الهواتف الذكية لم تعد مجرد وسيلة اتصال نستخدمها للتواصل مع بعضنا البعض أو حتي إرسال الرسائل النصية كما كان الوضع في السابق، بل إن الأمر تطور إلي أنها أصبحت كاميرات متنقلة بل وحواسيب شخصية صغيرة نستطيع التنقل بها في أي مكان، ولعل أكثر ما جعل  هذه الهواتف النقالة واحدة من أكثر الأدوات و الاختراعات الحديثة الأكثر رواجاً و انتشاراً ونجاحاً هو أنها توفر لك العديد من المميزات و الاستخدامات المختلفة كل يوم مما يسهل عليك حياتك ويجعلك تستطيع إدارة أعمالك ومتابعة رسائلك وأخذ أفضل اللحظات المميزة في حياتك من جهاز صغير بسيط لا يتعدى حجمه كف اليد، فسواء كنت محباً للتطبيقات المختلفة أو من عشاق التصوير أو كنت صاحب عمل أو حتي مستخدم عادي فإن الهواتف الذكية الأن أصبحت تستبدل العديد من وسائل الترفيه والراحة وأيضاً الأدوات التي نستخدمها في حياتنا اليومية….

لذلك دعوني أخذكم في جولة في عالم الأجهزة الذكية التي اجتاحت عالمنا الحاضر نتعرف فيها علي أهم الخصائص والمميزات الجديدة والتقنيات المتطورة التي تقدمها لنا شركات الهواتف المحمولة والتي نراها في هواتفنا ولكن لا نعرف استخدامها بعد أو لم نعطي لها اهتماماً ونوضح كيف أن هذه التقنيات والتكنولوجيا الجديدة من الممكن لها أن تجعل حياتنا وأفعالنا اليومية أكثر سهولة ويسر من أي وقت مضي..

تكلمنا في موضوعنا السابق من هذه السلسلة عن أولي التقنيات التي إسترعت إنتباهنا وهي تقنية NFC وتعرفنا معاً كيف تعمل وما هي إستخداماتها وماهي اللميزات التي تقدمها وأيضاً ما هي العيوب التي تعاني منها التقنية ويمكنك الرجوع إلي المقاال الخاص بها من هنا...

أما اليوم فسنتحدث معاً عن تقنية أخري هامة ويستخدمها الكثير منا بشكل دائم تقريباً كل يوم وهي تقنية Wi-Fi، فماهي هذه التقنية وكيف بدأت وماهي مراحلها وما هي معاييرها وكيف تم إستخداماتها في العديد من التطبيقات المختلفة، تعالوا معاً نتعرف علي تقنية Wi-Fi أو (802.11 networking)...

الإنترنت اللاسلكي و Wi-Fi Direct

عند تجولك في أي من المطارات أو المولات أو حتي العديد من الفنادق الموجودة في بلدك فغنك في الأغلب ستجد أن هناك شبة إنترنت لاسلكية في ذلك المكان، وحتي في منازلنا الأن أصبح العديد منا يستخدم تقنية الإنترنت اللاسلكي أو Wi-Fi، وهذا يأخذنا إلي معتقد أصبح سائداً في هذه الأيام وهو أننا في وقت ما قريب في المستقبل سنجد شبكة الإنترنت اللاسلكية في كل مكان تقريباً، وهو ما تسعي بعض الدول لتطبيقه بالفعل...

ولكن قبل أن نبدأ دعونا نتعرف علي مفهوم هام جداً في عالم الإتصالات الا وهو التردد...

