بعد حواري مع المدعو Coptic Man والذي ترونه مثبتا عندكم، وما آل إليه الحوار حتى هذه اللحظة، ولا أخفيكم عشرات الرسائل إن لم تكن مئات الرسائل ما بين شخص يبدي سعادته على الرد وأخ يطالبني بالسماح له بالمشاركة والرد وآخر يطلب مني التشنيع وأخذ جانب الشدة، وآخر يطلب مني أغلاق الموضوع، وآخر شفى غليله الرد، لكنني حتى الآن تارك الموضوع، إلى أن اعتبر بعض الأخوة أن بقاء الموضوع هكذا ينم عن عدم احترام وأنه ينبغي علي أن أغلق الموضوع احتراما لنفسي.

وحتى أخفف على نفسي من أعباء هذا الحوار الذي حدث هنا، فانطلقت إلى أحد المواقع التي يديرها بعض أهل الكتاب، ومع مرور الوقت عرفت أنهم أقباط، والحقيقة أني وجدتهم خُلقيا يختلفون تماما عن أصدقائنا الأقباط في هذا الموقع والذين وجدنا منهم كل تقدير واحترام، بل وصل بعضهم في فترة مضت إلى مشرف، ولدينا إداري فعال وإن كان من طائفة أخرى، لكننا وضعنا نصب أعيننا أن نُتيح الموقع للجميع قدر المستطاع، على ما يظهر من حساسيات بين وقت وآخر، لكن مع ذلك نجد منهم النموذج المثالي لحسن الخلق والأدب، على عكس من رأيتهم في ذلك المنتدى.

دخلت ذلك المنتدى الذي يخصهم فوجدت فيه الأعاجيب، طبعا كل ما يقومون به هو الطعن في الإسلام، سب النبي صلى الله عليه وسلم بأوسخ الألفاظ التي تنم عن مستواهم الحواري المنحط، ومع ذلك صبرنا واحتسبنا وأفحمناهم في المقالات التي شاركنا فيها، ووجدت أن كل ما يقدمونه ناتج من التالي:
(1) تفسير القرآن الكريم تفسيرا يتناقض تماما مع اللغة العربية الصحيحة.
(2) الجهل بأبسط المبادئ اللغوية، والجهل بأصول الكلمات، لدرجة أن كلمة "النكاح" اعتبروها كلمة جنسية، مع أن معاجم اللغة تعتبر النكاح بمعنى العقد قبل الدخول، فلا يمكن لكلمة زواج أن تحل محلها ولا تؤدي غرضها، ومن ذلك كثير عندهم.
(3) انتحال القصص المكذوبة والروايات التي ردها أهل العلم وإلصاقها بالإسلام.
(4) نسبة أحاديث مكذوبة إلى الكتب الصحاص.
(5) محاولة الزام المسلمين بكتبهم، فحينما يريد أن ينقض نصا في الإسلام أحالك إلى كتبه أو تاريخه.
(6) الزام المسلمين بالفتاوى الشاذة التي لا قيمة لها كفتوى إرضاع الكبير.
(7) محاولة الاستفادة من تزويرات الرافضة من حيث طعنهم في أمهات المؤمنين والصحابة، وهم وإن كانوا لا يذكرون ذلك لكنهم للأسف يستخدمون ألسنة بعض طوائف المسلمين.
( جهلهم بكتابهم، فأكثر ما طعنوا الإسلام فيه موجود لديهم وبشدة أكثر، ومن ذلك:
- الألفاظ التي يوهم ظاهرها البذائة والتي جائت في القرآن بصيغة أحكام قضائية بينما هي في كتبهم جائت على هيئة خطاب رباني لا يحمل سوى الأسلوب القصصي ولا تخدم الألفاظ الواردة أي شيء البتة.
- الألفاظ التي وردت في القرآن على هيئة كيانات تدل على رفعة هذا القرآن العظيم كقوله تعالى في الكناية عن الجماع بألفاظ أخف كقوله تعالى (فلما تغشاها حملت) وقوله (ولا تقربوا النساء) وقوله (أو لامستم النساء) وقوله (فالآن باشروهن) وهذه الألفاظ جميعها ليست بمعنى الجماع في أصلها، لكن الأدب القرآني الرفيع استخدم هذه الكلمات للكناية عن الجماع تأدبا مع رفعة القرآن، في مقابل ذلك ما نجده من كنايات معاكسة، حيث يوصف معصية أهل البلدة بالزنى، وتوصف البلدة التي يعمل أهلها المعاصي بأنها مومس، بينما قال الله عن القرية التي تقع في المعاصي (ولوطا آتيناه حكما وعلما ونجيناه من القرية التي كانت تعمل الخبائث إنهم كانوا قوم سوء فاسقين)، فالقرآن يكني عن اللفظ القبيح بلفظ مقبول، بينما في كتبهم الكناية عن واقع معين بألفاظ قبيحة.
- اتهام الإسلام بقتل المخالفين، بينما في كتبهم تصل لحد قتل الأطفال بالأمر الرباني.
- السخرية بالختان وهو موجود عندهم وفي كتابهم، بل هم من أكثر الشعوب فعلا له.
وغير ذلك كثير.
(9) جهلهم بأحكام الناسخ والمنسوخ، والمحكم والمقيد، والخاص والعام، واعتبار ذلك تناقضات، وهذا من جهلهم بالأحكام وكذلك باللغة بل وبالمنطق.
(10) اتكالهم على بعض المواقف السلبية للحكم على الإسلام.

