========الحديث الأول:
عَنْ يَحْيَى بْنِ الْعَلاءِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُسَامَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِيِّ، قَالَ "أَوَّلُ فُسْطَاطٍ ضُرِبَ عَلَى قَبْرِ أَحَدٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ لَعَلَى قَبْرِ زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ وَكَانَ يَوْمًا حَارًّا".
باب الجنائز – مصنف عبد الرازق
بداية أقول لا يوجد باب اسمه باب الجنائز، ولكن يوجد كتاب الجنائز.
لنعود للحديث، يروي يحي بن العلاء، وشيخه يزيد بن عبدالله بن أسامة.
قال ابن حجر عنه في تهذيب التهذيب:
يحيى بن العلاء البجلي أبو سلمة ويقال أبو عمرو الرازي .. روى عنه عبد الرزاق .. قال أحمد بن حنبل كذاب يضع الحديث وقال الدوري عن ابن معين ليس بثقة وقال أبو حاتم عن ابن معين ليس بشئ
وقال عمرو بن علي والنسائي والدارقطني متروك الحديث وقال الجوزجاني غير مقنع وقال في موضع آخر شيخ واهي وقال أبو حاتم سمعت أبا سلمة ضعف يحيى بن العلاء وكان قد سمع منه وقال في
موضع آخر ليس بالقوي تكلم فيه وكيع وقال أبو زرعة في حديثه ضعف.
وقال الآجري عن أبي داود ضعفوه وقال في موضع آخر ضعيف وقال إسحاق ابن منصور عن عبدالرحمن سمعت وكيعا وذكره يحيى بن العلاء فقال كان يكذب حدث في خلع النعلين نحو عشرين حديثا
وقال ابن حبان ينفرد عن الثقات بالمقلوبات لا يجوز الاحتجاج به وقال ابن عدي له غير ما ذكرت والذي ذكرت مع ما لم أذكره كله لا يتابع عليه وكلها غير محفوظة والضعف على رواياته وحديثه بين
وأحاديثه موضوعات.
قلت: وقال يعقوب بن سفيان يعرف وينكر وقال الساجي منكر الحديث فيه ضعف وقال الدولابي متروك في الحديث وقال الحربي غيره أوثق منه.
واختصرها ابن حجر في تقريب التهذيب بقوله: يحيى بن العلاء الأسماء أبو عمرو أو أبو سلمة الرازي رمي بالوضع....
إذا هذه رواية مردودة ولا يُستدل بمثلها إلا بمن اعتاد على مخالفة أمر النبي صلى الله عليه وسلم ونقل الموضوعات والمنكرات.
وغذا افترضنا أن الحديث مقبول، فإنه من الواضح أن قول الراوي "وكان يوما حارا" هو السباب في وضع الفسطاط لوقاية الناس من الشمس.
يتضح من هذه الروايات دون البحث في مدى صحتها أمران:مجموعة أحاديث:
(11507)- [11856 ] حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، قَالَ: ثَنَا أَبُو خَالِدٍ الْأَحْمَرُ، عَنْ حَجَّاجٍ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ إبْرَاهِيمَ، قَالَ: " أُلْحِدَ لِلنَّبِيِّ وَرُفِعَ قَبْرُهُ حَتَّى يُعْرَفَ
(1150- [11857 ] حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، قال: ثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ، قَالَ: " رَأَيْتُ قَبْرَ عُثْمَانَ بْنَ مَظْعُونٍ مُرْتَفِعًا
(11509)- [11858 ] حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، قَالَ: ثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا إبْرَاهِيمُ بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي مَيْمُونَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ، أَوْصَى " أَنْ يَجْعَلُوا قَبْرَهُ مُرْتَفِعًا، وَأَنْ يَرْفَعُوهُ أَرْبَعَ أَصَابِعَ، أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ " فِي الْفُسْطَاطِ يُضْرَبُ عَلَى الْقَبْرِ
(11510)- [11859 ] حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، قَالَ: ثَنَا وَكِيعٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مِهْرَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ أَوْصَى " أَنْ لَا يَضْرِبُوا عَلَى قَبْرِهِ فُسْطَاطًا "
217 ](11511)- [11860 حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، قَالَ: ثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ إبْرَاهِيمَ بْنِ إسْمَاعِيلَ بْنِ مُجَمِّعٍ، عَنْ عَمَّتِهِ أُمِّ النُّعْمَانِ، عَنْ بِنْتِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ، قَالَ: " لَا تَضْرِبُوا عَلَيَّ قَبْرِي فُسْطَاطًا "
1- نهي الصحابة، أبو هريرة وأبو سعيد عن بناء الفسطاط على قبريهما، وهما من أكثر الصحابة رواية عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا يخالف ما يجزيه الطرقيون مطلقا من ضرب الفسطاط، وهو الفسطاط الذي يفعله الُطرقية الآن من ضرب الخيام على قبور لأناس ماتوا قبل عقود، ويرتكبون بجوارها الخرافات والبدع.