ما هوالتردد :

التردد هو كل دورة مكونة من تضاغط و تخلخل متعاقبین تشكل موجة صوتیة كاملة و التردد ھو عدد الموجات الكاملة التى تمر بنقطة معینة فى الوسط فى الثانیة ، يقاس التردد بالهرتز ويرمز لها بالرمز (hz )، وعلى سبیل المثال إذا كان فرع الشوكة الرنانة یھتز إلى الأمام و إلى الخلف فى حركة توافقیة بسیطة ١٠٠٠اھتزازة فى الثانیة فإن ١٠٠٠ تضاغط كل منه یعقبه تخلخل یتولد و ینتشر فى الوسط كل ثانیة أى أن تردد الموجات الصوتیة الحادثة ھو ١٠٠٠ ھرتز. و لابد ھنا أن نفرق بین تردد الجسم المھتز و ھو عدد الاھتزازات التى یحدثھا الجسم المھتز فى الثانیة و تردد الموجات الصوتیة المنتشرة و ھو عدد الموجات الكاملة التى تمر بنقطة معینة فى الوسط فى الثانیة .

ویسمى الصوت الذى یكون له تردد واحد الصوت النقى . و تدل التجارب على أن الإنسان الشاب السلیم یمكنه أن یسمع الصوت ذا التردد الذى یقع بین ٢٠ و ٢٠٠٠٠ ھرتز أى ٢٠ كیلوھرتز. و تقل القدرة على سماع الترددات العالیة مع تقدم السن . و بصفة عامة فإن الشخص العادى متوسط العمر یمكنه سماع الترددات من 12الي 14 كیلوھرتز فقط . وتسمى الموجات الصوتیة ذات التردد الأعلى من ٢٠ كیلوھرتز بالموجات فوق الصوتیة أو الفوق صوتیات ultrasonic waves  ولكن أنواع معینة من الكلاب یمكنھا سماع ترددات أعلى من ٣٠ كیلوھرتز وبذلك یمكنھا سماع ترددات أخرى لا یمكن للإنسان سماعھا. والخفاش یمكنه سماع ترددات تصل إلى ١٠٠ كیلوھرتز وھو یستخدم ھذه المقدرة فى تحدید مكانه، وبصفة عامة فإن التردد ھو عدد الذبذبات الكاملة فى الثانیة

من الإتصالات اللاسلكية إلي موجات الراديو Radio

بدأت الإتصالات اللاسلكية كطريقة لإرسال البرامج الصوتية من خلال الهواء، وسرعان ما بدأت تسميتها بالموجات الإذاعية (موجات الراديو) وبعد فترة تم إضافة الصور إلى الإشارة وهو ما ولد أجهزة التلفزيون التي نعرفها اليوم، وقد أصبحت كلمة "لاسلكي" قديمة جدا في منتصف القرن العشرين، ولكن على مدى السنوات القليلة الماضية تمت عودة المصطلح مرة أخري بفضل شبكات الإنترنت.

Radio

بحلول عام 2007 كان من المتوقع أن يستخدم ما يقرب من نصف مستخدمي الإنترنت في العالم نوعا ما من الإتصال اللاسلكي بالإنترنت- كثير منهم في البلدان النامية حيث لا تتوفر الوسائل السلكية التقليدية للوصول إلى الشبكات الهاتفية. و الإنترنت اللاسلكي، ويسمي عادة Wi-Fi، أو WAP أو حتي i-mode جعل الإنترنت أكثر ملاءمة من أي وقت مضى، ولكن ما الذي يجعل هذه التقنية مختلفة عن الوصول العادي إلى الإنترنت؟

من موجات الراديو إلي Wi-Fi

عند التحدث عن موجات الراديو فإن الأمر يشبه كثيراً لعبة رمي وإلتقاط الكرة الخفية ولكن بدلا من رمي الكرة من شخص إلى آخر، يمكنك إرسال المعلومات، مشفرة علي هيئة موجات كهربائية و مغناطيسية، من جهاز الإرسال (المرسل) إلى جهاز الاستقبال (المستقبل)، والتي تكون كل منهما علي هئية أحد أنواع الهوائيات كتلك الموجودة مثلاً في الهواتف النقالة لإستقبال وإرسال الموجات.

