من هو مثلك الاعلى ؟
من هو قدوتك ؟

هناك فرق بين مثلك الاعلى وبين من تتخذه قدوتك :

فالقدوة هو من تقلده ، تعرفه ببداية حياتك فى مرحلة الطفولة ، فكل طفل يتخذ والديه قدوته ، فالابنة تقلد أمها ، والابن يقلد أبيه ، ومن الممكن ان يحدث العكس فالطفل يقلد من يحبه فيهم ،،، ومن الممكن ان يتخذ الطفل أخيه الكبير أو أخته الكبيرة قدوة ، أو حتى عمه أو خاله ، دائما القدوة فى حياة الطفل لا يخرج عن عائلته ونادرا ما يكون معلمه هذا ان فقد الابن القدوة فى البيت ، فلابد ان يبحث عنها حتى ان كانت من خارج منزله وأخذها من مدرسته ، وهنا تكمن الخطورة فالطفل لابد لان يجد له قدوة ليتبع خطاه ويقلده ، فان لم يجدها ببيته يبحث عنها بمدرسته وان لم يجدها بمدرسته يبحث عنها فى الشارع .

هذه القدوة التى نخرج بها بطفولتنا ، والتى يجب ان نجدها فى اى مكان الذى يحدد لنا قدوتنا حبنا لشخصية ما فنتبعه قدوة على الفور ولتتكون شخصيتنا منه .
الى ان يكبر الطفل ليصبح شابا ، فتتكون شخصيته المستقلة عن هذا القدوة لكنه يبقى متأثرا بقدوته الى نهاية عمره فهى التى تركت البصمة فى حياته الاولى ونقشتها بداخله ................... هذا هو القدوة


لكن كل هذا بعيد تماما عن المثل الاعلى الذى يتخذه كل انسان ، فهو يمثل له الصورة العالقة بذهنه ، الشخصية التى يود ان يصبح مثلها ، القيم التى يود ان يتبعها .

فلكل منا مثله الاعلى الذى لا يفارقه ابدا فى مسار حياته ، بل يتبعه دون ان يدرى أو يشعر بذلك ، بل حياته كلها تتلخص وتترجم فى هذا المثل الاعلى وفى حبه له .

من هو مثلك الاعلى الذى يؤثر على حياتك ويطغى عليها ؟
أسمحوا لى أن أبدأ فى تسجيل من هو مثلى الاعلى ؟ وماذا يمثل لى ؟

أول ما سمعت قصة هذا الرجل وقعت فى حبه ، بل تمنيت أن أكون مثله ، أثر في كثيرا ، بل كل قرار وموقف أتخذه يظهر لى فى ذهنى صورة هذا الرجل لكى أتبع خطاه ، ويا ليتنى أتبعه فهو لا يمكن ولا هيكون أثر له أو شبيه له .

ودائما كنت أتسائل لما هذا الرجل الذى علق معى بذهنى ؟
لما علق بذهنى سيده وسيدنا جميعا ؟ لما هو بالذات ؟
وكانت الاجابة هو ( للقبه ) أتدرون لقب هذا الرجل ما نفتقده بحياتنا الان ، بل الاسلام كله فقد لقبه هذا يوم مماته .

فمثلى الاعلى هو سيدنا عمر بن الخطاب ( الفاروق ) صاحب العدل والحق ، الذى يفرق بين الحق والباطل ، هذا هو الشخص الذى أتمنى أن أتبع خطاه وأكون عادلة مثله وأفرق بين الحق والباطل مثله ، ليتى هذا
أتمنى أن أتخذ الحق والعدل سبيلى .

كيف نصل لان نكون مثل هذا الرجل فى حكمه – فى كلمته – فى لقبه – فى حزمه – فى شخصيته – فى هيبته ، كيف نصل لان نكون فاروقا .

هذا ما نفتقده الان بعصرنا هذا ( المثل الاعلى – التفرقة بين الحق والباطل ) أفتقدنا الحق والعدل ، أفتقدنا أن نكون فاروقا .

سجل من هو مثلك الاعلى ؟