لا أعلم ماذا عنك، لكنني لا أستطيع أن أستخدم الإنترنت دون مساعدة جوجل مهما حصل، جوجل هي عملاقة البرمجيات بحق، وقد لا ينافسها في هذا المجال إلا مايكروسوفت إلا أن منتجات جوجل تتسم دائمًا بالعصرية والسهولة في التعامل على الأقل من وجهة نظري، فلو تابعت يومك ستجد أنك استخدمت محرك بحث جوجل، نظام أندرويد الخاص بجوجل وكذلك خدمات جوجل جوجل المختلفة بدايةً من الـG Suit والتي تشمل الجيميل، Google Docs وإخوته وكذلك تطبيقات التواصل الخاصة بجوجل نهايةً بموقع يوتيوب ومتصفح جوجل كروم، والذي لا أستخدمه صراحةً كوني من أنصار فايرفوكس حتى الموت.

جوجل رائدة البرمجيات بدأت فقط بمحرك بحث ومع الوقت أصبحت توفّر منتجات وخدمات متعلقة بكل شيء وأي شيء قد تحتاجه أثناء العمل على الإنترنت أو حتى الترفيه، وبعدما قامت جوجل بالاستحواذ على نظام أندرويد منذ عشر سنين تقريبًا بدأت لمستها تصل إلى الهواتف الذكية أيضًا، وربما لا ننكر دورها في ابتداع هواتف ذكية بهذه القوة جنبًا إلى جنب مع العملاقة أبل، جوجل كانت تطور نظام أندرويد وتتيح استخدامه -أو تبيعه- لمصنعي الهواتف الذكية، حتى سمعنا لأول مرة عن هواتف Nexus، وهي هواتف من تصنيع شركات مختلفة مثل LG و Samsung لكن تحمل لمسة جوجل بشكل مضاعف حتى أن البعض قد ظن أنها من تصنيع جوجل، استمرت هواتف النيكسس في التقدم حتى توقفت عن الجيل السادس وبدأت هواتف بيكسل في الظهور، نعم هواتف Google Pixel التي تأتي محملة بالعبارة Made By Google، وهو ما جعل الناس يظنون أنها ستكون هواتف آيفون الخاصة بعالم الأندرويد، فجوجل تساهم في الهاردوير والسوفتوير أيضًا.. والأمر لم يكن هكذا بالضبط، لكن الهواتف كانت عبقرية.

هواتف Google Pixel

هواتف Google Pixel بين الماضي والحاضر

بعدما قرأنا الفاتحة على هواتف نيكسس ظهر هاتف Google Pixel الأول في العام 2016، أي أنه حديث العهد، وحينها قد يتذكر الجميع كيف انقلب المجتمع التقني نظرًا لأننا كنا على وشك رؤية هاتف يحمل شعار جوجل من الداخل والخارج، والأمر كان أكثر وقعًا على عشّاق شركة جوجل -وأنا واحد منهم- وحينها أتى الهاتف بإصدارتين، الأولى هي Pixel المعتاد والثانية هي Pixel XL ذو الشاشة الأكبر، أتى الهاتفين بشاشة أموليد وبالنسبة للإصدار الأكبر -حيث أنه الأهم- فقد أتى بقياس 5.0 بوصة وبوضوح 1080x1920، كما أتى بنسخة أندرويد 7.1 وحصل على تحديثات حتى أندرويد 9 وهذه هي ميزة جوجل بالطبع، كما أتى بمعالج من كوالكوم وهو Snapdragon 821 وذاكرة عشوائية 4 جيجابايت، كما حصل على كامرات رائعة بطبيعة الحال.. لكن لحظة!