المرسل هو عبارة عن معدة تقوم بتحويل الإشارات الكهربائية (مثل صوت شخص يتحدث مثلاً في الهاتف او في الراديو، أو صورة في التلفزيون) إلى موجة كهرومغناطيسية تتأرجح عبر الهواء وتتحرك في خط مستقيم بسرعة الضوء (300000 كم 186000 ميل في الثانية).

أما المتلقي فهو عبارة عن معدة صورة طبق الأصل من المعدة المرسلة للإشارة، وتقوم بإلتقاط الموجات الكهربائية والمغناطيسية ومن ثم إعادتها إلى إشارات كهربائية بإستخدام نفس التشفير أو تشفير مشابه، حتى نتمكن من إعادة الأصوات في الراديو أو الصور التلفزيونية إلي وضعها الأصلي التي أرسلت به.

وكلما زادت قوة المرسل والمستقبل، كلما أمكن وضعهما علي مسافات متباعدة من بعضهم، وتستخدم المحطات الإذاعية أجهزة إرسال العملاقة، وهذا ما يجعلنا نستطيع التقاط إشارات الراديو علي بعد آلاف الأميال عن مصدر هذه الإشارات على الجانب الآخر من الأرض، الإنترنت اللاسلكي هو ببساطة وسيلة لاستخدام موجات الراديو لإرسال واستقبال بيانات الإنترنت بدلا من الأصوات أو الصور التلفزيونية، ولكن وعلي عكس موجات اللإذاعة والتلفزيون فإنه يستخدم هذه الطريقة لإرسال الإشارات اللاسلكية للإنترنت على مسافات قصيرة نسبيا مع أجهزة الإرسال منخفضة الطاقة.

كيف يتولد الإنترنت اللاسلكي Wi-Fi بإستخدام الـRouter

إذا كنت تستخدم تقنية الإنترنت اللاسلكي بالفعل ففي الأغلب ستجد عندك في منزلك قطعة إلكترونية كتلك التي في الصورة الموجودة في الأعلي، هذه القطعة تسمي Router أو يمكننا إطلاق عليها إسم جهاز التوجيه اللاسلكي أو جهاز الإرسال بشكل مبسط، ويعمل جهاز الإرسال هذا علي فعل شيئين هامين في الواقع أولهما هو عمل شبكة محلية بين أجهزة الحاسوب الموصلة عليه، وثانياً يقوم بتوصيل أجهزة الحاسب أو الهواتف أو أياً من الأجهزة اللاسلكية التي تحتاج إلي الإنترنت بالشبكة العنكبوتية...

الصورة التالية توضح نسبة إستخدام الإنترنت اللاسلكي في الدول النامية والدول الغنية مع بداية الألفية الثانية وفي العام 2015، الملاحظ هنا هو النمو الرهيب لهذه التقنية في الدول النامية نظراً لرخص هذه التقنية..

عند توصيل أجهزة الحاسب الموجودة لديك بإستخدام الراوتر والوصلات السلكية التقليدية (تدعيRJ-45, Cat 5, or Ethernet cables) فإنك تنشئ ما يسمي بشبكة محلية أو LAN (Local area Network) وهذه الشبكة تقوم بتوصيل أجهزة الحاسب الموجودة عليها ببعضها البعض بشكل نظامي ومحدود طبقاً لإعدادات مضبوطة ومحددة مسبقاً، هذه الإعدادات والقوانين تكون مبنية علي المعايير العالمية المحددة للإنترنت وتسمي Ethernet  أو (IEEE 802.3)...

