لازلنا نرى الأمر مُضخكاً.. أن مُعظم مُلاك ومُستخدمي الحواسب المحموله لا تعلم لماذا هي سُميت لِمُسمىَ "Laptop" ولكن الأمر لا يستحق الغرابه ، فالجُزء العلوي من قدم الإنسان " الفخذ " تُسمى بـ Lap ، إذن نحن نعلم الآن لماذا سُميت بـ LapTop والمقصود مِنها هو كل ما يوضع أعلى رُكبة الإنسان يُسمى "LapTop". حتى مُسمى Notebook فقد أتى ليدُل على صِغر ونحافة الحاسب المحمول الأصغر حجماً من الــ LapTop .

المُسميات تحمل الكثير من المعاني معها بُناءاً على تعدُدُ الإستخدامات لتلك الأجهزه النحيفه، فيُمكنك الإعتماد عليها سواء كُنت بالمنزل أو بالمكتب ، أثناء كُنت في المدرسه أو بالجامعه أو أثناء تنقُلك وسفرك من مكان إلى مكان آخر، فهناك العديد من الإحتمالات التي تفرض علينا إستخدام حواسبنا الشخصيه في ظروف وأماكن مُختلفه، وبُناءاً على هذه الإحتمالات سيأتي تحديد الأعمال التي نُمارسها أثناء إستخدامنا لها.

فإن كنت لاتزال بالمرحله الدراسيه أو كُنت تتنقل كثيراً بسبب ظروف وظيفتك فستجد الحاسب المحمول هو أقرب صديق لك يُمكنك الإعتماد عليه كي تتمكن من مُتابعة سير الحياه الطبيعيه لأصدقاءك والمُقربين مِنكَ ، ماذا وإلا ستتوقف حياتك تماماً وتشعر بأن عقارب الساعه قد تجمدت بِمكانها طوال الفتره الزمنيه التي تبتعد فيها عن أجهزتك التقنيه الحديثه.

لِحُسْنُ الحظِ هناك منها من يتخطى في قوة الأداء خوادم الإتصالات ومحطات الأعمال ولكن يجب أن تؤمن بأن هذه الحلول تحتاج إلى إنفاق مبالغ ماليه طائله ، في نفس الوقت نستطيع شراء منها ما هو قادر على تلبية مُتطلباتنا العمليه والترفيهيه دون أن تُكلفنا ميزانيات ضخمه.

الحاسب المحمول ليس مُجرد أحد الحلول الحديثه التي تُمَكِنَنا من التنقُل السريع بين مكان والآخر فحسب، وإنما هي التي لديها القُدره على إنجاز أعمالنا الضروريه حتى وإن واجهتنا بعض المشاكل الحَرِجه ، فهي تُساعدنا على إتمام تنفيذ المهام وحمايتنا من فُقدان أوضياع النتائج نتيجة إنقطاع التيار الكهربائي.

وقد إستطاعت خلال الآوِنه الماضيه أن تُثبت نفسها وتُعبر عن قوتها في عالم الألعاب من خلال الشاشات الأفضل والمُعالجات الرسوميه الأقوى وبطاريات التشغيل الأطول، إجتمعت جميعها في حاسب محمول واحد تجعله مِثالاً للحاسب الشخصي الذي يتمنى أي أحد منا إمتلاكه وإستبدال حاسبه المكتبي به. ولكن قبل أن تذهب للشراء عليك أولاً بالنظر إلى إستخداماتك الحاليه والمُستقبليه وكي نكون صادقين معكم منذُ البدايه…فقد تضطر أحياناً إلى التضحيه والتنازل عن عِدة أشياء ولكن في المُقابل ستحصل على عدة مميزات أخرى.

بُناءاً على شكل إستخدامك للحاسب ستعرف ما هي الأشياء التي يُمكنك التنازل عنها.

فالإستخدامات الإعتياديه التي تأتي على شكل أعمالنا اليوميه كالتصفُحُ ومُتابعة مواقع التواصل الإجتماعي ومُشاهدة ملفات الفيديو على موقع YouTube أو سماع الموسيقى أو مُحادثات الدردشه الجماعيه وبعض الأعمال الدراسيه الروتينيه كحِفظ المُحاضرات والأبحاث العلميه تأتي جميعها تحت بند "أي حاسب سيكون مُناسباً بل سيكون أكثر من كافياً بالنسبة لك" وقدُ يُخلِصك من عناء المُكوث لساعات طويله بمكان واحد أمام شاشة الحاسب المكتبي.

