ما كان حَديثاً يُفتَرى ولا أمراً يُزْدَرى أن هذه الدارَ دارُ امتحانٍ وابتلاء { الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ }
{ يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ }
لَعَمْرُكَ ما الرَّذيةُ فَـقْـدُ مَــالٍ *** ولا شَاةٌ تموتُ ولا بَعيرُ
ولَـكِنَّ الـرَّذيـةَ فَـقْـدُ شَــــهْـمٍ *** يَمـوتُ بِمَوْتِه بَشـرٌ كَثيرُ
إن هذا الإمام والبطلَ الهُمام كانت بعض الدول مُغلقة على فتواه كالجزائر مثلا ، فالجزائر لا يَمْضي فيها فتوى غير فتوى الشيخ الألباني مع أنه لم يَنزِل بها !!
وأنا في حياتي ما رأيتُ أحداً يُحبُ شيخاً كَحُبِ الجزائريين للشيخ الألباني ( رحمه الله ) فأنا كنتُ أسْكُن معهم - إبَّان غُربتي وسَفري - ولا أسكن مع غيرهم ولو حتى أبناء بلدي ، فكانوا لا يَسمعون إلا للشيخ الألباني ( رحمه الله ) ولا يَتديَّنون إلا بكلام الشيخ الألباني ، وهذا ليس من التَّعصُّبِ المَذْمُوم ، لأنهم ما فَعلوا ذلك إلا لِمعرفَتهم شدة تَّحري الشيخ في مُتابعة النبي - عليه الصلاة والسلام - واتِبَاع السلف الصالح ( رزقنا الله مُرافقتِهم )
و والله إنَّ القلبَ لَيْحْزَنْ وإنَّ العَينَ لَتَدمَع وإنَّا لِفِرَاقِك يا شَيخَنا لَمَحْزُنُون .
رحمك الله فقد كنتَ ناصراُ للسُّنة قَامِعاً للبِدعة والمُبتدعة ، وكنتَ قَوَّالا للحق ولا تَخافُ لَومةَ لائِم ، وقد أثنى عليه أعدائه قبل إخوانه وأحبائه ، ابتداء ممن الغُماري المبتدع الضال وأخوه ، إلا ماشاء الله .
لو كان الافتِداءُ في الموت مُتَحقِّقَا شَرْعاً وكَوْناً ؛ لافتديتُ الشيخ الألباني ( رحمه الله ) بأبي ( حفظه الله )
لكن هذا قضاء الله ولانملك إلا التسليم .
حُكمُ المَنيةِ في البَريِّةِ جَاري *** مَــا هـذه الدُّنيـا بِـدَار قَـرارِ
فالعَيْشُ نَـوْمٌ والمُـنيـةُ يَـقَظـةُ ***والمرءُ بَيْنَهُما خَيالٌ سَاري
غفر الله لك يا مُحمد فقد ذكرتني بما لا أحب أن أذكره وهو وفاة الشيخ رحمه الله ، وأنا ماذكرت الشيخ رحمه الله قط إلا اقشَعرَّ جِلدي واحتقرتُ نفسي ، وتَمنيتُ لو أني لاقَيتُه واستفدتُ من صَمتِه قبل لَفظِه ومن سَمتِه وهديه قبلعِلْمِه .
لكن جزاك الله خيرا ، وأسأل الله أن يُبيِّضَ وَجْهك يومَ تَبيضُّ الوُجُوه ، وألا يُسَوِدَه يومَ تَسْوَدُّ الوُجُوه .
المفضلات