بين المجانية والربحية - رحلة OpenAI نحو المستقبل
تأسست شركة OpenAI عام 2015 كشركة غير ربحية، تهدف إلى تطوير نظام ذكاء اصطناعي آمن ومفيد للبشرية. وتحقيقًا لذلك الهدف؛ أطلقت الشركة ChatGPT في نهاية عام 2022، والذي يعتمد على نموذج GPT-3.5.
وقد أحدث إطلاق ChatGPT نجاحًا ثوريًا؛ إذ إنه حاكى أسلوب المحادثة البشرية وامتلك قدرات فائقة على كتابة القصص، وترجمة اللغات، والعديد من المهام الأخرى كرسائل البريد الإلكتروني والدروس التعليمية، وكتابة الكود البرمجي؛ ما جعله يملك مستقبلًا واعدًا يكون فيه أداة هامة تساعدنا في مختلف جوانب حياتنا.
تأسست شركة OpenAI على يد مجموعة من رواد الأعمال، أبرزهم إيلون ماسك وسام ألتمان وآخرون. وفي عام 2018؛ أرسل ماسك بريدًا إلكترونيًا يُطالب فيه بضم شركة OpenAI إلى شركته تسلا، ما قوبل بوابل من الرفض من أعضاء مجلس الإدارة. ولاحقًا في نفس العام، قرر ماسك مغادرة OpenAI بعد رفض الشركة العرض المُقدم من شركته تسلا.
أتى ذلك مع وعد بعدم إيقاف التبرعات للشركة، ولكن لم يفي ماسك بهذا الوعد، ما عرض الشركة لاحقًا لتعثرات مالية. وفي عام 2019، في خطوةٍ تاريخيةٍ تُعزز من ثورة الذكاء الاصطناعي؛ أعلنت شركة مايكروسوفت عن استثمارها مليار دولار في شركة OpenAI الناشئة.
وبعد النجاح الثوري لـ ChatGPT القائم على نموذج GPT-3.5؛ أعلنت OpenAI عن نموذجها الأكثر قوة وكفاءة GPT-4 في مارس 2023 كنموذج مدفوع. ما أثار حفيظة المؤسس السابق للشركة إيلون ماسك، ودفعه إلى رفع عدد من الدعاوى قضائية؛ بتهمة خرق اتفاقية تأسيس الشركة والانحراف عن مهمتها الأساسية في إفادة البشرية كشركة غير ربحية.
وبعد شهر من آخر دعوى قضائية رفعها ماسك ضد OpenAI، أعلنت الأخيرة عن خطوة جديدة من شأنها تعزيز رسالتها في خدمة البشرية؛ وهي توفير نموذج GPT-3.5 بدون تسجيل؛ إذ تسعى الشركة عبر هذه الخطوة إلى التأكيد على أن هدفها هو خدمة البشرية.
في هذا المقال؛ نغوص في تحليلٍ شاملٍ لتأثير تغير سياسات OpenAI على مختلف الأطراف المعنية. ومن خلال استكشاف وتقييم قرارات الشركة الناشئة على المستويات المختلفة؛ نسعى إلى تقديم فهمٍ أعمق للآثار المترتبة على هذه التحولات.
إيلون ماسك - الملياردير الغاضب
يُعد الملياردير إيلون ماسك أحد مؤسسي OpenAI ، فكيف انتهى الأمر به لمقاضاتها؟ في عام 2017 طالب ماسك بحصة الأغلبية في أسهم الشركة، وبالسيطرة الأولية على مجلس الإدارة، وأن يكون الرئيس التنفيذي لها. وقوبل طلب ماسك بالرفض، لكنه لم ييأس عن محاولة ضم OpenAI، وفي عام 2018 قدم عرضًا آخر بدمج الشركة الناشئة إلى شركته تسلا؛ ليكون بذلك مالكًا للشركتين.
لكن رفض مجلس الإدارة ذلك العرض أيضًا، ما تسبب في مغادرة ماسك لاحقًا كما ذكرنا بالأعلى. وترى بعض الآراء أن مغادرة ماسك كانت بسبب تضارب المصالح، إذ أعلن ماسك أنه يخطط لبناء نموذج منافس للذكاء الاصطناعي العام (AGI) داخل تسلا. لكن في رأيي؛ غادر ماسك فقط لعدم قبوله بالرفض.
