النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: وهكذا تنقضي الأعمار ...!

  1. #1
    عضو برونزي الصورة الرمزية VancouverEG
    تاريخ التسجيل
    Mar 2009
    المشاركات
    1,665
    الدولة: Egypt
    معدل تقييم المستوى
    26

    Post وهكذا تنقضي الأعمار ...!


    بينا أنا أقلب أوراقي، وأتأمل في مدوناتي، إذ وقفتُ على هذه الكلمات التي كنتُ كتبتُها منذ أربع عشرة سنة، فأعدتُ تأملَها، وحمدتُ الله عز وجل على الاحتفاظ بها،
    وصرتُ كأني في حلم أستعيد هذه الأيام وكأنها رأي عين.


    وهذا ما كتبتُ:

    تمت لي عشرون سنة ...

    ولست أدري بِمَ أكملُ العبارة السابقة ...
    أأقول: فقط! ... أم أقول: عشرون؟!! .... أم أقول: أخيرًا!

    أحسست بإحساس غريب لما تذكرت أن ذلك اليوم الذي مر بي قريبا كان متمما لعشرين عاما لي، ولم أدرِ أأضحك وأبتهج وأستبشر ببقية الحياة، أم أبكي وأحزن لما
    فرط وفات من عمري؟!


    وقلَّبتُ الأمور في ذهني فلم يرجح لدي شيء؛ فتلك العشرون كانت مليئة بالخير والشر، فإذا ما تذكرتُ أيام الهناءة والسعادة وراحة البال كنت كالحالم الذي لا يشعر بما حوله،

    وإذا ما تذكرتُ الشرور والآثام والجرائم والمبكيات والمهمات والملمات والصعاب والمقلقات والمزعجات ... إلخ انقبضتُ، واحتويت على أمر جسيم، وأكننت في نفسي ما تشيب له
    الولدان، وأتذكر أيام اللعب فأفرح وأحزن؛ الفرح للسعادة والحزن للضياع .. أوليس ذلك محسوبا من عمري؟ أولست مسئولا عنه؟


    وأتذكر أيام الضنى والتعب والطلب والجوع والسهر والسفر والجهد والكد فأفرح وأحزن؛ الفرح لشعوري بأنني استفدت من أيامي ولم أضعها هدرا، وأنفقت أوقاتي فيما يجب وينفع ويبقى على الدوام أثرُه وهو بعدُ غير ناقصٍ لي من عمري شيئا، ولا من رزقي شيئا.

    والحزن لخوفي أن يكون ما أجهدتُ نفسي فيه لم يكن بإخلاص، وخشيةً ألا يأتي التعب بجدواه فأفقد المسروق وأعاقب بالقطع!


    انتابتني رغبة عارمة في البكاء ... البكاء ... البكاااء

    نِعْمَ المريحُ للنفس .. البكاء
    نعم المذهب للهموم ... البكاء
    نعم المفرج للآلام .. البكاء

    وينتهي البكاء ... ينتهي بالفرح ... لأنه قد استنفد المجهود وأخرج مكنون المكدود.


    وما أشبِّهه إلا بحمام الماء البارد الذي يصيبك بالرجفة وتخرج منه نشيطا كأنما قد ولدت من جديد.

    ثم أشعر في وقت أن تلكم العشرين مرت كأن لم تكن وكأن لم أستفد منها شيئا.

    وتارة أشعر أنني شيخ كبير أفادتني التجارب والعناء وكأن هذه العشرين قد استطالت لثلاثين أو أربعين أو ...

    أشياء كثيرة جدا مرت بي وأشياء كثيرة أذكرها، والذي لا أتذكره أكثر جدا.

    وعندما أراجع بعض ما كتبت منذ زمن أدهش وأُشْدَهُ لأنني لا أكاد أذكر منه شيئا، ففي أي مطاوي الذاكرة ذهب ذلك؟ وفي أي معاطف الحافظة استخفى؟
    وتحت أي ظلة من ظلل الأيام المنسية توارى؟

    أجدني تارة شديد النشاط والعزيمة مُجِدا في الطلب وكأنني استيقظت من رقدة فوجدت القطار قد فاتني فأنهكت عَظْم الرجل في العدْوِ لبلوغه.

