السّلام عليكم ...
قمت إخواني بكتابة هذا الموضوع بعد نقاش جميل بيني و بين الأخ bigmaster
مشرفنا الغالي و بين الأخ The Dark Side , في مسألة انّه هل من الممكن لدرجات الحرارة المنخفضة , أنّ تؤثّر على مكوّنات الحاسوب عند تشغيله .

و خرجنا جميعاً بنتيجة أنّه فعلاً , هناك احتمال وارد جدّاً في إحداث عطل في القطع الميكانيكيّة داخل الحاسوب و بعض مكوّناته الأخرى , في فترة الواقعة بين إطفاء الحاسوب في اللّيل و لحظة تشغيله في الصّباح , إذ أنّ درجة الحرارة في فصل الشتاء , قد تصل ليلاً ما دون الـ ( 5 ) درجات مئويّة , و عند التشغيل في هذه الحالة ( حيث تكون القطع شبه متجمّدة ) , تظهر أخطاء في أداء الحاسوب , هذا إذا لم تكن أعطال , و خاصّة الأقراص الصّلبة .

و بعد البحث و التّقصّي أحببت أن أشارككم إخواني بما توصّلنا إليه من حقائق علميّة :

نظريّاً و للتشبيه - أقتبس من الأخ
bigmaster :
لو أخذنا محرّك السيارة كمثال فهو كما تعلم عبارة عن آلة ميكانيّكية، نلاحظ أنّه في الشتاء مثلاً يجب ألا نسير بالسيارة مباشرة بعد التشغيل بل ننتظر المحرّك حتى ترتفع حرارته، فالتغيّر في الحرارة بشكل سريع ومتفاوت من الدنيا إلى القصوى أو لنقل الطبيعيّة سيؤثر عليه سلباً بكل تأكيد إذا دوّرنا المحرّك وسرنا بالسيارة مباشرة وبسرعةٍ كبيرة

و أقتبس من الأخ
The Dark Side :
إن قارنا القرص الصلب بمحرك وضع في البرد القارص و تحت الثلج !! لن يشتغل هذ المحرك نتيجة تقلص مكوناته و صعوبة دورانها و يمكن أن تنطبق هذه الفكرة على القرص و محركه أي عندما تكون درجة الحرارة قريبة جدا من الصفر و يبقى المحرك لمدة طويلة بدون إشتغال يمكن أن يحدث له كما يحدث لأي محرك ميكانيكي

و نفس الشّيء بالنّسبة للأقراص الصّلبة , إذ بينما تكون درجة الحرارة منخفضة و ما دون الـ ( 5 ) درجات , فإنّه فيزيائيّاً أجزاء القرص الصّلب في حالة انكماش و تقلّص , و نتيجة لتشغيل الجهاز , فإن الوضع الطّبيعي هو تحميل النظام و الدخول إلى الـ Windows , هذه العملية و كما هو معروف تتطلّب سرعة في دوران القرص ( و هذا هو الأمر المعتاد ) , حيث تصل سرعة دورانه ما بين 7200 و 10,000 و 15,000 دورة في الدّقيقة للموديلات الحديثة , و لو قارنّا سرعة دوران القرص الصّلب بسرعة دوران محرّك السّيارة , لوجدناها تصل إلى الضّعف في حالة الـ 15,000 دورة .
فإذا كان محرّك السيّارة ذو الدوران الأقل نسبيّاً يقع ضمن حدود الخطر بسبب البرودة الشّديدة , فإن الخطورة الواقعة على الأقراص الصّلبة أكبر نسبيّاً , و احتمال العطل فيه وارد جدّاً .

إذاً , ما الذي يحدث ؟
قبل هذا الأمر يجب أولاً أن نعرف تقنيّات صنع الأقراص الصّلبة , تقنيّتان فقط هي المستخدمة :
* أولاً (
Ball Bearing ) وهي منظومة تحميل تستخدم كرات مستديرة كعناصر دوّارة ( وسائد تحميل الجسم الدّوّار ) كما في الشكل التّالي


ثانياً (
Fluid Dynamic Bearings ) وهي منظومة تحميل تستخدم موادّ سائلة لتحميل الجسم الدّوّار كما في الشكل التّالي


نعود إلى سؤالنا : مالذي يحدث ؟

*
البرد يجعل الأجزاء المتحرّكة و خاصّة الكرات المستديرة الدّوّارة تتحرّك ببطء أكثر , ممّا يؤثّر على سرعة القرص الصّلب ، والقدرة على قراءة الملفات , وهذا ينطبق على التّقنيّة الأولى .

