أقدم أسير في السجون المصرية يروي تفاصيل 7 سنوات من المعاناة خلف القضبان


غزة - المركز الفلسطيني للإعلام

"لم أصدق نفسي وأنا في معسكر الشاطئ بين أهلي وجيراني وأحبابي بعد غياب دام سبع سنوات، الحمد لك يارب على هذه النعمة والهبة التي منحتني إياها"، بهذه الكلمات تحدث معتصم القوقا أقدم أسير في السجون المصرية بعد الإفراج عنه، حيث اختطفته السلطات المصرية في ظل حكم الرئيس المصر محمد حسني مبارك بتهم وحجج واهية.
تمكن القوقا من الخروج من سجنه في الأراضي المصرية والمعروف "أبو زعبل"، بعد أن هاجمت اللجان الشعبية المصرية السجون وفتحتها على مصراعيها بعد صراعٍ بينها وبين السلطات المصرية.
ظروف الاعتقال .. المعاملة سيئة
يقول معتصم في تصريح خاص لـ"المركز الفلسطيني للإعلام": اعتقلت عندما كنت متجها من غزة إلى مصر، بتهمة أني انتمي إلى حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، وهي حركة محظورة عند النظام المصري، وتم سجني على أساسها لمدة سبع سنوات".
وأضاف: "في البداية لم أعلم ما هي التهمة الموجهة إلى، ولكنهم اخبروني فيما بعد بأنني عضو في تنظيم محظور في مصر"، مشدداً على أنه تلقى معاملة سيئة في السجون المصرية وخصوصا في سجن "أبو زعبل"، فقد كانوا يضعوننا في زنزانة انفرادية لا استطيع وصفها من شدة هولها".
وتابع: "استطعت الخروج من ذالك السجن الذي يوصف بالجحيم للأسرى الفلسطينيين، بعد الأحداث التي جرت في مصر، حيث قام الأهالي في تلك المنطقة بهد جدران سجن أبو زعبل واستطعنا الخروج بحمد الله كباقي المختطفين".
وأوضح الأسير المحرر القوقا أن العديد من السجناء الفلسطينيين كانوا برفقته، فقد كان يرافقه في زنازين "أبو زعبل" ثمانية من حركتي الجهاد وحماس، وبعضهم كان محكوما عليه بالسجن عشرات السنوات".
مشاعر ولحظات لن تنسى
من جانب؛ وصف والد الأسير المحرر من السجون المصرية معتصم القوقا، شعوره لحظة رؤية ابنه يقف أمامه بعد غياب دام سبع سنوات، بـالحلم والمقابلة التي كانت صعبة المنال.
وقال والد الأسير المحرر في تصريح خاص أدلي به لـ "المركز الفلسطيني للإعلام"، مساء الأحد (30-1): "اليوم وصل ابني بيته الذي غاب عنه سنوات طويلة بسبب قرارات الأمن المصري الظالمة"، مشيراً إلى أنه لم يكن يتوقع خروج ابنه من السجون المصرية لأن عمر سليمان نائب الرئيس المصري الحالي رفض إطلاق سراحه رغم صدور قرارين من المحكمة المصرية للإفراج عنه".
وأضاف "حمدت الله وشكرته عندما رأيت فلذت كبدي يقف وتمشي أمامي، فالإفراج عن ابني ووصوله لبيته بعد سبع سنوات من السجن التعسفي منة من الله أرسلها لنا".
وتابع:" حتى هذه اللحظة لم استطع أن أسلم عليه وأخذه في أحضاني كثيرا لكثرة المهنئين بخروجه من السجون المصرية بالسلامة"، مشيراً إلى أنه ينوي أخذه للمستشفى لإجراء بعض الفحوصات الطبية عليه للاطمئنان على صحته، فقد كان معتقل في سجن "أبو زعبل" لمدة تقرب من 7 سنوات".
وحول كيفية وصول ابنه لغزة، قال: "بعد ثورة الشعب المصري المبارك ضد النظام الظالم في مصر استطاع هو ورفاقه الهروب من مصر حيث ساعد أفراد من الشعب المصري وأرجعوه لوطنه الحبيب الذي غاب عنه قصراً".
واستطاع خلال اليومين الماضيين خمسة أسرى كانوا محتجزين في السجون المصرية الوصول إلى قطاع غزة، وهم: معتصم القوقا (وهو أقدم أسير فلسطيني في السجون المصرية) ومحمد عبد الهادي وجمعة الطحلة وعمر شعث حسان وشاح.