لم نشهد فى الفترة الماضية هواتف iPhone صاحبتها ضجة بحجم الضجة المصاحبة لهاتف iPhone X. وهذا لأسباب واضحة ولتغييرات عديدة فى نواة هواتف iPhone نفسها صاحبها تغيير المفهوم بشكل جذري. اهم تلك المفاهيم بالطبع هي الاستغناء التام عن ال touchID أو مستشعر البصمة والاعتماد بشكل كلي على ال FaceID او شكل الوجه. هذا التغيير ترتب عليه تغيير آخر وهو الاستغناء عن ال home button وهو ما غيّر كثيرًا في تجربة المستخدم للهاتف عن طريق الاعتماد على الإيماءات gestures في جميع الأحيان. فهذا كان تحدي كبير بالنسبة لأبل إن كانت ستقدر بالفعل أن تقدم تجربة مستخدم جيدة وتكون تطورًا للأمام وليس تدهورًا للخلف فليس من المنطقي أن يكون استخدام هواتف iPhone 7 والأجيال السابقة ان تكون أسهل من تجربة ال iPhone X وهو ما يعوّل عليه تغيير الكثير وتشكيل ملامح الهواتف في المستقبل.

التصميم


هو أكثر التغييرات الظاهرة للمستخدم حيث اعتمدت أبل فى هذا الجيل على الزجاج ليكون مميزًا للهواتف والسبب وراء ذلك هو أن أبل لهواتفها أن تدعم الشحن اللاسلكي والمعدن يعزل اجزاء الهاتف الداخلية ويمنع اتصال الشحن اللاسلكي. ولكن هذا لايعني اطلاقا ان الهواتف استغنت عن المعدن فى تصميمها فالمعدن لا يمكن الاستغناء عنه إن أردت هاتف مقاوم وصلب. فجسم الهاتف من الداخل معدني ولكنه مغطي بطبقة من الزجاج وهذا الجسم المعدني به فجوة دائرية الشكل في ظهر الهاتف هي نقطة اتصال الشحن اللاسلكي واستقبال الموجات. تلك الفجوة الدائرية تقع فى منتصف الهاتف من الخلف تحت رمز التفاحة وهي تعتبر أضعف نقطة في جسم الجهاز. التصميم سميك بعض الشيئ فهو بسمك 7.7mm وثقيل نوعًا ما بسبب وجود الزجاج بكثافة في جسم الجهاز حيث يبلغ 174 جرامًا.

الشاشة

بدوا أن هذا الجزء هو المفضل بالنسبة لي فى الحديث لأن العيب القاتل الذي كان يبعدني دائمًا عن هواتف iPhone قد اندثر حيث أن الهاتف ولأول مرة فى تاريخ هواتف iPhones يأتي بشاشة OLED مثل التي نراها دومًا في هواتف android ودائمًا ما تبهرنا الألوان والسطوع والجودة الخاصة بتلك الشاشات. الشاشة بدقة عرض 2436*1125 ولا تستغرب الرقم فهي أبل دائمًا ودومًا ما تدشهنا بتلك الأرقام الغريبة معاييرها المختلفة عن الكل. الشاشة بقياس 5.8 إنش ونسبة أبعاد 19.5:9 وهي نسبة غريبة بالطبع ولكن كما قلت لا تستغرب وانظر للجانب المشرق فهواتف iPhone صارت Oled! هل تظن أن الهاتف الفلاني لديه الشاشة الأفضل في السوق الآن ؟ شاشة ال iPhone X أفضل منها ولا يستثني من هذا الإطلاق إلا هاتف Note 8. الشاشة من تصنيع سامسونج وهي الجزء الأغلى في الهاتف وتكلف أبل كثيرًا وتستحوذ على حوالى 110$ من تكلفة إنتاج الهاتف وهو مبلغ باهظ تتكبده أبل من أجل انتاج هاتف بشاشة oled. ويبدوا أن هذا بالإضافة لعدة عوامل أخرى منها الرغبة التميز والتفرد والاستعلاء كان سببًا فى أن يتخطي سعر الهاتف ال 1000$. الشاشة تدعم معايير HDR10 و Dolby Vision و أمر متوقع من شاشة بتلك الشاشة أيضًا بحواف قليلة وهو ما يعتبر تغييرًا جذريًا آخر في تصميم هواتف أيفون حيث أصبح اليوم لدينا هاتف بتصميم عصري ومميز في نفس -التفرد والتميز مرة أخرى - حيث أن الهاتف يأتي بما يسمي notch أو بروز داخلي فى الشاشة وهو ما يحمل المستشعرات الخاصة بالوجه FaceID و الكاميرا الأمامية والسماعة. وقد كان للتصميم قليل الحواف هذا عدة توابع وهو الأمر الذي ينقلنا للنقطة التالية.