بينما تأتي أعمال البرمجه تحت بند "افضل حاسب محمول في حلول التخزين والذاكره العشوائيه الضخمه"ورُبما في المُستقبل بعد تطوُرُ مراحل دراستك ستكتشف أنك في حاجه إلى مُعالج مركزي قوي ولكنها ستكون في المراحل النهائيه من فتره دراسه تعلُمُ البرمجيات. أما عمليات الريندر وتحليل الصور الجرافيكيه المُعقده والتي تحتوي على المشاهد كثيفة البيانات تأتي تحت بند "أفضل الحواسب المحموله في نظام عرض الشاشه ونُظُمُ المُعالجه الرسوميه والمركزيه" قد تحتاج إلى ذاكرة عشوائيه بسعه تخزينيه كبيره أيضاً. بينما تأتي أعمال المونتاج والتعديل على الصور وصناعة ملفات الفيديو وتحويلها إلى إمتدادات وصيغ عالية الجوده تحت بند "إهتمام كبير بقوة وأداء المُعالج المركزي والذاكره العشوائيه الكبيره ويُفضل حلول التخزين السريعه"- سواء كانت NVMe أو كانت SATA3.

أما إذا كُنت تبحث عن حاسب محمول للألعاب فينبغي أن تنظُر إلى أمر واحد فقط وهو "نوع البطاقه الرسوميه التي تتواجد بهذا الحاسب "، وبعدها كل شيء مُمكناً وقادرين على التعايُش معه وتَقَبّلَهُ. ولكن ضع في الحُسبان أن عالم الألعاب عباره عن بوابه صغيره إلى أكوان مُتعددة الخيارات والأبعاد.. فبعض الألعاب تتطلب مُعالجه مركزيه قويه وبعضها الآخر يعتمد على المُعالجه الرسوميه وبعضها يحتاج إلى كليهما وستجد من هذه الخصائص حواسب لا حصر لها، ولذلك سنحاول قدر الإمكان أن نحتوي كل هذه المُتطلبات في حاسب واحد دون أن يتسبب لنا في تشتيت ذِهننا هُنا وهُناك.

المُعالج المركزي

صناعة المحتوى والتصاميم الهندسيه واساليب البرمجه تأتي على قمة هرم قائمة أهم الأعمال ضروره من حيثُ الإعتماد على أساليب المُعالجه المركزيه القويه. هُناك العديد من طرازات المُعالجات المركزيه التي تخرج لهذه الفئه من المُستخدمين والتي تأتي بمُسميات HQ / MQ / HK وجميعها قادره على التُعامل مع أكثر المهام والأعمال التنفيذيه مشقةً، ولكن وجب التنويه على أمر إستهلاكها المُفرِط للطاقه: فهذه العائله من المُعالجات تستنزف قُدرات البطاريه في غمضة عين مما يستدعي الإعتماد المُستمر والتنقل الدائم ببطارية شحن الحاسب. هذا النوع من المُعالجات المركزيه سواء كانت AMD أو كانت من Intel وخاصةً الفئه رفيعة الأداء منها مثل مُعالجات Xeon / I9 / I7 / R9 / R7 جميعها قادره على العمل والإنتاجيه بنفس شكل الحواسب المكتبيه.

ستجد أن عائلات U تأتي أحياناً بخصائص قويه وقُدرات عاليه من المُعالجه المركزيه ولكنها أقل قليلاً من MQ / HK- فيُمكنك الإعتماد عليها والإستفاده منها في تلبية أعمالك الشاقه وإنجازها في فترات زمنيه قليله جدا، بالإضافه إلى ذلك فهي تتمتع بنسب عاليه من مُستويات الكفائه في إستهلاك منسوب أقل من الطاقه مما يُساعد على زيادة زمن تشغيل البطاريه. أما عن عائلة I3R3 فهي الحل الأمثل للإستخدامات الروتينيه والإحتياجات اليوميه كتصفح المواقع الشبكيه ومُتابعة سير الحياه على مواقع التواصل الإجتماعي.

الألعاب أيضاً قادره على الإستفاده من وجود المُعالجات المركزيه عالية الأداء ولكنها لا تتطلب أن تمتلك القوي منها نظراً لإحتياج الالعاب الضئيل من تعدد مسارات المُعالجه ، ولكن سُرعة تردد أنوية المُعالج وتقنية الدفع (Boost) هي ما يجب أن نهتم بالنظر إليها.

