مفكرة الإسلام: أوقفت 20 شركة تركية تعاملها مع الصين بسبب اضطهادها وقمعها للمسلمين الإيجور، وسط مخاوف صينية من مقاطعة عربية وإسلامية لبضائعها.
وذكرت "الجزيرة. نت" أن جمعية تجار الألعاب التركية أعلنت أن 20 شركة مستوردة للألعاب من الصين أوقفت استيراداتها بعد أن تزايدت الدعوات إلى مقاطعة البضائع الصينية.
وكان وزير الصناعة التركي نيهات أرغون قد دعا إلى مقاطعة البضائع الصينية ردًا على الانتهاكات ضد السكان المسلمين الإيجور الذين تربطهم صلات اللغة والعرق مع تركيا.
آلاف القتلى من المسلمين:
وأكدت المعارضة الإيجورية في المنفى أن حصيلة أعمال العنف والقمع الصينية ضد المسلمين الإيجور الذين يعانون من الاضطهاد والتمييز تفوق آلاف القتلى من المسلمين.
ودعت المعارضة الإيجورية السويد التي تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي إلى إرسال مراقبين إلى إقليم شينجيانج الواقع شمال غرب الصين لوقف هذا القمع العنيف.
ومن جانبه، وصف رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوجان الأحداث في شينجيانج بأنها إبادة جماعية، ودعا السلطات الصينية إلى التدخل لمنع سقوط مزيد من القتلى، وأعلن أردوجان أنه تم إدراج الأزمة الإيجورية في جدول أعمال قمة مجموعة الثماني التي يشارك فيها زعماء العالم.
يذكر أن الحكومة الصينية عمدت على مدار عقود إلى تهجير أبنائه بدواعي نقص العمالة في مناطق أخرى بهدف تفريغ المقاطعة من الأغلبية الإيجورية المسلمة، وهو ما خفض نسبتها من أكثر من 92% إلى نحو 50% فقط حاليًا من سكان الإقليم.
130 مليار دولار حجم تجارة الشركات العربية مع الصين:
وفي المقابل، تخشى الصين من تفاقم ردود الفعل الإسلامية على قمع المسلمين في الصين لتشمل مقاطعة عربية وإسلامية للبضائع الصينية، خاصة في ظل الأزمة المالية العالمية.
يذكر أن حجم المعاملات التجارية بين الشركات في العالم العربي مع الصين قد بلغت العام الماضي نحو 130 مليار دولار.
هذا، وكانت المقاطعة الإسلامية للبضائع الدنماركية عقب نشر الرسوم المسيئة للرسول الكريم – صلى الله عليه وسلم – قد تسببت في خسائر اقتصادية ضخمة للدنمارك، على الرغم من أن حجم تعاملاتها التجارية مع الدول الإسلامية لا يقارن بحجم تعاملات الصين التجارية مع الدول الإسلامية، التي تفوقها بمراحل.
شينجيانج تحمل مقومات الدولة المستقلة:
وعلى صعيدٍ آخر، قال خبير في السياسة العرقية الصينية بجامعة هونج كونج إن الفجوة الاقتصادية شكلت أحد مصادر الاستياء في إقليم شينجيانج.
وأشار إلى الهيمنة الاقتصادية المتزايدة لقومية الهان التي تشكل العرقية الغالبة في الصين، المدعومة من الحكومة المركزية في بكين، على حساب قومية الإيجور المسلمة، والتي تمثل الأغلبية في المقاطعة.
وأضاف أن ما زاد المشكلة تعقيدًا على مر السنين، هو سيطرة قومية الهان على اقتصاد المقاطعة ومواردها النفطية، فيما انزوت قومية الإيجور في أشد المناطق فقرًا.

ويؤكد الإيجور على أن شينجيانج الغنية بالنفط والغاز الطبيعي والمتاخمة لباكستان وأفغانستان، تحمل مقومات الدولة المستقلة لقوميتهم التي تشكو عقودًا طويلة من الاضطهاد والقهر على يد الحكومة المركزية.