وأخيراً نحن في اليوم 12 فبراير وهو يوم الإطلاق الرسمي لمعالجات AMD Ryzen APU المكتبية التي كانت منتظرة منفذ فترة طويلة, فهذه المعالجات وبشكل واضح تعد بنقلة نوعية مقارنة بالجيل السابق من معالجات APU المكتبية. فكما نعلم دائماً ما يكون هناك إصدار مكتبي وإصدار محمول أي للاجهزة المحمولة. مستوى المعالجات للأجهزة المحمولة جيدة ولا يعيبها شيء ولكن الإصدار المكتبي يفتح مستوى الاداء بشكل أكبر.

السؤال الأكبر والمطروح اليوم..هل نجحت AMD في إعادة الروح من جديد في معالجات APU المكتبية؟ مراجعتنا التي طرحناها ستجيبكم على هذا السؤال بشكل كبير, ولكن فيما يخص هذا المقال سنخوض في التفاصيل التقنية والمواصفات والاستفارات الأكثر شيوعاً لمعالجات Ryzen APU المكتبية. فبما أنها تأتي بسعر منخفض أداء مغري نتوقع ان تحقق هذه المعالجات قبول كبير. إذاً لننطلق معاً في التفاصيل التي ترغبون حتماً برؤيتها, هل أنتم جاهزون؟ ?

هل هذه المعالجات تعتمد على معمارية Zen؟

نعم بكل تأكيد هذه المعالجات مستندة على معمارية Zen الثورية والتي أتت بقدرات كبيرة جعلت من معالجات Ryzen تقدم نقلة نوعية غير مسبوقة مكنتها من منافسة احدث حلول إنتل مما جعل إنتل تتخبط بشكل واضح في اةلسوق. التحسين الهائل والأول من نوعه وصل الى 52% بالنسبة لـ IPC مقارنة مع معمارية Excavator وهي تعني عدد التعليمات أو الاوامر التي أصبح المعالج قادر على معالجتها خلال النبضة الواحدة للتردد, وكانت العلامة البارزة في زيادة أداء المعالج, الملفت هو بقاء مستوى استهلاك الطاقة على حاله دون زيادة وهو أمر يعود بالفضل لتصميم المعمارية الجديد ودقة التصنيع الجديدة المستخدمة. اليوم يمكن أن نقول بشكل واضح بعد أخر التحديثات التي أطلقتها AMD أن معالجات Ryzen أصبحت تنافس أقوى معالجات إنتل في مستوى البرامج والحوسبة وتنافس كذلك في مجال الألعاب.

معالجات Ryzen Aapu المكتبي اعتمدت على تصميم SoC يضم كلاً من قالب نواة Zen,”و “Vega المتصلة مع بعضها البعض من خلال تقنية الاتصال الجديدة Infinity Fabric فالاتصال الداخلي بين أنوية المعالج المركزي والمعالج الرسومي عن طريق Infinity Fabric التي تعتبر وريث HyperTransport ستسمح في حالة كان هناك تردد ذاكرة أعلى ان يكون هناك عرض نطاق ترددي أعلى أيضاً ليسمح بالمحصلة من الحصول على أداء أفضل بفضل هذا الاتصال السريع والأمن بين مختلف مكونات الرقاقة نفسها.

بما انها تعتمد على نفس بنية المعمارية فهي تدعم تقنية AMD SenseMI التي تعتبر من أفضل ما قدمته AMD في عالم المعالجات المركزية فهي مجموعة من ميزات التعلم، التكيف والاستشعار المبنية داخل معالجات AMD Ryzen لتجعل من كل تلك المميزات والقدرات قابلة للتطبيق على أرض الواقع والاستفادة القصوى منها في المكان والزمان الصحيحان.

فكل معالج AMD Ryzen مع المعالج الرسومي Vega سيكون قادم لنا مع ما يطلق عليه بـ "شبكة ذكية" من الاستشعارات المتصلة الدقيقة بالنسبة لـ1mA, 1mV, 1mW, 1°C مع معدل polling بـ1000/sec. هذه الاستشعارات تولد بيانات القياس الحيوية عن بعد التي يتم تغذيتها في تقنية الاتصال Infinity Fabric ، لتمنح معالج AMD Ryzen ظروف التشغيل المثالية.

كما تدعم تقنية Precision Boost 2 القادمة لنا أيضاً كإصدار محدث عن Precision Boost السابق. اعتمد التحسين في Precision Boost 2 على خوارزمية جديدة حسنت بشكل واضح من مستوى تردد النواة الواحدة أثناء عملية الاستخدام, بحيث حالما يكون هناك استفادة من كامل الانوية ستجد أن مستوى التردد متعادل ومتناسق, حتى أن حركة هبوط التردد وارتفاعه بين الأنوية والمسارات أصبح الأن أكثر رشاقة إن صح التعبير. فعملية زياة التردد وحركته أصبحت تعتمد على درجة حرارة المعالج المركزي ونسبة التحميل التي يتعرض لها. هذا الأمر سيكون مفيد في عالم الألعاب أكثر من السابق. وطبعاً مقدار حركة التردد في الجزء من الثانية بقي 25MHz.

بشكل عام وخلال رؤيتنا لبنية الرقاقة التي تضم معالج مركزي Ryzen مع معالج رسومي Vega يمكن أن نقول أنها اخذت أفضل مع تتمتع به نواة المعالج المركزي وأفضل مافي نواة المعالج الرسومي لتجمعها برقاقة واحدة مع تحسينها على صعيد التعريفات لنرى قدرة أداء مناسبة للألعاب دون الحاجة لبطاقة رسومية منفصلة, ولا ننسى كذلك أنها تمتاز بقدرة كسر سرعة مثيرة للاهتمام على صعيد المعالج المركزي وكذالك على صعيد المعالج الرسومي. فمن خلال برنامج AMD Ryzen Master أنت قادر على التحكم بتردد المعالج المركزي, فولت المعالج المركزي, فولت المعالج الرسومي, تردد الذاكرة العشوائية, تردد المعالج الرسومي.

هذا الكسر مع تزويدها بتردد ذاكرة أسرع سيسمح لك بالحصول على دفعة إيجابية من الاداء العالم سواء مع البرامج أو مع الالعاب. هذا الأمر يجعل اللاعبين قادرين على زيادة الاداء الخام لمعالجات Ryzen APU.

لنتعرف على مواصفات المعالجات القادمة من سلسلة AMD Ryzen APU المكتبية

مبدئياً هناك فقط معالجين الأول والأقوى هو Ryzen 5 2400G وهو معالج رباعي النواة مع 8 مسارات يعتمد على تصميم CCX واحدة بتردد 3.6GHz  قياسي وتردد 3.9GHz مع Boost, ومع 11 وحدة حوسبة بنواة Vega11 لتقدم 704 معالج تدفق بتردد 1250MHz, وذاكرة مخبئة من المستوى الثاني بحجم 2MB ومن المستوى الثالث بحجم 4MB وبسعر 170 دولار.

بينما معالج Ryzen 3 2200G فسيكون كذلك رباعي النواة ولكن مع 4 مسارات يعتمد على تصميم CCX واحدة بتردد 3.5GHz  قياسي وتردد 3.7GHz مع Boost ومع 8 وحدات حوسبة بنواة Vega8 ليقدم 512 معالج تدفق بتردد 1100MHz,وذاكرة مخبئة من المستوى الثاني بحجم 2MB ومن المستوى الثالث بحجم 4MB وبسعر 100 دولار.

كلاهما يستهلكان 65 واط ويدعمان ذاكرة DDR4 بتردد 2933MHz بوضعية Dual Channel كما أن عدد الترانزيستور يصل إلى 4.94 مليار في قالب الرقاقة الذي يبلغ حجمه 209.78mm2 وهو حجم مقبول لمعالجات APU SoC. الأمر المميز بهذه المعالجات هو عدم حاجتها لشراء لوحة أم جديدة أو معينة, بل ستكون قادر على تشغيلها على أي لوحة من اللوحات الأم الحالية والتي تستخدم سوكيت AM4 بشريحة X370 او B350 او A320..مهما كان نوع اللوحة فستعمل تلك المعالجات بسهولة عليها وبتوافق كامل.

