استعراض نظام iOS7 الجديد

ينتظر الكثير من عشاق أجهزة الآيفون والآيباد بشغف الإطلاق الرسمي لنظام  iOS7 الجديد، ورغم أن النسخ التجريبية قد انتشرت في الآونة الأخيرة، حتى أنها أصبحت متاحة لغير المطورين، إلا أن الغالبية العظمى لا يحب المخاطرة وينتظر الإطلاق الرسمي. عبر هذا المقال سنستعرض النظام الجديد بصفة عامة ونعرض عليكم التغييرات التي قدمتها أبل فيما سمي بالتغيير الجذري لأنظمة iOS.

لقد فاجأت أبل الكثيرين في مؤتمرها السابق الذي أعلنت فيه عن هذا النظام الجديد، فلقد تخلت أبل عن تصميماتها التقليدية الشهيرة المعتمدة على البعد الثلاثي ومحاكاة الواقع خاصة في تطبيقات المهام وتسجيل الملاحظات.. الخ، وإعتمدت في التصميم الجديد على البساطة والسهولة في التصميم والميل للألوان الفاتحة كالأبيض والرمادي الفاتح. أما ما هو موجود بأحشاء أو قلب النظام فكان أيضا مختلفا وجديدا عما تعودنا عليه في كل أنظمة أبل السابقة. فالتحسينات والإضافات الجديدة جاءت لتشمل التنبيهات ولوحة تحكم Control center جديدة وإضافة فلاتر للكاميرا على غرار إنستاجرام، وطريقة إدارة المهام المتعددة Multitasking طريقة عرض الصور وترتيبها وتنظيمها إختلفت بشكل جذري، خدمة مشاركة الملفات بين أجهزة iOS المختلفة AirDrop الجديدة، متصفح سفاري الجديد وتطبيق الخرائط الذي تحسن كثيرا، سيري، ومتجر التطبيقات الذي حمل الكثير من التحسينات في العرض، خدمة Facetime بالصوت فقط الجديدة، البريد الإلكتروني تحسن كذلك، وإضافة خدمة بلوك الجديدة، وكذلك إضافات أخرى كالتحكم في التطبيقات التي يمكنها أن تستخدم شبكة 3G بشكل منفصل.

الأيقونات والتصميم

كما أشرت في مقدمة المقال فقد إعتمدت أبل على اللون الأبيض الذي غلب على النظام، كما غيرت من توجهها السابق الذي إعتمد على الأيقونات ثلاثية الابعاد التي تعبر عن الواقعية (حيث تشابه التطبيقات الأساسية لأبل الواقع كتطبيق الملاحظات مثلا بأوراقه الصفراء)، وأصبحت الأيقونات ثنائية الابعاد تميل إلى البساطة والوضوح، ولنكون واقعيين فإن أبل ليست الشركة الاولى التي تنتهج هذا الاسلوب الجديد في الألوان فلقد بدأت مايكروسوفت هذا التوجه بنظامها ويندوز ٨ Windows 8  للحواسيب المكتبية ونظام ويندوز فون Windows Phone ، كما أن شركة Xiaomi الصينية التي تقدم هاتف Mi وروم أندرويد الشهيرة MiUi قدمت تصاميم مشابهة وتعتمد ايضا على اللون الأبيض كلون غالب لنظام أندرويد المعدل الخاص بها. إذا أبل ليست مبتكرة في هذا لكنها قدمت تصميمات بنفس المبدأ بطريقتها الخاصة، التي في جميع الأحوال كانت رائعة ومميزة كالعادة. ما رأيناه من تصميمات للأيقونات في مؤتمر أبل الاخير، ثم ما شاهدناه في نسخ iOS7 التجريبية قد يتم تعديله لاحقا مع إطلاق النسخة الرسمية للنظام الجديد، والدليل على ذلك أن تصميمات أيقونات الإعدادات قد تم تعديلها في النسخة التجريبية  Beta5 .

ما أضافته أبل من لمسات في تصميم النظام الجديد هو ذكاء نظام التشغيل في إختيار بعض الألوان أوتوماتيكيا، فمثلا لو أنك تستخدم رمز حماية عند إغلاق الهاتف، فإن الشاشة التي تستخدمها لإدخال رمز الحماية تتلون بنفس الألوان الخاصة بصورة الخلفية Background Image of Lock Screen التي تستخدمها لجهازك. وهي بطبيعة الحال لمسات بسيطة وذكية من أبل تعكس إهتمامها بأدق التفاصيل كالمعتاد.

