دمشق - المركز الفلسطيني للإعلام
بالورد والأعلام والرايات الخضراء استقبل السوريون والفلسطينيون قافلة "شريان الحياة 3" القادمة من ميناء العقبة الأردني إلى ميناء اللاذقية، ومنه إلى العريش، معربين عن تقديرهم صبر القافلة وأعضائها وإصرارهم على مواصلة الطريق إلى غزة، وعن خيبة أملهم في الحكومة المصرية التي وضعت العصي في دواليب هذه القافلة الإنسانية.
ففي ساعةٍ متأخرةٍ من مساء أمس الثلاثاء (29-12) وصلت القافلة إلى مجمع صحارى في العاصمة السورية دمشق، وكان في استقبالها المئات من السوريين والفلسطينيين المتجمعين في الفندق، والذين رفعوا لافتات التضامن والتثمين لدور القافلة ورددوا هتافات منددة بما قامت به السلطات المصرية.
وقال النائب البريطاني جورج غالاوي في مؤتمرٍ صحفيٍّ عقده فور وصول القافلة: "بعد مفاوضاتٍ طويلةٍ نسبيًّا توصَّلنا إلى اتفاق بين الطرف المصري والطرف التركي المفوض من قِبَلنا، وخلاصة هذه المفاوضات أنه سيسمح لنا بدخول غزة من العريش".
وأضاف: "لقد تأخرنا عدة أيام، وسنتحمَّل الكثير من التكاليف المالية، وستكون أضعافًا مضاعفة عما كنا سندفعه لو أننا دخلنا من نويبع، وكان الأولى أن تذهب هذه الأموال إلى مستحقيها في غزة".
وأكد غالاوي أن "(شريان الحياة) قافلة خيرية إنسانية؛ تحمل مساعدات طبية لإيصالها إلى مستحقيها"، ولفت إلى أن القافلة "لم تأت لتدعم طرفًا سياسيًّا بعينه، ولكن لتقديم المساعدات لأهل فلسطين".
كما لفت إلى أنه "تلقى رسالة من الحكومة المصرية يوم 21 كانون الأول (ديسمبر) الجاري حول رحلة القافلة، لكنه أكد أن "الرسالة المصرية لم تتضمن اشتراطًا على القافلة بالإبحار من العريش"، وقال "كنا نرغب منذ البدء في العبور إلى نويبع على البحر الأحمر ثم إلى العريش، لكنهم أعادونا، ولا أعرف السبب".
كما كشف غالاوي أن الرسالة "تضمنت اشتراطات أخرى؛ أهمها الحصول على الموافقة "الإسرائيلية" للمرور"، مؤكدًا أنه وبعد 35 عامًا من النضال من أجل فلسطين يرفض اليوم التنسيق مع "إسرائيل" مهما كان الثمن.
بدوره قال رئيس الهيئة الإنسانية الخيرية في تركيا "بولند يلدرم" إن القافلة لها هدفان "الأول تنبيه العالم على الحصار "الإسرائيلي" الجائر على قطاع غزة، والثاني تقديم مساعدات طبية وغذائية".
وقال خلال المؤتمر الصحفي "إن المفاوضات بين الهيئة والحكومة المصرية أعطت ثمارها، والقافلة ستدخل غزة عبر رفح دون إذن من الكيان (الإسرائيلي)".
وأضاف "يلدرم": "لقد تعبنا جدًّا خلال الرحلة الطويلة، لكن عزاءنا أن يسهم ذلك التعب في جهود كسر الحصار عن غزة".
وتضم قافلة "شريان الحياة 3" نحو 250 شاحنة وسيارة إسعاف ومركبة محملة بمساعدات إنسانية من دول أوروبية وعربية وتركية ومعدات طبية، ويرافقها حوالي 465 شخصية من 17 دولة
المفضلات