ما الذي وجدناهم فيهم؟
1- التساهل الشديد في عرض الجنس وتفسير المسائل التي جاءت بها السنة تفسيرا جنسيا، فالإسلام حينما تكلم عن الغسل والوضوء والاستنجاء والعلاقة بين الزوج والزوجة إنما هدف من ذلك أن يعلم الناس أصول الطهارة، وهذه الأمور لا تطرح سوى في ظرفها، فالإسلام لا يعلم الطفل العلاقة بين الزوج والزوجة، بينما عندهم يفتقرون لهذه التوجيهات ولا يخفى عليكم ذلك.
2- التساهل في شتم النبي صلى الله عليه والسلم والتصريح بالطعن في عرضه وشرفه.
3- شدة نفثهم لأحقادهم بشكل لا تتخيلونه ويطغى هذا على حوارهم.
4- بمجرد أن نرد عليهم ونظهر لهم فضائح كذبهم يقذفون في وسط الحوار شبهة، ومعلوم أن هذا اسلوب العاجز، وهذا أكثر ما رأيناه في ذلك الموقع، وقد وفقني الله أن أفحم أشخاصا بعينهم واظهر أكاذيبهم وتدليساتهم، والتي يدعون أنها أدلة، وبمجرد ما نفضحهم أمام إخوانهم تجدهم يلفون ويدورون ويخرجونك عن الموضوع، هذا إذا سلم النبي صلى الله عليه وسلم من تطاولهم.
5- حينما نزلنا دركة في سردابهم الأخلاقي الذي نزلوا فيه دركات انطلق مشرف الموقع ليرسل رسالة للمسلمين ينبههم فيها إلى الرد بالأدلة ويطالبنا بأن نصحح من حوارنا لذلك تركنا الحوار معهم، فهو لم يتفوه بكلمة تجاه أكاذيبهم وادعى بأنهم لا يفعلون ذلك، وادعى بأنه لا يوجد شتم في حق النبي صلى الله عليه وسلم عندها علمنا أن الهزيمة التي أحاطت بهم جعلتهم يوجهون السوط الإداري نحونا.

هذا لا يعنني بأننا لم نجد أناسا مهذبين، لكن الغالب الذي تحاورت معه قلبه يطفح حقدا وكراهية، يعني حتى عمر خالد لم يسلم منهم، وهذا لما يقدمه في ضرب أساساتهم على الرغم من كونه لم يتفوه بكلمة في حقهم، هذا وعلى الرغم من مآخذنا التي قد نراها في بعض طرحه، لكن وجههوا سهامهم نحوه.

نعم فيهم أناسا مهذبين لكنهم قلة فيمن حاورنا.

هذا ونحن على طريقنا ماضون في الرد على شبهاتهم وفضح أكاذيبهم وزيف دعواهم حول الإسلام، وأنا أدعو كل مسلم إلى صرف النظر عن مواقعهم وعدم الدخول في محاورتهم، بل هم يأتون المسلمين للحوار، فنحن لا نرضى بحوارهم في مواقعهم لأنهم يعلمون أنهم لن يقدموا شيئا للمسلم الصالح، بل قد يقدمونه للمسلم المنحرف في أصله، وفوق هذا حتى المسلم المنحرف يأنف منهم ويعافهم، لكن من يدخل مواقعهم ظانا بأنه يستطيع الحوار معهم فهو يكذب على نفسه، وما سقته من كلام يبين ذلك، فأنت لن تصل إلى نتيجة معهم، أقلها ستجد من الشتائم ما لا تتحمله، ورأيتهم أنهم يدعون حرصهم على هداية المسلمين، ويدعون حسن الخلق، لذلك هم لا يشتموننا، لكنهم يقومون بما هو أوسخ، فهم يشتمون النبي صلى الله عليه وسلم، ويتحججون لحسن خلقهم بأنهم لا يشتموننا.

فأنت يا مسلم لن تحقق في مواقعهم شيئا، بل ستجد الشتائم كحد أدنى، ولن تجد أبجديات الحوار والمناظرة.

اتمنى أن يبقى الرد علي في حواره وتجنب الشتائم، انا وصفت واقعا معينا نعايشه، وهدفي من هذا ابراء الذمة في حقيقة الحوار مع غير المسلمين، وتحذير المسلمين.
ومع ذلك تبقى صدورنا مفتوحة للحوار لهؤلاء وغيرهم، ولكن ليس داخل مواقعهم الفاسدة ولا شروطهم المجحفة.

واسأل الله تبارك وتعالى أن يجعلني وإياكم ذخيرة لنصرة الإسلام.

مع كامل التقدير لأصدقائنا في هذا الموقع الذين لم نرى منهم أي سوء.