هذا المقال كتبته في مدونتي في منتصف شهر أكتوبر عام 2009 ربما يكون مفيدا للبعض:


الهاتف الجوال الذكي smartphone هو أحد أهم القفزات التكنولوجية الحالية، وأصبح أحد الوسائل الهامة لدخول وتصفح خدمات الويب كافة. ولقد بدا واضحا من توجه كثير من الشركات إلى إنتاج برمجيات موجهة لمنصات أنظمة الهواتف المحمولة، على رأس القائمة تأتي برامج المحادثة والدردشة، وبرامج التصفح وخدمات جلب الأخبار والمعلومات من ملقمات rss وبرامج التزامن synchronization وبث الفيديو والصوت. وتؤكد بعض الأرقام أن الهاتف الجوال سيصبح هو الوسيلة الأكبر لدخول الإنترنت عام 2020. لهذا سارع كثير من مطوري ويب في تحديث وتطوير بوابات ومواقع انترنت لتتوافق مع الهواتف المحمولة، سواء ببناء تطبيقات ويب جديدة كليا، أو اضافة سمات وتخصيص صفحات تتعرف على متصفح الجوال وتعرض صفحات مخصصة لهذا النوع من التصفح مباشرة. وسواء كنت تتصفح ياهوو أو جوجل أو فيسبوك أو فليكر….. الخ فأنت ستتصفح نسخة مخصصة للجوال أتوماتيكيا، مالم تختر أنت الانتقال للصفحات الكاملة. (حتى هذه المدونة المتواضعة تدعم التصفح عبر الجوال أتوماتيكيا).
إن استخدامنا لهواتفنا المحمولة (شئنا أم أبينا) أصبح مرتبطا بالكثير من المهام الأخرى التي تتعدى ارسال واستقبال المكالمات. واصبحت الهواتف المحمولة تمثل كنزا في جيوبنا وعبئا اضافيا على عقولنا. ولذا فأنت صرت مطالبا بالبحث عن الاستخدام الأمثل لهاتفك المحمول تبعا لنمط حياتك ورغباتك المتلاحقة والمتطورة، ومدى تسارع أعمالك. بل لم يعد اختيارك لهاتفك المحمول أمرا سهلا يعتمد على الشكل، بل صار يبدأ من مرحلة اختيار نظام التشغيل ونوع الخدمة ومدى التطبيقات التي ترغب بها. فما بين أنظمة سيمبيان ولينوكس وجافا وأبل وبالم وبلاك بيري وويندوز (تصنف الأجهزة المزودة بويندوز على أنها حواسيب جيب وليست هواتف ذكية)، تتنوع الخيارات المتعددة وتتباين معها أسعار الهواتف نفسها ومستقبل تلك الهواتف.
على سبيل المثال لو أنك ممن يحتاج إلى البريد الإلكتروني باستمرار فلا غنى لك عن هواتف بلاك بيري، بينما احتياجك لتطبيقات المالتيميديا ستدفعك غالبا إلى اقتناء هواتف أبل الجديدة… وهكذا. وهذا يعني أنك عندما تخطط لشراء هاتف جديد لابد من النظر إلى العوامل والمتغيرات التالية:
الإستخدام: استخدامك الاساسي لجهاز الهاتف الذكي يحدد لك نقطة انطلاق اساسية بدءا من نوع نظام التشغيل ونوع الهاتف نفسه، اعتمادا على البرمجيات والأدوات التي (تحلم) بوجودها على هاتفك، والخدمات التي تقدمها شركات تزويد خدمات الاتصال (كاتصال الفيديو مثلا أو تصفح الانترنت).
التوافقية: توافق جهازك مع أجهزة الكمبيوتر الشخصية هي أحد المتغيرات الهامة اﻵن في حياة المستخدمين، إذ لم يعد خفيا أن كثرة البيانات وتراكمها وتعددها صار يحتاج إلى مزيد من الحيطة والحذر في المقام الأول ﻷتمام عمليات النسخ الإحتياطي للبيانات من جهة، ولنقل وتزامن البيانات الموجودة على حواسيبنا مع بيانات هواتفنا المحمولة. وفي هذا الصدد يجب التويه إلى أن هناك هواتف كثيرة لا يمكن مزامنتها مع أنظمة لينوكس، في حين أن أنظمة تشغيل ويندوز للأجهزة المكتبية تستحوذ على نصيب الأسد من مقدمي ومصنعي نظم تشغيل الهواتف الذكية.
مزود الخدمة: الهاتف الذكي في حد ذاته لا يمكن استغلال كل امكانياته دون مزود اتصال جيد. فامتلاكك لهاتف يدعم الاتصال المرئي (مكالمات الفيديو) لا يعني قدرتك على إجراء هذه المكالمات مالم يدعم مزود الاتصال لديك هذه الخدمة أصلا. وهو نفس الحال مع استقبال وارسال البريد اﻹلكتروني أو تصفح انترنت أو تشغيل برامج الدردشة. وهذه المقارنة تخضع إلى عوامل أخرى كالسعر والدعم الفني وسمعة الشركة في السوق…الخ.
المواصفات الملحقة: من منا لا يريد أن يلتقط صورا واضحة لمواقف تمر بحياته ويشارك هذه الصور عبر مواقع الشبكات الإجتماعية أو مواقع ألبومات الصور؟ ومن منا لا يريد تصفح انترنت عبر الشبكات اللاسلكية المحلية WiFi توفيرا لاستهلاك حزمة البيانات من مزود الاتصال؟ ومن منا لا يريد نقل ومشاركة ملفاته بالبلوتوث مع الأصدقاء؟ ومن منا لا يريد تخزين مقطوعات كبيرة من الصوت والفيديو على شريحة ذاكرة بحجم 8 جيجا بايت؟ اختياراتك هذه هي التي تحدد المواصفات الهاردويرية التي تحتاجها في هاتفك والأخرى التي تستطيع الاستغناء عنها.
السعر: من العيب بل قد يصل إلى حد السفه أن تشتري (أغلى) جهاز لمجرد أنه اغلى جهاز. وحتى بعد أن اخترت وحدد كل المعايير السابقة وانحصرت اختياراتك بين اثنين أو ثلاثة أجهزة، فحتما سيبقى السعر هو الفاصل الأخير في مشوار شراء هاتف ذكي.
الخلاصة:
الأمر برمته قد يبدو للبعض معقدا وأنا أتحدث بهذا الاسلوب عن مرحلة شراء هاتف محمول جديد، لكنها الحقيقة التي يجب أن نؤمن بها، وأن نتعلم من أخطاء كثيرة في الماضي مررنا بها ايام شراء حاسوبنا الأول، ونحن لا نهتم بعدد من المعايير التي كلفتنا لاحقا تغيير الجهاز باكمله. إنها التقنية الحديثة التي يجب أن نؤمن بسطوتها على المستقبل القريب، وأن نعمل على استغلالها للأحسن وليس للأسوأ.
إنه زمن الهواتف الجبارة القادم….
لا محالة.