تجربتنا لأحد الحواسب فائقة الصغر Gigabyte BRIX BXi3H-4010

نرى جميعنا الأن سعى جميع الشركات التقنية فى جعل الهاردوير ليس فقط أكثر كفائة فى أستهلاك الطاقة وأصغر فى دقة التصنيع, بل كذلك أصغر حجماً من السابق. لقد تبنت شركة Gigabyte تلك الفكرة وقدمت للمستخدمين سلسلة الحواسب BRIX صغيرة الحجم بشكل قد لا يصدقه البعض. فأن المكونات التى تراها فى صناديق الحاسب المعتادة, فأنها الأن متواجدة بداخل صندوق حجمه أقل من نصف اللتر. نعم أنها تحتوى على قطع الهاردوير اللازمة لتجعل الجهاز يحتاج الى شاشة للعرض وبعد ذلك ستجد نفسك أمام حاسب متكامل.

أجهزة Gigabyte BRIX

مع التطور الحادث فى المعماريات الخاصة بالمعالجات المركزية وكذلك البطاقات الرسومية وباق قطع الهاردوير سنجد أن تصغير منصات الحاسب هو أمر حتمى. كذلك الأمر هو معيار الكفائة فى أستهلاك الطاقة وجعل الحاسب الشخصى وعالم الألكترونيات أكثر صداقة للبيئة. لذلك جائت سلسلة الأجهزة BRIX من الشركة الرائدة فى صناعة اللوحات الرئيسية والبطاقات الرسومية Gigabyte فقد أستغلت ذلك التطور الحادث فى صناعة أشباه الموصلات لجعل منصة الحاسب أصغر حجماً. فأن الأجهزة مقاساتها فى حدود 10سمx 10سم x 4 سم تقريباً تحتوى بداخلها على جهاز حاسب متكامل, فقط كل ما تحتاجه الى شاشة للعرض وطرفيات التوصيل لتبدأ التواصل مع عالمك الأفتراضى بشكل فورى. أن مجرد التفكير فى التطبيقات العملية لتلك الفئة من الأجهزة سيجعلك مشتت التفكير. فأنه الجهاز المناسب فى منزلك تستطيع ربطه مباشرة فى ظهر شاشة العرض لديك فى أى حجرة فى منزلك لتستخدمه كما تشاء.

مع التطور المستمر فى معماريات المعالج المركزى المستخدم، ستجد أن تلك الأجهزة قادرة أيضاً على تلبية أحتياجات بعض المحترفين فى مجالات التصميم وأخراج المرئيات بشكل عام. ليس ذلك فقط بل أيضاً لجمهور اللاعبين فأنك ستجد بين أنتاجات تلك السلسلة بعض الأجهزة المصممة للألعاب مع العتاد المناسب من المعالجة الرسومية وذلك بألحاق بطاقة رسومية خارجية فى تصميم صغير الحجم. ستجد أنك تستطيع أستخدامها فى فاعات العمل والأجتماعات وكذلك فى غرف العرض بشكل عام لأنها لا تحتاج الى تعقيدات التوصيل مثل باق المنصات المعتادة كذلك تستطيع أستخدامها فى الأعمال المكتبية أو الأدارية بشكل موسع وسوف يؤثر ذلك على موارد العمل من حيث أستهلاك الطاقة. لنتوسع بالأمر قليلا سنجد أنها من الحلول الممتازة لأستخدامها فى قاعات العمل بالمدارس والجامعات والمكتبات وأيضاً المستشفيات والمصالح الحكومية وكافة الأعمال المتعلقة بالمنظومة الأجتماعية حولنا. فقد حان وقت التطوير والتطلع الى الحلول الأكثر عصرية.

أذا قد قمنا بالتفكير خارج الصندوق المعتاد ستجد أن هناك من التطبيقات العملية سيكون مناسب معها تلك الأجهزة صغيرة الحجم مثل أجهزة الصرف ATM بكامل أنواعها وكذلك شاشات العرض على الطرق والمتاجر وأيضاً فى الملاعب وبداخل البنوك والمطارات والعديد من الأختيارات والأحتمالات التى قد تستفيد من كلاً من الحجم الصغير والكفائة فى المعالجة وأستهلاك الطاقة. ذلك هو الغرض الأساسى من التطور, أحلال الحلول التقليدية بأخرى عصرية. سأجعل لكم المجال مفتوحاً للتفكير فى الأختيارات المتعددة التى ستكون بها تلك الأجهزة الأختيار المناسب الجديد. الأن، بعدما قد تعرفنا على كيف تكون أجهزة BRIX أحد الحلول العصرية فى حياتنا الأفتراضية, سنتعرف ونلقى نظرة عن قرب مع أحد تلك الأجهزة وهو الجهاز BXi3H-4010 الذى كان من النتاجات الأولى المتميزة فى تلك السلسلة من أجهزة BRIX

