ملحوظة: أنصح بقراءة المقالة أكثر من مرة وتلخيص الخطوات والإجراءات وابدأ من الآن وجرب أن تتعامل وتتصرف مع مشاكل الشبكة كالخبراء والمحترفين لا كالمبتدئين.
تعريف عملية حل مشاكل الشبكة والإجراءات التشخيصية
المرجع الرئيسي في كتابة هذه المقالة هو كتاب الدليل الدراسي الكامل للشهادة CompTIA A+.
أحب أن أبدأ مقالي هذا بسؤال غاية في الأهمية وهو كم شخص منا (نحن المتخصصين في مجال الشبكات) شارك في تأسيس شبكة جديدة؟ بمعنى آخر بناء شبكة من أولها في مكان لا وجود فيه لشبكة؟ ستفاجأ بالإجابة لأني أعرفها مسبقاً، نعم القليل منا والقليل جداً. إذن ماذا يفعل رجل الـ IT؟ أقصد لماذا توظف الشركات رجال الشبكات؟ مع أن الشبكة لديهم تم تأسيسها وسُلمت من قبل شركة الشبكات المصممة، والشبكة تعمل ومستقرة ووصلنا لمرحلة الـ stability !!! أرجو أن تكون استنتجت ما أردت قوله وهو أن الدور الأساسي لرجال الشبكات ليس البناء فالشبكة تبنى مرة واحدة في عمر الشركة، وتغيير البنية التحتية وتأسيس الشبكة من جديد ربما يحدث مرة كل عشرين عام. إذن ما هو الدور الرئيسي لرجال الشبكات؟ هذا ما ستعرفه في مقالي اليوم فكن معنا...
يستلزم اصطياد المشاكل وحلها طرح الكثير من الأسئلة على نفسك وعلى الأشخاص الآخرين. لكن يحب المبتدئون (ونعم، لقد كنا جميعاً مبتدئين في وقت من الأوقات) طريقة التجربة والخطأ في تصحيح الأشياء، لكن على المدى الطويل، من الأفضل اعتماد أسلوب منهجي لحل مشاكلك، وهذا هو موضوع المقالة، فالسبب الذي يدفع المبتدئين إلى اختيار طريقة التجربة والخطأ في أغلب الأحيان هو عدم امتلاكهم خلفية جيدة كافية (سواء من العلم أو الخبرة) لتحليل المشاكل. أتعرف ماذا يفعل المبتدئ عندما تواجهه مشكلة في الشبكة دعني أضرب لك مثال: رجل ضاع في الصحراء ولا يعرف أين الطريق يجري مرة يسرة ومرة يمنة، يجرب هذا الطريق ويخطأ ويجرب آخر فيخطأ لكن لماذا إختار هذا الطريق ولم يكن ذاك هو لا يدري، هو يجرب ويخطأ حتى يعثر على الطريق الصحيح دون أن يشعر، وربما لم يعثر وكانت النتيجة هي الهلاك !!! ولا أخفيكم فهذه الطريقة بجانب أنها تستنفذ قواك تسبب لك ضغوط نفسية غير عادية قد تعجز معها عن التفكير بشكل سليم أو إيجاد الحل مع أنه قد يكون بسيطاً وأنت تعرفه، وإليك الحل ألا وهو الأسلوب المنهجي...
أول عِماد للأسلوب الجيد في حل المشاكل هو فهم كيف يُفترض أن تعمل الشبكة بما فيها من أجهزة، إذا لم تكن متأكداً من ذلك، فكيف ستتمكن من جعلها تعمل بشكل صحيح؟ لتحقيق هذا، تحتاج إلى بناء معرفتك الأساسية بكيفية عمل كافة الأنظمة لديك من أول جهاز المستخدم العادي إلى السيرفرات والسويتشات والروترات، ويمكنك القيام بهذا من خلال أمرين أولهما الكورسات وهذا كان لي فيه سلسلة من المقالات في الأعداد السابقة من مجلة networkset تحت عنوان "من أين أبدأ وكيف أبدأ في الشبكات؟؟؟ سؤال لطالما حيرني!!!" والأمر الثاني القراءة نعم القراءة يا أمة القراءة، وأنتم تعرفون أن أول كلمة نزلت في كتاب الله عز وجل على نبيه (صلى الله عليه وسلم) كانت "اقرأ"، خصص وقت لا يقل عن ساعتين يومياً للقراءة في التخصص وخصوصاً المواقع المعتمدة مثل موقع سيسكو، أي شيء تريد أن تعرف عنه ابحث عنه في محرك البحث الخاص بموقع سيسكو واقرأ كل ما تقع عليه عينك... وطبعاً هذا ليس موضوع تلك المقالة.
هذا المقال سيتابع البناء على معرفتك التي بنيتها من خلال الأمرين السابقين، حيث سأعطيك نصيحة عن الأسلوب الذي يجب أن تعتمده لحل تلك المشاكل، ستتعلم هنا مجموعة من الخطوات، لتسير بطريقة منهجية من أجل حل كل مشاكلك. بالإضافة إلى أننا نهدف إلى ما هو أعظم من ذلك، ألا وهو كيف يمكنك في أغلب الأحيان منع المشاكل من الحصول أصلاً، وذلك بتنفيذ الصيانة الدورية والوقائية وإجراءات المراقبة لكل ما يحدث. فالحكمة القائلة الوقاية خير من العلاج والمثل القديم الذي يقول بأن درهم وقاية خير من قنطار علاج، ينطبقا على هذه الحالة بكل تأكيد. ولكن دعنا أولاً نتعلم الخطوات للسير بطريقة منهجية من أجل حل المشاكل ثم سنتكلم عن الخطوات التي يمكنك القيام بها للتنبؤ بالمشاكل وتجنب الكثير منها قبل وقوعها.
ملاحظة هامة جداً: التحليل (analysis) هو عملية تقطيع بنية أو نظام إلى المكونات التي يتألف منها والعلاقة بينها.
عليك التفكير أولاًوقبل البدء في حل المشكلة، بأربعة أجزاء رئيسية (على الأقل) هي مكونات الشبكة، ولاحظ أن كل جزء من هذه الأجزاء مكون من عدة أجزاء:
1- مجموعة الأجهزة المندمجة في الشبكة (روتر – سويتش – سيرفر – مودم – كمبيوتر...).
2- نظم التشغيل للأجهزة السابقة وطريقة العمل عليها وإعداداتها.
3- التطبيقات والبرامج المستخدمة في الشبكة والتي قد تكون مصدر إزعاج لك.
4- المستخدمين حيث يجب أن تعرف أن المستخدم هو جزء معقد ومهم جداً من المشكلة.
نعم يتطلب الاصطياد الفعّال للمشاكل بعض الخبرة والخلفية العلمية لتحليل المشكلة الحاصلة، وإيجاد الحل الصحيح لها، بالسير على الخطوات التالية، لكنك أيضاً تحتاج إلى تذكر بعض الخطوات المنطقية الأخرى مثل: أن تسأل نفسك "هل هناك مشكلة؟". ربما المشكلة ناتجة عن أن الزبون (المستخدم العادي) يتوقع الكثير من الكمبيوتر وليس هناك مشكلة. وإذا كانت هناك مشكلة، هل هي مشكلة واحدة فقط، أو عدة مشاكل؟ وغيرها من الأسئلة ...
يتبع
المفضلات