لا أدري إن كُنتم تذكرون ذلك التصريح أم لا، ولكن عندما أعلنت Apple عن انتقالها من بروسيسور Intel في يونيو من عام 2020 إلى معالجاتها الخاصّة، قدمت حينها مجموعة من الوعود التي لم يتم الوفاء بها كما كانت الشركة تزعُم. ولعل أحد تلك التصريحات التي كانت جريئة للغاية هو حينما قالت الشركة أن عملية الانتقال الى معالجات ابل سيليكون ستكتمل "في غضون عامين تقريبًا"، أي أننا قد تجاوزنا هذه المُدّة منذ أربعة شهور أو ثمانية أشهر تقريباً، اعتمادًا على وقت البدء بالعد.

في تلك الأثناء تعهّدت الشركة أيضاً "بمواصلة دعم إصدارات جديدة من macOS لأجهزة Mac التي تعمل بمعالجات Intel وإصدارها لسنوات قادمة"، وهو ما تم بالفعل إنجازه فعلاً. كما قالت Apple أيضًا أن "لديها أجهزة Mac جديدة ومثيرة قيد التطوير قائمة على معالجات Intel". 

شريحة apple M1

وفي حين أننا حصلنا بالفعل على جهاز iMac جديد مقاس 27 بوصة مزود بشرائح Intel من الجيل العاشر في وقت لاحق من ذلك الصيف (2020)، إلا أننا لم نشهد أي أجهزة Intel Mac جديد منذ ذلك الحين تقريباً من هذه الفئة، منذ طرح أول أجهزة M1 Mac. ومع بقاء جهاز Mac واحد قائم على معمارية Intel في تشكيلة Apple، بدا وأن الأمر مجرد مسألة وقت حتى يتم التحوّل لأجهزة Mac Pro القائمة بالكامل على شرائح  Apple Silicon.

في الواقع، منذ حوالي عام مضى، أثار جون تيرنوس فكرة عن وجود مثل هذه الآلة، قائلاً إنه "يوجد منتج واحد آخر فقط" في عملية الانتقال، "ولكن هذا ليوم آخر". ولكن مع مرور المزيد والمزيد من الوقت، ربما سيكون الجميع أكثر سعادة إذا لم يأت ذلك اليوم بعد. , وفي هذا المقال سنجيب عن سؤال هل يجب على Apple Mac أن يعود لبروسسور Intel؟

مشكلة الانتقال من بروسيسور Intel الى Apple silicon  في Mac؟

حسناً، طبقاً لأحدث الشائعات حول Mac Pro -والتي هي في الواقع أقل إثارة للفضول- فإن البنية الفريدة لشريحة M2 ستجبر Apple على إعادة التفكير في العديد من خصائص Mac Pro الفريدة، بما في ذلك قدرة المستخدم على زيادة وترقية ذاكرة الوصول العشوائي (RAM) والحل الرسومي الموجود في المنصة. وفي المُقابل، فمن غير المرجح أن تظهر شريحة M2 Extreme التي يُشاع عنها والتي تحتوي على 48 نواة لوحدة المعالجة المركزية و 152 نواة رسومية قريباً -أو حتى على الإطلاق!.

الانتقال من بروسيسور Intel الى Apple silicon  في Mac

وفي المُقابل، فمن المُرجّح أن Apple ستستخدم بدلاً من ذلك مع وحدة المعالجة المركزية M2 Ultra التي تم رفع تردد تشغيلها قليلاً، والتي تأتي مع 24 نواة، ووحدة معالجة رسومية ذات 76 نواة. بالطبع هذه المواصفات سريعة جدًا، ولكن بالمقارنة مع جهاز M1 Ultra Mac Studio الحالي، فإنه فارق الأداء لا يستحق أبداً السعر المبدئي البالغ 17000 دولار لأحدث أجهزة  Intel Mac Pro مع معالج Intel Xeon W ذو 28 نواة.

فعندما تم إطلاق Mac Pro في عام 2019، كان أقرب منافس له هو Intel Xeon W ذو 18 نواة في iMac Pro، والذي كان ضعيفًا في المقارنات المعيارية (حيث سجّل نتيجة 13453 نقطة مقابل 26604 نقطة في اختبارات Geekbench الخاصة بتعدد الأنوية). وقد كانت تكلفة Mac Pro وقتها حوالي 10000 دولار أكثر من iMac Pro، غير أن هذه الفجوة الكبيرة في الأسعار كانت تعكس فعليّاً مقدار السرعة التي كنت تحصل عليها في المُقابل.

ولكن استنادًا إلى أحدث التقارير، لن يكون هذا هو الحال مع جهاز Mac Pro الجديد. ففي حين أنه من الواضح أنه سيكون أسرع من أحدث أجهزة Mac Pro الحالية و Mac Studio المتطورة - خاصة إذا لم تقم Apple بتحديث Mac Studio إلى شريحة M2 - فإن الفجوة في الأداء هذه المرّة لن تكون كبيرة بنفس المقدار كتلك التي كانت أمام جهاز Mac Pro السابق. حيث أن نتائج Geekbench لأعلى شريحة من فئة M1 Ultra تقف عند حوالي 24000 نقطة، لذلك يُمكننا أن نفترض أن شريحة M2 Ultra ستُسجّل نتيجة في حدود 30000 نقطة أو نحو ذلك، في حال كان فارق الأداء هو 20 إلى 25 بالمائة مقابل الجيل الماضي M1 Ultra.

مقارنة بين معالجات apple silicon و معالجات intel

بالطبع هذه النتيجة للشريحة الجديدة -الغير مؤكّد ظهورها مع الأجهزة الجديدة كما أشرنا- هي أعلى من نتائج معالج Intel Xeon W الحالي ذو الـ 28 نواة (الذي يُسجّل نتيجة 26604، بل يصل إلى 28 ألف نقطة حتى) ولكن كما نرى، فالفارق هُنا ليس كبيراً كما في السابق. ومع هذه القوة الهائلة حتى في أدنى حد من شرائح Mac الخاصة بها، وضعت Apple نفسها في زاوية ضيقة مع أجهزة Mac Pro. فبالطبع، ربما تستطيع Apple خفض السعر بشكل كبير باستخدام شرائح Apple silicon في أجهزتها بشكل مُتكامل، ولكن هذا ليس بنفس أهمية الأداء لجمهورها المستهدف.

ففي العادة يتوقّع المشترون لهذه الأجهزة أن تكون أجهزة Mac Pro "نظامًا تم إنشاؤه للسماح لمجموعة كبيرة من المحترفين بدفع حدود ما هو ممكن"، ولكن مع تحسينات ضئيلة في الأداء والقدرة الضئيلة على التوسع في العتاد، لن يحصل المشترون على نفس القوّة المهولة التي اعتادوا عليها.

أقرأ أكثر: ما عيوب معالج M1؟ اعرفها قبل شراء جهاز ماك مدعم به

 

أجهزة Apple M1 MacBook ضد Intel CPUs من الأفضل؟

حسناً، لكي نوضّح الفكرة بشكل أكثر وضوحاً، سنقوم بمقارنة جهازي Apple MacBook يعملان بنوعيّ المعالجات المذكورة. فعند المقارنة بين الأجهزة المحمولة التي تأتي بشريحة M1 وشرائح Intel على أرض الواقع، فإنك في العادة ستُلاحظ أن الفوارق بينها ليست تلك التي قد تتخيّلها، ولكنها لاتزال موجودة. ولذا فقد قمنا بالمقارنة الواقعيّة لإثنين من الأجهزة المتطابقة تقريباً، ولكن كُل منهما يأتي مع إعداد مُختلف عن الآخر. وكما أشرنا، فقد تجعلك نظرة خاطفة تعتقد أنك تنظر إلى جهازي كمبيوتر محمول متطابقين، ولكن الفحص الدقيق يروي لنا قصة مختلفة.

مقارنة بين أجهزة Apple M1 MacBook و Intel CPUs

فبعد إدخال شريحة M1 إلى السوق، أصبحت أجهزة MacBook Pro المحمولة من Apple تأتي الآن في نوعين مختلفين: تلك التي تعمل بشريحة M1 من Apple وتلك التي تعمل على معالجات Intel. وبالتأكيد فالمنافسة عالية بين هاتين الفئتين، وهذا أحد أسباب تصميم Apple لشريحة M1.