الهاتف أتى بمعالج من كوالكوم ولم يأت بمعالج من جوجل ذاتها، لذا فعرفنا أننا لسنا أمام تناسق مثالي بين السوفتوير والهاردوير كما هو الحال عند أبل، إلا أن الهاتف سيحصل على نسخة نظيفة من أندرويد بطبيعة الحال بتطوير من قوقل ذاتها، أي أن هواتف بيكسل لا تختلف كثيرًا عن هواتف من أي شركة أخرى، هي فقط تحصل على اهتمام جوجل وتحصل على تحديثات لعامين متتاليين وكذلك هي الهواتف الأولى التي تحصل على النسخ الجديدة من أندرويد كما كان الأمر مع أندرويد Pie، أي أن هذه الهواتف تتميز فقط في أنها تحصل على دعم جوجل وتشكل أولوية بالنسبة لها، كذلك فهي تتلقى التحديثات من جوجل مباشرةً، لكن لماذا أتت الهواتف باسم Pixel؟ نعم أنت على حق، هواتف Google Pixel قدمت أفضل كاميرات على الإطلاق، فإن إنتقلنا إلى Google Pixel 2 XL والذي تم إصداره في العام الفائت سنجد أنه يحمل واحدة من أقوى الكاميرات على الإطلاق في أي هاتف ذكي، لكن ما مواصفات تلك الكاميرأ؟

الكاميرا الخلفية في Google Pixel 2 XL كانت تأتي بدقة 12.2 ميجابيكسل وفتح عدسة f/1.8 واسعة، كما تأتي بمثبت بصري وخاصية الـDual Pixel، ولو لاحظت ستجد أنها مواصفات عادية جدًا، إلا أن كاميرات بيكسل تفوقت بسبب السوفتوير وليس الهاردوير، وهنا تكمن الميزة الثانية لهواتف بيكسل بعد كونها صاحبة أولوية لجوجل، وهي أنها تأتي بالكاميرات الأفضل على الإطلاق. إذن، ما الذي نحن بصدده؟ نحن الآن أمام هواتف تأتي كأولوية خاصة لجوجل، تحمل اسمها، تحصل على التحديثات قبل أي أحد، تقدم أداءًا رائعًا نظرًا للنسخة الخاصة التي تحصل عليها من نظام التشغيل والتي تميل للنسخة الخام، وتحمل أفضل كاميرات في السوق تقريبًا.. ماذا حدث مع هواتف Google Pixel 3 إذن؟ ولماذا حصدت كل هذه التقييمات السلبية؟

هواتف Google Pixel

ماذا عن الجيل الجديد؟ Google Pixel 3 / 3 XL

التسريبات حول الجيل الجديد من هواتف جوجل بيكسل ملئت الإنترنت منذ شهر سبتمبر، وهو ما يعسكس أهمية هواتف جوجل للمجتمع التقني بطبيعة الحال، جميع تلك التسريبات جعلت المتابعين ينفرون من الهواتف الجديدة قبل حتى أن يجربوها والعامل الأساسي في هذا الأمر كان التصميم، تصميم الجيل الجديد من هواتف بيكسل سيء جدًا وقد كون الأسوأ في عام 2018 ولعله أسوأ من الجيل السابق حتى! أتى الهاتف بشاشة كبيرة الحواف من الجهة الأمامية وهو ما يمكنك رؤيته من الصورة أعلاه ومن أي صورة للهواتف الجديدة، كذلك ومن ناحية التصميمات الداخلية فإدعى البعض أنها لا تليق بهاتف بهذا السعر أو من جوجل، وأنا أتفق مع الرأي الأول وهو أن الهواتف الجديدة ذات تصميم سيء إلى حد بعيد، لكن هل الهواتف الجديدة لا تقدم أداءًا جيدًا؟ أو على الأقل لا تقدم جديدًا؟ دعونا نعرف ما الجديد في هواتف Pixel 3 أولًا:

تغيير في التصميم والخامات

نعم، لقد تحدثنا بالفعل عن التصميم من الجهة الأمامية، لكن من الجهة الخلفية اختلف التصميم أيضًا، حيث أن الهاتف أصبح يأتي بتصميم زجاجي وليس معدني، كما أن ظهر الهاتف تم تصنيعه بطريقتين مختلفتين لكن من الزجاج، حيث اختلفت طريقة معالجة وتصميم الزجاج من الجهة العلوية عن السفلية.

