أشكرك على الشرح واراك شبه موفق فيه:
بعدين لا تغتر بعيال الفريج، العربان اصبحوا حضر وتركوا البداوة واختلطت بهم لهجات الأعاجم.
استمر في شرح ما استطيع شرحه:
واركض مع الخلقان وارافق الذيب .... ومن خوف لاينقص عليكم عشاكم
لعل الخلقان يُقصد بها جمع (الخلق) يعني مع الناس.
ويرافق الذيب كناية عن عناءه في الوصول إلى اطيب الطعام، ولعله يعني حركته في الصيد كحركة الذئب ليلا، والهدف أن يكون عشائهم كاملا يشبعهم.
ويا عيال ماسرحتكم عالمعازيب .... ولا على الصقعة كليتوا غداكم
وفي رواي:
ويا عيال ما سرحتكم مع الاجانيب
لا اعرف معنى سرحتكم على المعازيب، لكن عند اهل الجزيرة المعزب هو الشيخ أو رئيس القبيلة، لعله قصد أنه يحفظ كرامتهم عن أن يكونو دون (المعازيب) من خلال حضور جلساتهم.
ولا أعرف الصقعة هنا، ولكن لعله قصد ولا على البرد أكلتوا غداكم، اي يأكلونه ساخنا شهيا ... وغير متأكد من المعنى.
وياعلَي ماضربتكم بالمصاليب .... ولا سمعت الجيران لجَة بكاكم
وفي رواية (ولا سمعت الجيران جظة بكاكم) وهي أجمل من (لجة)
من كرامتهم على أبيهم لم يضربهم (لا أعرف المصاليب)، ولا سمع الجيران بكاهم قط.
واحفيت رجلي بسموم اللواهيب ... وخلَيت لحم الريم يخالط عشاكم
أي مشى حافيا على الرمل الملتهب، والسموم هي الرياح الحارة في الصحراء.
والهدف ان يجعل لحم الريم (افخر واطيب اللحم) من ضمن عشائهم.
وياما شريت السمن من عرض ماجيب ... يفـز قلبـي يـوم يبكـي حـداكـم
لعله يعني توفير السمن لهم،.. والشطر الثاني يصف حاله إذا سمع بكاء احدهم.
وقمت اتعكَز فوق عوج المذاريب ... وقصرت خطايا يوم طالت خطاكم
حينما كبر سنه وأصبح يتعكز (يعني يستند بيده حتى لا يقع على الأرض)، وشاخ وأصبحت خطواته قصيرة حينما أصبحت خطوات أبناءه واسعه، كناية عن انهيار صحته وبدنه ووهن قوته مقابل قوة ابناءه، فحق عليهم أن يرفعوه على اكتافهم من على الأرض.
الشطر الثاني يهز الوجدان من شدة الكناية فيه
ويا عيال اخوالكم مروبين بالطيب... وماتعلموني هالردى منين جاكم
وحتى لا يظهر الشمانة في زوجته وأخوالها وحتى لا يُقال ان العيب جائهم من طرف أخوالهم، امتدح أخواله واصفا لهم بأنهم مرويين بالطيب، وكأن طيب خلقهم وحسن صفاتهم تشربوه منذ صغرهم.
فيقول لهم: أخبروني هذا الردى (أي الخلق السيء) من أين جائكم وخالط أخلاقكم؟
وهبو يا جيل الخنا كلكم عيب ... يا اللي على الوالد كثير لغاكم
هب .. نقولها للانسان على سبيل الزجر.
جيل الخنا ... وصف قاس على سوء اخلاق ابناءه، ويمثلهم كنموذج عن جيل الابناء.
كلكم عيب، أي جميعكم.
والشطر الثاني واضح.
وانتم تبعتم صفر العراقيب ... ما هن معزة سود الله قراكم
صفر العراقيب يقصد بهن النساء، اي اتبعوا نسائهم وتركوا والدهم.
أي لا معزة في اتباع النساء.
القرى هو ما يكرم به الضيف، لكن الدعاء بالسواد إنما يكون على الوجه والعمل، والظاهر انه يقول (سود الله افعالكم)
وريت نساكم ما تحبل ولا تجيب ... وتقعد بطالة جالسات بلاكم
هل يُعقل أن يدعو الأب على ابناءه بهذه الدعوة القاسية؟
حتما، حينما يعقونه ويخذلونه ويرمونه، وهي دعوة عظيمة، لا يتجاسر عليها الأب، لأن أهم ما عند الرجل من اهل البادية أحفاد يحملون اسمه، فدعى عليهم بدعوة قاسية.
وتقعد النساء بلا عيال ولا عمل يجيدنه حتى اعمال البيت... ولعل الختام جالسات بلاكم أي بدونكم ، لعلها دعوة مكنية عليهم بالموت.
و عسى قمركم لا يطلع و لا يغيب ... والشمس مطليه ويعتم سماكم
ما أسوأها من عدوة.
يُقال ان الاب بعد ارسال القصيدة نحو توفي غما وهما من ظلم ابناءه وجحودهم.
حسبي الله ونعم الوكيل
المفضلات