    وأجدني تارة فلا تظنني السابق من كسلي وفتوري – ولا أضر من الفتور! – عن العمل، وإضاعتي وقتي في التفاهات.


    أيتها العشرون الماضية!
    لا تظني أنك بانقضائك لن تستمعي لي، فإني عازم على مخاطبتك.

    سأخاطبك ... سأخاطبك سواء أسمعتِ أم لم تسمعي ... سأخاطبك ... وإنني أعلم أنما أخاطب نفسي.

    أخاطبك فأقول:

    أيتها العشرون الماضية!
    عليك بالرفق والرحمة، وعليك بأن توصي العشرين الآتية – إن قدرها الله – بي خيرا فإنني أرجو أن يكون لي فيها من الخير أكثر مما كان لي فيك.

    أيتها العشرون الماضية!
    ما كان أقساك على طفل أو يقاربه قلبتيه ظهرا لبطن، وحولتيه أماما وخلفا؛ حتى صار حُوَّلا قُلَّبا فلا يدري أيشكرك أم يكفر مسعاك!

    أيتها العشرون الماضية!
    إياك أن تظني أن في انقضائك ما يجعلني يائسا، لا!، بل إن الخطأ هو الحامل على الصواب، وهو الدافع للحق، وهو المبصر بالمهاوي، والمبين للمهالك،وهو الذي يجعل المرء يترك الشر
    عن علم وتجربة وخبرة؛ فيعرف الضرر كيف يضر والنفع كيف ينفع.


    أيتها العشرون الماضية!
    عليكِ مني السلام؛ فأظنك قد أديتِ واجبك فاذهبي فلستُ حاقدا عليكِ، ويكفيك أنك قد جعلتيني مستعدا للمقبل – إن كان – بخير إن شاء الله عز وجل.

    كتبها أحد الأصدقاء
    [CENTER]

    [FONT=Arial][SIZE=4][COLOR=red]
    [COLOR=black]والذي أَحلَّ الزواج وحَرَّم الزِّنا، وأَحلَّ البيع وحَرَّم الرِّبا؛ أنا لا أتجاهل أي أحد يراسلني على الخاص، أو أضعه خلف أُذُني!
    لا، ولكني غير متفرغ هذه الفترة تمامًا.
    وأعتذر - أشد الاعتذار - لكل من راسلني، وتأخر ردي عليه، أو لم أرد عليه حتى الآن.[/COLOR]
    [/COLOR][/SIZE][/FONT]

    [/CENTER]

  2. #2
    عضو برونزي الصورة الرمزية SyrianCyclone
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    المشاركات
    890
    الدولة: Germany
    معدل تقييم المستوى
    21

    رد: وهكذا تنقضي الأعمار ...!

    وجدانيات جميلة جدا أخي , شكرا لأنك أخنفظت بها و شاركتنا إياها
    [CENTER][COLOR="Red"][SIZE="4"] الموت لكل خائن , خان وطنه و اهله [/SIZE][/COLOR][/CENTER]

    [CENTER][SIGPIC][/SIGPIC][/CENTER]


    [CENTER][IMG]https://folding.extremeoverclocking.com/sigs/sigimage.php?un=SyrianCyclone&t=155660[/IMG][/CENTER]

المواضيع المتشابهه

  1. مشكلة توقف موشر الماوس لثانية وعوته وهكذا
    بواسطة thameros في المنتدى مشاكل الحاسب وحلولها
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 30-04-2012, 11:00
  2. هكذا علمونى .. وهكذا اتعلمت من الحياه ::
    بواسطة mohammed_kamal في المنتدى الأرشيف
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 25-07-2011, 02:26
  3. مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 09-06-2010, 12:32
  4. طلب مكان بيع كروت لستلايت فى مصر زى سكاى ستار وهكذا
    بواسطة miro the king في المنتدى الأرشيف
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 26-05-2010, 18:12

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •