#attachments { display: none; }أكد خبراء ومتخصصون أن صناعة التعهيد في المنطقة ستشهد تقدماً كبيراً، وبنمو كبير يصل إلى 30 بالمئة خلال الأعوام الخمسة المقبلة، وبينوا أن الإمارات، ومن خلال مبادرتها السباقة لتأسيس منطقة متخصصة بالتعهيد، ستفوز بالحصة الكبرى من هذا النمو، ومن المتوقع لها أن تقود هذه الصناعة في المنطقة.

وقدر الخبراء الذين استطلعت «الرؤية الاقتصادية» آراءهم حجم أعمال التعهيد الحالية في المنطقة، والتي تعتمد على تكنولوجيا الأعمال بـ147 مليار درهم في العام الجاري، في الوقت الذي تشير فيه بيانات غير رسمية صادرة عن شركة «سمارت ورلد»، المتخصصة في مجال التكنولوجيا أن حجم السوق المحلية لتعهيد الخدمات التكنولوجية، باستخدام تقنيات الحوسبة السحابية، يبلغ مليار درهم تقريباً، وذلك بسبب اتجاه الشركات إلى تعهيد هذه الخدمات إلى شركات خارجية متخصصة.

وأوضح ديريك كيمب، رئيس شركة «باتني كمبيوتر سيمتز» العالمية والتي تتخذ من دبي مقراً لها، أن أعمال التعهيد تشهد تطوراً كبيراً في الإمارات.

وقال، «إن هناك الكثير من الشركات التي بدأت في الآونة الأخيرة التحول نحو هذه الصناعة في سعي منها إلى تحقيق الأرباح، والوصول إلى الفاعلية القصوى في الخدمات التي تقدمها، والتقليل من النفقات، والذي يتناسب مع الأوضاع المالية السيئة التي تمر بها الشركات».

نتائج إيجابية

وأوضح أن التعهيد بدأ يحقق نتائج إيجابية في الشركات، التي تقوم على إنتاج الغاز والنفط، إضافة إلى الشركات والجهات الحكومية، حيث إنه يقوم بشكل دقيق على تنسيق أعمال الاتصالات وتقنية المعلومات فيها، ويحقق الفائدة المرجوة من هذه التقنيات، موضحاً أن الإمارات تعد من أهم الدول التي حرصت على تنسيق أعمال التعهيد، حيث حرصت على تشكيل منطقة مخصصة لإدارة عمليات التعهيد، والتي تقوم على تنسيق عمل الشركات الراغبة في الدخول إلى المنطقة، للاستفادة من الفرص الموجودة فيها.

وبين أن «باتني»، ومن خلال وجودها في دبي، تسعى إلى تلبية الطلب المتزايد على حلول تعهيد الأعمال، التي تعتمد على تكنولوجيا المعلومات في سوق الشرق الأوسط، والتي يتوقع أن يصل حجم الإنفاق فيها على تكنولوجيا المعلومات إلى أكثر من 147 مليار درهم في العام 2010، ومع نسب نمو تتجاوز 30 بالمئة في الأعوام الخمسة المقبلة.

وأشار إلى أن الشركة، ولهذه الغاية، حرصت على تقديم مجموعة من الحلول الشاملة، وذلك من خلال توفير أنظمة الـ(بي بي أو)، ونظم المعرفة (كي بي أو)، والتي ستساعدها على تأمين حضور جيد في السوق الإماراتية بوجه خاص، وبأسواق المنطقة بوجه عام، متوقعاً أن تضيف تكنولوجيا الحوسبة السحابية 800 مليار دولار إلى شبكة الأعمال الجديدة على المستوى العالمي في الفترة بين العامين 2010 و2014.

خفض التكاليف

وأوضح أن الحلول الاستراتيجية لتعهيد الأعمال، التي توفرها الشركة للمؤسسات في جميع أنحاء العالم، ساعدت على خفض التكاليف، وتوسيع نطاق العمليات، ووفرت في الوقت نفسه فرصة لها للتركيز على مجالات عملها الأساسية، وبين أن الشركة نجحت في تسجيل عائدات وصلت إلى 719 مليون دولار في العام 2008، كما يصل حالياً عدد كادرها البشري إلى أكثر من 14500 موظف، وتمتلك مراكز متعددة لتوفير الخدمات في 12 مدينة حول العالم، و27 مكتباً دولياً في الأمريكتين، وأوروبا، وآسيا، والمحيط الهادئ.