فمؤخراً أعلنت كل الشركات المصنعة من ASUS إلى MSI حتى جيجابايت وغيرها عن دعم هذه المعالجات للوحاتها الحالية, وكل ما عليهم فعله هو تحديث البيوس ليكون بمقدروهم من تجربة هذه المعالجات المغرية سعراً وأداء.

ماذا يمكن أن تخبرنا عن الاداء العام للمعالج المركزي؟

الاداء العام يبدو واعداً جداً مقارنة بنتائج الجيل السابق, فأحد الأهداف التي كانت تطمح لها AMD وهو الوصول لقدرة معالجات تحقق تجربة تشغيل للبرامج والألعاب بدقة 1080 بكسل بمعدل إطارات سلس. ليكون هذا الأمر محقق اليوم. على صعيد البرامج نلاحظ من خلال نتائج AMD الخاصة التالي:

مع بينشمارك Cinebench R15 NT نلاحظ تفوق معالج Ryzen 3 2200G على منافسيه بالاداء والسعر, وكذلك الامر مع Ryzen 5 2400G. صحيح أن معالج إنتل استطاع أن يتفوق بنسبة ما ولكن لا تنسى أن معالج إنتل يمتلك معالج رسومي مدمج ضعيف للغاية, مما يجعل الكفة ترجح فوراً لمعالج AMD. الاختبار الثاني كان مع بينشمارك POV-Ray هو أداة سوفت وير عالية الجودة من أجل تصيير 3D تصويري واقعي عبر تتبع الأشعة. كما ترى بالنتائج أداء قوي بسعر مغري, ركز جيداً على عامل السعر فهو هدف AMD من هذه المعالجات أن تقدم أداء قوي بمعالج رسومي مدمج قوي وبسعر كان يحلم به أي لاعب ضمن الفئة السعرية 100 دولار و 200 دولار.

البينشمارك التالي كان TrueCrypt حيث ان بنشمارك TrueCrypt مثالي لتقييم أداء الترميز لأي معالج مركزي. النتائج مرة أخرى كانت ممتازة لصالح AMD مقارنة مع السعر. بينما مع بينشمارك PCMark 10 نلاحظ تحطم المنافسين بفارق كبير مقارنة بمعالجات AMD APU الجديدة, وهذا يعود إلى السبب السابق الذي تحدثنا عنه وهو الاستفادة من تصميم CCX الوحيد بدلاً من الاعتماد على اثنين CCX, فصحيح أن هذه الخطوة ادت بـ AMD إلى خفض حجم القالب وخفض حجم الذاكرة المخبئة إلى 4MB بدلاً من 8GB إلا أنها استفادت من تحقيق خمول أقل بنسبة جيدة للذاكرة وهو أمر يعتبر مهم في نتائج AMD مع الالعاب خاصة.

لربما يتفاجئ البعض أن بعض القرارت الجريئة من AMD ساعدت حتى بخفض تكلفة التصنيع الإجمالية وساعدت كذلك من تقديم معالجات مكتبية تمتاز بقدرة قوية ودعم ذاكرة عشوائية بترددات سريعة غير مسبوقة في عالم APU وبنفس الوقت باداء رسومي قوي. مع ذلك لا تقلق فهذه المعالجات ستدعم أحدث واجهة اتصال من USB 3.1 Gen2 بعدد 4 منافذ و USB 3.1 Gen1 بمنفذ, USB 2.0 منفذ, و PCIe Gen3 بثمانية خطوط,مع SATA بمنفذين.