التنبيهات

لعل التنبيهات التي قدمتها أبل في نظام  iOS6 اضافت للنظام وقتها الكثير، وهي ميزة بالأساس قدمها نظام أندرويد منذ بداياته، وبدت وقتها خطوة متأخرة من أبل. لكن الآن أبل قدمت نظام تنبيهات أكثر تطورا عما هو موجود في نظام  iOS6 الحالي، فشاشة (أو قائمة التنبيهات إن صح التعبير) صارت تحوي ثلاث أقسام، الأول يعرض أهم المواعيد الخاصة بك خلال اليوم وقائمة بالمهام اليومية وأسعار الأسهم بطريقة أكثر وضوحا، وأهم مواعيد اليوم التالي، ويحوي القسمان الأخران التنبيهات الخاصة بالتطبيقات إعتمادا على إختيارك لكل تطبيق من حيث إمكانية ظهوره في التنبيهات من عدمه، الإنتقال بين الأقسام الثلاثة يتم بسهولة. أيضا شملت التنبيهات تحسين كبير في إزالة التنبيهات أتوماتيكيا من القائمة بمجرد فتح البرنامج عكس السابق.

لوحة التحكم

الجديد تماما في النظام الجديد هو لوحة تحكم بسيطة Control Center ببعض أدوات النظام، وعلى غرار نظام أندرويد يمكنك التحكم في تشغيل وإيقاف الشبكة اللاسلكية WiFi والبلوتوث وخاصية عدم الإزعاج ووضع الطيران والتحكم في درجة الإضاءة وتشغيل وإيقاف الموسيقى، كما تحوي إختصارات لتشغيل ضوء الفلاش (وداعا للبرامج المخصصة لذلك) وتشغيل التايمر والآلة الحاسبة والكاميرا. لوحة التحكم الجديدة يمكن الوصول إليها بسحب إصبعك من أسفل الشاشة لأعلى، ويمكنك أن تفتح لوحة التحكم في أي وقت سواء كان الهاتف في وضع الإغلاق Lock Screen أو خلال استخدامك لأي تطبيق، (ولمنع الإزعاج أو الفتح الخاطيء والمتكرر للوحة التحكم تستطيع أن تلغي الوصول إليها من شاشة الإغلاق أو خلال استخدامك للتطبيقات، وتبقي إمكانية الوصول إليها فقط من سطح المكتب Home Screen، وشخصيا وخلال تجربتنا لنظام iOS7 وجدنا أن لوحة التحكم أحيانا تفتح بالخطأ خلال استخدام برامج مثل Facebook و Flipboard، فكانت خاصية تحديد ظهورها مميزة).

شاشة الإغلاق

لم يعد سحب إصبعك في مكان محدد من الشاشة لفتح شاشة الإغلاق موجودا، بل أصبح السحب بالإصبع من اليسار إلى اليمين في أي مكان في شاشة الهاتف كفيلا بفتح شاشة الإغلاق. ليس هذا بالأمر الجديد في أنظمة الهاتف بشكل عام، لكنه بالنسبة لهواتف أبل يبدو استغناءا عن الشكل التقليدي الذي استمر لعدة سنوات. الجديد حقا ليس هذا بل هو إمكانية الوصول للوحة التحكم أو قائمة التنبيهات مباشرة. (يمكنك أن تلغي هذه الخاصية من إعدادات الهاتف لتمنح هاتفك بعض الخصوصية من المتطفلين).

الكاميرا

ليس خفيا على أحد تلك الحرب الشرسة بين الشركات فيما يخص تطبيقات التصوير عبر الهاتف، بل واصبحت التطبيقات التي تقدم فلاتر للصور وأدوات لتحرير الصور من أكثر التطبيقات تحميلا في متاجر الهواتف المختلفة سواء أبل أو أندرويد. لذا سارعت أبل بتدعيم تطبيق الكاميرا القياسي الخاص بنظام iOS7 الجديد بعدة فلاتر خاصة بالصور، والجديد في الأمر حقا ليس هو الفلاتر وحدها بل هو إمكانية استعراض الفلتر قبل إلتقاط الصورة. كذلك فقد أصبح بإمكانك إختيار نمط الصورة المربعة، وهو نمط أصبح مطلوبا بشدة لهواة إلتقاط صور لتحديث صورهم على الشبكات الإجتماعية المختلفة.