وبين أنه يمكن لقرارات تعهيد الأعمال على المستوى العالمي أن تساعد الشركات على التكيف بسرعة مع القوى المؤثرة في السوق، وذلك من خلال تغطية نقص في الكوادر البشرية المؤهلة، والتكيف السريع مع التكنولوجيا، والتطورات التي يشهدها

قطاع الاتصال.

وقال، «نعتقد أن منطقة الشرق الأوسط تمتلك الإمكانات اللازمة، التي تؤهلها لأن تكون في مقدمة هذا النمو، خصوصاً مع وجود أعداد متزايدة من الشركات التي تبحث عن حلول لتبسيط عملياتها، وخفض تكاليفها، وتعزيز كفاءة أعمالها من خلال الاعتماد على مفهوم تعهيد الأعمال على المستوى العالمي».

وأشار تقرير لـ«بزنس مونيتور إنترناشيونال» صدر مؤخراً أن حجم الاستثمارات التكنولوجية في الإمارات سيبلغ 11 مليار درهم خلال العام 2010، فيما تحقق الاستثمارات في هذا القطاع أعمالاً تصل إلى 3 مليارات درهم خلال العامين المقبلين، فيما توقعت الشركة أن يصل إجمالي الاستثمارات التكنولوجية في الدولة إلى نحو 15.78 مليار درهم بحلول العام 2013.

ضخ الاستثمارات

واعتبر التقرير أن انتشار خدمات التعهيد مكن الشركات الاستثمارية والمؤسسات من تعزيز قدراتها التكنولوجية، من دون الحاجة إلى ضخ استثمارات جديدة في البنية التحتية للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، مؤكداً تصاعد حجم الطلب الحقيقي على تلك الخدمات في الدولة، وأكدت بيانات الشركة أن خدمات التعهيد والاتصالات الموحدة المستضافة، والقائمة على تقنية الحوسبة السحابية للشركات الصغيرة والمتوسطة تقلص النفقات الاستثمارية للشركات بنسبة تتراوح بين 30 و40 بالمئة، حيث يتم توفير السعات التخزينية وفق الحاجة الفعلية لكل شركة، كما تتم محاسبة الشركة وفق استخداماتها الشهرية.

وتوقعت منطقة دبي للتعهيد ارتفاع نسبة تسجيل الشركات في المدينة، لتصل إلى 20 بالمئة خلال العام الجاري، حيث إن عدد الشركات المسجل في المنطقة وصل إلى 100 شركة، ما اعتبره مالك آل مالك، المدير العام لـ«مدينة دبي للإنترنت» ومنطقة دبي للتعهيد في تصريحات سابقة لـ«الرؤية الاقتصادية» تطوراً ملحوظاً في هذا القطاع، ومؤشراً على اعتماد الكثير من الشركات في الفترة المقبلة على هذه الطريقة في تطوير الأعمال، بما يمكنها من تجاوز تداعيات الأزمة، وتحقيق الأرباح.

وقال «إنه ونتيجة للتطور الملحوظ في قطاع التعهيد، فإن المنطقة سوف تشهد نمواً متواصلاً في تسجيل الشركات، وبين أن الشركات المسجلة حالياً في المنطقة تعتبر من أفضل الشركات في المنطقة، والتي تقوم بأعمال تعهيد مختلفة، وتقدم حلولاً لقطاع (الأعمال)، وهو الأمر الذي تركز عليه الشركات المتخصصة في قطاع (التعهيد) حالياً».

تطور مرتقب

وبين أن دخول الشركات بهذه النسب، ولو كانت الأنشطة التي تقوم بها صغيرة، فإنه يعد مؤشراً على أن السوق تتجه نحو هذا النوع من الأعمال، والذي يقود بالتالي إلى إمكانية أن تشهد الإمارات بشكل خاص، والمنطقة بشكل عام، تطوراً ملحوظاً في هذا المجال، وقال، «إن التعهيد يعد جزءاً من تطور التكنولوجيا في العالم، ولهذا فإن هذا القطاع سيشهد تطوراً كبيراً في الفترة المقبلة، حيث إن الشركات ستسعى إلى التوسع، من خلال تعهيد بعض أعمالها إلى شركات متخصصة».

