صعود جنوني جديد في سعر البيتكوين - الأسباب والتوقعات
مرةً أخرى، ارتفع سعر البيتكوين بشكل جنوني ليصبح 43864 دولار أمريكي، وهي المرة الأولى التي تصل فيها العملة المشفرة الأشهر في العالم إلى هذا الحد منذ عام ونصف، ما يشكل ارتفاعًا في سعر العملة قدره 156.18% خلال هذا العام فقط.
وعند ذكر البيتكوين، تُذكر كروت الشاشة بلا شك؛ فمن المتوقع أن تحدث أزمةً في كروت الشاشة مرةً أخرى، وذلك بسبب زيادة الطلب على هذه البطاقات التي تستخدم في تعدين العملات الرقمية. ومع الحظر الدولي على تداول بطاقات GeForce RTX 4090 في الدول العربية، قد لا تمكننا هذه الأزمة أيضًا من الحصول على بطاقة RTX 4080.
مرت عملة البيتكوين بالعديد من التقلبات خلال الأعوام الماضية، ما يجعل تداول العملات المشفرة ضمن أخطر مجالات التداول على الإطلاق. ومهما زادت خبراتك ومعلوماتك بالسوق المشفر، لن تتمكن من التنبؤ الدقيق بحالة هذه العملات المتقلبة؛ إذ يحكمها عدد كبير من العوامل المتغيرة، والتي سنتحدث عنها في هذه المقالة.
تقلبات جنونية
كانت أول زيادة جنونية للبيتكوين في عام 2021، إذ انطلق سعر العملة المشفرة من 5000 دولار أمريكي، في بدايات جائحة كوفيد 19، وصولًا إلى 68 ألف دولار أمريكي في نوفمبر 2021. ويرجع ذلك إلى حالات الإغلاق التي أدت إلى انهيار في الاقتصاد العالمي؛ ما أفقد ثقة الجمهور في الاستثمارات التقليدية. ومع مكوث الناس لفترات طويلة بمنازلهم في أثناء الحظر، زاد الطلب على المنتجات التقنية ومنصات الألعاب، وتعرف قطاع كبير من الناس على عالم العملات المشفرة؛ ما نتج في النهاية إلى زيادة الطلب عليها.
وبعد هذا الارتفاع الجنوني والمفاجئ، انحدر البيتكوين إلى القاع بشكل كارثي بالنسبة للعديد من المستثمرين المبتدئين، إذ هوى سعر البيتكوين إلى أقل من 17000 دولار أمريكي مع نهاية عام 2022، أي أنه خسر 75% من قيمته في عام واحد!
كان السبب الرئيسي لهذا الانهيار رفع الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لسعر الفائدة بصورة متتالية وعنيفة، وذلك بهدف مقاومة التضخم؛ إذ زاد الإقبال مرةً أخرى على الاستثمارات التقليدية وشراء السندات والشهادات. وجاء ذلك تزامنًا مع انهيار شركة FTX، إحدى أكبر شركات تداول العملات المشفرة، والتي أعلنت إفلاسها في نوفمبر 2022، وهو ما أفقد قطاع كبير من المستثمرين الثقة في هذا السوق المتقلب.
بداية الصعود
مع بداية عام 2023، كان البيتكوين يتأرجح على حافة القاع عند 17000 دولار تقريبًا. ولكن بمرور الوقت، ومع انخفاض حدة التضخم، بدأ مؤشر التفاؤل والطمأنينة في الارتفاع بين المستثمرين الراغبين في العودة مرةً أخرى إلى عالم العملات المشفرة.
وعلى صعيد آخر، وقعت بعض الأحداث التي أدت في النهاية إلى عودة المستثمرين مرةً أخرى للاستثمار في البيتكوين. ولعل أبرز هذه الأحداث؛ انهيار بنك وادي السيليكون (SVB)، وهو أحد البنوك الأمريكية الكبرى الموجهة إلى مجال التقنية.
أدى انهيار هذا البنك إلى عودة المستثمرين بأعداد كبيرة إلى شراء البيتكوين، وذلك بعد خوفهم من الاستثمار في الشركات التقنية بعد هذه الحادثة، إذ وضع المستثمرون ثقتهم بالبيتكوين في هذه المرحلة بدلًا من المراهنة على الشركات التقنية المتأثرة حديثًا بأزمة انهيار بنك وادي السيليكون؛ ما أدى بدوره إلى زيادة الطلب على العملة المشفرة وبداية صعودها مرةً أخرى.
