعر واحد للشركات المصنعة وهو 297 دولار.

هل تم تحديث المعالجات الرسومية مع هذا الجيل؟

من الواضح أن هناك تغير آخر من الجيل السابع إلى الثامن فيما يخص المعالجات الرسومية المدمجه. فكبداية قامت إنتل بترقية التسمية لرسومياتها المدمجة من HD 620 إلى UHD 620، مما يشير من ناحية الإسم أن المعالج الرسومي أصبح مهيئ اكثر لتشغيل ومعالجة دقة 4K المشهورة اليوم على نطاق واسع.

هل هناك فروقات جوهرية في القوة الرسومية؟ صراحة لا يبدو ذلك واضحاً بعد وربما يكون التغيير طفيف ليشمل دعم HDMI 2.0/HDCP 2.2 كمعيار دون الحاجة إلى LSPCON خارجي لتوفير هذه الميزة. اعتمدت إنتل بتصميم رقاقة السيليكون الجديدة على تصميم 4+2، التي تتميز بأربع نواة ورسوميات GT2  مدمجة، بينما الجيل السابق فلقد كان يستخدم تصاميم 2+2. تلك المعالجات الرسومية المدمجة ستعمل بتردد 300MHz كتردد قياسي وأقصى تردد لها سيكون 1150MHz مع معالجات i7, بينما معالجات i5 فستعمل معالجاتها الرسومية بأقصى تردد وهو 1100MHz.

ماهو الهدف الاستراتيجي من هذه المعالجات؟

هذه المعالج الجديدة ستستهدف الأجهزة المحمولة, أجهزة 2 في 1, الأجهزة فائقة الرقة, والأجهزة اللوحية. السبب في إمكانية الاعتماد عليها مع كل تلك الأجهزة التي يأتي بعضها دون مراوح تبريد هو أن معالجات Core i5-U و Core i7-U الجديدة ليست كما السابقة تستهلك طاقة أكبر.

فكما ذكرنا الجيل السابق كان يوفر نواتين فقط و 4 مسارات ويستهلك 15 واط, وقبل قدوم الجيل الجديد كانت المعالجات رباعية النواة تحتاج إلى استهلاك طاقة أكبر, مع هذا إنتل غيرت هذه المعادلة ووفرت أنوية أكثر بنفس مستوى استهلاك الطاقة لتسمح لمصنعي OEMs وشركائها بأن يمتلكو خيارات أوسع في زيادة قدرة اجهزتهم. فالتوجه نحو تلك المعالجات سيكون مفيد على صعيد الناتج الحراري والأداء بشكل عام, حيث أن 15 واط لا ينتج حرارة عالية، فالانتقال من معالج رباعي النواة باستهلاك 35W و 45W  إلى 15 واط سوف يعرض على الأغلب عمر بطارية أفضل على نحو كبير مع الاجهزة المختلقة.

يمكن أن نقول أن هدف إنتل الكبير والاستراتيجي مع المعالجات الجديدة هو مواجهة السوق المتنامي لأجهزة بعمر 3-5 سنوات والتي ما تزال تستخدم حتى اليوم. فهذا الهدف يكمن بالقول أنك تستطيع ان تحصل على معالجات بنفس مستوى استهلاك الطاقة, سعر أرخص وبنفس الوقت أداء أفضل بنسبة تصل إلى 40%..إذاً أداء أفضل، تجربة مستخدم أفضل، عمر بطارية أطول.

متى سنرى إذاً معالجات الجيل الثامن للاجهزة المكتبية من معمارية Coffee Lake؟

حتماً انت تستفسر عن معالجات Coffee Lake المكتبية ومتى ستصل للأسواق,ما نستطيع ان نؤكده لك أن هذه المعالجات قادمة خلال هذا العام دون تحديد شهر بعينه من قبل إنتل سوى بالقول أنها ستأتي في خريف هذا العام, ولكن المصادر تشير إلى قدوم تلك المعالجات بين شهر سبتمبر وأكتوبر. ماهي المعالجات التي ستطلق؟

معالجات i7 و i5 ستكون جميعها سداسية النواة وهو أمر جديد ولأول مرة يحدث في فئة معالجات Mainstream بدلاً من المعالجات الرباعية النواة مما يعني حصولك على دفعة جيدة من الاداء تقدرها إنتل بـ 30%. وفقاً لما نعرفه في وقت السابق معالج إنتل i7-8700K سيكون الأقوى مع 6 أنوية و 12 مسار وبتردد 3.7GHz كتردد قياسي ومع Boost سيصل إلى 4.3GHz مع قابلية المعالج لكسر السرعة ودعم ذاكرة DDR4 بتردد 2666MHz وباستهلاك طاقة 95 واط, يليه معالج i7-8700 مع 6 أنوية و 12 مسار وبتردد 3.2GHz كتردد قياسي ومع Boost سيصل إلى 4.3GHz مع دعم ذاكرة DDR4 بتردد 2666MHz, لكنه لن يدعم قابلية كسر السرعة وسيستهلك 65 واط.

