شرح حديث إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى في كتاب الطهارة من كتاب عمدة الأحكام في أحاديث خير الأنام

روى الإمام البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث الصحابي الجليل أبي حفص الفاروقي عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن النبي ï·؛ قال: (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها، فهجرته إلى ما هاجر إليه).

# راوي الحديث #
هو عمر بن الخطاب العدوي، ولد بعد عام الفيل بـ 23 عاما، أسلم قبله أربعون رجلاً وامرأة، أسلم رضي الله عنه وأرضاه وأسلم معه أبناءه.

وكان إسلام عمر عزة للإسلام ومنعة، وعند الهجرة هاجر عمر علانية، ولما هاجر عمر شهد مع النبي ï·؛ جميع الغزوات.

وكان عمر أعسر يسر أي يكتب بكلتا يديه لكن الشمال أقوى في الكتابة، وكان رجلا طوالا أدما أي قمحي اللون أصلع.

وكان من العشرة المبشرين بالجنة، وكان شديداً في الحق، وكان بعد موت النبي ï·؛ مستشاراً للصديق أبو بكر رضي الله عنه، وبعد خلافة الصديق تولى عمر رضي الله عنه إمرة المؤمنين.

وهو أول من لقب بأمير المؤمنين، وأول من أرخ التاريخ، وأول من جعل مرتبات من بيت المال للمسلمين.

ظلت خلافة عمر عشر سنين، وكان آخر أمره أن قتله أبو لؤلؤة المجوسي وهو يصلي، وكانت نهايته شهادة رضي الله عنه وتوفي عمر بن الخطاب سنة 23 هـ.

# مناسبة الحديث #
روى الطبراني في المعجم الكبير عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه وأرضاه أن رجلاً كان يحب امرأة اسمها أم قيس وأرادها للزواج فقالت له: لا، إلا أن تهاجر.

ولكنه لم يريد أن يهاجر وإنما هاجر ليتزوج من هذه المرأة، ومن بعدها سمي بمهاجر أم قيس.

# شرح الحديث #
(إنما) كلمة تفيد الحصر ومعنى الحصر هو إثبات الحكم للمذكور ونفي الحكم عما سواه، والحصر قد يكون حصر مطلق كحصر الألوهية لله ونفيها عما سواه، قال تعالى: (إِنَّمَا إِلَظ°هُكُمُ اللَّهُ)، وقد يكون حصر مخصوص كقوله تعالى لرسوله: (إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ).

(الأعمال) جمع عمل وهي ما يباشره الإنسان بأعضاءه وجوارحه وقلبه، وعمل القلب النيات والإخلاص، والأعمال المقصودة في الرواية وهي الأعمال الشرعية التي لا تجزئ إلا بالنية.

(النيات) النية هي من النوى يعني البعد، ومعنى النية الجد في طلب البعيد بعزم وقصد، واعلم أن أي قربة تريد أن تتقرب بها لله لا بد من النية أولاً، والنية عمل القلب وليست عمل اللسان، ومن ثم ليس هناك تلفظ بالنية إلا لمن نريد أن نعلمه ماذا يفعل.