كيف نثبت هذا المقال ملخص لمحاضرةعلى يف نثبت من سلسلة "حتى يغيروا ما بأنفسهم" للأستاذ/ عمرو خالد الذي ألقاها على الفضائيات يوم السبت الموافق 5/4/2003 وهذا هو نص المقال: الحمد لله رب العالمين نحمدك ربى ونستهديك ونستغفرك ونعوذ بك من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فن تجد له وليا مرشدا هدفنا كما قلنا من البداية التخلص من المحن الكثيرة التى اصابتنا ومن محنة العراق التى نحياها الآن .. وهذا كما قلنا لن يحدث حتى نغير ما بنفوسنا ...... تحدثنا عن الثبات على الفكرة والثبات على العبادة فتعالوا نسأل انفسنا ما الذى يجعلنا نسقط ولا نظل صامدين ثابتين؟؟ الذين فقدوا هذا الإهتمام وهذه الهمة كيف فقدوهما ؟ شعور الناس بالمسئولية نجاه شئ معين مثل قضية فلسطين مالذى يجعلهم يفقدوه ؟؟ حماس الأمة للتدين والعبادة فى رمضان وبعد رمضان يعود الكثير وليس الكل ولله الحمد الى ما كانوا عليه قبل ذلك .. لماذا؟ لماذا تسقط الناس فى الطريق . تعالوا نتخيل بعض السباب وقد تجد نفسك فى واحدة منها : شاب تدين وأقبل على الله بكل حماس ثم فى تعاملاته العادية يخطئ فى حقه شخص آخر متدين .. او يسرق حذاؤه الغالى من المسجد وهو يصلى ... فيبتعد ويقول لاإن الدين والتدين والمتدينين ليسوا كما كنت أظن ان فيهم كذا وكذا ..... حذار أن توقف مسيرة تدينك من أجل الناس فقد قال سيدنا على بن ابى طالب إعرف الحق تعرف أهله ولا يعرف الحق بأهله ... أى إن الدين يقيس تصرفات الناس ويحدد حسنها من سيئها وليس العكس.. ومثال ذلك الآية الكريمة :" ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين" ...سورة الحج....آية11 مثال آخر لشخص أقبل على الله بصدق ثم أخذته مشاغل الحياة من زواج أو نجاح أو مال ... فضعف ارتباطه بالدين لكثرة مشاغله .. شخص آخر مقبل على الله فإذا أؤذى بأى طريق ... سخرية أصحابه منه !!! طردوها من العمل بسبب الحجاب .... يتراجع شخص له سنوات عديدة متدين وقريب من الله ولكنه لم يعد يتذوق حلاوة الإيمان وإن للإيمان حلاوة ..أصبحت عباداته فاترة ..لم يعد فيها تلك الروح الجذلة التى كانت تحركه ..وكل أعماله الدينية روتين بارد هنا يقول الله تبارك وتعالى :{ ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون}...سورة الحديد...آية 16 يقولون لما سمع الصحابة هذه الآية ظلوا يبكون شخص آخر بدا متحمساً جداً ومدافعاً عن قضايا كثيرة ثم اصابه الملل .... وفى هذا يقول تبارك وتعالى :{ أم حسبتم ان تدخلوا الجنة ولم يعلم الله الذين جاهدوا منكم و يعلم الصابرين}....سورة آل عمران...آية 142 شخص أخير تأخذه هموم الحياة فيتقاعس عن الفكرة . بسم الله الرحمن الرحيم :{يأيها الذين آمنوا مالكم إذا قيل لكم أنفروا فى سبيل الله اثاقلتم الى الأرض أرضيتم بلحياة الدنيا من الآخرة فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل}....سورة التوبة...آية 38 يجمع كل هؤلاء الذين ساروا فى الطريق زمنا طال أو قصر ثم تراجعوا ولم يثبتوا آية جميلة ذات مغزى ومدلول : بسم الله الرحمن الرحيم : {ولا تكونوا كالتى نقضت غزلها من قوة أنكاثا تخذون أيمانكم دخلاً بينكم أن تكون أمة هي أربى من أمة إنما يبلوكم الله به وليبينن لكم يوم القيامة ما كنتم فيه تختلفون}....سورة النحل...آية 92 يا الله هل تتخيلوا الصورة إمراة ظلت تعمل بجد واجتهاد لتغزل رداء جميلا فلما وصلت للسطر الأخير قطعت الخيط بيدها فتهلهل الغزل واصبح لا يصلح لشئ. يقفز السؤال بخفة وكيف نثبت ؟؟ نعم بعد كل ما أوردناه من أشكال التراجع وأسبابها كيف نثبت ؟؟ لقد وجدت صعوبة شديدة لتحضير هذه الفكرة .. وكيفية تناولها ومن أين نبدأها .. وجدت أثناء تحضيرى أفكار كثيرة سأوردها معكم حتى نصل للحل العملى الذى يتشكل فى مجموعة نقاط ,, أول طرق الثبات : الفهم الصحيح للإسلام ... فعلا إذا أحسنا فهم ديننا لن نخطئ ولن نضعف .. قراءة سير الصالحين والنبياء وذوى الهمة العالية ...ونستدل على ذلك بقول الله تبارك و تعالى : {وكلا نقص عليك من انباء الرسل ما نثبت به فؤادك وجاءك في هذه الحق وموعظة وذكرى للمؤمنين}...سورة هود...آية 120 نصيحة أخرى فى أحد الكتب : أكثر من ذكر الله وخاصة قول لا إله إلا الله فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم جددوا إيمانكم فإن الإيمان يبلى كما يبلى الثوب فقالوا كيف نجدده فقال صلى الله عليه وسلم قولوا لا إله إلا الله ... وسبيل ثالث : الصبر .. فلا تتعجلوا قال تعالى{ أتى امر الله فلا تستعجلوه}....سورة النحل....آية1 وقال أيضا {واستعينوا بالصبر والصلاة}....سورة البقرة...آية45 من أهم وسائل الثبات : عدم الإعجاب بالنفس فالإعجاب بالنفس آفة من تدين وسار على الطريق فينسى أن المنعم بذلك هو الله وإن لم يتفوه بها ويداخله شعور كما داخل قارون :{ إنما أوتيته على علم عندى أولم يعلم أن الله قد أهلك من قبله من القرون من هو أشد منه قوة وأكثر جمعاً ولا يسئل عن ذنوبهم المجرمون}...سورة القصص....آية78 ومن هنا يبدأ إنحداره وفقده للثبات ... كل هذه الأمور أمور إيمانية فكيف يثبت الآخرين ... غير المسلمين : غاندى ..نيلسون مانديلا وغيرهم .. هناك صفات تجمع كل الناس وتساعدهم على الثبات: أولهم أن تكون صاحب قضية هى كل حياتك ولا ترضى بغيرها بديلا مهما كانت البدائل تبدو أحلى .. ثانيهم إحترام الذات .. إذن نخلص من كل ذلك الى أربع نقاط نتعامل معهم فنصبح من الثابتين بإذن الله 1-الدعاء : الإستعانة بالله بالدعاء ...لا تقلبوا أيديكم وشفاهكم وتقولوا أهذا ما ننتظره منك بعد كل ذلك ؟ نعم لا تستهينوا بالدعاء فهو سلاح المسلم .. إن المعونة من عند الله فاطلبها بقلب خاشع و نفس تتضرع ..تريد أن تثبت إيمانك : اطلب من الله ان يثبتك . بسم الله الرحمن الرحيم ..{ يثبت الله الذين أمنوا بالقول الثابت فى الحياة الدنيا وفى الآخرة} ...سورة إبراهيم...آية 27 تريد أن تثبت اطلبها ممن يهب الثبات :قال تعالى :{ وإذ يوحى ربك الى الملائكة انى معكم فثبتوا الذين آمنوا سألقى فى قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان}...سورة الأنفال....آية 12 كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا فرغ من دفن احد الصحابة وقف على قبره ويقول إستغفروا الله وإسالوا لأخيكم الثبات فإنه يسئل الآن.... انظر للنبى صلى الله عليه وسلم تقول عنه ام سلمة كان أكثر دعاء يدعوه رسول الله صلى الله عليه وسلم : "اللهم يا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلبى على دينك" .. فتقول أم سلمة رضى الله عنها فسألته يا رسول الله لماذا هذا الدعاء فأجاب صلى الله عليه وسلم إن القلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء .. ثم تلا قول الله تعالى : {ربنا لاتزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب} ...سورة آل عمران....آية 8 صدقونى لن نقدر على فعل شئ من غير استعانة بالله .. وهنا مثال يحدث كل عام سبحان الله أثناء صعود الحجيج للوقوف بعرفات كل منا يمنى نفسه بأنه سيدعو طول النهار بكل ما يخطر على البال ولما لا والدعاء مستجاب !!! فإذا كنا على عرفات من الساعة الحادية عشرة صباحا لا تجد احد قادر على الدعاء بحقه .فبين نائم ومتعب وداعى بلا حماسة أو قلب حاضر ... فينتشر إحساس بالإحباط لماذا ؟ نظن أننا قادرين... أنكم قادرين على الدعاء بسهولة من عند أنفسكم ..لا والله حتى يفتح الله علينا ويحدث هذا كل عام بعد صلاة العصر فترتفع الكف لأن الوقت سينتهى ولم يدع أحد كما تصور ..هنا الضراعة .. ولايمكن أن يمر عرفات يارب بدون دعاء فيمنح الله القدرة على الدعاء وتنطلق الألسن والقلوب 2-صحبة الصالحين : قل لى من صاحبك أقل لك هل ستثبت و تتوب أم لا ... المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل... وأنظروا الى قوله تعالى : {والعصر ان الإنسان لفى خسر _ الإنسان هو كل إنسان فكلنا فى خسر إلا – إلا الذين امنوا وتواصوا بالحق و تواصول بالصبر }.. يقول الإمام الشافعى لولم يكن فى القرآن غير هذه الآية لكفت المسلمين ... يقول تعالى لرسوله الكريم: {واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشى يريدون وجهه}....سورة الكهف...آية 28 إذن حتى رسول الله يحتاج لصحبة الصالحين ... لأننا سنعلم بعضنا بعضا :{ وتواصوا بالحق و تواصوا بالصبر} .فلو أن أحد اصدقائك بعيد عن الله فابتعد عنه أنت أيضاً .... وأكبر مثال على ذلك عقبة بن معيط كان من اشد الناس إيذاء لرسول الله صلى الله عليه و سلم وقد قتل كافرا فى غزوة بدر ... أتعرفون أن عقبة هذا جلس الى النبى و إقتنع فعلا بالإسلام وكاد أن يسلم ,,فذهب الى صديقه الصدوق المقرب ابوجهل فقال له ذلك ..فقال أبو جهل لعنة الله عليه لن تحتفظ بصداقتى حتى تذهب فتبصق فى وجه محمد ..ففعلها الغبى الجهول ... أرأيتم كان أمام إختيارين الإسلام أو صديقه فاختار صديقه . بسم الله الرحمن الرحيم :{ويوم يعض الظالم على يديه يقول ليتنى اتخذت مع الرسول سبيلا .يا ويلتى ليتنى لم أتخذ فلانا خليلا لقد أضلنى عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولاً} ....سورة الفرقان...آية 27،28،29 3-إعمل للإسلام ... إتخذ أى وسيلة تنفع بها الإسلام وقضاياه والمسلمين واحتياجاتهم . بسم الله الرحمن الرحيم {إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم} ....سورة محمد...آية 7 اذكروا غاندى كان العمل لتحرير بلاده قضية حياته فاجعلوا الإسلام قضية حياتكم ... يقول العلماء هناك منطقتان فى المخ منطقة القيم والقناعات ومنطقة اكثر عمقا هى منطقة الهوية والإنتماء ... أن العمل من اجل القناعة هو ما ينقلها الى مستوى الإنتماء ..ولذلك القرآن دائما يتكلم عن العمل .. قال تعالى :{ كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر و تؤمنون بالله} ...سورة آل عمران...آية 110 كان المنطق الذى نتصوره يبدا بتؤمنون بالله و لكن الحق يريد منا العمل فى سبيل هذا الإيمان. 4-آخر وأهم ما نفعله لثبت : التمسك بكتاب الله ... القرآن العظيم ... كتاب الله المنزل وذكره الحكيم ... أكثروا من قراءة القرآن و تلاوته وتعلموه واعرفوا تفسيره .. عيشوا بالقرآن و للقرآن وإدعو الله من شغاف قلوبكم أن يكون لكم دليلا وهاديا .... وأنا أقسم بالله العظيم اذا لجأتم لهذه الوسائل الأربعة لتثبتن على الحق .... ثبتنا الله و إياكم وما أزل أقدامنا من طريق ابدا ......آمييين