الرضا بقضاء الله

كان الحسن رضى الله عنه يقول : ارض عن الله يرضى الله عنك وأعط الله الحق من نفسك أما سمعت ما قال تبارك وتعالى رضى الله عنهم ورضوا عنه

* * * *

عن عمار بن عثمان قال حدثنى بشر بن بشار المجاشعى وكان من العابدين قال : لقيت عبادا ثلاثة ببيت المقدس فقلت لأحدهم أوصنى .
قال : ألق نفسك مع القدر حيث ألقاك فهو أحرى أن تفرغ قلبك ويقل همك واياك أن تسخط ذلك فيحل بك السخط وأنت عنه في غفلة لا تشعر به
قال وقلت للآخر أوصنى
قال : ما أنا بمستوص فأوصيك
قلت على ذلك عسى الله أن ينفع بوصيتك
قال : أما اذ أبيت إلا الوصية فاحفظ عنى التمس رضوانه في ترك مناهيه فهو أوصل لك إلى الزلفى لديه
قال فقلت لآخر أوصني ,, فبكى فاستجر سفوحا يعنى بالدموع ,, ثم قال أي أخي لا تبتغي في أمرك تدبيرا غير تدبيره فتهلك فيمن هلك وتضل فيمن ضل

* * * *

عن أبى عل الرازى قال صحبت فضيل بن عياض ثلاثين سنة ما رأيته ضاحكا ولا متبسما الا يوم مات على ابنه فقلت له في ذلك فقال ان الله عز وجل أحب أمرا فأحببت ما أحب الله

* * * *

عن عامر بن عبد قيس قال ما أبالي ما فاتنى من الدنيا بعد آيات في كتاب الله قوله وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين
وقوله ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده
وقوله وان يمسسك الله بضر فلا كاشف له الا هو وان يمسسك بخير فهو على كل شئ قدير

* * * *

عن وهب بن منبه قال وجدت في زبور داود عليه السلام يا داود هل تدرى آي الفقراء أفضل ؟ قال الذين يرضون بحكمي وبقسمى ويحمدوننى على ما أنعمت عليهم ,, هل تدرى يا داود آي المؤمنين أعظم عندي منزلة الذي هو بما أعطى أشد فرحا منه بما حبس

* * * *

عن اسماعيل بن إبراهيم قال أخبرني زياد بن أبى حسان أنه شهد عمر بن عبد العزيز حين دفن ابنه عبد الملك قال :
فلما سوى عليه قبره بالأرض وجعلوا في قبره خشبتين من زيتون احداهما عند رأسه والأخرى عند رجله ثم جعل قبره بينه وبين القبلة ثم استوى قائما وأحاط به الناس فقال :
رحمك الله يا بنى لقد كنت برأ بأبيك وما زلت منذ وهبك الله لى بك مسرورا ولا والله ما كنت قط أشد سرورا ولا أرجى لحظى من الله فيك منذ وضعتك في الموضع الذي صيرك الله فرحمك الله وغفر لك ذنبك وجزاك بأحسن عملك وتجاوز عن سيئة ورحم كل شافع يشفع لك بخير من شاهد وغائب ورضينا بقضاء الله وسلمنا لأمره والحمد لله رب العالمين



منقول