[caption id="attachment_181363" align="aligncenter" width="2000"] أما جهاز الإرسال اللاسلكي Wireless Router فإنه جهاز يقوم بربط أجهزة الحاسب لديك بشكل لاسلكي عن طريق جهاز إرسال وإستقبال لموجات الراديو منخفض القوة والطاقة حيث يستطيع العمل في نطاق 90 متر ولكن قد تقل هذه المسافة بسبب وجود حوائط كثيرة في المحيط أو بسبب وجود أجهزة كهربية أخري تعمل بموجات الراديو أو بترددات مشابهة قد تؤثر علي جودة الإشارة...[/caption]

Router

إذاً فهي تعمل كما تعمل تقنيات الراديو القديمة ؟ لا ؟ إذاً كيف تعمل ؟

يمكننا القول أن تقنيات الإنترنت اللاسلكي أو Wi-Fi تعمل تماماً كما تعمل موجات الراديو في الهواتف المحمولة وأجهزة التلفاز او حتي أجهزة المذياع (الراديو)، ولكنها تستخدم هذه الموجات بشكل مختلف قليلاً وبترددات مختلفة أيضاً وذلك حيث أنها تستخدم هذه الموجات بشكل مزدوج من إتجاهين مختلفين كالتالي:

يقوم أولاً محول الإتصال اللاسلكي في الحاسب الشخص مثلاً بترجمة البيانات المرادة إلي إشارات راديو لاسلكية ومن ثم يرسلها إلي جهاز الإنترنت اللاسلكي (جهاز التوجيه اللاسلكي) أو الراوتر عن طريق هوائي الإرسال في الحاسب أو في قطعة الإتصال اللاسلكي الموصلة بالحاسب...

بعد ذلك يقوم جهاز التوجيه اللاسلكي Router بتلقي الإشارة ومن ثم ترجمتها وإرسالها مرة أخري إلي شبكة الإنترنت عن طريق وصلات الإنترنت السلكية المعهودة (wired Ethernet connection)...

أما في حالة إستقبال البيانات يحدث العكس حيث يستقبل جهاز الراوتر البيانات ومن ثم يقوم بترجمتها إلي إشارات راديو ويرسلها لقطعة الإتصال اللاسلكي في الحاسب والتي تقوم بفك الشفرة وتحويلها إلي معلومات يقوم الحاسب بعد ذلك بعرضها..

موجات الراديو المستخدمة في تقنية Wi-Fi

أما بالنسبة إلي موجات الراديو نفسها فإن شبكة الإتصال اللاسلكية تستخدم موجات راديو شبيهة بتلك التي تستخدمها أجهزة الإتصالات المختلفة مثل الهواتف المحمولة أو أجهزة اللاسلي القديمة (هل تذكرونها) أو غيرها من الأجهزة، هذه الموجات يمكنها إرسال واستقبال موجات الراديو ويمكنها تحويل البيانات (0 و 1) إلى موجات الراديو، كما ويمكنها أيضاً تحويل موجات الراديو مرة أخرى إلى 1و 0، أما موجات الراديو الخاصة بأجهزة الإتصال اللاسلكية (Wi-Fi) لديها بعض الاختلافات الملحوظة بالمقارنة بتلك الموجات التي تستخدمها أجهزة الإتصالات الأخرى:

ترسل هذه الأجهزة إشاراتها اللاسلكية بترددات 2.4GHz أو 5GHz، وهذه الترددات أعلي من تلك التي تستخدمها الهواتف المحمولة في إتصالاتها أو أجهزة التلفاز أو حتي أجهزة اللاسلكي القديمة، والغرض من هذه الترددات المرتفعة هو نقل بيانات أكبر فكلما زاد التردد زادت كمية البيانات التي تتم نقلها...

الأمر الأخر هي أنها تستخدم معايير الشبكات 802.11 والتي تأتي بالعديد من المميزات (ماهي المعايير المختلفة لها إذاً):

علي سبيل المثال يقوم معيار 802.11a بنقل وإستقبال البيانات بترددات 5GHz وهذا التردد يسمح بنقل البيانات بسرعة تصل إلي 54Megabits/s، كما أنها تستخدم تقنية orthogonal frequency-division multiplexing أو  (OFDM) وهي تقنية تعمل علي تشفير أشعة الراديو بشكل أكثر فعالية كما أنها تقوم بتقسيم أشعة الراديو نفسها إلي أكثر من إشارة فرعية وهو ما يؤدي إلي تفادي التداخل في اللإشارات أو التشويش..