مقاومة المياة والشحن اللاسلكي

حصل الهاتفان الجديدان على دعم الشحن اللاسلكي وهو أمر طبيعي نظرًا لأن الظهر يأتي من الزجاج، كذلك فقد حصل الهاتفان على إمكانية مقاومة المياة بمعمارية IP68 والذي شكل تحديثًا مقارنة بالجيل الجديد والذي كان يأتي بالمعمارية الأضعف IP76 هذا إلى جانب أن ظهر النسخة البيضاء أصبح أبيضًا بالكامل.

السماعات والصوت

تتميز هواتف بيكسل بأنها تأتي بأحد أفضل السماعات على الإطلاق، وتلك السماعات قد حصلت على تحديثات جديدة والتي ستجعل صوتها أعلى بـ40% من الجيل السابق، والمميز في الأمر أن السماعات هنا Front-Facing أي أنها تقع في الجهة الأمامية للهاتف، وهو أمر طبيعي بالنسبة للحواف الضخمة التي يأتي بها.

شاشة جديدة

حصلت الهواتف الجديدة -وبالرغم من النوتش العملاقة- على شاشات جديدة سمّتها جوجل بـP-OLED وهي بانل لا نعرف حتى الآن من يصنعها، كما أن تلك الشاشات تأتي بوضوح كبير جدًا ففي الـPixel 3 XL تأتي بوضوح -أو دقة- 1440x2950 بيكسل بكثافة 523 بيكسل في كل بوصة، كما تدعم الـHDR لإلى جانب أن الشاشة وبعيدًا عن الحواف السميكة قد حصلت على تقييم A+ من موقع Display Mate.

ما الجديد في Pixel 3 / 3 XL؟

النقاط السابقة وضحت تحسينات في هواتف Pixel وهي تحسينات قوية وملحوظة، والتي كانت ستجعل من البيكسل هاتفًل أسطوريًا لولا التصميم السيء، أما عن قلب الجهاز فهو يأتي بمعالج Snapdragon 845 وهو معالج السنة، كما يأتي بـ4 جيجابايت فقط من الذاكرة العشوائية ومساحات 64 و 128 جيجابايت فقط في وقت يأتي فيه النوت ب9 بـ512 جيجابايت، كما يأتي ببطارية 3430 ميللي امبير ونفس كاميرات الجيل السابق تقريبًا من حيث الأرقام، أمور مثل هذه أحبطت منتظري الهاتف بشكل كبير، خاصة مع وجود بدائل كثيرة منافسة وجوجل تعلم أنها لا تحتكر الأندرويد، لكن من ناحية أخرى فهواتف بيكسل تتعامل جيدًا من حيث الأداء وذلك نظرًا لنسخة الأندرويد المخصصة.

كاميرا جوجل تتميز ببطاقة Pixel Visual Core الموجودة في هواتف البيكسل والتي تحسن كثيرًا من الصور الملتقطة بوضعية الـHDR هذا إلى جانب شريحة الـTitan M الخاصة بالـSecurity والتي سنتحدثكم عنها لاحقًا، بسهولة كبيرة، كل جديد أتى في الهاتف كان في السوفتوير والكاميرا، حيث حصلت الكاميرا على سينسور مطور أما عن الـVisualCore فقد تحسنت بنسبة 40% وهي المسؤولة عن الـHDR+ بالطبع.

حصل البيكسل أيضًا على تحسينات ضخمة فيما يخص السوفتوير الخاص بالكاميرا، وهو أمر طبيعي ويظهر حتى في اسمه، لكن حتى الآن، ما رأيك في الهواتف الجديدة؟ وهل يمكنك التغاضي عن التصميم السيء وشراء أحدهم؟ أنا في انتظار تعليقك..