الجهاز BRIX BXi3H-4010

الجهاز الذى لدينا يعتبر من المجموعة الأولى ,نوعاً ما, لنتاج تلك السلسلة حيث أنه يحتوى فى جعبته على المعالج المركزى i3 4010U من الجيل الرابع Haswell وكما نلاحظ وجود الحرف U فى أسم المعالج لنتبين من ذلك أن المعالج يأتى بأستهلاك صغير للطاقة يُقدر بـ15W فقط, ليس فقط أنوية المعالج ولكن شريحة المعالج الكلية التى تحتوى أيضاً على الشريحة PCH بجانب شريحة السيلكون الخاصة بأنوية المعالج, وقد كان ذلك أنذاك خطوة كبيرة فى توفير أستهلاك للطاقة وكذلك حرية التنقل فى أوضاع توفير الطاقة القصوى بسهولة وقد ساعد فى ذلك منظم الفولتية المدمج FIVR بالمعالج. لنجد فى الأخير أن الجهاز يحتوى على العتاد المناسب أذا كان فى أهتماماتك كفائة الأستهلاك للطاقة وأن يكون صديق للبيئة كما يقال.

الجهاز من الفئة BRIX S والتى تكون عادة أكبر فى طولها من باق الأجهزة وذلك بسبب أمكانية تركيب قرص بمقاس 2.5" مع وجود الأختيار الأفتراضى للقرص الأساسى بالجهاز والذى سيكون بواجهة للتوصيل mSATA. الأصدارات الأحدث ستجد أن تلك واجهة التوصيل قد تحولت الى M.2 من أجل مواكبة التطور. لكن فى الأخير الجهاز يتيح لك تركيب القرص الأساسى لنظام التشغيل من النوع mSATA SSD ذات السرعة الأكبر, وكذلك يتيح لك أضافة قرص للتخزين 2.5"HDD ذات المساحة الأكبر والسعر الأقل نوعاً ما. تلك المنافذ متاحة لديك ولكن الأقراص لا تأتى مع ذلك الجهاز فأن الشركة تتيح لك حرية أختيار الأقراص التى تريدها وتوفر لك على موقعها قائمة بالأقراص المُدعمة والتى تعمل بدون مشاكل مع الجهاز لكلاً من الأقراص بواجهة التوصيل mSATA وكذلك 2.5" SATA 6Gb/s

يقدم لك الجهاز أمكانية تركيب سعة 16GB من الذواكر على هيئة شقين من النوع SO-DIMM DDR3L تستوعبان قطعتين من الذواكر تعمل بتردد للتشغيل 1333 / 1600 MHz ويدعمان تقنية التواصل الثنائية Dual Channel. وكما الوضع مع الأقراص فأن ذلك الجهاز يأتى أيضاً بذواكر ولكن تترك الشركة المستخدم ليقوم بتركيب الذواكر التى يريدها مع تقديم لقائمة من الذواكر المدعومة على موقعها الألكترونى.

الجهاز به مخرجين للعرض بواجهات للتوصيل HDMI , Mini DisplayPort تستطيع عرض للمرئيات بدقة للعرض 4K@24Hz وتعتمدا على الشريحة الرسومية المدمجة بالمعالج HD 4400 وهى تعتبر شريحة رسومية قادرة على تولى أمور مختلف الأستخدامات السابق ذكرها من الأعمال المكتبية وبداخل قاعات العمل وهكذا.

بالنسبة للمنافذ فأنك ستجد فى مقدمة الجهاز منفذى USB 3.0/2.0 بجانبه مخرج للصوت ثم ننتقل الى الجهاز من الخلف ستجد باق المنافذ المكونة من مخرجى العرض مع منفذى USB 3.0/2.0 مع منفذ التوصيل الشبكى RJ45 وأخيراً منفذ توصيل الطاقة الخاص بالجهاز.

يتيح لك الجهاز التأقلم مع شاشات العرض التى تدعم المقاسات VESA Support المحددة، مع توفير عدة التركيب الخاصة بالجهاز لتقوم بتركيبه فى خلف الشاشة الداعمة لذلك وذلك توفيراً للمساحة وجعل المنظر العام أفضل.

نظرة أقرب على الجهاز BRIX BXi3H-4010

نرى أمامنا اللون العام للعلبة باللون الأسود والأصفر مع أستعراض لشكل الجهاز ونرى فى الأسفل تأكيد على أن الجهاز يدعم الأقراص ذات المقاس 2.5" وكذلك نرى العلامة التجارية للمعالج Core i3 مع شعار الشركة. سنرى فى جوانب وخلف العلبة شرح وأستعراض للمواصفات والمنافذ التى يأتى بها الجهاز كما ذكرناها سابقاً.

