إدارة عرب هاردوير هي إدارة كبيرة ومتعددة المهام. كلها تقوم على العمل التطوعي البحت بدءا من مؤسس الموقع والمشرف العام وصولا إلى المشرفين تحت التدريب.
والإدارة تتكون من ثلاثة أقسام رئيسية هي الهاردوير (تضم الأقسام التجارية والعامة) والسوفتوير والشهادات العلمية، يليهم مدراء الأقسام ثم الإداريين ثم المشرف العام. وتتوزع الصلاحيات تباعا من أعلى الهرم لأسفله والعكس على حسب التنفيذ.

منذ فترة وأنا أكتفي بمتابعة الأقسام الإدارية كعمل روتيني لمتابعة تنفيذ الخطط والتأكد من عدم وجود عوائق أو مشاكل، والتجول في المنتدى بصورة عامة والتعليق أو المشاركة حسب الوقت والإهتمام. جزء كبير من الوقت أقضيه في لوحة التحكم لمتابعة بعض الأمور أو الاحصائيات أو التعديل...الخ
أغلب المشاكل لا أتدخل فيها منذ البداية بل أكتفي بالمتابعة وتحليل الموقف وانتظار الحظة المناسبة للقيام بما يجب سواء منفردا أو مدعوما بأغلبية الإدارة العليا، حسب ما تقتضيه الظروف وحسب نوع التدخل. وربما منذ سنوات طويلة وأنا أعمل بهذه الاستراتيجية لعدة أسباب.

منذ فترة صغيرة جدا قررت أن أتواجد للرد على كل الاستفسارات والتساؤلات خاصة وأننا نقوم بعدد كبير من الإصلاحات تحتاج منا أن نتواجد ونتابع باستمرار تقارير وجود مشاكل تقنية أو برمجية لسرعة علاجها.

الغريب أنني عندما اقتربت اكثر من النقاشات اليومية للأعضاء التي تتعلق بالمنتدى كقوانين وتحديث، تفاجأت من الهوة العميقة التي وصل إليها بعض أعضاء المنتدى، ربما كان هذا يبدو واضحا في النقاشات العلمية والتقنية فيما يخص المنتجات، حسنا لا مانع من هذا فدوما هناك تحيز وحب لبعض المنتجات وهناك أحيانا جهل تقني يتبعه ردود عنيفة للمداراة على هذا الجهل...الخ. لكن عندما نتناقش في قوانين يتم تطبيقها، وكلها أشياء بسيطة ولا تستحق أصلا الإعتراض، كانت المفاجأة.

لا أعرف لماذا أصبح المستوى ضحلا إلى هذا الحد؟
- هل هذا ناتج عن حملة التهميش الفكري والثقافي لمجتمعنا العربي؟
- هل هذا ناتج عن تدهور مستوى التعليم؟
- هل هذا ناتج عن اختفاء القدوة الحسنة؟ بعد أن أصبحت هيفاء وتامر هم أمثلة النجاح في المجتمع؟
- هل هذا ناتج عن انحدار النسبة العمرية (متوسط أعمار الأعضاء) للمنتدى؟ (لا أعتقد لأن النسبة العمرية لم تختلف تقريبا).


لقد تواجدت للرد على الاستفسارات التقنية والبرمجية، فوجدت نفسي مجبرا للرد على استفسارات نفسية بحته.
لا أعرف ما الذي يجب عمله للمشرفين؟ هل أقبل أقدامهم فردا فردا كل ليلة لأنهم يتحملون هذا العبء اليومي؟ لا أعتقد أن هذا يكفي بصراحة. فما يتحملونه أكبر بكثير.
منذ ست سنوات تقريبا كنت مشرفا على قسم المشكلات وحلولها. كان الإشراف أمرا رائعا بحق، كان التواجد في القسم يعني لي الكثير من المتعه، فأنا فعلا تعلمت الكثير وقتها، وكنا نتنافس على ايجاد أفضل الحلول للمشاكل وأحيانا لا نتوقف حتى يأتي الرد بأنه تم حل المشكلة، ونحاول أن نعرف أي الحلول كان صحيحا...
قسم المعالجات كان يشهد في بعض الأوقات شدا وجذبا عن انتل وAMD لكنه كان في اطار علمي بحت. قسم الشبكات كان مدرسة، أقسام السوفتوير أيام خالد العفقي ومحمد كانت لا تتوقف.

هل تعرفون لماذا كان المشرفون مستمتعون في عملهم؟ لأن الأعضاء وقتها كانوا يريدون أن يتعلموا، فقط يتعلموا.
الآن المشرفون يعانون الأمرين، لماذا؟ ببساطة لأن هناك عدد لا بأس به لايريد أن يتعلم، يحب أن يحصل على معلومة واحدة فقط، ولا مانع من شرب الشاي والتسكع وبعض المناوشات.

لم يعد العلم هو الأساس، ولم يعد التعلم رغبة. بل ربما لم يعد هناك حافز لمزيد من العلم والتعلم والمعرفة.

ولأن الأهداف السامية للحياة (العلم والمعرفة) لم تعد موجودة في أعماقنا، فقد فقدنا معها سمو الأخلاق فضاقت نفوسنا وتسارعت نحو الملذات وحب الذات، ففقدنا كثيرا من الإحترام لأنفسنا ولمن حولنا.

أعزائي أعضاء المنتدى الأكارم، هذا الكلام ليس موجها لأحد بعينه، بقدر ما هو نقد وتوجيه للجميع وأنا على رأسكم، فلا يخلو أحدنا من سلبيات مجتمع تائه فاقد لهويته ولذاته.

إنما كتبت ما كتبت لأمرين: أولهما أن أشكر كل المشرفين في هذا المنتدى على ما يقومون به فعلا من عمل جبار أغلبه نفسي وعصبي وذهني.
وثانيهما: أن نراجع جميعا أنفسنا ونتوقف ولو للحظة. ليس من أجل المنتدى، بل من أجل حياة كاملة ومجتمع لم نقدم له شيء فغلب عليه التفاهة والسفه.

إنما تواجدكم هنا (في هذا الموقع التقني البحت) هو دليل على رغبتكم في تعلم شيء مفيد، لكن غلبت طباع الدنيا.


أشكركم لسعة صدوركم، واسمحوا لي على هذه الإطالة