يمكننا القول أن جهاز MacBook Pro مقاس 13 بوصة والمدعوم من M1 يخلف جهاز Intel MacBook Pro الأوّلي من Apple، وهو متطابق تقريبًا في جميع العتاد باستثناء الأجزاء الداخلية. حيث يشترك كل من ‌MacBook Pro M1‌ و Intel MacBook Pro الذي لا تزال Apple تبيعه في نفس التصميم الموحد ولوحة المفاتيح Magic Keyboard وشريط Touch Bar مع ‌Touch ID‌.

الاختلافات في شاشة العرض

يحتوي كل من طرازي MacBook Pro M1 و Intel على نفس شاشة Retina مقاس 13.3 بوصة بدقة 2560 × 1600، ونفس كاميرا FaceTime HD بدقة 720 بكسل، والهيكل بنفس الحجم، ومكبرات الصوت التي تدعم Dolby Atmos. كما أنها تأتي مع Touch Bar و Touch ID و Magic Keyboard ولوحة التحكم Force Touch.

الاختلافات في شاشة العرض

مقارنة وحدة المعالجة المركزية [البروسيسور]

معالج M1 من Apple فعّال للغاية ومخيف من حيث القوّة. فهو عبارة عن وحدة معالجة مركزية ذات 8 أنوية، بأربع أنوية أداء وأربع أنوية كفاءة، وتأتي مع وحدة معالجة رسوميّة ذات ثمانية أنوية. وبالإضافة إلى ذلك، يعمل المحرك العصبي ذو الـ 16 نواة على تحسين خوارزميات تعلم الآلة المحددة. ومن ناحية أخرى، يستمر طرازا MacBook Pro المتطوران مقاس 13 بوصة في استخدام رقائق Intel Core من الجيل العاشر. حيث يستخدم كلا التكوينين القياسيين معالجًا رباعي الأنوية بسرعة 2.0 جيجاهرتز، والذي يمكن تعديله لمعالج Core i7 رباعي النواة بسرعة 2.3 جيجاهرتز. وتتميز طرازات Intel برسومات Intel Iris Plus.

بالمقارنة، يتم فصل هذه المكونات في أجهزة Intel MacBook Pro المتطورة على لوحة منطقية، مما يمنح شريحة M1 العديد من مزايا الأداء. فعند القيام بمهام بسيطة مثل تصفح الويب أو قراءة البريد الإلكتروني، يستخدم MacBook Pro أنوية عالية الكفاءة للحفاظ على عمر البطارية؛ ولكن في حالة الحاجة لمزيد من المهام كثيفة النظام مثل تحرير الصور والفيديو، يتم استخدام الأنوية عالية الأداء. وبالمقارنة مع النوى عالية الأداء، تستخدم الأنوية عالية الكفاءة عُشر الطاقة مع استمرار تقديم الأداء الذي يحتاجه مستخدمو Mac للمهام اليومية.

الفرق في كاميرا الويب

تحتوي أجهزة M1 MacBook Pro أيضًا على كاميرا ويب أفضل من إصدار Intel. على الرغم من أن كلا الجهازين المحمولين بهما كاميرا بدقة 720 بكسل، فإن حواسيب شركة آبل M1 بها أيضًا معالج إشارة الصور الخاص بالشركة. تتميز كاميرا الويب الخاصة بجهاز M1 MacBook Pro بإضاءة أفضل وألوان أكثر جرأة وتحبب أقل من تلك الموجودة في الكاميرا الخاصة بأجهزة Intel MacBook Pro.

مقارنة الذاكرة والتخزين

إذا كنت بحاجة إلى أكبر مساحة تخزين وذاكرة يمكنك الحصول عليها في كمبيوتر محمول من صُنع Apple، فإن أفضل رهان لك هو  أجهزة Intel MacBook Pro. ففي حين أن جهاز M1 MacBook Pro يتمتع بذاكرة ومساحة تخزين محدودة لأنه لا يمكن تهيئته إلا بذاكرة تصل إلى 16 جيجابايت (RAM) وما يصل إلى 2 تيرابايت من مساحة التخزين. في المُقابل، يُمكن ترقية طرازات Intel إلى 32 جيجابايت من ذاكرة الوصول العشوائي بسعة تخزين تصل إلى 4 تيرابايت. بالطبع لا يحتاج معظم الأشخاص إلى هذه الترقيات، لكنها مُهمّة لمصوري الفيديو والمصورين المحترفين الذين يعملون مع ملفات ضخمة ويقومون بتشغيل العديد من التطبيقات التي تحتاج للذاكرة في وقتٍ واحد.