لكن لماذا يخص إيلون ماسك شريكه السابق سام ألتمان بالغضب؟ كان سام ألتمان الصوت المرتفع داخل مجلس الإدارة لإنتاج نموذج مدفوع من ChatGPT ، وهو ما تسبب في إقالته لاحقًا. وتابع ذلك القرار حالة استياء وغضب داخل الشركة، إذ قُدِم لمجلس الإدارة عريضة احتجاجية موقعة من 95% من الموظفين، تهدد بالاستقالة إذا أصر المجلس على قرار طرد سام ألتمان. سرعان ما خضعت الإدارة لمطالب موظفيها، وأعادت سام ألتمان إلى منصبه كمدير تنفيذي للشركة.
يرى إيلون ماسك أن سام ألتمان هو المتسبب في حياد الشركة عن هدفها كشركة غير ربحية، ويضع على عاتقه الدعاوى القضائية المرفوعة من جهته على OpenAI. ولم ينتظر ماسك نتائج الدعاوى القضائية المرفوعة تجاه الشركة، بل جعل الأمر يأخذ مسارًا أقرب للنزاع الشخصي. واستمر ماسك في عدائه للشركة الناشئة، إذ نشر على منصته إكس مقطعًا ساخرًا يعيد فيه تسمية OpenAI إلى ClosedAI، كما شارك صورة معدلة لآلتمان تظهره وهو يحمل شارة عليها شعار ClosedAI.
ردت الشركة في وثيقة قانونية جديدة على مزاعم إيلون ماسك القضائية بأنها متناقضة، وتافهة، وغريبة، ومحض خيال. وأوضحت الشركة من خلال مدونتها على موقعها الإلكتروني، أن ما يفعله ماسك هو «غيرة مهنية». وكشفت OpenAI عن مراسلات بريد إلكتروني بينها وبين إيلون ماسك، تُظهر تفاعله مع مسألة تحويلها إلى شركة ربحية.
تُظهر هذه المراسلات أن ماسك كان مؤيدًا للتحول إلى نموذج ربحية في المستقبل، وذلك على عكس ما يدعيه في دعواه القضائية ضد الشركة.
تُكذب هذه المراسلات ادعاءات ماسك في دعواه القضائية ضد OpenAI، كما أوقعته في فخ التناقض.
نحن حزينون لأن الأمر وصل إلى هذا مع شخص نكن له إعجابًا عميقًا - شخص ألهمنا لنطمح إلى أعلى، ثم أخبرنا أننا سنفشل، وأنشأ منافسًا، ثم قام بمقاضاتنا عندما بدأنا نحقق تقدمًا مجديًا نحو مهمة OpenAI بدونه.
- المدراء التنفيذيون - مدونة OpenAI
صرح سام ألتمان المدير التنفيذي الحالي لشركة Open AI لمجلة فانيتي فير عام 2015 عن إيلون ماسك قائلًا «أثق به حقًا، وهو أمر مهم بالطبع لجميع المعنيين».
أقرأ أيضا: القصة الكاملة لعداء إيلون ماسك مع OpenAI و Sam Altman
ميكروسوفت – مبدأ التحوط
بدأت ميكروسوفت استثماراتها في مجال الذكاء الاصطناعي منذ بداية الألفينيات؛ لكنها لم تُنشئ نموذجًا للذكاء الاصطناعي مُلكًا لها بالكامل. واتبعت ميكروسوفت سياسة الاستثمار في الشركات الناشئة والواعدة؛ واحدة من أهم تلك الشركات هي شركة OpenAI؛ إذ استثمرت فيها مايكروسوفت لأول مرة عام 2019 بمبلغ مليار دولار كما أشرنا سابقًا.
أتى ذلك بثماره بالنسبة للشركتين، إذ اعتمدت الشركة على نماذج OpenAI في جميع أدوات، وبرامج الذكاء الاصطناعي الخاصة بها. وتبع ذلك الاستثمار عدة استثمارات؛ آخرهم عام 2023 بقيمة 10 مليار دولار. وهي الخطوة التي تعتبرها ميكروسوفت الشراكة الأقوى والأهم على الإطلاق؛ حسب تعبير ساتيا ناديلا الرئيس التنفيذي لميكروسوفت.