المهام المتعددة

المهام المتعددة في أنظمة أبل السابقة كانت تعرض أيقونة التطبيق فقط بأسفل الشاشة عند الضغط مرتين متتاليتين على زر Home. الآن أصبحت شاشة المهام المتعددة مختلفة بشكل جذري في نظام iOS7 الجديد، فهي تعرض صورة التطبيق بكامل عرض شاشة الهاتف ويمكنك الإنتقال من تطبيق لآخر بشكل أكثر سهولة كما يمكنك إغلاق اي تطبيق بمجرد سحب إصبعك على التطبيق لأعلى. الأمر يبدو شبيها بما قدمه أندرويد في نسخة Jelly Bean لكن تصميم أبل يبدو أكثر جاذبية كالعادة.

الصور

تطبيق عرض ملفات الصور بك في نظام iOS6 كان بدائيا جدا، الآن طريقة العرض اختلف كليا واصبحت تقدم لك طريقة ترتيب ديناميكية رائعة تبدأ بترتيب صورك بالسنة (سنة إلتقاط الصورة) ثم بالمكان (مكان إلتقاط الصورة في حال إحتواء الصور على معلومات المكان، وهكذا. أو بنظام عرض الألبومات. وإذا كنت تستخدم برنامج iPhoto على جهاز ماك Mac OSX لترتيب الصور الخاصة بك فستجد صورك مرتبة في ألبوم الصور بنفس الطريقة وبشكل بسيط يمكنك من الوصول إلى الصورة التي تبحث عنها ببساطة. كنت أتمنى أن تتوفر ميزة الوصول إلى الصور من خلال خاصية البحث في الهاتف Spotlight Search بعد أن قدمت أبل نظام ترتيب وأرشفة للصور بهذه الطريقة.

AirDrop ومشاركة الملفات

مشاركة الملفات بين هواتف آيفون وأجهزة آيباد التي تعمل بنظام iOS7 أصبحت أكثر سهولة ودون الحاجة لتطبيقات بديلة مثل Bump . فلقد قدمت أبل نظام AirDrop الذي يشارك الملفات بين أجهزة أبل وبعضها. ويمكنك إختيار ما غذا كان جهازك يمكن مشاهدته من جميع الأجهزة الأخرى أو فقط للأشخاص الموجودين لديك في دليل الهاتف الخاص بك. سرعة تبادل الملفات في النسخة التجريبية من iOS7 التي اختبرناها كانت ممتازة جدا حتى مع الصور كبيرة الحجم.

سفاري

 أبرز التحديثات في نظام iOS7 الجديد هو متصفح سفاري. فلقد تغير بشكل جذري بدءا من تحول المتصفح إلى العرض بملء الشاشة أتوماتيكيا، وكذلك إمكانية فتح أكثر من ثمانية تبويبات، وكذلك تغيير في شكل الايقونات، وسرعة أكبر في تحميل صفحات الويب. وكذلك طريقة العرض والإنتقال بين الصفحات والتبويبات Tabs المختلفة.

متجر التطبيقات

واجهة متجر التطبيقات أصبحت أكثر بساطة، وظهرت خاصية جديدة وهي عرض التطبيقات القريبة منك Near Me، وكذلك تخصيص قسم خاص بالتطبيقات الخاصة بالأطفال. أيضا شاشة التحديثات الخاصة بالتطبيقات أصبحت تحوي تفاصيل أكثر مثل حجم التحديث والتحديثات التي قمت بتنزيلها سابقا. كذلك فقد أضافت أبل قائمة الأمنيات  Wish List بحيث تستطيع إضافة بعض التطبيقات للقائمة لتتمكن من شرائها لاحقا، القائمة لا يمكن أن تضيف إليها التطبيقات المجانية.