ننسى كل شيء لنتحدث عن البطاقه الرسوميه

سواء كانت التصاميم الهندسيه أو الألعاب أو كليهما فأنت في حاجه شديده إلى أقوى بطاقه رسوميه تستطيع أن تضع يدك عليها وإبتعد تماماً عن الحواسب التي تعتمد على المُعالجات الرسوميه المُدمجه بداخل مُعالجات Intel المركزيه- بالتأكيد AMD SmartShift ستُقدم نقله نوعيه في مستويات الأداء الرسومي وإعتدال كبير في منسوب الطاقه المُستهلك إلا أنها لاتزال في غيبيات المُستقبل ولن نرى من هذه الحواسب إلا رُبما في عام 2021 / 2022- ولذلك سننسى كل شيء في سبيل إمتلاك بطاقه رسوميه مُنفصله قادره على تشغيل أحدث الألعاب الحاليه والمُستقبليه على مُستوى إعدادات رسوميه مُتوسطه إلى عاليه كي نطمئن على إستمرارها معنا أطول فتره مُمكنه من عدد السنوات القادمه.

 بعض الحلول التي تأتي من سلسلة المُعالجات المُسرعه لشركة AMD تُعتبر صفقات جيده في بعض الأحيان إلا أنها تتسبب في إستهلاك منسوب عالي من الطاقه وفي هذه الحاله سنُفضل إمتلاك بطاقه رسوميه مُنفصله قادره على التعامل مع الرسوميات المُستقبليه بسهوله.

في حالة أن ترقية شرائح الذاكره العشوائيه أو زيادة السعة لوحدات التخزين تكون مُمكنه إلا أن البطاقه الرسوميه تكون نهاية الخط ولا تسمح بتغييرها أو تبديلها، لذلك يجب إقتناء القوي منها على قدر إستطاعتك- ستكون سعيد الحظ إن تمكنت من شراء ما يدعم تقنية Max-Q ستحصل بهذا الشكل على حاسب مثالي ذي أداء نموذجي ولكنها نوعاً ما غالية الثمن لكونها مُتوجهه لحواسب مُحترفي الالعاب وأعمال التصاميم الهندسيه-. أما إذا كانت الفئه المتوسطه من البطاقات الرسوميه هي أَملَكَ الوحيد فلا داعي من الغضب والإستنفار، فهذه البطاقات الرسوميه (العديده) لاتزال هي الأُخرى قادره على تقديم تجربه مثاليه بداخل أحدث الالعاب وبمستويات عالية الأداء.

العقل المدير وذاكرة التخزي

هُنا بالتحديد توجد أمامنا العديد من الخيارات والإحتمالات، فقد تكتفي بسعة الذاكره المتوسطه في الوقت الحالي ثم تعمل على ترقيتها وشراء المزيد منها في المُستقبل أو الحل الآخر بأن تُبادر من اللحظه في شراء ما يلزمك منها لأهم أعمالك الحاليه والمُستقبليه، فأنت تعلمُ جيداً مدى إحتياج نظام التشغيل "الويندوز" لِسعه الذاكره العشوائيه التي يحتاج إليها وبِمُجرد تشغيل الحاسب وقد تصل إلى ما لا يقل عن 1.5GB إلى 2.5GB ، بهذا الشكل لا ينبغي أن تقل سعة الذاكره عن 4GB من أجل تشغيل باقي أعمالك وبرامجك الضروريه. أما إذا كانت أعمالك الوظيفيه تعتمد على التطبيقات الكتابيه وإستخدام عدد كبير من تبويب نوافذ المُتصفح فحينها أنت في حاجه لزيادة هذه السعه إلى 8GB ، الألعاب والبرامج الهندسيه والأعمال البرمجيه تفرض علينا شراء ذاكره كبيره قد لا تقل عن 8GB كما ينبغي أن تتأكد من مَقدِرَة الحاسب على التوسعه الإضافيه لِسعَة الذاكره العشوائيه في المُستقبل.

ما الذي يجعل الحلول التخزينيه أمراً في غاية الأهميه!

من الممكن الإكتفاء بحلول تخزينيه بحجم 500GB ولكنك ستجدها محدوده جداً عِند النظر إلى ملفات الفيديو والألعاب الحديثه. ليست السرعه وحدها التي تفرض علينا السعي وراء حلول التخزين الصلبه "SSD" بل الأكثر أهميه هو عامل الكفؤ .. فوحدات التخزين الصلبه تستهلك كميات محدوده من الطاقه وتعمل بدرجات حراره أقل مما يُساعد على توفير فتره زمنيه أطول لعُمر البطاريه ، كما أن لديها القدره في المُحافظه على البيانات المخزونه والتي لا يتم إستخدامها فترات زمنيه طويله.