أسست ميكروسوفت Microsoft AI كأحدث وحدة تابعة لها. وجاء تأسيسها لعدة أهداف؛ كتطوير منتجات وخدمات جديدة مدعومة بالذكاء الاصطناعي، والاستثمار في مجال الذكاء الاصطناعي، وغيرها من الأهداف الأخرى، إذ تدرك ميكروسوفت أن الذكاء الاصطناعي هو تقنية ثورية ستشكل المستقبل في العديد من الصناعات.
لكن هل كانت تلك الأهداف الوحيدة لميكروسوفت؟ في خطوة مهمة؛ قررت ميكروسوفت الاستثمار في الشركة الناشئة Inflection AI، إذ امتلكت النصيب الأكبر من أسهمها، وأولتها اهتمامًا خاصًا. وعلى الرغم من تمكن ميكروسوفت من استخدام نماذج OpenAI بدون حدود؛ فقد لجأت للاستثمار في شركة ناشئة أخرى للذكاء الاصطناعي.
في رأيي؛ يُخيم على OpenAI العديد من المشاكل؛ بسبب الدعاوى القضائية المرفوعة ضدها، ما يضع مستقبلها في خطر محتمل.
يمكن أن يثير ذلك الخطر قلق ميكروسوفت، ما جعلها تتحوط بالاستثمار في شركات ناشئة وواعدة كشركة Inflection AI. ومن جانب OpenAI؛ تحاول الشركة الناشئة إثبات صحة موقفها، وعدم انحرافها عن مسارها. وأتى قرارها بتوفير نموذج GPT-3.5 بدون تسجيل للتأكيد على مبدئها، وربما طمأنة داعمها الأكبر ميكروسوفت.
أقرأ أيضا: شراكة ميكروسوفت و OpenAI تحت مجهر الاتحاد الأوروبي
OpenAI - ربحية أم مسؤولية؟
في خطوة جريئة؛ قرر سام ألتمان المدير التنفيذي لشركة OpenAI، الإعلان عن نموذج مدفوع من ChatGPT؛ أُطلق عليه GPT- 4. ويمكن للمستخدمين الحصول عليه من خلال خطتين مدفوعتين؛ وتأتي الخطة الأولى باسم Plus بتكلفة 20$ للشهر، والخطة الثانية باسم Team بتكلفة 25$ للشهر الواحد.
لكن ما تأثير تلك الخطوة على المستخدمين؟ حقق ChatGPT إنجازًا استثنائيًا منذ إطلاقه في نهاية شهر نوفمبر للعام 2022، إذ وصل عدد مستخدميه إلى مليون مستخدم في غضون 5 أيام فقط! ويُعد هذا الإنجاز إنجازًا تاريخيًا وغير مسبوق، إذ لم يُسجل أي نموذج تقني أخر مثل هذا العدد الكبير من العملاء في مثل هذه الفترة القصيرة، عدا تطبيق Threads في عام لاحق.
وصل عدد العملاء إلى 1.6 مليار بالنسخة المجانية والمدفوعة في مارس 2023؛ وما زال ذلك العدد ثابتًا حتى الآن، ما يثبت قدرة ChatGPT على تلبية احتياجات المستخدمين بشكل فعّال. ويشوب ChatGPT فقط العدد المحدود للأوامر في نسختيه؛ المجانية، والمدفوعة، إذ إنه مازال في مرحلة التطوير.
سيسهم قرار تحول سياسة الشركة إلى الربحية في تطور كبير للنموذج، ما يوفر خدمة أفضل للعميل. لكن يعيب النسخ المدفوعة عدم إمكانية المستخدمين في الدول النامية من الاشتراك في ChatGPT Plus؛ بسبب التكلفة المرتفعة نسبيًا نظرًا للفروقات في قيمة العملات.
وعلى سبيل المثال؛ تعاني مصر في الوقت الحالي من أزمة في العملة الصعبة، إذ يتبع ذلك استحالة دفع أي اشتراك بالدولار؛ ما يجعل النسخة الأكثر تطورًا حكرًا على جزء معين من العالم.
