5 أسباب تجعل من نجاح Apple Vision Pro أمر حتمي
منذ إطلاق أبل لـ Apple Vision Pro والنظارة الجديدة تسيطر على المجتمع التقني حيث يعتبرها الكثيرين أول ابتكار حقيقي منذ إطلاق الهواتف الذكية قبل أكثر من 15 عامًا برغم أنها ليست الأولى التي تقدم تجرِبة مشابهة. وبرغم كل الضجة والانبهار الذين يحيطولم تنج نظارة أبل من السؤال المتكرر مع أي منتج جديد، فبعد ساعات من طرحها في الأسواق انتشر التساؤل الأبرز وهو إذا ما كانت هذه النظارة ستنجح خاصة وأن منافسيها متاحين في بأسعار تمثل 15% فقط من سعرها.
في رأيي الشخصي ستنجح النظارة نجاح منقطع النظير حتى وإن لم تحقق مبيعات مهولة خلال الأشهر الأولى لإطلاقها. عوامل كثيرة متداخلة ستساهم في هذا النجاح. فما هي؟ ولماذا كل هذه الثقة في نجاح النظارة؟
تجربة الحوسبة المكانية
أبرز ما يميز نظارة Apple Vision Pro هي الحوسبة المكانية أو الـ Spatial Computing. النظارة ليست نظارة واقع افتراضي مثل كل النظارات المتاحة في الأسواق بل تقدم أبل تجربة هجينة بين الواقع الافتراضي وبين العالم الحقيقي فيما يعرف بالواقع المعزز أو الـ AR.
طريقة التفاعل مع النظارة مختلفة كذلك عن أي شيء رأيناه من قبل. أنت تتحكم في النظارة بحركة العين فقط أو بتحريك يديك عبر مجموعة من الإيماءات. توفر أبل كذلك لوحة مفاتيح افتراضية إذا ما أردت كتابة أو إدخال أي معلومات. إذا رأيت أي شخص يستخدم النظارة ستظن أنه في عالم آخر، يحرك يديه ويكتب على الهواء كأنك في أحد أفلام الخيال العلمي.
هذه التجربة الفريدة جعلت من استخدام النظارة أثناء القيام بأي مهام أخرى أمر طبيعي. يمكنك التجول أثناء استخدام النظارة، القيام بالمهام المنزلية، ممارسة التمارين الرياضية أو حتى الترفيه بدون الانعزال عن محيطك وبدون تعريض نفسك لأي مخاطر انعزالك عن الواقع. كل هذا بدون أي أدوات تحكم أو أي شيء فيزيائي.
تمتلك Vision Pro كذلك خاصية مذهلة وهي إمكانية التعرف على البيئة المحيطة والتفاعل معها. يظهر هذا الأمر عندما تقرر أن تنشر التطبيقات والنوافذ في غرفتك أو منزلك. أحد المستخدمين قام بتثبيت شاشة افتراضية ضخمة على الحائط وأخرى أصغر على المقود ومجموعة من نوافذ سفاري في مكان آخر، عندما تنقل داخل منزله. ظل كل شيء في مكانه بل اختفى عندما ابتعد عنه وبات بينهما حوائط وعاد كل شيء كما كان عندما عاد إلى مكانه.
بيئة أبل
نظارة Apple Vision Pro ليست جهاز مستقل يشق طريقه في سوق جديد من الصفر بل هي امتداد لبيئة أبل الموجودة منذ سنوات. أبل دعمت النظارة بكافة تطبيقاتها التي توفرها على الأنظمة الأخرى ما يقدم الحد الأدنى من المهام الأساسية بسهولة فائقة، إضافة إلى ذلك ستجد النظارة مزامنة مع كافة التطبيقات والخدمات التي تستخدمها إذا كنت تمتلك أي من أجهزة الماك، الآيباد أو الآيفون.
توفر النظارة كذلك إمكانية استكمال العمل من أجهزة الماك. ببساطة أي شيء يعمل على الماك يمكنك رؤيته باستخدام النظارة وكأنك تشارك الشاشة. هذه الخاصية لن تجعل عملك أسهل فقط بل ستمكنك مثلاً من لعب ألعاب الـ PlayStation على نظارة بفضل خاصية Remote Play التي توفرها سوني لأجهزة الماك.