الاختلاف في عمر البطارية

عمر البطارية هو الصفقة الحقيقية عند شراء كمبيوتر محمول M1 Pro من Apple. حيث يُضاعف جهاز MacBook Pro مقاس 13 بوصة الذي يأتي مع معالج Apple M1 عمر البطارية المذكور لجهاز MacBook Pro 13 مع أجهزة Intel. فالأول يأتي مع عمر بطارية يصل إلى 20 ساعة، بينما يَعِد الطراز الأخير ما يصل إلى 10 ساعات من العمل. ويُمثل كلا الرقمين أفضل سيناريو لهذه الأجهزة، لذلك يمكنك توقع عمر بطارية أقل قليلاً في الاستخدام الواقعي. ومع ذلك، فإن شريحة Apple M1 أكثر كفاءة بكثير، ولعل السبب يرجع لوجود أنوية طاقة. حجم البطارية في كل طراز متطابق تقريبًا، وتأتي مكاسب التحمل من سحب الطاقة الأقل كما أشرنا، وليس من سعة البطارية الأكبر.

فروق الأداء

تقول Apple إن وحدة المعالجة المركزية للرقاقة ‌M1‌ أسرع بما يصل إلى 2.8 مرة من شريحة Intel في جهاز MacBook Pro الأوّلي الذي يحل محله. وتصل سرعة وحدة معالجة الرسوميّة إلى 5 مرّات أسرع من الحل الرسومي المُدمج في معالج Intel في الطراز السابق. ولكن لم تقدم Apple أي مقارنات للأداء مع طرازات Intel MacBook Pro المتطورة الحالية.

فروق الأداء بين Apple M1 MacBoo و Intel CPUs

 

ومع ذلك، فإن معايير Geekbench الأخيرة تُشير إلى ما يلي: تأتي شريحة M1‌ بتردد 3.2 جيجا هرتز وتحصل على درجات أحادية النواة تتجاوز 1700، ونتيجة مُتعددة النواة حوالي 7500، مما يجعلها أسرع حتى من طرازات MacBook Pro الأعلى مقاس 16 بوصة لعام 2019، التي تأتي مع شرائح Intel Core i7 أو i9 من الجيل العاشر.

 

لنفترض أن شريحة M1 في MacBook Pro الأوّليّة (أي الأقل في فئتها) تُقدم أداء أحادي النواة أفضل من أي جهاز Mac آخر متاح وتتفوق في الأداء على طرازات MacBook Pro القائمة على Intel والتي تباع جنبًا إلى جنب. ومع ذلك، فهي قد لا تتجاوزهم جميعًا في أداء وحدة المعالجة الرسوميّة. بل وحتى عند محاكاة x86 تحت Rosetta 2، لا يزال M1‌ MacBook Pro أسرع من جميع أجهزة Mac التي تم إصدارها سابقًا.

منافذ التوسعة Ports

نقطة أخرى جديرة بالملاحظة هي إضافة منافذ Thunderbolt 3 USB-C مع أجهزة ‌M1‌ MacBook Pro، والتي تُلبي أيضًا مواصفات USB4. يعتبر USB4 أقل تقدمًا تقنيًا مقارنة بمنافذ Thunderbolt 3 الحالية. حيث أن الغرض الأساسي منها هو محاولة توحيد مجموعة التعاريف المربكة المتعلقة بالنُسخ المُختلفة لمنفذ USB3 والمتغيرات الخاصّة بها. كما أنها تُمثّل انتقال إنتل من نظام الترخيص المدفوع لبروتوكول Thunderbolt الخاص بها إلى معيار صناعي مرخص بشكل علني. وهذا هو السبب في أن Apple تمكنت من تطوير وحدة تحكم Thunderbolt 3 المخصصة الخاصة بها من أجل M1‌.

وكما هو الحال مع Thunderbolt 3، يمكن لـ USB4 تخصيص مستويات مختلفة من النطاق الترددي للفيديو ونقل البيانات (حتى 40 جيجابت/ثانية) عند الحاجة في وقت واحد. وعلى الرغم من تغيير الاسم، لا يوجد فرق عملي كبير بالنسبة للمستخدم النهائي بينهما.