وبعد الدعوى الأخيرة التي أقامها إيلون ماسك بسبب تحول الشركة للنموذج الربحي؛ حاولت OpenAI فتح نظام ChatGPT للمزيد من المستخدمين عبر إتاحة النموذج المجاني دون تسجيل. وتُتيح هذه الخطوة للمستخدمين الذين يواجهون صعوبة في عملية التسجيل، أو يبحثون عن تجربة سريعة وفعّالة، فرصة الاستفادة من إمكانيات GPT-3.5 دون أي عوائق.
أثار إطلاق شركة OpenAI لـ ChatGPT في أواخر عام 2022 ضجةً كبيرةً حول الذكاء الاصطناعي؛ ما عزز التنافسية، ودفع الشركات إلى استكشاف طرق لتسخير قوة هذه التقنية. وبتحولها لشركة ربحية، ودمج نموذجها في العديد من المنتجات؛ ستعمل تلك التقنية على تغيير شكل العالم وستصبح جزءًا لا غنى عنه في شتى المجالات.
ومع ذلك، أرى أن قرار تحول الشركة الناشئة إلى الربحية يحمل في طياته بعض النقاط السلبية؛ إذ يمكن أن يشتت الربح تركيز الشركة عن الأهداف الاجتماعية التي نشأت على مبادئها؛ كتحسين حياة الإنسان، وخدمة البشرية، بالإضافة لعدة أهداف أخرى غير ربحية. ويقع على عاتق OpenAI مسؤولية عدم استخدام الذكاء الاصطناعي المطور من جهتها، لأغراض تجارية أو عسكرية؛ ذلك لتجنب وقوع أي أضرار بالمستخدمين وبالعالم بأكمله.
OpenAI - ثورة تقنية بقيادة الإبداع والطموح
تطورات خيالية – مالية وابتكارية
تأسست شركة OpenAI عام 2015 كما ذكرنا سابقًا، لكنها ظهرت بقوة على ساحة شركات التقنية العملاقة؛ مثل جوجل، وميتا، وأمازون في عام 2023. وكان عام 2023 علامةً فارقةً للشركة الناشئة، حيث أصدرت نماذجها الثورية GPT-4 و DALL-E 3 مدعومةً باستثمار غير مسبوق من Microsoft بدءًا من عام 2019.
وجاء هذا الدعم من ميكروسوفت كتعويض عن مغادرة إيلون ماسك في 2018 وإيقافه للتبرعات؛ ومنح ذلك OpenAI مساحةً هائلةً للإبداع والمنافسة في مجال الذكاء الاصطناعي؛ لتصبح رائدةً في ذلك المجال. وكان الفارق الهائل في مستقبل الشركة الناشئة بسبب الدعم المالي من ميكروسوفت، ما جعل سام ألتمان يرى أن سبيل التطور الوحيد هو تحول سياسة الشركة إلى الربحية.
من الواضح أن تحول سياسة الشركة سيشكل عالمًا جديدًا من الإبداع، إذ أعلنت عن نموذج جديد سيحدث ثورة في طريقة تفاعلنا مع المحتوى، مولد للفيديو شديد الواقعية بالذكاء الاصطناعي Sora.
يتيح نموذج Sora توليد الفيديو من خلال أوامر مكتوبة فقط! إذ يستطيع Sora إنشاء مشاهد معقدة، وتتضمن شخصيات متعددة، بالإضافة إلى العديد من الخصائص الخارقة؛ وتُعد الخاصية الأكثر تلامسًا مع الواقع البشري هي أنه يدرك كيفية وجود تلك الأشياء الموصوفة في العالم المادي.
وصلت OpenAI لمستوى مخيف وثوري في تطور إمكانيات الذكاء الاصطناعي، إذ أتت بنموذج جديد أطلقت عليه Voice Engine.
يتمكن هذا النموذج من توليد كلام طبيعي يشبه إلى حدٍ كبير المتحدث الأصلي؛ وذلك بعدة خطوات بسيطة وهي إرسال تسجيل صوتي مدته 15 ثانية، ثم كتابة النص المُراد توليده إلى صوتٍ بشري. ما يجعلنا نتساءل؛ هل سيتمكن المجتمع من التكيف مع هذه القدرات الخيالية؟! هذا ما سنكتشفه في مستقبل ليس ببعيد.
