2) الرادييتور Radiator
قطعة معدنية كبيرة مسئولة عن تشتيت الحرارة من الماء الساخن القادم من المضخة بعد أن يمر السائل على المعالج و يكتسب الحرارة منه. يحمل نفس الفكرة المستخدمة في تبريد محرك السيارات كما أنه يحمل نفس الاسم. الرادييتور حجمه 120 مم و يستطيع استقبال مروحة بنفس الحجم, و بالطبع لن يتم تبريده بالشكل المناسب إن لم تستخدم مروحة تدفع الهواء باتجاهه. الزعانف هي المسئولة عن تشتيت الحرارة في الرادييتور و كلما زاد عدد الزعانف في البوصة كلما كان الرادييتور أكثر كفاءة, و كما نرى امامنا الرادييتور عليه كمية لا تُعد من الزعانف الملتوية.
يبلغ سمك هذا الرادييتور باستخدام مسطرتي المتواضعة 2.6 سم, مما يجعله أقل سمكاً من أخيه الأكبر H2O 920. كما أنه يستطيع حمل مروحة واحدة أو مروحتين (واحدة على كل جانب) حيث أن فتحات مسامير تثبيت المراوح موجودة على الجانبين.
يوجد على الرادييتور مُلصق خاص عليه الرقم التسلسلي و اسم الطراز H2O 620.
الأنابيب تدخل إلى الرادييتور و يتم تأمينها و إحكام الغلق عليها عبر تلك الحلقات البلاستيكية التي تمنع حدوث أي تسرب للسائل أو تحرك الأنابيب من مكانها حتى مع شد الأنابيب عن طريق الخطأ, أو تحريكها بشكل عنيف.
3) الأنابيب
تتميز أنابيب مشتت Antec بانها مرنة و ليست صلبة كتلك الأنابيب التي نراها في بعض المشتتات الشبيهة, الأنابيب المرنة تتيح لك حرية تحريكها داخل الصندوق أثناء عملية التركيب و حتى ثنيها بأي طريقة تريد دون قلق.
هذا مثال لما تستطيع عمله دون خوف, و ليس معنى أن الأنابيب مرنة أنها رفيعة أو ضعيفة البناء, بالعكس, الأنابيب خاماتها جيدة جداً و تشعر انها مُصنعة من المطاط الثقيل المُقوى.
مثال آخر لما تستطيع الأنابيب المطاطية المرنة تحمله, طول الأنابيب لن يشكل أي معضلة إن أردت تركيب المشتت في كيسة واسعة, ذلك لأن طولها يبلغ 32 سم, ربما المشكلة تكون في الكيسات الصغيرة حيث ستضطر لتركيب الأنابيب بشكل تكون فيه مثنية أو مضغوطة.
الاختبار
درجات الحرارة اليوم في غرفتي كانت تتأرجح بين 31 و 32 درجة مئوية, لا أمتلك مكيف هوائيّ و لا أستطيع التحكم في درجات الحرارة داخل الغرفة بأي شكل كان, لذا أجريت الاختبار على ثلاثة من المشتتات الحرارية الموجودة لديّ حتى أستطيع المقارنة بينهم بشكل عادل. تمت الاختبارات على منصة مفتوحة هي Dimastech Twst Bench V2.5 Easy و لعل استخدام المشتت داخل صندوق مُغلق يحقق درجات أفضل نتيجة التيار الهوائي الجيد. استخدمت معالجي Intel Core I5 2500K مع لوحتي الأم طراز Gigabyte GA-Z77X-UD5H. الاختبارات هذه المرة مختلفة عما اعتدت عمله من قبل, و تمت على ثلاثة درجات من سرعة المعالج لكل مشتت محل اختبار:
1) السرعة الافتراضية للمعالج مع تفعيل التيربو, و تفعيل خواص توفير الطاقة و تلك الحالة تمثل ما سيفعله أي مستخدم عادي.
2) كسر السرعة المتوسط: حيث قمت بكسر سرعة المعالج إلى 4.5 جيجا هرتز باستخدام فولت مقداره 1.28 فولت.
3) كسر سرعة متقدم حيث وصلت لسرعة 4.7 جيجا هرتز (كان بإمكاني الوصول لأكبر من هذا لكنني لم أقدم على المخاطرة بالمعالج) على فولت 1.32.