أما معيار 802.11b مثلاً فهو الأرخص والأبطأ أيضاً من حيث السرعة، وعلي الرغم من أنها كانت الأكثر إنتشاراً من بين معايير الإتصال اللاسلكي ولكنها أيضاً أصبحت أقل إستخداماً في الفترة الأخيرة نظراً لأن أسعار المعايير الأعلي أصبحت أكثر رخصاً مع مرور الوقت، ويعمل معيار 802.11b في نطاق الطيف الترددي ذو التردد 2.4GHz، يستطيع هذا المعيار نقل البيانات بسرعة تصل إلي 11 Megabits/s فقط كما أنه يستخدم نظام تشفير complementary code keying (CCK) لزيادة السرعة قليلاً...

معيار 802.11g يستطيع نقل البيانات بترددات 2.4GHz مثل معيار 802.11b، ولكنه أسرع بكثير حيث يستطيع نقل البيانات بسرعة 54 Megabits/s وذلك لأنه يستعمل نفس نظام التشفير المستخدم في معيار 802.11a وهو OFDM...

معيار 802.11n هل هو الأفضل ؟

أما معيار 802.11n هو النظام الأكثر إتاحة وإستخداماً على نطاق واسع من بين باقي المعايير الموجودة، كما أنه متوافق مع المعايير الأخري مثل a و b و g. إضافة إلي التحسين بشكل ملحوظ من حيث السرعة والمدى مقارنة بسابقاتها، فعلى سبيل المثال على الرغم من أن معيار 802.11g يستطيع نظريا نقل البيانات بسرعة 54 ميغابت في الثانية، فإنه في الواقع ومع التجربة لا يحقق من هذه السرعة إلا 24 ميغابتس في الثانية فقط بسبب ازدحام الشبكة.

معيار 802.11n ومع ذلك، ومن حيث الإمكانيات التقنية يمكنه تحقيق سرعات تصل إلى 140 ميغابت في الثانية الواحدة، كما أنه يمكنه إرسال ما يصل إلى أربعة تيارات من البيانات، كل واحد منهم بمعدل نقل بيانات 150 ميغابت في الثانية الواحدة كحد أقصى، بيد أن معظم أجهزة التوجيه اللاسلكية (Router) تسمح فقط لتيارين أو ثلاثة من البيانات.

أما معيار 802.11ac فهو أحدث المعايير المتواجدة حاليا من معايير اللإتصال اللاسلكية اعتبارا من أوائل عام 2013، ولكن لم يتم بعد اعتماده على نطاق واسع، ولا يزال في إطار شكل مشروع في معهد مهندسي الكهرباء والإلكترونيات (IEEE)، ولكن الأجهزة التي تدعم هذا المعيار موجودة بالفعل في الأسواق إستعداداً لإستقبال الوارد الجديدعند صدوره.

معيار 802.11ac الأفضل ولكن...

ويعد معيار  802.11ac متوافق تماماً مع معيار 802.11n (وبالتالي متوافق أيضاً مع المعايير الأخري)، ولكن مع دعم نظاق التردد الأعلي 5GHz مقارنة مع معيار n الذي يعمل على النطاق الترددي 2.4GHz، كما أنه أقل عرضة للتداخل وأسرع بكثير من المعايير السابقة حيث يستطيع الوصول إلي معدل نقل بيانات تصل إلي 450 ميغابت في الثانية على تيار بيانات واحد، و على الرغم من ذلك فقد تكون السرعات في الواقع مع التجربة أقل من ذلك.

