INTEL-Falling-02

هذا الخبر صدم كل متابعي سوق الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية سواء المحبين لجديد إنتل أو المنافسين حتى! فلم يتوقع أحد أن تعلن إنتل عن هذه الخطوة, نعم نحن نعلم أن الشركة لا تحقق النجاح المطلوب وتعاني من خسائر مالية كبيرة بهذا القاطع ولكن أن تخرج منه بهذا الشكل هو ما صدم الجميع. فبعد هذ الخطوة يمكن أن نقول أن انتل قد تكون على هاوية الخروج من سوق الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية..فهي لم تخرج بعد!

ماذا تعني هذه الخطوة على مستقبل إنتل في تلك الأسواق؟

INTEL-Falling-01

في بداية الامر هذا تأكيد على أن إنتل خسرت الملاين من الدولارات التي انفقتها في محاولة التوسعة في تلك الأسواق والحصول على حصة لا بأس بها من قبل المنافسين الأقوياء مثل ARM. فالشركة بهذا الإعلان من قبل المتحدث الرسمي بإسمها تلغي رسمياً رقاقات Atom لعام 2016 المسماة SoFIA و Broxton الموجهة لأجهزة الموبايل. تأتي هذه الخطوة بعد الإعلان عن اقتطاع 12 الف وظيفة للشركة كنوع من التحول الاستراتيجي التي تقبل عليه إنتل, فمن الواضح أن إنتل تعيد تقيم كل حساباتها وأقسامها الناجحة من الغير الناجحة لتعيد توجيه كل تلك الأموال من جديد الى قسم أو أقسام أخرى أكثر نجاح بالنسبة لها.

ما يظهر لدينا أن خارطة عمل رقاقة موبايل لشركة إنتل بعد هذا القرار قد أصبحت فارغة ونقصد الهواتف الذكية والاجهزة اللوحية, فالرقاقات المتوفرة حالياً بحاجة لترقيات، ولا يوجد بدائل كبرى في الوقت الحالي بعد إعلان إلغاء الخطط التي كانت مخصصة لعام 2016 مع SoFIA و Broxton. قد تتفاجئ عندما تعلم أن رقاقات SoFIA قد تم شحنها لعدد من المصنعين وأن Broxton كان مقرر شحنه في هذا العام رغم التأخير..ورغم كل تلك الجهوزية كان قرار إنتل الجريء والواضح بإلغاء تلك الرقاقات لهذا العام.

حالياً العديد من الشركات المصنعة للحاسوب تختار معالجات إنتل Skylake Core M عن رقاقات Cherry Trail للأجهزة اللوحية الهجينة والشبيهة بالحواسب. إذا إنتل ستستمر بدعم عملاء الأجهزة اللوحية الحالية مع الرقاقات الموجودة والمتوفرة في اللأسواق اليوم ولن تلغي هذا الدعم.

كما ذكر متحدث إنتل قائلاً "فيما يتعلق برقاقات Cherry Trail فإن قيود الشكل عامل متزايد في سوق حوسبة الموبايل لذلك لم نعد ننظر الى الجهاز اللوحي على انه قطاع مستقل. خارطة عملنا تعكس ذلك. سوف نستمر بدعم عملاء الأجهزة اللوحية مع رقاقات Sofia 3G/3GR,Bay Trail,Cherry Trail ولاحقاً مع Apollo Lake وبعض معالجات من عائلة Core". هذا التصريح يعني استمرار الشركة في هذا السوق ولكن بشكل أشبه بالخروج منه. لا نعلم ما تخطط له الشركة بشكل رسمي من ناحية عام 2017 و 2018 على هذا الصعيد, لكن يبدو أن الأمور تؤول الى خروج الشركة بشكل شبه نهائي من هذا السوق.

INTEL-Falling-07

لا تنسى أن السبب الرئيسي بهذا القرار من قبل إنتل يعود الى أن الشركة اغدقت ملايين الدولارات في أعمال الموبايل خاصتها لكنها فشلت في أن تسيطر أو تنافس العملاق ARM الرائدة في السوق. مما يجعل من استراتيجية قسم الموبايل لانتل الآن تبقى مقيدة مع رقاقات 5G, بينما الموارد المخصصة في الأساس لرقاقات Sofia و Broxton قد يتم إعادة توجيهها في صنع رقاقات 5G والمودم. فرقاقات 5G الجديدة توفر بيانات أسرع بمئة مرة عن 4G والتنفيذ يتوقع له أن يبدأ في عام 2020.

ترى الشركة أن الانتقال إلى 5G قد يغير طريقة صناعة الأجهزة. فمابعد أجهزة الموبايل ستكون قادرة على ان تجلب اتصال موبايل عالي السرعة للحواسب، أجهزة المنزل الذكية، الروبوتات، الرجال الأليون الأجهزة القابلة للارتداء و IoT. لذلك لا نستطيع أن نقول أن مستقبل معالجات مستقبل Atom انتهى بل سيكون له دور في سوق IoT المتنامي بسرعة، بحيث تراهن عليه بشكل كبير.

نعتقد أن هذه الخطوة التي قررت إنتل القيام بها تعود الى النظرة الاستراتيجية التي خططت لها الشركة لكي تخفف من الخسائر المالية وتركز على الجانب المربح, مع توجيه كل هذا الفائض من المال الذي تم إلغاء مشاريعه نحو مشاريع أكثر نجاح وفائدة بالنسبة لها, رغم ذلك ومن خلال تأكيد صدر من إنتل أن رقاقات Apollo Lake  سوف تكون موجهة للأجهزة اللوحية والقابلة للفصل والمحمولة في النصف الثاني من هذا العام مما يعني عدم خروجها بالكامل من هذا السوق كما ذكرنا سابقاً.