مع كل سرعة من السرعات السابقة, تم الضغط على المعالج عبر ثلاث مراحل:
1) المرحلة الأولى: وضع الخمول, و تم ذلك بترك الجهاز لمدة نصف ساعة دون أي برامج تعمل في الخلفية و لم أقم بأي نشاط على الجهاز, كنت أكتفي بمشاهدة مقاطع فيديو عبر يوتيوب على اللابتوب.
2) المرحلة الثانية: سيناريو الاستخدام اليومي, بدأت بتصفح الإنترنت قليلاً و تشغيل فيديوهات بدقة 1080p ثم لعب Battlefield 3 و الاستمتاع بقيادة F/A-18 Hornet, تلاها تشغيل دورة واحدة من تحويل الفيديو باستخدام ترميز X264, و بعض التعديلات على صور على فوتوشوب, ثم فك ضغط ملفات بحجم 700 ميجابايت.
3) المرحلة الثالثة: أسوأ ضغط يمكن أن يحدث على المعالج المركزي, و أعلى حرارة يمكن أن نحصل عليها, قمتُ باستخدام Intel Burn Test لعشر دورات متتالية, و نادراً ما ستشهد درجات الحرارة تلك أثناء استخدامك اليومي مهما تكن البرامج التي تستخدمها.
نتائج الاختبارات
أولاً: على السرعة الافتراضية للمعالج
حقق المشتت درجات حرارة رائعة جعلته يتفوق على مشتت NH-D14 في الخمول! و لكنه تراجع عنه بنصف درجة تحت الضغط العادي, و تراجع عنه أيضاً بدرجة و نصف تحت أقصى ضغط ممكن. إلا أنه على الجانب الآخر تفوق H2O على NH-L12 منخفض الارتفاع في كافة الاختبارات.
ثانياً: كسر السرعة لـ 4.5 جيجاهرتز
ما زال المشتت محافظاً على نفس الدرجة تقريباً, فهو يقع بين كلا مشتتي Noctua. الأمر المميز هنا أنه مع الكسر إلى 4.5 جيجا هرتز لم تصل درجات الحرارة 62 درجة مع الضغط العادي الذي ستشهده مع أنشطتك اليومية و هي درجة حرارة رائعة إذا ما أخذنا في الاعتبار حرارة الجو في وقتنا هذا فضلاً عن غياب المكيف الهوائيّ, و ربما لو تغيرت تلك الظروف بتحسن الأداء. الضغط الذي تسببه برامج ضغط المعالج يظهر جلياً امامنا, فالفرق بين درجات الحرارة في مرحلتي الضغط وصل إلى عشر درجات كاملة أو أكثر.
ثالثاً: كسر السرعة لـ 4.7 جيجاهرتز
لا جديد تحت الشمس, لم يفقد المشتت مكانته حتى الآن و ما زال يحقق درجات رائعة للغاية في ظل المنافسة بينه و بين الكبير NH-D14. في مرحلة الضغط العادي باستخدام الألعاب و التطبيقات أصررت على اللعب لفترة أطول و إجراء عمليات أكبر لبيان ثبات المعالج على هذا الكسر, و وجدت أن أقصى درجة حرارة تم تسجيلها لم تتجاوز 66 درجة للأنوية, و هو ما يمنحنا مزيد من الحرية لكسر سرعة أكبر لأننا لم نقترب بعد من الحد الأقصى للحرارة الذي حددته إنتل.
ملحوظة (1): استخدمت اللغة العربية في الرسوم البيانية لأننا عرب, و أنوي استخدامها على نطاق واسع فيها بعد.
ملحوظة (2): أنوي اعتماد درجات الحرارة بطريقة Delta في المرات القادمة لأنه حتماً ستتغير درجة حرارة الغرفة و لا تجوز المقارنة بين المشتتات في درجات حرارة غرفة مختلفة.