أما معالج i5-8600K فهو يأتي مع 6 أنوية و 6 مسارات وبتردد 3.6GHz كتردد قياسي ومع Boost سيصل إلى 4.1GHz مع قابلية المعالج لكسر السرعة ودعم ذاكرة DDR4 بتردد 2666MHz وسيستهلك 95 واط, يليه معالج i5-8400 مع 6 أنوية و 6 مسارات وبتردد 2.8GHz كتردد قياسي ومع Boost سيصل إلى 3.8GHz مع دعم ذاكرة DDR4 بتردد 2666MHz ويستهلك 65 واط ولن يدعم كسر السرعة.

كما ظهرت مواصفات معالج i3-8350K مع 4 أنوية وبتردد 4GHz كتردد قياسي وسيستهلك 91 واط وسيدعم كسر السرعة, يليه معالج i3-8100 مع 4 أنوية وبتردد 3.6GHz كتردد قياسي ويستهلك 65 واط ولن يدعم كسر السرعة. لكن عليك أن تضع بعضاً من المال الإضافي لشراء لوحة جديدة, فالأمر لن يكون كما حدث مع الجيل السادس والجيل السابع لتحدث فقط المعالج المركزي وتجعله يعمل على اللوحات الام بسلسلة شرائح 100, بل ستكون بحاجة إلى لوحة أم جديدة من سلسة شرائح 300. حتى أن إنتل شاركتنا بصور لعلبة معالجات الجيل الثامن المكتبية الجديدة كما تشاهدها في الأعلى.

ماذا عن Cannon Lake..هل سيكون قادم لنا تحت نفس فئة الجيل الثامن كما يشاع؟

كلكم يعلم أن استراتيجية إنتل كانت عبارة عن جيل جديد يعني معمارية جديدة وهذا كان يحدث في الماضي, لكن هذه المرة إنتل تحسن من تصميم النواة، وتسميها محدثة وتطلق فقد معالجات قليلة لعائلة الموبايل. وفقاً لحديث غير مؤكد من إنتل أن الجيل الثامن سوف يشمل على ثلاث تصاميم مختلف للأنوية, مع ثلاث دقات تصنيع مختلفة: الأول سيكون مع معمارية Kaby Lak  المحدثة بدقة تصنيع +14nm، وفي القريب العاجل سوف نرى معمارية Coffee Lake بدقة تصنيع ++14nm كمعالجات للأجهزة المكتبية ولاحقاً معالجات Cannon Lake على دقة تصنيع  10nm..إذاً اسم الجيل لم يعد بعد الآن ذو علاقة مباشرة مع معمارية النواة الأساسية أو عملية تصنيع الليثوغرافي. بعد الجيل الثامن سندخل في الجيل التاسع Ice Lake بدقة تصنيع +10nm المحسنة.

في ختام هذا المقال المطول ألقينا نظرة مطولة حول خارطة عمل معالجات إنتل الجديدة, بجانب رؤيتنا لجديدها مع معالجات الجيل الثامن للأجهزة المحمولة التي اعتمدت على معمارية Kaby Lake المحدثة. هذا الاعتماد على تلك المعمارية وفر أداء أفضل بنسبة تصل إلى 40% وذلك بفضل زيادة عدد الأنوية للضعف مع تحسين عدد من الامور. بقي أن ننتظر وصول معالجات الجيل الثامن للاجهزة المكتبية في خريف هذا العام والتي ستعتمد على معمارية Coffee Lake لتعمل معالجاتها على لوحات بشرائح إنتل 300 بسوكيت LGA 1151. بينما معالجات الجيل الثامن للاجهزة المحمولة من سلسلة U ستصل للأسواق في شهر سبتمبر.

هل وفقت إنتل برأيكم مع هذه المعالجات الجديدة للاجهزة المحمولة؟ خاصة أنها ضاعفت من حجم الأنوية كردة فعل على ما قامت به AMD مع عائلة معالجات RYZEN؟ شاركونا برأيكم