تشابه التصميم

بصرف النظر عن الاختلاف في المنافذ، فإن طرازات Apple MacBook Pro M1 و Intel تبدو متطابقة من ناحية الشكل والتصميم. حيث أنها تأتي بنفس الحجم والسماكة وتقدم نفس خيارات الألوان: الفضي أو الرمادي الفلكي ، على الرغم من أن طراز Apple M1 أخف. كما أنها تشترك في نفس التصميم الموحّد الذي يشبه الألواح ولوحة المفاتيح Magic Keyboard وشريط Touch Bar مع Touch ID‌.

مقارنة الميكروفون والسمّاعات الخارجيّة

تشتمل أجهزة MacBook Pro M1‌ و Intel مقاس 13 بوصة على نفس مكبرات الصوت الاستريو مع نطاق ديناميكي عالٍ وصوت استريو عريض ودعم تشغيل Dolby Atmos. ومع ذلك، يحتوي طراز Intel على مصفوفة ثلاثيّة الميكروفونات (three-mic) مع تشكيل شعاع اتجاهي. وتصف Apple مصفوفة الميكروفونات في طراز M1 بأنها توفّر "جودة استوديو" مع نسبة إشارة إلى ضوضاء عالية، والتي يمكن أن تقلب التوازن بالنسبة لك إذا أجريت الكثير من مكالمات الفيديو.

توافق البرامج

فيما يتعلق بتوافق البرامج، أوضحت Apple أن برنامج المحاكاة الافتراضية لنظام macOS سيكون الطريقة الوحيدة لتشغيل برامج Windows والكمبيوتر الشخصي على جهاز مدعوم من Apple Silicon‌. بالطبع سيتم تشغيل التطبيقات المصممة لـ ‌iPhone‌ و iPad‌ على شرائح Apple Silicon‌ في الأصل، مما يعني أنك ستتمكن من استخدام العديد من تطبيقات iOS المفضلة لديك على أجهزة ‌M1‌ MacBook Pro. ولكن سيعتمد هذا على كيفية عمل مطوري الطرف الثالث على توفير عناصر تحكم إدخال Mac مثل لوحة المفاتيح والماوس في تطبيقات iOS الخاصة بهم.

ومع ذلك، فإن الافتراض هو أن معظم تطبيقات Catalyst المستقبلية سوف تستوعب كلاً من الإدخالات اللمسيّة وتلك الخاصة بالـMac. وعلى العكس من ذلك، تعمل أجهزة Intel MacBook Pro فقط على تشغيل كود x86-64 لبنية Intel. لا يمكن قول الشيء نفسه عن ‌M1‌ MacBook Pro، الذي يمكنه تشغيل كُلّاً من برامج iOS و x86-64 بفضل طبقة الترجمة Rosetta 2 من Apple. بل إنه في بعض الحالات، ستعمل التطبيقات التي تم إنشاؤها باستخدام x86-64 بشكل أسرع في Rosetta 2 مقارنة بأجهزة Intel Mac.

من الجدير بالذكر أن Apple تعتبر Rosetta 2 حلاً مؤقتًا للمطورين -الذين في الوقت نفسه- يعيدون تصميم برامجهم الحالية القائمة على Intel لتعمل على أجهزة Mac المستندة إلى ARM، مما يعني أنهم سيحتاجون في النهاية إلى إنشاء تطبيقات أصلية لأجهزة "Apple Silicon".

خُلاصة المُقارنة

حسناً، إلى هُنا يُمكننا القول أننا أنهينا هذه المُقارنة البسيطة بين فئتي الأجهزة. بالطبع هذه المُقارنة لا تعكس أفضل العتاد المتوافر في كلتا الفئتين، ولكنها على الأقل تعكس مستويات الفروق بينها بشكل عام. فالأداء السريع لجهاز M1 MacBook Pro وعمر البطارية الطويل وحده يجعله الخيار الأفضل لمعظم الناس. ولكن في مُقابل ذلك، فإذا كنت بحاجة إلى أكبر مساحة تخزين فائقة السرعة والمنافذ والذاكرة التي يمكنك الحصول عليها في كمبيوتر محمول من Apple، -مع توفير بعض المال- فإن أفضل رهان لك هو أجهزة Intel MacBook Pro.

وبالرغم من أن التوافق مع التطبيقات يُعتبر أيضًا سبباً رئيسيًا لاختيار أجهزة Intel MacBook Pro، إلا أن بعض التطبيقات قد تُجبرك كمُستخدم على التوجّه لأجهزة Intel!

