دانت السلطة الفلسطينية والإدارة الأميركية عملية الخليل التي قتل فيها أربعة مستوطنين وتبنتها كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) أمس. أما إسرائيل فقد توعدت بالرد، وفي غزة انطلقت مسيرات أشادت بالعملية.
ودان الرئيس الفلسطيني محمود عباس من واشنطن العملية، معتبرا أنها تهدف إلى "التشويش على العملية السياسية" عشية استئناف المفاوضات المباشرة مع إسرائيل.
وقال عباس في بيان وزعه مكتبه الإعلامي في العاصمة الأميركية إنه "لا يمكن اعتبارها (العملية) من أعمال المقاومة، بعد أن أوقفت حماس نفسها المقاومة من قطاع غزة ولاحقت من يقومون بها".
ومن ناحيته، اعتبر رئيس حكومة تصريف الأعمال سلام فياض أن العملية "تتناقض مع المصالح الفلسطينية". وقال إنها تستهدف "الجهود التي تقوم بها منظمة التحرير الفلسطينية لحشد الدعم الدولي للموقف الفلسطيني إزاء متطلبات نجاح العملية السياسية وقدرتها على إنهاء الاحتلال وتحقيق الحرية والاستقلال لشعبنا".
نتنياهو طالب بملاحقة المنفذين وعباس اعتبر العملية تشويشا على المفاوضات (الفرنسية)
ملاحقة المهاجمين
وفور وصوله إلى واشنطن، أمر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بملاحقة المهاجمين "دون أي قيود دبلوماسية"، في إشارة إلى مناطق الحكم الذاتي الخاضعة للسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية. كما شدد على أن "الترهيب لن يقرر حدود إسرائيل أو مستقبلها".
أما وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك فقد وصف الهجوم بـ"المؤلم والخطير"، مؤكدا أن الجيش وقوات الأمن "ستبذل كل ما بوسعها لتوقيف القتلة".
وأثار الهجوم غضب شبان مستوطنين في كريات أربع واتهموا نتنياهو بـ"التفاوض مع الإرهابيين".
وفي واشنطن دان الرئيس الأميركي باراك أوباما بشدة هجوم الخليل، وحث البيت الأبيض في بيان الأطراف في الشرق الأوسط على مواصلة جهودها من أجل السلام.
أما في قطاع غزة فقد شارك عشرات الفلسطينيين في مسيرات حاشدة بمخيم جباليا للاجئين شمال قطاع غزة ومناطق أخرى نظمتها حماس ابتهاجا بالعملية.
حلوى بغزة
وقال مراسل الجزيرة نت في غزة ضياء الكحلوت إن نشطاء حماس وزعوا الحلوى على المواطنين في أحياء عدة من قطاع غزة، وصدحت مساجد القطاع بالتكبير مباركة للعملية.
ورفع المشاركون في المسيرة التي انطلقت من مسجد الخلفاء الراشدين شعارات تدعو لاستمرار المقاومة، ودعوا إلى مزيد من العمليات ضد إسرائيل، وإلى وقف التنسيق الأمني الذي يقمع المقاومة في الضفة.
مستوطنو كريات أربع اتهموا نتنياهو بالتفاوض مع "الإرهابيين" (الفرنسية)
وقال القيادي في حركة حماس مشير المصري -مخاطبا الجماهير في جباليا- إن العملية رد طبيعي من المقاومة على المفاوضات العبثية مع إسرائيل، موجها التحية إلى مقاومي كتائب القسام والمقاومة في الضفة الغربية.
وطالب المصري السلطة الفلسطينية وحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) "برفع يدها عن المقاومة في الضفة ووقف التنسيق الأمني المخزي مع العدو الصهيوني"، داعياً المقاومة لمواصلة جهادها ضد الاحتلال ومستوطنيه.
وبدورها باركت فصائل المقاومة العملية، ووصفت حركة الجهاد الإسلامي العملية بالخطوة الأولى على طريق إفشال المفاوضات المباشرة بين الاحتلال والسلطة الفلسطينية.
كما قال الناطق بلسان لجان المقاومة الشعبية أبو مجاهد إن هذه العملية رسالة لطاقم المفاوضات الفلسطيني الذي يستعد لاستئناف التفاوض مع الجانب الإسرائيلي.
وفي وقت سابق قال المتحدث باسم الحركة سامي أبو زهري، إن عملية الخليل هي رد طبيعي على ما سماها جرائم الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية.
وكانت إسرائيل قد أعلنت الاستنفار وشنت عمليات تفتيش بعد العملية. وقالت الشرطة الإسرائيلية إن المستوطنين الأربعة قتلوا بأعيرة نارية أطلقت على سيارتهم قبيل حلول الظلام في كمين نصب عند مدخل المستوطنة في مفترق بني نعيم شرق الخليل.
وقال المتحدث باسم الشرطة الإسرائيلية ميكي روزنفيلد "يمكننا أن نؤكد أن هناك أربعة قتلى في الموقع". وتبين أن القتلى الأربعة هم أبناء عائلة واحدة.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصادر أمنية إسرائيلية قولها إنه بعد عملية إطلاق النار اقترب المسلحون من السيارة التي كان يستقلها المستوطنون وأطلقوا النار مرة أخرى للتأكد من مصرعهم.


https://www.aljazeera.net/NR/exeres/...GoogleStatID=9