رأيي الشخصي
أقسم لكم أنني منذ أن استقبلت هذا المشتت و أنا أضع مشتتي Noctua NH-D14 SE2011 على المنضدة لا حول له و لا قوة, ما أجمل من ان تمتلك مشتت يحافظ لك على درجات الحرارة في إطار رائع و في نفس الوقت يتمتع بشكل جماليّ يسمح لك بالنظر لحاسوبك و التأمل؟ لا يوجد أي ازدحام على اللوحة الأم بعكس ما كان يحدث مع مشتت NH-D14 مثلاً. مشتت Antec يأتي في علبة جيدة ذات تغليف رائع, و مدمج معه كافة القطع التي قد تحتاجها, و لكن لي تعليقين على المرفقات, أولاً لا أرى سبباً في عدم تزويد المشتت بعلبة معجون يستخدمها المشتري في حال قرر تغيير المعالج أو تنظيف الجهاز! توفير علية معجون كان بمثابة لفتة طيبة و لكن الشركة لم تفعلها بكل أسف, ربما لتوفير التكلفة, و ربما لدفع المستخدم لشراء معجون احترافيّ منهم. الأمر الثاني الذي أزعجني هو غياب مجموعة ثانية من المسامير لتثبيت مروحة ثانية في حال أراد المستخدم ذلك. فيما عدا ذلك, المرفقات رائعة و منها ما هو مخصص للتثبيت على منصات LGA2011.
تعاملت مع H2O 920 الإصدار الأول عدة مرات و ثمت بتركيبه على منصات متعددة, و كانت طريقة التركيب غير جيدة لأنه يعتمد على قطع من البلاستيك سهلة الكسر, اليوم غيرت Antec قطع التركيب و التثبيت و أصبحت أفضل و أسهل في التركيب و التعامل معها, و هو ما ساهم في تحويل عملية التركيب إلى أمر سهل و يسير. هذا بالنسبة للتركيب, أما بالنسبة لعكس التركيب؛ أعني خلع المشتت و فصل كل الأجزاء عن بعضها في حال أردت بيعه أو تغيير المنصة هو أمر غير سهل بالمرة لأن المسامير التي يتم وضعها على القطعة المعدنية العلوية تُصبح صعبة الفك, و عليك فكها بحرص حتى لا تنكسر القطع البلاستيكية.
الأداء جيد جداً بالنسبة لكونه مشتت ذو دائرة مغلقة, و لا يمكن أن يضاهي هذا النظام أنظمة التبريد المائية الاحترافية, لأن تلك الأنظمة -ببساطة- مُوجهة للاستخدام الاحترافي العنيف, موجهة لأفراد يعتصرون معالجاتهم حتى آخر قطرة, أما مع المشتتات ذات الدائرة المغلقة -مثل مشتت Antec في حالتنا اليوم- فهي موجهة لمن يريدون التخلص من آلام المشتتات الهوائية الضخمة, و صداع المشتتات المائية المرهقة في اختيارها و تركيبها و صيانتها. المشتتات المائية الاحترافية ستعمل على تبريد الشرائح و المعالج و بطاقات الرسوميات أيضاً, و هو ما لا يستطيع هذا المشتت فعله. عودة للأداء, الرسوم البياناة و ديجرت الحرارة تجعله يقع في مرتبة و مكانة مشرفة للغاية.
المروحة تعمل في منتهى الصمت و الهدوء, كنتُ قلقاً ان تكون شبيهة بمروحة أخيه الكبر H2O 920 ذات الصوت المزعج, و لكنها ليست كذلك, و لكنني كنتُ أتمنى أن تكون مضيئة على الأقل لإضافة شكل جماليً على الجهاز. الخراطيم هي أكثر ما يميز هذا المشتت بسبب قابليتها العالية للثني و جودة المادة المصنوعة منها, فعلاً أبدعت Antec في هذه الخراطيم التي أراها متفوقة على خراطيم Corsair الصلبة. السعر هو النقطة التي يهتم بها معظم المستخدمين, و عندما أتكلم عن تلك النقطة أقول أن Antec وفرت المشتت اليوم بسعر لا يتجاوز 60 دولار أمريكي فقط! قد تحصل على مشتت هوائيّ أفضل في الأداء بدرجات قليلة للغاية بنفس السعر. و لكن تذكر أن h2O 620 لن يحدث أي تعارض مع الذاكرة لديك أو اللوحة الأم بسبب الحجم و خلافه, كما أنك ستحصل على هدوء و سهولة في التركيب و شكل جماليّ أخاذ.
أرحب بتعليقاتكم و استفساراتكم
هذا و ما ورد فيه من إصابة فمن الله وحده, و ما ورد فيه من خطأ أو سهو أو نسيان فمن نفسي و من الشيطان. سبحانك اللهم و بحمدك, لا إله إلا أنت, أستغفرك و أتوب إليك
المفضلات