هذه الأشياء من الصعب أن تجدها في أي نظارة أخرى بل يزداد الفارق بسبب أن النظارة تم إطلاقها بمتجر تطبيقات يحتوي على أكثر من 600 تطبيق. أغلب النظارات المتاحة الآن تفتقد لوجود متجر تطبيقات بهذا الحجم أو بالكم الكبير من المطورين الذين يسارعون لإطلاق تطبيقثاتهم على هذه المنصة.
ثقة المستخدمين في أبل مقارنة بالمنافسين.
إذا سألت أي شخص في وقتنا الحالي عن أكثر الشركات اهتماماً بخصوصية المستخدمين وبأمان بياناتهم سيجيبك بكل تأكيد بأبل كأول إجابة وربما الوحيدة. وبرغم أن هذه الإجابة قد لا تكون الأدق في الكثير من الأحيان ولكن هي حقيقة رسختها الشركة في أذهان غالبية مستخدمي الأجهزة الإلكترونية.
هذه الثقة جعلت الشركة مثلاً تطلب من المستخدمين استخدام خاصية القفل باستخدام قزحة العين ولم يمانع أحد أو يشرع بتهديد جراء طلب الشركة. لم ينتبه أحد كذلك إلى الكم الهائل من المعلومات التي تجمعها أبل عن استخدام Vision Pro من أجل عملية التطوير.
في الجهة الأخرى لدينا ميتا المنافس الأكبر لأبل في هذا السوق. لا تمتلك الشركة أي ثقة من قبل المستخدمين ولديها سجل هو الأضخم في انتهاك خصوصيتهم ويعتبرها الجميع العدو الأول لبياناتهم.
استمرارية أبل
على عكس منافسيها المباشرين - جوجل ومايكروسوفت - تمتلك أبل سياسة النفس الطويل حيث لا تقتل الشركة منتجاتها لأنها لم تحقق النجاح المرجو منها.
دعونا مثلاً نأخذ ساعة أبل الذكية كمثال. عند إطلاق الجيل الأول من الساعة لم تكن الساعة متميزة ولم تكن ترتق لباقي المنافسين ولم تحقق الانتشار المرجو منها. وبرغم هذا لم تتخلى عنها أبل بل قررت استكمال عملية التطوير والترويج لها. الآن وبعد 8 سنوات من إطلاق الجيل الأول الساعة هي الأكثر انتشاراً في فئة الساعات الرائدة وهناك ملايين الساعات التي تقلد تصميمها. الساعة الآن تمتاز كذلك بمجموعة من المميزات الصحية التي لا تتوافر في ساعة أخرى.
جوجل على النقيد لديها مقبرة من المنتجات التي تم التخلي عنها، مكتبة كفيلة لإنشاء مجموعة من الشركات المستقلة. مايكروسوفت مثلاً لديها Hololens و Hololens 2 اللذان يعدان المنتجان الوحيدان اللذان يقدمان نفس تجربة Vision Pro. الشركة الأمريكية قررت إنهاء الدعم لتطبيق Windows Mixed Reality قبل أقل من شهرين.
سياسة أبل الترويجية
سياسة أبل الترويجية كافية لإنجاح أي منتج مهما كان سيء أو مكرر ولكم في الآيفون خير دليل. هواتف آيفون تعتبر أكثر منتجات الشركة مبيعاً وأكثرها تحقيق للأرباح برغم أنها تفتقد لأي جديد لجيلين أو أكثر. الشركة تمكنت خلال سنوات طويلة من إقناع الجميع بأنها تقدم أفضل المنتجات وأفضل التجارب التي لا مثيل لها.
تمكنت الشركة كذلك من إقناع الأغلبية بأن منتجاتها هي منتجات الأثرياء أو الاستثنائيين. اهتمام الشركة بصورتها وصل إلى أنها تشترط ألا يستخدم الآيفون أي شرير أو شخص سيء في أي عمل سينمائي أو درامي خشية أن يربط المشاهدين بينه وبين منتجات الشركة.
في النهاية يظل سعر Vision Pro هو العامل الوحيد الذي قد يعيق نجاحها أو انتشارها خلال الأشهر أو ربما السنوات الأولى مثلما كان الأمر مع الآيفون في البداية. فهل ترى نجاح Vision Pro أمر حتمي أم لديك رأي آخر؟
?xml>