إسلام أون لاين.نت:
توصلت شركة "دل" الأمريكية للكمبيوتر لتسوية مع 31 مسلما تركوا العمل في فرعها بمدينة ناشفيل بولاية تينيسي الجنوبية بعدما خيرتهم الشركة بين الاستمرار في العمل أو أداء صلاة المغرب التي يحل موعدها أثناء ساعات العمل.

وفي بيان تلقت "إسلام أون لاين.نت" نسخة منه الجمعة 18-3-2005، قال مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (كير) إن اتفاق التسوية الذي تم التوصل إليه يوم الخميس تضمن إعادة المسلمين الـ31 لوظائفهم مع حصولهم على رواتبهم عن الفترة التي أبعدوا فيها عن العمل، كما تعهدت الشركة بتوفير أماكن للصلاة إلى جانب بنود أخرى لم يفصح عنها في اتفاق التسوية. وكان الموظفون قد تركوا العمل في فبراير 2005.

وكان 21 من الموظفين الذين تركوا العمل قد وكلوا "كير" للدفاع عنهم، وتقدم الموظفون بشكاوى على المستوى الفيدرالي ولدى السلطات المحلية.

وقام مستشار "كير" القانونى بإرسال خطاب إلى "كيفين رولينس" رئيس شركة "دل" طالبه فيه بإعادة الموظفين المسلمين لوظائفهم حتى يتم التوصل إلى تسوية للقضية.

وقال المستشار القانونى إن القوانين الفيدرالية تطالب بأن يمنح أتباع جميع الأديان قدرا من التكيف مع حقوقهم المدنية فى أماكن العمل، وإنه يجب ألا يفرض على أي موظف أن يختار بين عقيدته وعمله.

وأشار إلى أن مئات المسلمين فى أمريكا وخارجها قاموا بالاتصال بشركة "دل" لمطالبتها بمنح الموظفين المسلمين حقوقهم المدنية.

من جانبه، أعرب نهاد عوض المدير التنفيذى لـ"كير" عن امتنانه لتعاون جميع الأطراف لحل المشكلة، بينما قال المستشار القانونى لـ"كير" إن هذا الاتفاق يعد مثالا يحتذى فى تسوية المشاكل المتعلقة بالمسلمين فى البلاد.

سوء تفاهم

وكان ديفيد فرانك" المتحدث الرسمي باسم شركة "دل" قد أكد في تصريح لـ"إسلام أون لاين.نت" السبت 12-3-2005 إن ما "حدث سوء تفاهم بين العمال ورئيسهم المباشر؛ وهو ما أدى إلى تبادل بعض العبارات المحتدة وتم تصعيد الأمر".

ويطالب قانون الحقوق المدنية الأمريكي لعام 1964 أصحاب الأعمال بالاستجابة لحقوق الموظفين الدينية ما لم يؤد ذلك إلى أعباء مبالغ فيها وغير ضرورية. ويوقع القانون غرامة على الشركات إذا ثبت أنها انتهكت قانون وقف التمييز والاضطهاد في أماكن العمل.

وكانت قضية مماثلة شهدتها منطقة ناشفيل قد انتهت بقرار محكمة قال: إن للشركات الأمريكية الحق في منع الصلاة ما دام ذلك يتعارض مع العمل وفق ما تراه الشركة.

الرؤية الشرعية

وحول الرؤية الشرعية في هذه القضية، يقول مسعود صبري الباحث الشرعي بشبكة "إسلام أون لاين.نت": "لا يوجد في نظام الإسلام ما يجعل هناك فجوة بين إنجاز العمل وأداء الصلاة".

وأضاف صبري: "يجب أن ينظر إلى الصلاة على أنها حاجة لكل مسلم لا يستطيع الاستغناء عنها، شريطة ألا يضيِّع كثيرا من الوقت فيها، وله أن يقتصر على الفريضة دون النوافل وقت العمل، كما له أن يؤخرها عن أول وقتها إن لم يستطع، أو كان في تركه لمكان العمل إضرار بالعمل".

إلا أن صبري أكد أنه "لا يجوز للإنسان أن يترك الصلاة بشكل دائم لأجل العمل؛ فقد يكون هذا مقبولا في بعض الظروف الاستثنائية، أما أن يكون على الدوام فلا يجوز؛ لقوله تعالى: {إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا}".



https://www.islamonline.net/Arabic/n...rticle02.shtml