وقال جينوبي ناريان، مدير «تي سي كيو تراينغل»، المتخصصة في مجال التعهيد، إن قطاع «تعهيد الأعمال» حظي من الأطراف الخارجية بزخم كبير خلال الأعوام القليلة الماضية، وبشكل خاص في قطاعات المصارف، والتمويل، وتقنية

المعلومات، والتأمين».

وأوضح أن التوسع في محفظة العملاء، الذي أعلنت عنه بعض الشركات مؤخراً يعتبر إشارة قوية لتبني الشركات مفهوم تعهيد الأعمال، باعتباره وسيلة لتحقيق الأرباح على المدى البعيد، كما يسهم قطاع «تعهيد الأعمال» في توفير نموذج أعمال أكثر مرونة، وفرص أوسع للمؤسسات، للتركيز على أعمالها ومصادرها الرئيسة.

وأظهرت دراسة حديثة أجرتها وحدة خدمات تقنية المعلومات التابعة لشركة «ويبرو» المحدودة، أن عمليات التعهيد الخارجي لإدارة البنية التحتية لتقنية المعلومات ستتصدر أولويات الخطط الاستراتيجية للشركات العالمية في المرحلة المقبلة، وكشف المسح الذي أجرته الشركة عبر الإنترنت، أن أكثر من 30 بالمئة من المشاركين يخططون لتعهيد إدارة البنية التحتية لتقنية المعلومات إلى جهات خارجية، في الوقت الذي تقوم فيه نسبة مماثلة بدراسة هذا الخيار جدياً، وتبين أيضاً أن توريد خدمات إدارة عمليات التشغيل بدأ يحظى باهتمام متزايد، إذ إن 34 بالمئة من الذين شاركوا في المسح يخططون لتعهيد بعض هذه العمليات إلى جهات خارجية خلال الفترة المقبلة.

تطوير التطبيقات

وكشفت الدراسة أيضاً أن تركيز الشركات التي تفكر حالياً في التعهيد الخارجي يتمحور حول عمليات تطوير وإدارة التطبيقات التقليدية، إذ تبين أن ثلثي الذين شملتهم الدراسة يخططون للقيام بتعهيد هذا النوع من الخدمات إلى شركات خارجية، ووجدت الدراسة أن التعهيد الخارجي لخدمات تقنية المعلومات بدأ يشكل جزءاً أساسياً من استراتيجيات الشركات العالمية، إذ اعتبر في 38 بالمئة من الشركات الأسلوب المفضل للحصول على هذا النوع من الخدمات.

ويعتبر الخبراء أن أهمية قطاع «التعهيد» تأتي من تقديمه حلولاً لبعض أسباب الأزمة المالية الحالية، وذلك من خلال إيجاد الحلول المناسبة التي تحقق الأرباح والانتشار المطلوب لهذه الشركات، وخفض التكاليف والعمالة، وإدارة بعض الأقسام والأنشطة الخاصة بالشركات، كما أشاروا إلى أن عقود التعهيد الرئيسة، التي تم إبرامها مع أضخم الشركات العالمية، أسهمت في تعزيز خفض النفقات بمئات ملايين الدولارات، وساعدت على الارتقاء بجودة الخدمات بنسبة 94.5 بالمئة، مقارنة مع 87 بالمئة قبل الاعتماد على مفهوم التعهيد الجديد في إدارة أعمال الشركات، والذي يعتمد على أسس وأساليب علمية وتقنية، للارتقاء بطريقة العمل، وتحقيق الفائدة الكبيرة من هذه الأعمال.

وبين الخبراء أن 20 بالمئة من الشركات الاستثمارية في الدولة تستخدم عمليات التعهيد لإدارة خدماتها التكنولوجية، كما بينوا أن الشعور السائد في الأسواق الناشئة، ومنها السوق الإماراتية تحول من الترقب الحذر إلى مرحلة التفاؤل الحذر، حيث يعتقد الجميع أن الأسواق بدأت بالتعافي من آثار الأزمة المالية العالمية، ومن ثَم بدأت الشركات بمعاودة الاستثمار في تحديث البنية التحتية والتكنولوجية، والبحث عن الوسائل التي تمكنها من تجاوز الأزمات التي عصفت بها خلال الفترة الماضية.

https://www.alrroya.com/node/96210