الألعاب لا تتطلب وحدات تخزينيه سريعه ، وبالرغم من ذلك فإمتلاك واحدةً منها حتى وإن كانت بسعة تخزين مُتوسطه سترفع من كفائة عمل الحاسب كُلياً من خلال صوتها الهاديء وإستهلاك الطاقه المُنخفض.

فترة عمل البطاريه في علم الغيب .. ولكن

 تأتي حواسب الأعمال والألعاب ببطاريه تحتوي على خليه إضافيه ولكن هذا الأمر لا يجعل منها قادره على التشغيل فترات زمنيه طويله ، بعض الحواسب تأتي بنفس المواصفات التي تأتي غيرها بها ومع ذلك تجد إحداها قادر على العمل لمدة 12 ساعه بينما الآخر يكتفي ب 6 ساعات .

 لكن ما يجب لفت إنتباهكم له هو أن شكل ونوع الإستخدامات يُعتبر من أهم العوامل المؤثره في عُمر تشغيل البطاريه، فبعض الحواسب المحموله تتحمل إستخداماتك لمدة 5 ساعات بينما الأخر يتحملها لمدة 12 ساعه. لذلك من الضروري مُتابعة المراجعات التقنيه مثل التي نُقدمها في قسم مراجعاتنا والنظر في النتائج قبل أن تُبادر على الشراء، وفي حالة أنك تأكدت من كفائة بطارية الحاسب حينها فقط تستنتج أنه حاسب مُتكامل الأنظمه وليس مُجرد حاسب محمول يحتوي على مواصفات تقنيه عالية الأداء.

الحاسب اللوحي ليس شيئاً بدون شاشه مُشرقه

العديد من هيئات الشاشات المُختلفه سواءاً في القياس ودقة الأبعاد أو في طراز ونوع لوحة العرض المُدمجه ، إن كُنت من طبقة مُهندسي التصاميم فمن الضروري أن تمتلك شاشه كبيره كفايةً ..قياس 17inch للحواسب المحموله الموجهه للعمل من داخل المكتب تُعتبر مثاليه، أما الألعاب فقد تكتفي معها بقياس 14inch وتكون أفضل إذا كانت 15inch ودقة أبعاد لا تقل عن FHD 1080p.

كما أشرنا منذ البدايه أنه يجب أحياناً التضحيه بشيء ما من أجل إمتلاك شيء آخر أكثر ضروره وأهميه ، يجب أن تؤمن بأن الشاشات الكبيره تكون فقط من نصيب عائلة الحواسب الموجهه للمُصممين وأصحاب الأعمال المهنيه الثقيله وهي التي تصطحبها مُعالجات مركزيه كـ Xeon وبطاقات رسوميه مُخصصه للأعمال مثل Quadro ولكنها نادرة الوجود في المتاجر بسبب العدد المحدود في صناعتها وإرتفاع أسعارها الشديد.

الخاتمه

الشركه المُصنعه للحاسب المحمول من العوامل الضروريه التي يجب النظر لها والإعتماد عليها…لكن ماذا سنفعل إذا واجهنا مأزق عدم توافر الطِرازات التي نتمنى شِراؤها ، حينها يجب أن تعطي الفرصه لأي أسم من العلامات التُجاريه الشهيره طالما كانت لديها الخصائص اللازمه لمتطلباتك. لا تستنط كلياً للآراء الشخصيه وإنما إبني إختيارك بعد قرائة مراجعة الحاسب بنفسك.

هذه فقط كانت البوابه التي تكشف لك الستار عن أهم النقاط التي يجب أن تُسلط عليها الضوء أثناء إختيارك للحاسب المحمول وكيف تتمكن من إستبعاد العديد من الطرازات التي لم توفر الدعم لأهم مُتطلبات إستخداماتك. يقولون أحياناً "التجربه هي خيرُ وسيله للتعلّم" وقد تكون سعيد الحظ مع أول حاسب تختاره وتشعر بتمام الرضاء والسعاده تجاههُ.

أي حاسب محمول يتميز في عِدَة أشياء ولكن لسبب أو لآخر قد يعجز عن توفير كل ما تتمناه ، فالفكره الأساسيه هنا أن يتميز في أهم مُتطلبات إستخداماتك وكيف سيكون شكل أداؤه فيها. نتمنى مُشاركتك لنا حول تجربتك في إختيار الحواسب المحموله ، هل أخطأت في إختيار ما يتناسب معك أم كُنت على صواب .