في فترة كانت HTC من أكثر الشركات المصنعة للهواتف الذكية نجاحًا، ولكن منذ ذلك الوقت، عانت الشركة من العديد من العثرات التي أوصلتها اليوم إلى حالة سيئة، ولكن مع إطلاق العديد من الأجهزة الجديدة المرتقبة، هل تستطيع الشركة أن تعكس أحوالها وتتسلق للصدارة مرة أخرى؟ سنرى هذا عن طريق تحليل أجهزة الشركة المنتظرة، وإحتياج السوق لها.

قبل أن نبدأ، علينا أن نستعرض سريعًا تاريخ الشركة والأخطاء التي وقعت بها كي نتمكن من فهم وضع الشركة الحالي بشكل سليم. في عام 2008، أصدرت HTC أول هاتف ذكي لها يعمل بنظام تشغيل أندرويد، وحققت الشركة نجاحًا ساحقًا إستمر لمدة ثلاثة أعوام حتى جاء عام 2011، تزامنًا مع إزدهار وإنتشار الهواتف الذكية، وقلبت سامسونج الموازين، وإستحوذت على حصة أكبر من سوق الهواتف الذكية، ومن هذه اللحظة، ظل تفوق سامسونج على HTC في صعود مستمر حتى بلغ أوجه في عام 2013، وظلت HTC تنحدر حتى عانت من أسوأ سنة لها في عام 2015.

[caption id="attachment_138324" align="aligncenter" width="700"]HTC-future-2 Image Credits: Techinasia[/caption]

وقد تسببت هذه الأرقام في إثارة شكوك العديد من المهتمين بالمجال حول إذا ما كانت الشركة التايوانية ستسطيع البقاء على الساحة أم لا، وقد قطعت HTC شوطًا كبيرًا منذ أن هبطت قيمتها في عام 2015 بنسبة 95% إلى 1.43$ بليون فقط، ولكن البلاء لم يُرفع بعد، حيث أن أرباح الشركة قد تراجعت في شهر فبراير بنسبة 35% من شهر يناير.

أما بالنسبة للأسباب التي تسببت في سقوط HTC المدوي، فنجدها عديدة منها تفوق الشركات المنافسة في فئة الهواتف الرئيسية حيث إذا قمنا بمقارنة أحدث هواتف سامسونج مع أحدث هواتف HTC سنجد دائمًا أن هناك فارق بين الهاتفين يجعل المستخدم يميل أكثر إلى هواتف سامسونج أو الشركات المنافسة الأخرى مثل تفوق كاميرا سامسونج Galaxy S6 على كاميرا HTC M9. أما في فئة الهواتف الإقتصادية، فلقد حطمت الشركات الصينية أسعار HTC، ولربما كانت تصميم هواتف HTC أفضل، ولكن ما يبحث عنه المستهلكيين في فئة الهواتف الإقتصادية غالبًا هو أفضل مواصفات بالنسبة للسعر وليس تصميم الهاتف.

[caption id="attachment_138326" align="aligncenter" width="700"]HTC-future-1 Image Credits: Techinasia[/caption]

أما بالنسبة للسبب الثاني، فنجد أن من أكثر الأسواق التي إعتادت أن تكون مربحة لشركة HTC هي السوق الصينية، ولكن مع ظهور شركات مثل هواوي، ZTE، Xiaomi، وغيرهم الكثير حيث قامت هذه الشركات بإحتلال السوق الصينية مرة أخرى، ولم تستطع HTC هزيمتهم على أرض ملعبهم. أما السبب الثالث فيكمن في فارق الميزانية الضخمة التي ترصدها سامسونج لتسويق منتجاتها، مقارنة بميزانية HTC الضئيلة، ولقد أعترفت المديرية التنفيذية لشركة HTC، شير وانج، بنفسها بهذه الأخطاء في مقابلة لها مع صحيفة The Telegraph حيث قالت بأن الشركات المنافسة تستثمر الكثير في منتجاتها، ولذلك يكون العائد كبير.

سبب آخر هو تصميم واجهة مستخدم Sense التي مل منها المستخدمون سريعًا، ولم تتماشى مع التصميم الأنيق للهاتف من الخارج، ومثال على ذلك عنصر واجهة الساعة التي كانت تستخدم في النسخ القديمة من واجهة Sense. ويأتي السبب الخامس في أن إزدهار HTC حدث قبل ثورة الهواتف الذكية التي حدثت في عام 2011. أما السبب السادس والأخير فيرجع إلى كثرة هواتف HTC وقلة الفارق بين كل منهم، ولعل أفضل مثال على ذلك الهواتف التي أطلقتها الشركة التايوانية مؤخرًا في المؤتمر العالمي للهواتف.

[caption id="attachment_138327" align="aligncenter" width="700"]Image Credits: Techinasia Image Credits: Techinasia[/caption]

بعد أن قمنا بإستعراض الأخطاء التي وقعت فيها HTC، لنقم الآن بإستعراض الخطوات التي إتخذتها HTC هذه السنة مع هاتفها HTC 10 ومنتجاتها الأخرى لنرى إذا كان هناك أمل أن تنقذ هذه المنتجات الشركة أم لا. كما ذكرنا أول خطأ وقعت فيه HTC هو أن مواصفات هواتفها الرئيسية لم تكن كافية لمنافسة الشركات الأخرى لذا فسنبدأ بهاتف HTC 10. حسب الشائعات، سيأتي الهاتف بمعالج Snapdragon 820، وشاشة 5.1 إنش بدقة QHD وذاكرة عشوائية 4GB، وماسح لبصمة الإصبع، ومساحة تخزين داخلية بسعة 64GB، ويعمل بنظام أندرويد مارشميللو. ونجد أن هذه المواصفات تنافس بالفعل الهواتف الرئيسية للشركات الأخرى، ليس هذا فقط، بل تم اليوم الكشف عن أداء الهاتف بعد الخضوع لإختبارات موقع AnTuTu، وتفوق الهاتف بفارق عن باقي أحدث الهواتف من الشركات الأخرى. ويوضح هذا أن HTC تداركت بالفعل خطأها وأصلحته.

HTC-future-4

وبالنسبه للسبب الثاني، فلقد أطلقت HTC هاتفين من الفئة المتوسطة وهاتف من الفئة الإقتصادية، ولم يتم الإعلان عن سعر الهواتف بعد، ولكن إذا تخطوا حاجز 350$ فغالبًا لن يستطيعوا منافسة الهواتف الصينية من نفس الفئة. أما عندما يأتي الأمر للدعاية فقد أصلحت HTC من الأمر بشكل كبير مع هاتف HTC 10 حيث قامت بإصدار صور تشويقية للهاتف ودعاية كثيرة خصوصًا للكاميرا، وحصل الهاتف على ضوء إعلامي كبير خصوصًا مع التسريبات الكثيرة التي شاهدنا للهاتف في الأسابيع الماضية. أما عن واجهة الإستخدام، فقامت HTC بتحسين واجهة المستخدم كثيرًا، وبوجود ثيمات، وأيقونات مختلفة، وخاصية Dot Design، فإن الواجهة قد أصبحت متنوعة وغير مملة كالنسخ السابقة، ونرجو أن نرى مزيد من الإضافات أيضًا في نسخة Sense 9. هنا نأتي للسبب الخامس وهو سطوع نجم HTC وأفوله بسرعة قبل إزدهار الهواتف الذكية، فنجد أن HTC ليس عليها القلق بخصوص هذه النقطة، فنحن نعيش الآن في العصر الذهبي للهواتف الذكية، وإذا إستطاعت HTC إقناع المستهلكين بشراء هاتف HTC 10، فقد تكون تلك نقطة إنطلاق كبيرة للشركة قد تمكنها لاحقًا من إستعادة مجدها خصوصًا أن الشركة قد إستغلت أيضًا إنتشار موضة نظارات الواقع الإفتراضي والساعات الذكية، وقامت بإطلاق واحدة من أفضل نظارات الواقع الإفتراضي على الساحة، وهناك شائعات بأن الشركة تنوي إطلاق ساعة ذكية بإسم HTC ONE Watch في إبريل القادم. أما بالنسبة للنقطة الأخيرة، وهي كثرة هواتف HTC وعدم تنوعها بالشكل الكافي، فنجد أن تلك الخطأ قد تكرر في هاتفي الفئة المتوسطة التي أعلنت عنهما HTC في المؤتمر العالمي للهواتف.

HTC-future-5

من هنا نستنج أن HTC قد قامت بإدراك أخطائها وإصلاحها في ثلاث نقاط من أصل خمس، ولازال هناك المزيد من الوقت لإصلاح المزيد، ولكن يبدو أن الشركة لم تنتهي بعد، وبوسعها أن تخطف مكانًا في القمة، ولكن عليها أن تخوض أولًا منافسة ضارية مع الشركات المتربعة حاليًا على عرش الهواتف الذكية، وطبقًا لما إستعرضناه هنا فتبدو HTC على أهبة الإستعداد، وقد يتسبب هاتف HTC 10 في تحويل مستقبل الشركة بشكل كلي. ما رأيكم، هل تظنوا أن HTC قادرة على مواكبة العصر والعودة مجددًا إلى القمة؟ أم أن الشركة العريقة قد شاخت وحان وقت ذهابها إلى طي النسيان؟ شاركونا بأرائكم.