نزلت (ميدان العتبة) من بضعة أيام، وكأني لم أنزله من زمن!
فالبعض يعرف -إن شاء الله - ما حدث للمسرح الذي يتوسط الميدان، وأن الله قد سلَّط عليه بعد مخلوقاته، وهي: النار، حتى أحرقته عن بكرة أبيه! (والحمد لله التي تتم به الصالحات)
كان هذا من قُرابة - على ما أذكر - سنتين، فلما شاهدته؛ إذ بِي أجد أن المسرح - بقدرة قادر - اكتمل بناؤه ترميمه!
فقلت: سبحان الله!
يعني لما وزارة الأثار تمسك مسجد زي مسجد عمرو بن العاص - مثلا - علشان ترممه، يفضلوا يطلعوا عين اللي جابونا علشان يعملوه.
ولما حابوا يعملوا خط مترو أنفاق جديد، برده طلعوا عين أهلنا علشان يعملوه، بقالهم حوالي أربع سنين ولسه، وده طبعا بعد ما خربوا الشوارع، وهدموا بيوت الناس (وطبعا الحكومة الموقرة عموضتهم بفتات من العيش!! ولا حول ولا قوة إلا يالله) وفي الآخر - بعد ما هدموا البيوت، وبوظوا الشوارع والميادين - قالولك: المنطقة ديه لا تصلح لحفر أنفاق فيها!! (تراودني الآن كلمة اسكندرانية، لكن الطيب أحسن )

ولما يحبوا يبنوا مكتبة، مش هنقول مسجد يا عم الحج، تظل - أيضًا - بالخمس سنوات!!

يعني بناء مسرح تُنتهك فيه حرمات الله، أولى عندكم من بناء - أو ترميم - مسجد، أو مكتبة، أو شارع، أو ميدان؟؟!!
فتذكرت قول المعري:

عِش مُجْبَرًا أَو غَيرَ مُجْبَر***فَالخَلقُ مَرْبوبٌ مُدَبَّر

وَالخَيْرُ يُهمَسُ بَينَهُم***وَيُقامُ لِلسَّوْآتِ مِنْبَر