عند فتح الغلاف الخارجى للعبة سنجد الجهاز أمامنا فى حيزه الخاص وأسفله كتيب التعليمات وأسطوانة التعريفات وكذلك عدة التركيب VESA الخاصة بتركيب الجهاز على وسائل العرض الداعمة لذلك.

ها هو الجهاز أمامنا باللون الأسود اللامع بدون أى أضافات أخرى غير العلامة التجارية فى الأعلى وزر الفتح وغلق الجهاز, ونرى الجهاز بحجمه الصغير الذى لا يصل أرتفاع ومقاس ذراع التحكم للجهاز PS4

نرى فى مقدمة الجهاز مخرج الصوت وبجانبه منفذى USB 3.0/2.0 ومن خلف الجهاز سنجد باق المنافذ التى ذكرناها سابقاً.

منهجية الأختبار

سيكون تركيز أختباراتنا على أستهلاك الطاقة والحرارة المنبعثة مع الضغط على كامل النظام لمعرفة قدرة الجهاز على التحمل مع الظروف المختلفة من التشغيل. سنقوم بأختبار المعالج المركزى بمكتبة أختباراتنا المعتادة ليس لغرض المقارنة ولكن من أجل تحديد مستوى المعالجة المركزية فى منحنى الأداء العام.

سنقوم بتجربة الجهاز كوضع عملى من حيث العمل على البرامج المكتبية وكذلك مشاهدة بعض مقاطع الفيديو ذات الجودة المرتفعة مع بعض التعديل على الصور والفيديو وأستخدام الجهاز للتصفح بشكل مركز والمزيد من الأعمال اليومية المعتادة ووضع لكم الرؤية الكاملة عن أداء الجهاز. مع المعالج الرسومى المدمج HD 4400 ربما يمكنك لعب بعض الأسماء الأعوام الفائتة على دقة عرض HD 720P مع أعدادات متوسطة وسنقوم بتجربة بعض تلك الألعاب لمجرد التجربة لأن الألعاب هنا ليست الغرض الرئيسى من الجهاز.

نتائج الأختبارات وتجربة الجهاز

بعدما قمنا بالضغط على الجهاز ككل كانت درجات الحرارة فى حدود الستينيات مع أرتفاع سرعة مروحة التبريد وملاحظة مستوى صوتها نوعاً ما. أما عن أستهلاك الطاقة فأن فى أقصى حالات الضغط كانت مستوى الأستهلاك لشريحة المعالجة أقل من 15W ولم يرتفع الأستهلاك الكلى للجهاز كثيراً, لذلك سنجد أن الجهاز يحقق الكفائة فى أستهلاك الطاقة مما يجعله خيار مناسب للعمل به لفترات طويلة. حينما قمنا بتجربة الجهاز فى الأشغال المكتبية والتصفح ومشاهدة الأفلام وهكذا فأننا لم نجد مشكلة فى ذلك ولم نعانى من البطئ فى الأداء أثناء ذلك مع التجربة لعدة أيام متتالية. قمت أيضاً بتعديل صور الجهاز بأستخدام أحد برامج التعديل على الصور وكانت التجربة سلسة فى تطبيق الأختيارات المتعلقة بتعديل الألوان ومستوى الأضاءة والتباين على الصور. بالنسبة لتجربة الجهاز فى الألعاب, مع الأعتبار أنه ليس من الأغراض الرئيسية لذلك الجهاز بالتحديد, فأنك ستحصل على أداء مُرضى مع ألعاب eSports مع تقليل بعض الأعدادات ودقة العرض وسيكون معدل الأطارات متخطى الثلاثين أطار. نستعرض الأن نتائج الجهاز فى أختباراتنا المتعلقة بأداء المعالج المركزى مع مكتبة برامج الضغط المختلفة.

الأحلال والتجديد يجب أن يكون فى الخطط المستقبلية فى شتى الأنظمة وفى حياتنا بشكل عامل. أرى أننا على أولى الخطوات فى تغيير شكل الحياة حولنا عن العقد الماضى على الأقل. أصبح كل شئ أفتراضى وحجمه أصغر وأكثر كفائة فى أستهلاك الطاقة. واكبت شركة Gigabyte ذلك التغيير مع أطلاق سلسة الحواسب متناهية الصغر BRIX منذ سنوات عديدة, ومازالت تقدم الجديد منها مع ظهور الأجيال الجديدة من المعماريات والتقنيات. قد حان الوقت لكى نتخطى الحلول التقليدية فى حياتنا وأن نتوجه الى الحلول العصرية بدلاً منها. وأرى أن سلسة أو فئة الحواسب متناهية الصغر وسلسلة BRIX كمثال لها, لها دور ملحوظ فى تحقيق ذلك.