الصعود نحو القمة
بمرور الوقت خلال عام 2023، بدأ البيتكوين في تمهيد أرضيةً صلبةً أمام المستثمرين. وبالتالي، سادت حالة التفاؤل في السوق، وبدأت الكفة تميل لصالح الفريق المتفائل الذي يرى أن العملة في طريقها إلى الصعود، وهو ما أدى بدوره إلى زيادة الضغط الشرائي على العملة؛ ما تسبب في النهاية إلى زيادة سعرها نظرًا لزيادة الطلب.
يبين هذا الرسم البياني التقلبات التي مر بها البيتكوين؛ منذ سقوطه في عام 2022، وحتى صعوده مرةً أخرى بنهاية 2023.
وفي الآونة الأخيرة، انتشرت بعض التوقعات بخفض الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي سعر الفائدة في العام القادم، وهو ما تسبب في ارتفاع ملحوظ بسعر الذهب والعملات المشفرة، وعلى رأسها البيتكوين. وذلك بسبب انخفاض الإقبال على الاستثمارات التقليدية، والبحث عن مجالات أخرى للاستثمار. وبالتالي، سادت حالة من القلق أدت إلى نزوح العديد من المستثمرين نحو ساحة العملات المشفرة؛ ليرتفع سعر البيتكوين بأكثر من 15000 دولار في شهر واحد.
وتزامن ذلك أيضًا مع أنباء عن احتمالية الموافقة على إنشاء صندوق مؤشرات متداولة لعملة البيتكوين في الوقت الفعلي (Bitcoin spot ETF)، وهو السبب الأبرز الذي تسبب في هذا الصعود الصاروخي خلال الأيام الأخيرة.
صندوق تداول البيتكوين (Bitcoin spot ETF)
في عالم البورصة، تعتبر صناديق المؤشرات المتداولة (ETF) نوعًا من صناديق الاستثمار التي تتعقب سلعةً أو أصلًا ماليًا آخر، ولكن يمكن شرائها وبيعها بنفس طريقة تداول الأسهم العادية. وفي حالة إنشاء صندوق لتداول البيتكوين في الوقت الفعلي؛ سيكون هذا الصندوق مختصًا بالاستثمار بشكل مباشر في هذه العملة المشفرة، بالإضافة إلى متابعة وتعقب سعرها الحالي بشكل مستمر دون التطرق إلى تنبؤات مستقبلية.
وبالتالي، ستُسهل هذه الصناديق دخول المستثمرين الجُدد إلى ساحة العملات المشفرة. كما أنها ستاسهم أيضًا في إضفاء حالة من الشرعية والأمان عند تداول البيتكوين، بالإضافة إلى رفع سيولة التداول في العملة عبر توفير أداة يسهل تداولها؛ تمامًا كتداول الأسهم.
حددت هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية (SEC) موعد إعلان قرارها النهائي بشأن إنشاء صندوق تداول البيتكوين في يناير 2024. ويرى الخبراء الاقتصاديون أن زيادة فرص إنشاء هذه الصناديق الخاصة بالبيتكوين ستعمل على تحفيز صعود العملة بشكل كبير على المدى الطويل.
وبالتالي؛ فإننا ما زلنا نتحدث هنا عن احتمالات، وحتى يصبح صندوق تداول البيتكوين واقعًا؛ ستظل حالة العملة محفوفةً بالمخاطر.
أثر هذا الارتفاع على كروت الشاشة
تزامن هذا الصعود الجنوني في البيتكوين مع قرارات حظر بيع بطاقات GeForce RTX 4090 في الدول العربية. وبالتالي، سيرتفع الطلب على كروت الشاشة القوية لاستخدامها في التعدين، ولكن سيُقابل هذا الطلب المرتفع بانخفاض في الخيارات المعروضة بسبب حظر استيراد البطاقات القوية. ولهذا، سيتأثر السوق المحلي في الدول العربية بهذه الأحداث؛ إذ نتوقع زيادةً كبيرةً وغير مسبوقة في أسعار كروت الشاشة في الفترة المقبلة.