FaceTime فيستايم والإتصال بالصوت فقط

خدمة فيستايم الشهيرة التي تتيح لك إجراء مكالمات فيديو مع أصدقاءك الذين يستخدمون أجهزة أبل تطورت الآن لتشمل إجراء مكالمات صوتية فقط. جربنا الخدمة باستخدام شبكات 3G وكانت ممتازة ونقاء الصوت وسرعته Delay Time كانت أفضل مما توقعنا. 

البريد الإلكتروني والتقويم وإدارة المهام

تطبيق البريد الإلكتروني في أنظمة iOS6 وما قبلها كان تقليديا وقديما بعض الشيء، الآن التطبيق يقدم واجهة أكثر أناقة وامكانية إجراء عمليات مختلفة على الرسالة دون فتحها. لم تقدم أبل (حتى الآن) ما قالت بعض الإشاعات من إمكانية التعامل مع رسائل البريد الإلكتروني بنفس طريقة تطبيق Mailbox الشهير من حيث إضافة الرسالة إلى القوائم المختلفة وإخفاء الرسالة من صندوق البريد لوقت محدد وغيرها من الإضافات التي أصبحت الآن قياسية في كثير من تطبيقات البريد الإلكتروني سواء للهواتف الذكية أو حتى لأجهزة الكمبيوتر كتطبيق Airmail الشهير في أجهزة ماك.

برنامج التقويم أصبح اكثر أناقة من السابق، ويمكنك الآن عرض التقويم بالسنة والشهر واليوم وعرض قائمة الدعوات التي استقبلتها من الآخرين.

برنامج إدارة المهام Reminders قدم تصميما جديدا تماما عن السابق رغم أنه لم يضف أية خواص أو مميزات أخرى.

مزايا أخرى جديدة

هناك عديد من المزايا الجديدة التي اشتمل عليها النظام وقد تبدو للوهلة الأولى غير ظاهرة إلا أن العبث بإعدادت النظام تكشف عنها، وبعض منها نذكره لكم كما يلي:

- حجب المكالمات والرسائل Block: تستطيع أن تضيف أية أرقام إلى قائمة الحجب أو القائمة السوداء، والأرقام الموجودة بقائمة الحذف لن تزعجك بالإتصال أو بالرسائل، وبمجرد أن يتصل أحد هذه الأرقام بك سيجد أن هاتفك مشغول، وفي ذات الوقت لن يظهر لك تنبيه بمحاولة إتصال هذا الرقم ولن تستقبل منه أية رسائل أو حتى إتصال من خلال فيستايم.

- التحكم في استخدام التطبيقات لشبكة 3G: تستطيع الآن أن تمنع تطبيق بعينه من استخدام باقة البيانات الخاصة بك ببساطة، وفي القائمة ستجد حجم استخدام كل تطبيق للبيانات، فمثلا تستطيع أن تمنع متجر التطبيقات من استخدام باقة البيانات الخاصة بك لمنع استهلاكها في تحديث التطبيقات واستنزاف باقتك.

- تنزيل التحديثات أتوماتيكيا: يمكنك إختيار أن يقوم النظام بتنزيل تحديثات التطبيقات أتوماتيكيا بمجرد إتصاله بشبكة لاسلكية WiFi.

- إضافة فليكر وفيميو لمشاركة الصور والفيديو، وهناك إشاعات بأن لينكدإن قادم ليتكامل مع قوائم الأصدقاء على غرار فيسبوك وتويتر.

الخلاصة

رغم أن هذا مجرد إستعراض سريع لما قدمته أبل في مؤتمرها السابق وكذلك تجارب لما هو متوفر حتى الآن من نسخ تجريبية لنظام iOS7 ، إلا أننا نستطيع أن نقول أن أبل قدمت  نظاما جديدا كليا، النظام يبدو أكثر سهولة وواجهته أكثر بساطة، خواص اللمس والسحب زادت كفاءتها بشكل غير مسبوق، التحسينات شملت الكثير من تطبيقات أبل القياسية. استخدامك للنظام سيجعلك أكثر إرتباطا بالجهاز خاصة هواتف آيفون. وفي المجمل العام فإن هذه التحديثات الثورية من أبل رغم روعتها إلا أنها جاءت متأخرة بعض الشيء.

روابط مهمة:

حمل نظام iOS7 التجريبي دون الحاجة لحساب مطورين

كيفية العودة من نظام iOS7 إلى iOS6