يبدو أن طموح سام ألتمان لا سماء له؛ فهو لا يريد تحجيم شركته الرائدة في تطوير وصناعة نماذج الذكاء الاصطناعي فقط؛ إذ صرح ألتمان عن رغبته في جمع مليارات الدولارات حتى يتمكن من إنشاء شبكة مصانع عالمية لأشباه الموصلات؛ إذ يسعى ألتمان إلى إنتاج الرقائق الإلكترونية التي تستخدمها شركته لخدمة عملية تطور الذكاء الاصطناعي.
تبدو خطة ألتمان واعدةً، إذ أجرى محادثات مع العديد من المستثمرين المحتملين، وهم أقوى الشركات العالمية في تصنيع أشباه الموصلات؛ مثل شركة سامسونج، وIntel، وTSMC التايوانية.
تتميز شركة OpenAI بتخصصها وبتركيزها الكامل في مجال الذكاء الاصطناعي، ما جعلها قادرةً على ابتكار تلك المنتجات الخارقة والخيالية. وعلى الرغم من وجود عمالقة في مجال التقنية مثل جوجل وميكروسوفت؛ فإنهم لم يصلوا لمستوى OpenAI الإبداعي والثوري؛ بسبب انشغالهم بمشاريعهم الضخمة في المجالات الأخرى.
ولهذا؛ اختارت ميكروسوفت الاستثمار في الشركات الناشئة المتخصصة في الذكاء الاصطناعي فضلًا عن تطوير نموذجها الخاص.
من أزمة الثقة إلى قمة المليارات
تمُر OpenAI حاليًا بفترة حرجة على الصعيد الاقتصادي، إذ تسبب طرد المدير التنفيذي سام ألتمان وعودته لاحقًا إلى زعزعة الثقة بالشركة من قبل بعض المستثمرين المحتملين. وتضغط أيضًا الدعاوى القضائية المرفوعة من جانب إيلون ماسك على وضع الشركة ومصيرها في المستقبل.
ولكن أدى تفوق OpenAI كرائدة بمجال الذكاء الاصطناعي إلى وجود العديد من المستثمرين الراغبين في مشاركة ذلك المستقبل الواعد والمُربح؛ إذ عقدت الشركة صفقةً يمكن اعتبارها تصويتًا مهمًا بالثقة بعد عامٍ مليء بالجدل.
جاءت تلك الصفقة بمفاجأة في قيمة الشركة السوقية، إذ حققت قفزةً هائلةً وصلت فيها قيمتها إلى 80 مليار دولار! ما يعني ارتفاع قيمة الشركة بأكثر من الضعفين في غضون 10 أشهر فقط. واحتوت تلك الصفقة على بيع OpenAI لأسهمها الحالية في عرض تقديم مشروط؛ وهو عرض شراء مُقدَّم من قبل شخص، أو كيان لشراء أسهم شركة ما من المساهمين الحاليين.
ويقود ذلك العرض صندوق رأس المال الاستثماري Thrive Capital؛ وهو صندوق يستثمر في الشركات الناشئة في مراحل مبكرة من التطوير. وتُتيح هذه الصفقة للموظفين إمكانية استبدال أسهمهم في الشركة نقدًا؛ بدلًا من انتظار جولة تمويلية جديدة لزيادة قيمة أسهمهم.
ستسمح هذه الصفقة لـ OpenAI بتجنب إصدار أسهم جديدة؛ كما ستحصل على الأموال دون الحاجة إلى التخلي عن ملكية الشركة للمستثمرين. وتسببت الصفقة في جعل OpenAI الآن واحدة من أعلى الشركات الناشئة قيمةً في مجال التقنية بالعالم.
تُواجه OpenAI العديد من التحديات، مثل الدعاوى القضائية المرفوعة من إيلون ماسك، والضغوط الاقتصادية، والتغيرات في سياسة الشركة. لكن على الرغم من هذه التحديات، فإن OpenAI تتمتع بمستقبل واعد، مدعومًا بإبداعها، وطموحها، ونموذجها الثوري ChatGPT.
في ختام هذا المقال، نُدرك أن OpenAI قد قطعت شوطًا طويلاً منذ تأسيسها عام 2015. فقد تحولت من شركة غير ربحية تسعى إلى إفادة البشرية، إلى شركة ربحية تُقدم نماذج ذكاء اصطناعي ثورية تُحدث تغييرًا جذريًا في طريقة تفاعلنا مع العالم.
?xml>