أبرز التوقعات
لا يمكن أن نتنبأ بمستقبل العملات المشفرة بشكل قاطع، وذلك بسبب تعدد العوامل التي تسبب تقلباتها الجنونية، والتي استعرضنا بعضها في هذه المقالة. ومع ذلك، يمكن أن نضع ثلاثة سيناريوهات مع توضيح الملابسات التي سترجح تحقق كل سيناريو، وستبين لنا الأحداث القادمة أي السيناريوهات الثلاثة هو الأقرب للتحقق.
صعود صاروخي جديد
يرى الخبراء أنه في حالة تحقق هذا السيناريو، سيواصل البيتكوين في الارتفاع خلال عام 2024 نحو قمة جديدة غير مسبوقة، والتي قد تصل إلى 100 ألف دولار أو تتخطاها في عام 2024. وسيعتمد هذا السيناريو على تحقق جميع الأحداث التي ذكرناها بالأعلى من خفض سعر الفائدة وإنشاء صناديق تداول البيتكوين، بالإضافة إلى استمرار سيطرة التيار المتفائل على سوق العملات المشفرة، والذي سيضمن استمرار وتصاعد حالة الطلب على البيتكوين.
ثبات العملة
وفي هذا السيناريو، يظل البيتكوين متأرجحًا في قمته الحالية، دون أي حالة جنونية من الصعود أو الهبوط. ويمكن أن يحدث هذا السيناريو عند تحقق حالة من الاتزان بين التيار المتفائل والتيار المتشائم في السوق، والذي يسبب ثباتًا في حالة العرض والطلب في العملة، ونرى أن هذا السيناريو يمكن أن يكون قائمًا في حالة تأخر إنشاء صناديق تداول البيتكوين، أو في حالة حدوث أي اضطرابات أخرى غير متوقعة تؤثر على السوق.
انهيار العملة
وهو سيناريو مستبعد نوعًا ما في ظل الأحداث الراهنة، ولكنه ما زال قائمًا! ويمكن أن يتحقق هذا السيناريو في حالة وقوع أي حالات مفاجئة من الانهيار الحاد للاقتصاد، أو في حالة وقوع أي أحداث تؤدي إلى تدمير ثقة المستثمرين في سوق العملات المشفرة، تمامًا كما حدث في عام 2022 مع إفلاس شركة FTX. وفي وسط هذه الأحداث، يمكن أن يحظى هذا السيناريو ببعض القوة في حالة رفض مشروع إنشاء صناديق تداول البيتكوين على سبيل المثال.
وفي النهاية، يعتبر مجال العملات المشفرة أكثر مجالات التداول جنونًا على الإطلاق، ولا ننصح أبدًا بالمجازفة في هذه السوق الخطرة. تابعوا تغطيتنا على عرب هاردوير لأبرز التطورات التي تطرأ في ساحة العملات المشفرة بالأيام القادمة.
?xml>ما هو سبب صعود البيتكوين هذه الفترة؟
انتشار بعض التوقعات بخفض الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي سعر الفائدة في العام القادم، وهو ما تسبب في ارتفاع ملحوظ بسعر الذهب والعملات المشفرة، وعلى رأسها البيتكوين. وذلك بسبب انخفاض الإقبال على الاستثمارات التقليدية، والبحث عن مجالات أخرى للاستثمار. وتزامن ذلك أيضًا مع أنباء عن احتمالية الموافقة على إنشاء صندوق مؤشرات متداولة لعملة البيتكوين في الوقت الفعلي (Bitcoin spot ETF)، وهو السبب الأبرز الذي تسبب في هذا الصعود الصاروخي خلال الأيام الأخيرة.
ما هي صناديق تداول البيتكوين؟
في عالم البورصة، تعتبر صناديق المؤشرات المتداولة (ETF) نوعًا من صناديق الاستثمار التي تتعقب سلعةً أو أصلًا ماليًا آخر، ولكن يمكن شراؤها وبيعها بنفس طريقة تداول الأسهم العادية. وفي حالة إنشاء صندوق لتداول البيتكوين في الوقت الفعلي؛ سيكون هذا الصندوق مختصًا بالاستثمار بشكل مباشر في هذه العملة المشفرة، بالإضافة إلى متابعة وتعقب سعرها الحالي بشكل مستمر دون التطرق إلى تنبؤات مستقبلية. ولهذا، سيؤدي إنشاء هذه الصناديق إلى ازدهار في سعر البيتكوين.