لليدين أسرار كثيرة وقوة كبيرة، قد نجهل الكثير مها لحد الآن رغم تقدم العلم. وليس أدل على قوتها وتأثيراهما من إننا كلما شعرنا بألم يداهمنا في أي جزء من أجزاء الجسم، حتى نلمسه بيدنا وبطريقة شبه تلقائية، لنشعر بعدها بالراحة أو على الأقل بان الألم قد خف، وكذلك عندما يبكي الطفل فيكفي لمسة واحدة لكي تجعله يتوقف بل وقد يبتسم أيضا،وهناك دراسات تؤكد أن العديد من الأطفال،الذين لم تلمسهم أمهاتهم بما فيه الكفاية وتحتضنهم،غالباً ما يكونون عرضة لبعض الاضطربات النفسية الناتجة عن ضمور الناحية العاطفية عندما يكبرون. وهذا اكبر دليل على ما لليدين من أسرار وقوة. وهو ما اكتشفته بعض الثقافات القديمة واستفادت منه بشكل أو بآخر. فالثقافة اليابانية، على سبيل المثال، جاءتنا بطريقة((الرايكي)) أو العلاج باللمس باليد، الذي انتشر في السنوات الأخيرة كأحد العلاجات البدلية المهمة، لاسيما في وقتنا الحالي حيث تزايدت الضغوطات النفسية والمسؤوليات،الأمر الذي يجعل العديد منا في حاجة إلى أي طرق من شانها أن تحسن مستوى الحياة، أو على الأقل تخفف من أعبائنا وتوراتنا.وربما هذا ما يفسر انتعاش سوى الطب البديل في الكثير من الدول في السنوات الأخيرة،إلى جانب بعض الأساليب الصحية والعلاجية التي كانت تمارسها ثقافات قديمة،وتم تجاهلها طويلا بعد تقدم الطب والعلم الحديث. من هذه الأساليب الرايكي وهو طريقة يابانية قديمة تعودي إلى أكثر من 200 سنة تعتمد على اللمس باليد بوضعها على نقاط تدفق الطاقة في الجسم بهدف بث النشاط فيها وإعادة التوازن إليه. فالتوازن وتدفق الطاقة إلى الجسم في الثقافة اليابانية،دواء للكثير من الأعراض المرضية مثل التوتر والأرق والاكتئاب وعدم التركيز، بل أيضا تخسيس الوزن، طريقة العلاج وقتاً طويلا لكي يشعر المتلقي بالراحة،وبأنة تخلص من كل آلام الجسم،فهو لا يقوم سوى بحوالي أربع جلسات يكتسب بعدها راحة نفسية ونشاطاً جسدياً، على شرط أن يتبع بعض التعليمات التي عليه الحرص على ممارستها بدقه، حتى يحافظ على توازنه على المدى البعيد،كالقيام ببعض تمارين التأمل والاسترخاء يومياً ومحاولة الابتعاد عن التوترات التي تنغص عليه حياته، وقد يستصعب البعض هذه النقطة الأخيرة إلا أن الخبراء يؤكدون أن الأمر يصبح سهلا مع الوقت، لأنه في حال نجاح العلاج فان الملقي يكون قد تعلم السيطرة على انفعالاته وبالتالي يصبح أكثر ايجابية في نظرته إلى الحياة والى كل من حولها بشكل عام.

*الطريقة التي يعتمدها المعالجون بالرايكي أنهم يستهدفون أجزاء معينة من الجسم بلمسها باليد من اجل فتح قنوات تدفق الطاقة بالجسم، مثلا وضع اليدين على الجبين يساعد على التركيز، بينما وضعها على الرأس يخلص من الاكتئات والتوترات النفسية، وضعهما على الصدر يساعد على التعبير عن النفس أو تدفق العواطف، ولا تقتصر حركة اليد على وضعها على نقاط معينة، بل أيضا بتمريرها بحركات بسيطة وخفيفة تشبه حركات التدليك العادية.

منقول