و مثل معيار 802.11n فإنه يسمح بنقل البيانات على تيارات المكانية المتعددة حيث يستطيع نقل البيانات علي ثمانية تيارات لنقل البيانات، وهذا ما يجعل هذه التقنية تحصل علي العديد من المسميات المختلفة، فأحيانا 5G Wi-Fi بسبب نطاق ترددها، وأحيانا Gigabit WiFi بسبب قدرتها على تجاوز سرعة 1 جيجابت في الثانية على تيارات متعددة وأحيانا Very High Throughput (VHT) لنفس السبب.

هذل وتركز معايير 802.11 الأخرى على تطبيقات محددة للشبكات اللاسلكية، مثل شبكات المناطق الواسعة (WAN) الموجودة داخل المركبات أو التكنولوجيا التي تمكنك من الانتقال من شبكة لاسلكية إلى شبكة أخرى بسلاسة وبدون أي فقد في الإتصال وغيرها من التطبيقات الأخري التي من شأنها توسعة مدي نطاق إستخدام هذه التقنية.

ولكن ما الميزة هنا ؟

يمكن أن تعمل موجات الراديو اللاسلكية على أي من نطاقات التردد الثلاثة كما أنه يمكنها القفز بسرعة بين النطاقات المختلفة مما يساعد على الحد من التداخل بين الموجات ويسمح أيضاً لأجهزة متعددة باستخدام نفس شبكة الاتصال اللاسلكي في وقت واحد.

طالما أن لديهم جميعا محولات (مشغلات/adapters) لاسلكية، يمكن لعدة أجهزة استخدام جهاز توجيه لاسلكي (Router) واحد للاتصال بالإنترنت. ويكون هذا الاتصال جيد و غير مرئي تقريبا وموثوق به إلى حد ما، ولكن ومع ذلك إذا فشل جهاز التوجيه أو إذا حاول الكثير من الناس استخدام تطبيقات النطاق الترددي العالي في نفس الوقت، يمكن أن يحدث تداخل في الإشارات أو فقد في الإتصال، و على الرغم من ذلك فإن معايير الإتصال الأحدث والأسرع مثل 802.11ac يمكن أن تساعد في ذلك. (سنتحدث في موضوع أخر عن كيفية الإتصال بالإنترنت وما هو عرض النطاق الترددي هنا)

Wi-Fi Hotspot

أو نقطة إتصال اللاسلكية هي عبارة عن منطقة بوجد بها شبكة إتصال لاسلكية وهو لفظ غالبا ما نراه يتم إستخدامه بشكل شائع عند الإشارة إلي شبكة إنترنت لاسلكية في مكان عام مثلا أو في المطارات أو المطاعم وخلافه، وهذه الشبكات في الأغلب تكون متاحة للجميع او محفوظة بكلمة سر  أي وسيلة حماية، وفي الأغلب يتم إستخدام أكثر من جهاز إرسال (Router) لإنشاء هذا المجال اللاسلكي، وهو ما تسعي العديد من الدول والمؤسسات لفعله، فعلي سبيل المثال جامعة Twente  في هولندا قامت بنشر ما يقرب من 650 وحدة Access Point لإنشاء أحد أكبر منطقة تغطية إنترنت لاسلكي (Hotspot) موجودة حيث أنها تغطي مساحة 140 هيكتار  أي تقريبا 1.4 كم مربع من الأرض...

 كما يمكنك أيضاً عمل نقطة إتصال لاسلكية خاصة بك في مكان عملك أو بيتك بإستخدام هاتفك المحمول أو حتي بإستخدام جهاز أخر يقوم بإستخدام الشبكة الخلوية للإتصال بالإنترنت ومن ثم عمل نقطة إتصال يتصل عليها الهواتف المختلفة...