تجربة المستخدم

اختلفت تجربة المستخدم باختلاف جذري فى تصميم الهاتف حيث الاستغناء عن ال touchID والاعتماد على ال FaceID مما رتب الاستغناء عن ال Home Button وما تصحبه من أوامر. فكيف لك ان تتحكم في هاتفك ال iPhone الحالى بدون Home Button ؟ هذا هو التحدي الذي اختارت أبل أن تجتازه بل و أن تضع نفسها في تحدي الفشل فيه يعني خسارة كبيرة للهاتف. واستعاضت أبل عن ال Home button بالايماءات Gestures ووفرت العديد من الارشادات للمستخدم لمساعدته في أن يتكيف مع تلك الواجهة الجديدة حيث أصبح هناك شريطًا في أسفل الشاشة موجود في جميع التطبيقات يمكنك القيام بالعديد من الأشياء عن طريقه حيث أصبح الوضع كالتالي:

  • سحب هذا الشريط لاعلى يلعب دور الضغط على ال Home button ويعود لقائمة التطبيقات.
  • سحب هذا الشريط لليمين واليسار يجعلك تتنقل بين التطبيقات المفتوحة.
  • سحب هذا الشريط لأعلى مع الضغط المطول يفتح قائمة التطبيقات المفتوحة Multitasking.
  • الوصول للفائمة التحكم Control Center أصبح عن طريق السحب من الجانب الأيمن العلوي بدلًا من السحب من الأسفل.
  • والوصول لقائمة التنبيهات notifications أصبح بالسحب من أعلى الشاشة من منتصف أو يسار الشاشة العلوي.

العديد من الأمور تغيرت تغيرًا كبيرًا وأصبح الهاتف معتمد عالايماءات بشكل كبير Gestures based وهو ما يعتبر فى تجربة المستخدم شيئ جديد لم نألفه من قبل فى الهواتف فدومًا ما كنا نري الأزرار هنا وهناك. التجربة تلك أعطيها 8 من 10 حيث سهلت علي الكثير من المهام وخصوصًا النقلة بين التطبيقات عن طريق سحب الشريط يمينًا ويسارًا. هل تعرفون كم افتقدت تلك الميزة عند انتقالى مرة أخرى لهاتف android؟ تجربة المستخدم اختلفت كثيرًا ايضًا كما ذكرنا بالاستغناء عن ال Home Button فصاحبه ذلك الاستغناء عن ال TouchID فبدلًا من أن تحاول أبل أن تضعه فى الجانب الخلفي من الهاتف عند التفاحة مثلًا كما رشح الكثير من المستخدمين, اختارت أبل الطريق الأصعب وهي أن تستغني عنه تمامًا و تضع نفسها فى تحدي آخر وهو تحدي الاعتماد على ال FaceID بشكل حصري كنوع من سبل الحماية والأمان وهذا الأمر ينقلنا للنقطة التالية.

ال FaceID

ال FaceID هو نوع من أنواع المستشعرات ثلاثية الأبعاد 3D-Sensing وتعتمد عليه أبل للتعرف على الوجه الخاص بالمستخدم وبذلك تصبح أنت وحدك من يستطيع تجاوز ذلك الحاجز و يمكنك الاعتماد عليه فى تعاملات المتجر المالية App Store والدفع الالكتروني عن طريق Apple Pay وفتح قفل الهاتف وتجاوز شاشة القفل Lockscree. وكنا قد شرحنا طريقة عمله تقنيًا وقارننا ال 3D-Sensing بتقنية أخرى وهي ال Iris Scanner في هذا الفيديو:

[embed]https://www.youtube.com/watch?v=X-TrvLGwsC0[/embed]

فبالنسبة للأمان التقنية آمنة تمامًا واستخدمها إلا إن كنت حصلت علي شبيه مماثل لك كالتوائم المتماثلة. فالتوائم المتماثلة يمكنهم عبور هذا الحاجز نيابة عن بعضهم البعض بكل سهولة ويسر على عكس ال TouchID الذي لا يوجد لديه أي تشابهات ولا يمكن لأي أحد غيرك استخدامه. ولكن التوائم المتماثلة الآن لديهم الحل بالطريقة التقليدية وهي وضع كلمة مرور passcode. ولكن السؤال الأهم الآن وهو هل أثر غياب ال TouchID على تجربة المستخدم ؟ وهل نجح ال FaceID فى أن يحل محله بدون أي تأثير؟ في رأيي الموضوع له عدة جوانب فلا استطيع أن أجيب بلا على اطلاقها ولا استطيع على النقيض أن أجيب بنعم على اطلاقها أيضًا. فلا شك أن توفير البدائل أمر جيد والسماح للمستخدم باستخدام ما يروق له هو أمر جيد وأن اجباره على أمر ما هو أسوأ الاستراتيجيات التسويقية حتى لو كانت لاجباره على الأفضل. فالمستخدم بالطبع لا يريد أن تجبره على شيئ وإن فعلت فسوف يواجهه بانطباع سلبي في باديء الأمر و هو ما يصعب التحدي أكثر وأكثر. فأبل فى تحدي مع نفسها لاقناع المستخدم للانتقال لل FaceID ولكن الموضوع أصبح لاقناعه مجبرًا على تلك الخطوة.


