كشفت هواوي منذ أيام عن إطلاق النسخة النهائية من  نظامها الخاص بالأجهزة الذكية HarmonyOS لتزيح الستار عن ثمرة عملها طيلة الست سنوات الماضية. الشركة الصينية لم تكتفي بمجرد إطلاق النسخة الرسمية الأولى بل أعلنت عن قائمة الأجهزة التي سيصلها النظام الجديد عبر التحديثات الهوائية.

هذه الخطوة التي تسعى من ورائها هواوي للاستقلال عن جوجل متخلصة من أزمة الحظر الأمريكي أثارت الكثير من التساؤلات حول النظام الجديد خاصة حول علاقته بنظام الأندرويد. أراء كثيرة ذهبت لفكرة أن HarmonyOS مجرد واجهة لإحدى إصدارات الأندرويد، بينما يرى آخرون أن النظام مستقل تماماً وخاص بالشركة الصينية، فما هي حقيقية HarmonyOS؟ وهل هو مجرد واجهة أم نظاماً مستقلاً؟

ماذا قالت هواوي؟

بعد قرار الحظر الأمريكي بأربعة أشهر تقريباً خرجت هواوي لتعلن أن لديها نظام تشغيل خاص بها قيد التطوير منذ 3 سنوات وأنها تخطط لإطلاقه قريباً ليكون نظام تشغيل شامل. وعدت هواوي حينها بأن يتواجد HarmonyOS على كل من الهواتف الذكية والساعات الذكية وأجهزة التلفاز الذكي والأجهزة المنزلية الذكية والأجهزة اللوحية والسيارات.

الحقيقة وراء نظام تشغيل هواوي الجديد HarmonyOS!

حديث هواوي لم يتضمن أي إشارة لنظام الأندرويد لتكون الصورة التي وصلت لملايين المتابعين أنها ستقدم نظاماً مستقلاً بها لا يعتمد على أي شيء آخر.

منذ 9 أشهر تقريباً أعلنت هواوي عن بعض التحديثات لنظامها مطلقة النسخة التجريبية الأولى مطلع العام الجاري والتي كانت حكراً على المطورين المعتمدين لدى الشركة. المطورون الآخرون الراغبون في الحصول على هذه النسخة وبحسب تقرير لـ arstechnica كانوا يحتاجون إلى تقديم طلب مرفق معه مستندات رسمية مثل بطاقة الهوية والبطاقات البنكية.

منذ أيام كشفت هواوي وكما ذكرنا عن النسخة النهائية من النظام والهواتف والأجهزة الذكية التي سيتوافر لها كما أتاحت أدوات تطوير تطبيقات النظام للعامة بعد أن كانت حصرية للمطورين المعتمدين أو للمتقدمين بطلب لاستخدمها.

الحقيقة وراء نظام HarmonyOS

بعدما ذكرنا ما قالته هواوي دعونا نرد على السؤال الأهم، هل Harmony OS مجرد واجهة مستخدم مبنية على نظام الأندرويد؟

الإجابة نعم و لا في نفس الوقت، ودعوني أوضح لكم الأمر بصورة بسيطة. الإجابة نعم لأن النسخة المتاحة حالياً من النظام هي نفسها نسخة Android 10 فهي تدعم نفس الميزات التي يوفرها هذا التحديث، وتدعم كافة التطبيقات التي يدعمها نظام الأندرويد ولا تدعم التطبيقات المتاحة فقط لتحديث Android 11. أدوات تطوير HarmonyOS متشابهة كثيراً مع أدوات تطوير نظام الأندرويد بل أن أي تطبيق يتم تطويره من أجل أي من المنصتين يمكن استخدامه على الأخرى.

[caption id="attachment_352940" align="aligncenter" width="1480"]HarmonyOS منصة Huawei DevEco Studio الذي يتطابق تقريباً مع Android Studio[/caption]

أما بخصوص الإجابة بلا فالأمر يرجع إلى أصل نظام الاندرويد. برغم أن النظام دائماً ما يتعلق اسمه باسم جوجل إلا أن الشركة الأمريكية تطرح النسخة مفتوحة المصدر من كل تحديث من النظام بصورة سنوية. هذه النسخة يمكن استخدامها بكل حرية في إنشاء أنظمة تشغيل أخرى أو بالادق نسخة متشعبة من نظام الأندرويد.

يوجد بالفعل قائمة طويلة من أنظمة التشغيل التي اعتمدت على النسخة مفتوحة المصدر من أندرويد وأشهرها TizenOS التي تطوره سامسونج والذي كان متاحا في وقت ما للهواتف الذكية ومتاح حالياً فقط على الساعات الذكية وأجهزة التلفاز والمنزل الذكي ونظام FireOS التي طورته أمازون ليكون منافس نسخة جوجل من الأندرويد ولكن أنتهى به الأمر على أجهزة الشركة اللوحية وأجهزة التلفاز الذكي ونظام LineageOS الذي كان يعرف في الماضي باسم Cyanogenmod قبل أن يتحول إلى نظام مفتوح المصدر متاح على الإنترنت.

الحقيقة وراء نظام تشغيل هواوي الجديد HarmonyOS!

ما فعلته هواوي هو أنها استخدمت النسخة مفتوحة المصدر من أندرويد 10 ثم قامت بإنشاء نسخة متشعبة من النظام تحت اسم HarmonyOS مع إجراء بعض التغييرات كتغيير الواجهة، واستبدال خدمات جوجل بخدمات هواوي HMS التوافقية مع الأجهزة المختلفة التي تعمل بنظام HarmonyOS، وإضافة لوحة تحكم مركزية يمكنها التحكم في كافة الأجهزة التي تعمل بالنظام بل ومزامنة أي بيانات معها بصورة تلقائية وفورية.

اعتماد هواوي على إصدار نسختها المتشعبة من نظام الأندرويد أمر منطقي فالشركة لا تمتلك الموارد لإطلاق نظام جديد من الصفر. وشركات عدة اتبعت نفس الخطوات منذ سنوات طويلة ولكن ما يعاب على هواوي هو ترويجها لنظامها الجديد بأنه نظام جديد وليس نسخة متشعبة من نظام الأندرويد.