العودة  إلى معالجات إنتل "المارد الأزق" (مرة أخرى)!

وفي الحقيقة، فحتّى لو أدى ذلك (الإنتقال لشريحة M1، أو M2) إلى زيادة السرعة بشكل كبير، فقد يُحجم مشترو Mac Pro عن التحول إلى شرائح Apple silicon على أي حال. فالمستخدم لأجهزة Mac Pro في العادة يعلم أنه في الأساس هو جهاز يشتريه الناس لتلبية احتياجات محددة للغاية، هذه الاحتياجات قد تكون مرتبطة بالأجهزة الطرفية، والتطبيقات التي لا تعمل بشكل جيد (أو على الإطلاق) على أجهزة Apple ذات شرائح Mac.

فبالنسبة لهؤلاء الأشخاص - وأعتقد أنهم هم الغالبيّة العُظمى من المُستخدمين لهذه الأجهزة- فربما يكون طراز Intel الذي تمت ترقيته أفضل من طراز M2 Ultra-based أصلاً!، خاصة إذا كانت Apple ستستخدم أحد أحدث شرائح Intel Xeon W-3400 أو Xeon W-2400 من إنتل. ففي الأسبوع الماضي على سبيل المثال، كشفت إنتل النقاب عن أحدث رقائقها من فئة محطات العمل مع ما يصل إلى 56 نواة و 112 خيط معالجة. وهذه بالطبع مواصفات ممتازة، من المؤكد أنها ستتساوى أو تتفوق حتى على شريحة M2 Ultra المشاع عنها.

عودة ابل إلى معالجات إنتل

من الناحية العملية، فمن المُرجّح أن تستخدم Apple رقائق W-2400 التي تأتي مع 24 نواة بسبب متوسّط درجات الحرارة الخاصّة بها. (حيث تتمتع أعلى وحدة معالجة مركزية من Intel في أجهزة Mac Pro بقدرة تصميم حراري تبلغ 205 واط. وحيث أن سلسلة W-2400 تتراوح من 120 واط إلى 225 واط، فهي الأقرب لفلسفة Apple. بينما في المُقابل، تعمل المعالجات الأعلى W-3400 بتصميم حراري يتراوح بين 270 واط إلى 350 واط.),

وحيث أن Apple تعطي الأولوية لكفاءة الطاقة مع شرائح سلسلة M-series، لذلك من غير المحتمل استخدام شريحة بمثل هذا السحب العالي للطاقة. ولكن حتى الشريحة ذات الحد الأدنى ستظل ترقية ممتازة مقارنة بجهاز Mac Pro الحالي، وستظل في نفس الوقت توفّر للمستخدمين إمكانية التوسعة وترقيات ما بعد الشراء التي يحتاجون إليها. لا أعتقد أن أي مشترين محتملين سيكونون غاضبين من جهاز Intel الجديد الذي يحافظ على مهمة Mac Pro ومع ذلك لا يزال يقدم زيادة هائلة في السرعة مقابل طراز 2019 الذي لا تزال Apple تبيعه.


أقرأ أكثر: 
رقاقة 4nm Mac M2 وصلت في النصف الثاني لعام 2022 تليها M2 Pro في 2023

"إنتل هي الأفضل إذاً في الوقت الحالي!"

حسناً، بالنظر لكل ما أشرنا له في هذه المقالة حتى هذه اللحظة، يمكننا القول أنه -على الأقل- في الوقت الحالي، فإن Intel ستتيح للمستخدمين ترقية إعدادهم الحالي بسهولة، والاحتفاظ بإمكانية الترقية التي يتوقون إليها. وهذا سيُساعد في شراء Apple مزيدًا من الوقت لصنع نموذج جديد من شريحة Apple مُناسب لنفس الوظائف التي توفرها شرائح إنتل من حيث العوامل التي أشرنا إليها. وإذا كان أي من هؤلاء المشترين يريد حقًا جهاز بشرائح Apple، فيمكنه دائمًا شراء جهاز MacBook Pro ليتماشى معه. نرجو أن نكون أجبناك عزيزي القارئ بشكل وافي عن سؤال هل يجب على Apple Mac أن يعود لبروسسور Intel؟ ننتظر آرائكم في التعليقات.