2- توجيه عمران بن الحصين برفعه بمقدار أربعة أصابع لا كما يفعل الطُرقيون.
ماذا كان البناء؟ وماذا كان هدف البناء؟ وهو مخالف لتوجيه الصحابة من النهي، وأما ابن الحنفية فتابعي وليس بصحابي، وفعله ليس بحجة، خاصة إن جاء في معرض مخالف لما طلب به الصحابة، وقصة البناء هذه تتناقض مع يفعله الطُرقيون الذين يتحدثون عن البناء الذي يبنونه على القبور لاعوام مديدة وهدفه جمع الناس للتقرب لأصحاب الأضرحة.حديث آخر:
(11512)- [11861 ] حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، قال: ثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ أَبِي عَطَاءٍ، قَالَ: " شَهِدْتُ وَفَاةَ ابْنِ عَبَّاسٍ، فَوَلِيَهُ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ، فَبَنَى عَلَيْهِ بِنَاءً ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ "
أقول، إذا كان عدد من الصحابة نهى أن يُضرب على قبره فسطاطا، فكيف يقوم بذلك عمر؟حديث آخر:
(11513)- [11862 ] حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، قَالَ: ثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ: أَنَّ عُمَرَ ضَرَبَ عَلَى قَبْرِ زَيْنَبَ فُسْطَاطًا "
يتضح من عدة روايات ذكر الحر واليوم الصائف، ففائدة هذه الزيادات تعليل ضرب الفسطاط، فإنما أن نقول أن عمر خالف الصحابة وضرب فسطاطا بدون علة، وإما أن نقول أن علة ضرب الفسطاط هو اتقاء حمر الشمس، وليس كما يُريد الطُرقيون خداع المسلمين به، وهو ضرب الفسطاط لسنين عدة لتجميع الناس وارتكاب الخرافات والبدع.
هذه يؤيد ما قيل من قبل.الحديث الأخير من مصنف عبدالرزاق:
(11514)- [11863 ] حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ، قال: ثَنَا زَيْدُ بْنُ حُبَابٍ، عَنْ ثَعْلَبَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ كَعْبٍ، يَقُولُ: " هَذِهِ الْفَسَاطِيطُ الَّتِي عَلَى الْقُبُورِ مُحْدَثَةٌ "
ما ذُكر حتى الآن في أقصى أحواله أمران:
1- ما فعله عمر رضي الله عنه كان بقصد اتقاء حر اليوم الصائف.
2- ما فعله ابن الحنفيفة ليس بحجة، ولم يتضح ما المقصود من البناء، علما بأن بعض أهل العلم أعل الحديث منهم عبدالله بن أحمد بن حنبل.
في مقابل هذا نخالف هدي الصحابة رضوان الله عليهم ممن نهى صراحة عن بناء الفسطاط على القبر.
سأعود لاكمال الرد لاحقا.
ختاما أقول:
عنوان الموضوع "أول من ضرب على القبر فسطاطًا او قبة سيدنا عمر بن الخطاب"
فهات لنا يا أخ شريف بحديث ذكر (قبة) كما تدعي.
المفضلات