لقد مرت أسابيع منذ أن أوقف هذا الفيروس الشرس حياتنا، أغلق المدارس، والمكاتب، ونوادي الرياضة، والسينمات وكل شيء متعلق بأي نشاط بشري. وبما أننا علقنا في المنزل، لم نملك سوى الوقت للتفكير في الأمور التي تهمنا حقًا. وبالطبع ستأتي معظم تقنية المستهلك في أسفل قائمة الأشياء المهمة بالنسبة لنا حاليًا.

فمثلًا، من يفكر الآن في الهواتف القابلة للطي أو كاميرا الأبواب أو المساعد الذكي أليكسا أو المنازل الذكية، أو شيء من هذه الابتكارات الحديثة؟

في الأزمات والشدائد تُختصر أكثر تقنياتنا أهمية، والتي نعود إليها مرارًا وتكرارًا، إلى بضع تقنيات وخدمات أساسية للغاية. اكتشفنا أن التقنيات التي نحتاجها حقًا هي جهاز كمبيوتر مع اتصال جيد بالإنترنت، وتطبيقات الاتصالات ووسائل الترفيه الرقمية.

وعندما تفكر في الأمر، ستجد أن هذه هي كل التقنيات التي نحتاج إليها حقًا حتى بدون وجود الوباء، وهو ما يكشف لنا عن كمية استهلاك غير عادية لأشياء ومنتجات لا نحتاج إليها، ولكنها مجرد رفاهيات زائدة!

اتصال جيد بالإنترنت

لا خلاف بالتأكيد على أهمية الاتصال بالإنترنت، فبدونه لم تكن ستقرأ هذه الكلمات من الأساس! ولكن اتصال جيد بالإنترنت وبسرعة معقولة هو أمر آخر بالطبع، وقد لاحظ الجميع حول العالم مدى انخفاض سرعة الإنترنت خلال الفترة الماضية، بسبب زيادة الاستخدام والضغط الهائل على المخدمات نظرًا لبقاء المليارات من الأشخاص في منازلهم حول العالم.

الجميع يريد اتصال سريع ومستقر بالإنترنت، لكن في العادة لا نهتم كثيرًا بتطوير الأدوات اللازمة، على سبيل المثال تجديد الراوتر من الأشياء التي لا نقوم بها كثيرًا، أو ربما لا نقوم بها في الغالب، بالرغم من أننا يمكن أن نحصل على خدمة أفضل إذا قمنا بتحديث الراوتر الخاص بنا كل فترة. يمكننا أيضًا أن نقوي إشارة الواي فاي داخل المنزل بشراء الأجهزة اللازمة لذلك، وهي كثيرة ومنتشرة حاليًا.

المهم أن نضع الوقت والمال في الحفاظ على البنية التحتية للإنترنت الخاص بنا، في كل الأوقات.

جهاز ذكي شخصي

أبرز هذا الوباء أهمية الأجهزة التي نستخدمها في العمل، سواءً كانت هواتفنا الذكية أو أجهزة الكمبيوتر الشخصي. وحتى قبل الوباء كانت هذه الأجهزة هي الأساس، وسوف تظل كذلك بعد انتهاء الأزمة أيضًا!

لذا ينبغي أن نستثمر في أجهزة ذكية شخصية عالية الجودة، بإمكانيات قوية تساعدنا على إنجاز أعمالنا بأفضل طريقة. والخبر السار هو أننا حاليًا نملك مجموعة واسعة ومتنوعة من الهواتف الذكية والحواسيب الشخصية بحيث يمكنك شراء جهاز جيد دون إنفاق مبالغ مالية طائلة.

تطبيقات التواصل

تطبيق Zoom، التطبيق سهل الاستخدام لمكالمات الفيديو عبر الإنترنت، ارتفعت شعبيته جدًا أثناء الوباء لسبب واضح، وهو أننا جميعًا نريد أن نرى ونتحدث مع بعضنا البعض أثناء وجودنا في المنزل.

لكن هذا الارتفاع المفاجئ في استخدام التطبيق أدى لاكتشاف مشاكله ونقاط ضعفه الأمنية، كما كشف لنا أيضًا أن معظمنا لم يكن مستعدًا، ولم يختر مجموعة من تطبيقات التواصل القوية، يمكن استخدامها لأغراض العمل والتواصل الشخصي.

والآن هذا هو الوقت المناسب لاختيار تطبيق التواصل الذي يلبي احتياجاتنا مع احترام خصوصيتنا. وهناك اختيارات كثيرة من شركات تقنية كبيرة، مثل Google Meet، وحتى فيسبوك طور من تطبيق ماسنجر وأضاف ميزة Rooms لينافس تطبيق Zoom.

إقرأ أيضًا: فيسبوك ثم جوجل: عمالقة التقنية يعلنون الحرب على تطبيق Zoom!

وسائل الترفيه الرقمية

بعد توقف كل الأنشطة التي يمكنك القيام بها في الخارج، مثل الذهاب إلى السينما ومشاهدة الأفلام الجديدة، أو لعب الكرة مع أصدقائك، أو حتى مشاهدة الكرة نفسها بعد توقف كل الأنشطة الرياضية في العموم بسبب الوباء الحالي، لم نملك سوى وسائل الترفيه داخل المنزل.

ويأتي على رأس قائمة الترفيه منصات بث المحتوى، والمثال الأشهر بالطبع هو شبكة Netflix، والتي ارفع استخدامها ومكاسبها لدرجات غير مسبوقة. والاختيار الثاني حاليًا هو الألعاب، والتي زاد استخدامها ومكاسبها أيضًا.

برغم أن وسائل الترفيه قد تبدو شيئًا ثانويًا أو غير مهم، إلا أنها تساعدنا على تمضية الوقت أثناء عزلتنا المنزلية الحالية، لذا من المهم اختيار جهاز وخدمة لعرض المحتوى، أو مثلًا اختيار منصة ألعاب تناسبك.

الخلاصة

هذه القائمة القصيرة بأهم التقنيات الأساسية يمكنها أن توجه أولوياتنا في استهلاك المنتجات التقنية حتى بعد أن نخرج من هذه الأزمة. وهو ما يعني بطبيعة الحال أننا لا ينبغي أن ننفق كثير من الأموال على منتجات لا نحتاج إليها، حيث يمكننا تحقيق السعادة بأبسط ما نملك من أشياء، وإذا كنّا سننفق فالأولى أن ننفق على هذه التقنيات الأساسية.

ما رأيك عزيزي القارئ هل ترى أن وباء فيروس كورونا قد يساعدنا على تركيز الإنفاق على ما نحتاجه حقًا من تقنيات أساسية، وليس ما نظن أننا نحتاجه؟