* البرد يعمل على تقليص جزيئات المادّة السّائلة , ممّا يؤدّي إلى عدم الوصول إلى الضّغط المناسب الواقع على القرص باتّجاه الأعلى , و الذي بدروه يؤثّر سلباً على السّرعة , و القدرة على قراءة الملفّات , و يسهم بإنشاء إحتكاك بين أجزاء القرص الصّلب , و هذا ينطبق على التّقنيّة الثّانية .

* عند إقلاع القرص الصّلب في حالتنا هذه , فإن التّغيّر المفاجئ في درجة الحرارة بسبب الدّوران السّريع للقرص - نتيجة لاحتكاك عامود محرّك القرص نفسه , مع المكوّنات الدّاخليّة - يؤدّي إلى تكثّف قطرات الماء داخل القرص الصّلب ( و هو المعروف لدينا بـ : النّدى ) و هي ظاهرة طبيعيّة , و التي تؤدّي إلى مشاكل خطيرة مثل : التّماس الكهربائي في القرص الصّلب و تآكل أجزاؤه .

* أيضاً لو أردنا فعلاً تشغيل الجهاز , فإنّ الضّغط الواقع على محرّك القرص الصّلب و القارئ الخاص به , و نتيجة للبرودة الشديدة بدايةً , هذا الأمر ممكن أن يؤدّي إلى فقدان و ضياع البيانات المحفوظة على القرص الصّلب .

كان ما سبق بالنسبة للأقراص الصّلبة , إذ أنّ هناك خطر واقع على أجزاء و مكوّنات أخرى للحاسوب مثل :

* أجهزة العرض ( شاشات الـ LCD ) : و كما نعلم فهي مكوّنة من كريستال سائل , و الذي ممكن أن يتجمّد بسبب الإنخفاض الشّديد للحرارة , بالإضافة إلى ذلك فإنّ أنابيب الإضاءة الخلفيّة للشاشة ( وهي المسؤولة عن الإضاءة ) سوف تعطي إضاءة باهتة .
و الجدير بالذكر أنً الشّاشة و أنابيب الإضاءة الخلفيّة , سوف تعملان بشكل طبيعي بعد فترة من التّشغيل , و لكن الأجدر من ذلك أنّه كثرة تشغيل شاشات الـ LCD ( في أجواء باردة جدّا) تؤدّي إلى قصر عمرها الإفتراضي .

* يجب التّنبّه أيضاً من عدم ترك الأجهزة المحمولة ( Laptops ) في أجواء باردة , مثل نسيان المحمول في السيّارة , حيث تكون حرارة المحمول قد وصلت ما دون الـ ( 10) درجات مئويّة , فيأتي المستخدم و يريد أنّ يستخدم جهازه , فيحضره من السيّارة ( و هو مَثَل خاص - إذ ممكن أن يكون المحمول في أماكن باردة اخرى ) , و يقوم بتشغيله مباشرةً , ممّا قد يحدث أعطال و مشاكل مثل التي سبق ذكرها في القرص الصّلب و الشّاشة ( LCD ) .

و أخيراً هذه نصائح شخصيّة لكم حول تشغيل الجهاز بشكل آمن في فصل الشّتاء :

1- ترك الجهاز ( سواء مكتبي أو محمول ) لتتعدّل درجة حرارته تدريجيّاً و لوحده , و عدم تعريضه إلى مصدر حرارة مباشر , خوفاّ من أعراض التّمدّد و التّقلّص المفاجئ , و خوفاً من نسيانه قبالة مصدر الحرارة , حتّى لا نتسبّب بحروق لأي قطعة .

2- حفظ الجهاز المحمول في حقيبته عند عدم إستعماله , حتّى نتجنّب مسبّبات التكاثف الدّاخلي .

3- أن نحاول قدر الإمكان إبقاء الأجهزة تعمل ( في فترات البرد الشّديد ) , و إن اضطررنا إلى التّشغيل , فيستحسن القيام بذلك أثناء أوقات الظّهيرة - حيث تكون الحرارة مرتفعة نسبيّاً - و عند التأكّد من أنّ درجة حرارة الجهاز مقاربة لدرجة حرارة الغرفة .

في النّهاية أرجو أن أكون قد وفّقت في موضوعي , سائلاً الله أن تستفيدوا فعلاً منه .


* ملاحظة : إذا كان الموضوع في غير القسم المناسب , يرجى من الإدارة نقله *
و تقبّلوا فائق الاحترام , أخوكم فؤاد .