لسبب ما تم استدراج اسم pewdiepie وعالم الألعاب بوجه عام في حادثة مروعة وعنيفة أخرى، ولكن ترى ما هو السبب هذه المرة؟

"لا تنسوا الاشتراك في قناة pewdiepie يا رفاق"

هكذا بدأ القاتل البث المباشر الذي قام فيه بالهجوم على أحد المساجد في نيوزلندا وتسبب في مقتل عدد كبير من المصلين.

طريقة عرض والتقاط الفيديو مصممة بعناية لتحاكي تجربة العاب الفيديو وذكر اسم اليوتيوبر الشهير pewdipie هو خطوة أخرى لإقحام الألعاب الالكترونية أكثر. لا تنفك صناعة اللعاب في الخروج من أزمة إلا ووجدت نفسها داخل أخرى بسبب تحفز وسائل الإعلام تجاه نوع اللعاب الذي يحاكي العنف.

متجاهلين تماماً أن جريمة مثل تلك لا تحتاج إلى خبير ليسيتنتج أنها جريمة كراهية عنصرية وعرقية موجهة نحو فئة معينة ولإيصال رسالة معينة. ما يسمح لمجرم مثل هذا في تنفيذ الجريمة هو فكرة الحصول على السلاح وليس لعب العاب الفيديو العنيفة.

لعبة مورتال كومبات متواجدة منذ عام 1992 ولم نرى أحدًا يخوض قتالاً يقطع فيه أوصال خصمه لأنه يريد أن يقلد اللعبة. الأمر يتعلق بالأسلحة وكيفية الحصول عليها.

ولكن يبقى السؤال، لماذا ذكر القاتل اسم pewdipie وصور الفيديو بهذه الطريقة؟

يرى البعض وأنا منهم ان الحادثة بالكامل مصممة لاستغلال طبيعة منصات التواصل الاجتماعي والإعلام بوجه عام. تم بث الفيديو لأول مرة بشكل مباشر على كل من facebook و twitter بدون أي رقابة من الموقعين على ذلك. حيث لم تتخذ إدارة كل منهما موقفاً إلا بعد تحميله بالفعل وإعادة نشره مرراً وتكراراً على كل منصة ممكنة.

وذكر القاتل لاسم pewdiepie كان لابد وحتماً أن يدفع الأخير للخروج إلى متابعيه عبر twitter ليبرأ من هذا الفعل، ليقوم بشكل غير مقصود بتنبيه عدد أكبر من الناس (متابعي pewdiepie على Youtube أكثر من 89 مليون شخص) ولو أن العديد منهم لم يسمع بالحادثة من أي وسيلة سابقة فها هو الآن يعلم بوجود حادث إطلاق جماعي وسيقوم بدافع الفضول بالبحث عنه.

هذه غريزة بشرية طبيعية ومن وراء الجريمة يعلم ذلك أيضاً.

من الطبيعي أن وسائل الإعلام لا تتناول نوعية الأخبار هذه بنفس أسلوب مواقع التواصل الاجتماعي. فلا تستطيع قناة تلفزيونية عرض هكذا محتوى.

ولكن ماذا لو تم ربط الفيديو بالالعاب الالكترونية؟؟

نحن الآن أمام وضع مختلف تماماً، تستطيع عندها القنوات التلفزيونية مناقشة الأمر مع الاشارة من حين لآخر للحادثة مما يبقي الأمر على الساحة لوقت أطول ويتم عرضه لشريحة أكبر من الناس الغير مهتمين او ملمين بطريقة الوصول إلى هكذا أخبار.

بالطبع هذا لا يعني أن الحادثة تمت لتوريط عالم الالعاب الالكترونيةبشكل أساسي. الأمر ليس بهذه البساطة، ولكن يبدو ان الاشخاص الذين قاموا بالفعل يعلمون الطريقة الأمثل للبقاء أطول وقت ممكن تحت دائرة الضوء عبر كافة المنصات الاعلامية الممكنة.

حتى نحن هنا بكتابة هذا المقال نشارك في هذه الظاهرة، فلو كنت بشكل ما تعيش تحت صخرةولم تسمع حتى الان عن الحادث فقد علمت بشكل غير مباشر.

يبقى التساؤل، متى تنتهي هذه الهجمات على الألعاب الالكترونية؟ وهل كلما وقف فريق إعداد لأحد البرامج الحوارية أو الاخبارية عاجزاً عن انتاج محتوى ما،توجه بأقصى بسرعة إلى الفريسة الأسهل (الألعاب) ؟

*صورة المقال هي كاريكاتير للفنان أنديل تم نشرها عبر منصة Mada على الفيسبوك