في أحد الفنادق بوسط دبي الذي يغص بفتيات الليل راحت امرأة روسية تغطي مساحيق التجميل وجهها تفخر بالزبائن الاثرياء الذين تصاحبهم.

وقالت بالعربية في محاولة لاجتذاب رجل بريطاني "شو يا حبيبي" لكنه أعرض عنها وحول انتباهه الى فتيات من جنسيات اخرى يعرضن أنفسهن.

وقالت كاترينا باشمئزاز "اعتقد انه يفضل صاحبات البشرة السمراء" فيما كان الرجل يتحدث الى مجموعة من الفتيات الاثيوبيات.

وتحقق التجارة والاعمال رواجا كبيرا في دبي ويشمل هذا فتيات الليل اللاتي يتدفقن على الامارة بحثا عن المال وسط موجة جديدة من ارتفاع اسعار النفط.

وتشهد دبي في دولة الامارات العربية المتحدة نشاطا طموحا على مدار ساعات اليوم في مشروعات التطوير العمراني كما تجتذب مزيجا من مختلف الجنسيات من الايدي العاملة سواء من الحرفيين او المهنيين.

وحققت دبي نموا بلغ 16.7 في المئة عام 2004.

كما تتميز دبي التي يبلغ عدد سكانها 1.6 مليون نسمة معظمهم من الاجانب بحياة ليلية نشيطة تتاح فيها العلاقات الجنسية العابرة للجميع وهو ما يخالف المعتاد في منطقة الخليج المعروفة بالتحفظ.

وذكرت الشرطة العام الماضي ان الامارات تبحث فرض شرط الحصول على تأشيرات دخول مسبقة على النساء الزائرات خاصة القادمات من دول شرق اوروبا في محاولة للحد من البغاء المحظور رسميا في البلاد.

وتتنقل الشقيقتان المسلمتان سارة ومريم القادمتان من اذربيجان من حانة لاخرى في المدينة ليلا بحثا عن الزبائن ونادرا ما تصادفان اي مشكلة. وتحضرن في بعض الامسيات الى ملهى ليلي في دبي يبحث رواده من الجنسيات المختلفة عن علاقات عابرة مع فتيات بين مجموعة كبيرة التنوع.

وتقيم الشقيقتان في الشارقة المجاورة حيث ايجار المساكن اقل من دبي. وقالت سارة "المال... في دبي كثير من المال. الجميع يتحدثون عنه في المكان الذي جئت منه."

وتضيف انها واختها تستطيعان بسهولة ان تحصل كل منهما على 6000 دولار شهريا تذهب منها 600 دولار الى قواد تركي. ويعد هذا دخلا طيبا في بلد يزيد فيه متوسط دخل الفرد سنويا على 20 الف دولار.

وتقول مريم التي تؤدي مع اختها عملا عاديا في الصباح تحصلن منه على اجر ضئيل "لا نحصل من عملنا الصباحي على شيء يذكر. لكننا نكسب اموالا كثيرة في الليل."

لكن البغاء له وجه اخر في الامارات حيث يستقدم بعض القوادين نساء الى البلاد بعد ايهامهن بتوفير عمل لهن ثم يجدن انفسهن مجبرات على بيع انفسهن ليلا.

وكانت وزارة الخارجية الامريكية اشارت الشهر الماضي الى دولة الامارات بين عدد من أسوأ الدول سجلا في تهريب البشر بسبب النساء اللاتي ذكرت الخارجية الامريكية انهن يجبرن على العمل بالبغاء.

وتقول عالية البالغة من العمر 25 عاما القادمة من قازاخستان انها واحدة من هؤلاء. قدمت عالية الى دبي قبل فترة قصيرة وهي تحصل على نحو 1000 دولار شهريا تدفع معظمها مقابل السكن ولقواد من قازاخستان يحتفظ بجواز سفرها الى ان تنتهي من سداد 8000 دولار اليه.

وقالت عالية وهي تنظر الى عدد كبير من فتيات الليل الاخريات في مشرب باحد الفنادق "انا خدعت اذ كنت اظن اني ساعمل سكرتيرة او شيئا من هذا القبيل. اصبت بالمرض في اول شهر ونصف من تأثير الصدمة."

وأضافت "دهشت عندما جئت اول مرة لهذا العدد الكبير من الفتيات هنا."

واقر مسؤول في الشرطة بوجود عدد كبير من فتيات الليل لكنه قال ان كثيرا من الشكاوى لا يمكن اخذها على محمل الجد. واضاف ان فتيات الليل الروسيات لا يقدمن شكاوى بانهن خدعن الا بعد ان يختلفن مع القوادين على المال.

وتقول جمعية "لاف فالي" أو وادي الحب الخيرية المحلية ان عدد النساء اللاتي يجبرن على العمل بالبغاء تزايد خلال العام الماضي.

وكثيرا ما يتولى هنود وهم اكبر جالية اجنبية في الامارات ادارة شبكات للدعارة.

وقال سي. بي. ماثيوز رئيس الجمعية "كانت هناك اكثر من 150 حالة في الشهور الستة الماضية لكن العدد كان اقل قبل ذلك. اصبح الناس يعرفون ان هذه الاشياء تحدث."

واضاف "اجبرن أو كدن يجبرن على البغاء. هرب معظمهن وكان اغلبهن هنديات. جئن للعمل جليسات اطفال او خادمات او بائعات. بعضهن يفعلن اي شيء للتخلص من الموقف."

ومن هؤلاء خادمة من سريلانكا تبلغ من العمر 25 عاما وتدعى أمالي فيجياتونجا قفزت من نافذة في الطابق الثاني في وقت سابق من العام الحالي عندما ادركت انها ستجبر على ممارسة الجنس مقابل المال. وعثرت الشرطة عليها على الرصيف مصابة بكسور ونزيف ونقلت الى المستشفى.

وتقول امالي ان بعض معارفها من الهنود وعدوا بمساعدتها بعد ان تنقلت بين عدد من الاعمال الرثة في مدن اخرى بالامارات. لكن الامور تحولت من سيء الى اسوأ عندما اصطحبت الى شقة سكنية في دبي على وعد بمساعدتها في الحصول على عمل افضل.

وقالت من فراشها في المستشفى حيث تتماثل للشفاء "ارادوا ان اشترك في فيلم جنسي ولم اعرف ماذا افعل. هذه حياتي ولم استطع ان افعل ذلك فقفزت من النافذة