ولكي تقوم بهذا الإتصال اللاسلكي كل ما عليك هو أن يكون معك حاسب محمول مثلاً يحتوي علي محول إتصال لاسلكي لإستقبال الإشارات اللاسلكية، وهو موجود حالياً في الهواتف المحمولة وأيضاً أجهزة الحاسب الشخصية PC ويأتي إمام مدمجاً في اللوحات الأم الحديثة أو يمكنك توصيل قطعة خارجية من خلال مقبس PCI أو USB لتتصل بشبكة الإنترنت اللاسلكية في مكان عملك...

تقنية Wi-Fi Direct

عادة في الوضع التقليدي تقوم تقنية Wi-Fi بتوصيل أجهزة الحاسب او المحمول أو غيرها من الأجهزة الإلكترونية الأخري التي تدعم تقنية الإتصال اللاسلكي بالإنترنت عن طريق نقطة الإرسال أو Router عن طريق إستخدام ما يسمي بوضع (البنية التحتية/Infrastructure mode) ولكن هذا ليس كل شئ، فتقنية الإتصال اللاسلكي Wi-Fi أيضاً تمكن الأجهزة من الإتصال ببعضها البعض بشكل مباشر بإستخدام وضع أخر هو الوضع المباشر أو (Ad-hoc Mode)...

علي عكس موضع البنية التحتية والذي يكون دائم بمعني أنك بمجرد إتصالك بأي جهاز إنترنت لاسلكي Router فإن الإتصال يصبح دائم في أي وقت تكون فيه في هذا المكان وتقنية Wi-Fi مفعلة يتم الإتصال بشكل تلقائي مالم يتم تغيير أي شئ في بيانات او حماية هذا الـRouter، فإن وضع الإتصال المباشر يكون مؤقت في مدة الإتصال هذه فقط ويحتاج ضبط مع باقي الأجهزة التي تريد الإتصال في كل مرة كما انه يوفر شبكة أبطأ من الوضع الأول....

وهذا ما أدي إلي تواجد فكرة جديدة أخري هي Wi-Fi Direct، وتقنية الإتصال اللاسلكي المباشر تلك هي التي توفر لنا توصيل طابعة لاسلكية مثلاً بجهاز حاسوب، فهي تقوم بإستخدام الوضع الخاص لتقنية Wi-Fi أو مايدعي ad-hoc mode في التواصل مابين جهازين إلكترونيين ليوفر لهم الإتصال الذي يتيح نقل البيانات مثلاً بين هاتفيين أو هاتف وجهاز حاسوب مثلاً، الجدير بالذكر أيضاً أن بعض الأجهزة الموجودة حالياً يمكنها تشغيل التقنيتين معاً في وقت واحد بينما البعض الأخر يمكنها تشغيل إحداها فقط في وقت واحد..

الفارق بين تقنية الإتصالات اللاسلكية Wi-Fi وبين تقنية الناب الأزرق Bluetooth

ولكن المميز هنا في هذه التقنية وعند مقارنتها بتقنية الناب الأزرق Bluetooth فإن Wi-Fi Direct توفر سرعة أعلي بكثير من الأخري (250 ميجابايت في الثانية مقارنة ب25 فقط في حالة Bluetooth) كما أنها توفر مسافة إتصال أطول بكثير (200 متر مقارنة ب60 فقط)، ومن ناحية الحماية فإن تقنية Wi-Fi Direct تستخدم نظام الحماية WPA-2 للتشفير وهو ما يستخدم (256 Bits مقارنة بـ 128 فقط في حالة Blutooth)....

إلي هنا أحبائي أعتقد أننا ناقشنا كمية كافية من المعلومات ليوم واحد لذا فسنكتفي بهذا القدر من معلومات ليوم واحد، شاركونا أرائكم حول تقنيات الإنترنت اللاسلكي Wi-Fi وه تعتقدون أن هذه التقنية يمكن إستعمالها بشكل أكبر في المستقبل ليكون الإنترنت متوفر للجميع بالفعل؟ شاركونا أرآئكم في التعليقات....