ماذا عن الألعاب؟ هل تستطيع أن تشغل الالعاب دون بطاقة رسومية منفصلة؟

نعم ستفعل ذلك دون أي مشكلة, فخلال اختبار المعالج الرسومي على بينشمارك 3DMARK Time Spy و Fire Strike أظهرت النتائج أداء قوي ومغري جداً مقارنة مع حلول إنتل بمعالج رسومي مدمج الضعيفة جداً. أما مع الألعاب فلقد تم اختبار هذه الألعاب The Elder Scrolls V: Skyrim, CS:GO, Rocket League, DOTA 2, BF1 على المعالج 2400G AMD المتضمن المعالج الرسومي Vega مقارنة مع معالج إنتل i5 8400 المتضمن الرسومي المدمج UHD 630 على دقة 720 بكسل بإعدادات رسومية مختلفة.

لن أقول سوى وااااو. حقاً النتائج مبهرة على الرغم من أنه بالمحصلة معالج APU رخيص الثمن متضمن معالج رسومي مدمج. أما عند مقارنة نفس المعالجات مع معالجات إنتل ولكن بتزويدها ببطاقة GT 1030 نلاحظ تفوق معالجات إنتل في الكثير من الاختبارات, والفضل يعود لبطاقة انفيديا. ولكن نعود للمعادلة الاولى, السعر. كما تلاحظ تكلفة المعالج مع البطاقة مرتفعة مقارنة بتكلفة معالج AMD المتضمنة كل شيء. معها ستحقق تجربة لعب 60 فريم كما تشاهد بالنتائج مع أكثر من لعبة دون دفع مبلغ مالي يتجاوز 170 دولار...هذا ما تريده AMD وهذا ما يبدو أنها استطاعت تحقيقه.

حتى لو فكرت بتشغيل بطاقة رسومية منفصلة مع معالج 2400G مثل بطاقة RX 580 فستحصل على تجربة لعب ممتازة, وبتكلفة مالية ستكون أقل من إنتل بحوالي 30 دولار. كما تلاحظون تهدف AMD إلى تحقيق معادلة واحدة سواء كنت تريد شراء هذا المعالج لتلعب عليه الألعاب دون بطاقة رسومية منفصلة أو حتى لو فكرت بشراء بطاقة رسومية منفصلة فأنت الرابح بكلتا الحالتين من ناحية السعر.

في ختام هذا المقال كما عادتنا نرفع القبعة دائماً للشركة التي تقدم منتج يستحق الثناء, واليوم وبعد تقديم معالجات Ryzen و Threadripper التي رفعنا لهما القبعة, نعيد ونرفع قبعتنا من جديد لمعالجات AMD Ryzen APU المميزة حقاً فيما تقدمه, صحيح أننا نطمح لرؤية تلك المعالجات تشغل دقة 1080 فريم بمعدل إطارات أفضل ولكن ما حصلنا عليه حتى الأن يعتبر إنجاز كبير لم يكن من الممكن الوصول له في السابق, أضف إلى ذلك هي الشركة الوحيدة بالعالم التي تقدم هكذا نوع من المعالجات بهذا السعر وبهذه القدرة...مبلغ 100 دولار و 170 دولار يجعلني ألعب ألعاب بدقة 720 بكسل أو 1080 بكسل بحسب الإعدادات الرسومية هو شيء بنظري حلم كان ينتظره الكثير من اللاعبين.

فلا تنسى أنها تعتبر معالجات بديلة عن Ryzen 5 1400 و معالج Ryzen 3 1200, اللذان يأتيان بنفس الفئة السعرية ولكن الكفة ترجح فوراً للمعالجات الجديدة من ناحية الاداء وبنفس الوقت تدعم احدث التقينات من FreeSync, إلى كامل مميزات تعريفات AMD لتشمل Radeon Chill, Enhanced Sync و Radeon ReLive.

انتم ما رأيكم بهذه التحفة الفنية الجديدة من AMD في عالم معالجات APU التي انطلقت في عام 2011 كحلم لتصبح اليوم في عام 2018 حقيقة على أرض الواقع...شاركونا الأن