ولكن وبكل وضوح وصراحة ممكنة أثبت ال FaceID أنه سريع وعملي حيث أنه أراحني من اختيار كان صعبًا عليّ كثيرًا بين أن أضع التنبيهات على شاشة القفل وأخاطر أن أي شخص يمكنه قراءة الرسائل والاشعارات بدون الحاجة لفتح الهاتف أو أن أزيلها تمامًا وهو ما يكبدني عناء فتح الهاتف كل مرة أستقبل فيها اشعارا جديدًا لأرى إن كان رسالة نصية sms أم رسالة من على تطبيق whatsapp أو email وخلافه. فالأمر حاليًا أصبح أسهل حيث يعرض لك التطبيقات التي تعرض تلك التنبيهات على شاشة القفل و لن يعرض محتوى تلك الاشعارات إلا بعد أن يتعرف أن الذي يمسك بالهاتف هو صاحب الهاتف فعلًا وذلك يحدث في اللا زمن. هذا ما غيّر رأيي عنه تمامًا واصبحت بكل أريحية أعتمد عليه بل وأفتقده فى هاتفي ال Android.

البطارية

البطارية جيدة جدًا حيث صمد الهاتف لمدة 9 ساعات من العمل المتواصل مع 9 أخرى من حالة السبات Standby وبمجموع 18 ساعة وهو ما يحتاج منك أن تشحنه مرة واحدة فقط فى اليوم وهو أمر جيد. ولكن هذا ليس بالأمر السهل لأن الشاحن الخاص بالهاتف شاحن بطيئ جدًا يستطيع الوصول بالهاتف من 0 إلى 100% في حوالي 3 ساعات 10 دقائق! أي شاحن من أي قرن مضى يقوم بالشحن في تلك المدة التي لا تنتهي! في اختبارت سرعة الشحن وعند قيامي بأول اختبار كنت أعلم أنه شاحن بطيئ ولكن لم أتوقع أنه بطيئ لتلك الدرجة! ظننت مازحًا أنه أن يشيب شعري أقرب لي من أن أري رقم 100 بجانب العلامة المئوية في البطارية. هذا والهاتف نفسه يدعم الشحن السريع فلا لوم على أبل فى تصنيع الهاتف ولكن اللوم عليها فى ارفاق ذلك الشاحن البطيء بدلًا من الشاحن السريع مع الهاتف فى علبة الملحقات. ولكن احزر أمرًا, لتشتري الشاحن السريع يجب عليك أن تشتري الكابل الخاص به وهو ما سيكلفك مبلغًا إضافيًا على تكلفة الهاتف الإجمالية حيث يبلغ الإثنين معًا حوالي $75. كان من الأسهل رفع سعر الهاتف وارفاق الشاحن السريع مرة واحدة!

الكاميرا

الكاميرا ثنائية كل واحدة بدقة 12MP و مثبت بصري OIS لمنع الاهتزاز مع القدرة على تصوير Portrait Mode بالإضافة إلى تصوير فيديو 4K ب 60 إطار فى الثانية كواحد من أوائل الهواتف التي تدعم ذلك حيث كان التصوير 30 إطارًا فقط. كاميرا الهاتف جيدة جدًا في التصوير وسوف يكون لنا موضوع مفصل لها وحدها باختبارات كثير ولكن دعونا نعرض أهم الميزات للكاميرا. وضع ال portrait mode يحمل بعض التأثيرات الجيدة والمميزة الحقيقة والموجودة لأول مرة في هاتف iPhone X.


وسيكون لنا عودة مرة أخرى بمقال منفصل عن أداء الكاميرا وتحليل مفصل وشامل لكل جوانب الكاميرا الخاصة بالهاتف.

المعالج والأداء

هل نحتاج حقًا لنتحدث عن أداء أحدث هواتف iPhone وأقواهم على الإطلاق ونقول أن الهاتف يعمل بسلاسة تامة وأنني أضمن لك دون الخوض في حديث ممل عن المواصفات التقنية للمعالج والذواكر وخلافه أن الهاتف هو الأسرع في فئته؟ أرى أنه أمر لا يحتمل السؤال بل لا يحتمل الشك أصلًا. بغض النظر, الهاتف يأتي بمعالج A11 Bionic وهو معالج سداسي النواة من تصميم apple نفسها بنواتين بتردد 2.39GHz كأنوية مخصصة لتوفير أداء قوي و أربع أنوية أخرى بتردد أقل لتوفير الطاقة ولكنه مزود بمتحكم جديد يسمح للأنوية كلها أن تعمل في نفس الوقت على خلاف الجيل السابق A10. المنصة مزودة بمعالج رسومي ثلاثي الأنوية من المفترض أن يقدم أداءًا رسوميًا أقوى ب 30%. المعالج من تصنيع TSMC بدقة تصنيع 10nm ويحوي 4.3 مليار ترانزستور على مساحة قدرها 87.66 ميلليمتر مربع وهو ما يعتبر أصغر من الجيل السابق A10 وبالتالى انبعاث حراري أقل. الهاتف مزود ب 3GB من الذواكر العشوائية RAM مع ما تسميه أبل Neural Engine وهو المسؤول عن جميع العمليات الخاصة بالذكاء الاصطناعي ويستخدم ل FaceID وال Animoji وغيرها من العمليات التى تطلب خوارزميات معينة.