سيتم اغلاق الموضوع

العبرة ليست بالاسماء، العبرة بالمسميات، العبرة ليست بالحروف والمباني ولكن بالقصد والمعاني.
فإذا كان يقصد من كلمة الديموقراطية الغاء الاحكام الشرعية فهذا مرفوض في عقيدة المسلم لأن خلافه كفر.
وإذا كان يقصد أنه سيحكم الشريعة الإسلامية من خلال الديموقراطية (ولو بتدرج) فهذا إن شاء الله مقبول، مع تطرف بعض المشايخ الذين يرون بأنه إذا طبقت 90% من الشريعة فأنت في حسابهم طبقت 0% وهذا من الغلو والتطرف.

ومن سوء ظن بعض الملتزمين أنهم يحاسبون الأنسان من خلال قوله ديموقراطية، فإذ قال بها فهو في نظرهم يحكم بغير ما أنزل الله.

كذلك ومن سوء ظنهم أن المسلم إذا رضي بالدخول في أي تصويت فهم يعتقدون أنه سيصوت ضد الشريعة، لماذا؟ لأنهم لو ظنوا فيه خير لوقفوا معه بدلا من أن يقفوا ضده.

إن دعواهم هذه تجر الشعب المصري إلى عدم المشاركة في التصويت مما ينتج عنه ضياع كثير من الأحكام الشرعية.

الحقيقة أن كل مافي الأمر أن بعض الإسلاميين قطع شوطا في العلم والفهم والنشاط والتغيير، وبعض آخر لم يقدم شيئا، فحينما يرى أخاه المسلم قد تقدم وهو على أبواب التغيير استشاط من الغيرة وغضب وسفه في إخوانه وقلل من قيمتهم.

وأمثال هؤلاء لو وسد لهم الأمر لرأ]نا مزيدا من النفور من الشريعة.

ينبغي أن نستوعب مسائل عديدة...

- ليس كل ما يعُرف يُقال في العلن، مثال ذلك، الذي يذهب للدعوة إلى الله في الغرب، فإذا تأثر انسان بالإسلام وأراد أن يُشهر إسلامه قال له "لحظة، إذا تراجعت عن الإسلام يجب قتلك" ما رأيكم في مثل هذا؟ من الناحية الشرعية يجب أن يخبره بهذا الكلام، ومن الناحية العملية لن يستطيع أصلا أن يطبق هذا الأمر في الغرب.

- إذا كان أخذ رأي الشعب في تحكيم الشريعة سيقود إلى تقنينها ووضعها كقوانين وتكون هي المصدر الأول للتشريع فيجب الوثوق في الشعب فهذا خير من تركه، بل هو واجب شرعي يجب أن يؤدوه، وأعتبر من يمنعهم من ذلك شخص مسيء للشريعة الإسلامية ومضر بالدين وسكوته خير له.

- منذ بدأت الجمهورية، وربما من قبل، لم نسمع من هؤلاء سوى الجعجعة، ولم يستطيعوا ان يقنعوا حاكما ولا برلمانيا في الأخذ بأحكام الشريعة، والآن لما وصلنا إلى نقطة مفصلية ظهرت لنا العفاريت التي تمنعنا من التوصيت لما فيه مصلحة ديننا ودنيانا؟ الآن ظهرت الكلام والجعجعة والإرجاف؟

على الشعب المصري أن يشارك في اثبت وجهة نظره واختيار من يراه مناسبا ممن يرضى دينه وخلقه وعلمه ويراه محققا لمصلحته الدينية والدنيوية.

اعتذر، اتكلم بهذه الحدة لأن هذا الموضوع أوغلت فيه كثيرا وتعاملت مع أناس كثر، ولا أرغب في سماع مزيد من هذا الكلام.

حينما يتكلم أهل العلم وأهل الشريعة ويفتون بجواز المشاركة الديموقراطية لأنهم يعلمون أنهم يتعاملون مع مسلمين، لا أمثال أؤلئك الذين نصبوا أنفسهم أوصياء على المسلمين فيظنون بالمسلمين سوءا وكأنهم سيقفون ضد الشريعة، أعقلوا يا شباب، الناس مسلمين ويحبون الدين، حتى لو زنى وسرق!! ولقد جالست مدمني خمر ومخدرات إذا ألقي عليهم كلمة بسيطة ميسرة تجد بعضهم لا يتمالك نفسه ويبكي، ويسألك عن كيف ينفع دينه، أقول له "اترك الادمان ففي هذا رحمه بالمسلمين"...