مفكرة الإسلام: كشف تقرير لوكالة الاستخبارات الأمريكية "CIA" أن طائرات الوكالة استُخدمت لخطف مدنيين نشطاء إسلاميين من أوروبا ولتهريب المخدرات من كولومبيا إلى الولايات المتحدة.
وقال التقرير: "لقد كانت وكالة المخابرات الأمريكية في عهد الرئيس السابق جورج بوش دولة داخل دولة، وكانت ترتكب كل أنواع المحرمات التي لم يكن بالإمكان تصورها في دولة ديمقراطية مثل الولايات المتحدة الأمريكية".
وأعد التقرير، وفق ما أورده موقع "داي برس" الإخباري الأمريكي، رئيس الـ "CIA" الجديد على عجل للرئيس باراك أوباما ليعرف مدى السوء الذي ترزح تحته الوكالة وحتى لا يلصق أي شيء به، ولمعرفة رأي أوباما في التغيير وحجم التغيير الواجب عمله.
وجاء في التقرير: "إن ما تركته إدارة بوش هو فوضى عارمة وعصابات تحظى بدعم ضباط من الاستخبارات الأمريكية خارج أي سيطرة ولن يكون من السهل السيطرة على الوضع إلا بالقيام بثورة كاملة والإطاحة بالكثير من الرؤوس التي كانت متواطئة أو ساكتة على كل تلك الفوضى التي كانت تملأ العالم وبإدارة الولايات المتحدة الأمريكية".
زراعة الحشيش تضاعفت في أفغانستان خلال الاحتلال الأمريكي:
وأوضح التقرير أن وكالة الاستخبارات الأمريكية كانت تقوم بكل شيء، من خطف المدنيين إلى التعذيب في سجن جوانتانامو أو معسكر دلتا كما هو معروف بين العسكريين الأمريكيين، كما كانت الوكالة تنقل المخدرات بالتعاون مع عصابات إنتاج وتهريب المخدرات من كولومبيا ودول أخرى في أميركا اللاتينية إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
كما أن الوكالة اتفقت مع زعماء عصابات في أفغانستان وزعماء قبائل على زراعة الحشيش وكانت الوكالة تنقله بطائراتها إلى خارج أفغانستان بل إنها تمكنت من نقل بعضه إلى دول عربية خليجية وغير خليجية، وكانت طائرات الوكالة تتمتع بحصانة ولم يكن أحد يجرؤ على تفتيشها أو الاقتراب منها.
هذا، وتضاعفت زراعة الحشيش خمس مرات في أفغانستان خلال الاحتلال الأمريكي، وكانت الحكومة الأفغانية تعلم بعمليات التهريب على أيدي الـ"CIA" إلا أنها كانت مكممة الفم ولم يكن بإمكانها فعل أي شيء.
وبحسب التقرير فقد اخترقت طائرة من طراز Gulf stream II الأجواء المكسيكية، في الرابع والعشرين من سبتمبر 2007 وعلى متنها 126 حقيبة مليئة بالمخدرات تزن ثلاثة أطنان ونصف، فقامت طائرة من سلاح الجو المكسيكي بمرافقتها وطلبت منها الهبوط، وبسرعة طلب من في الطائرة من السلطات المكسيكية الاتصال بالسفارة الأمريكية، وقالوا إنهم يعملون مع وكالة الاستخبارات الأمريكية.
خطف أبو عمر إمام مسجد ميلانو:
هذا، وبعد الحصول على أرقام محركات الطائرة وأرقام التسجيل والتحقق منها تبين أن الطائرة Gulf stream II كانت تابعة لوكالة الاستخبارات الأمريكية وأنها بين العامين 2001-2004 قامت بـ18 رحلة في أوروبا لنقل مساجين وخطف إمام مسجد من ميلانو في شمال إيطاليا يدعى أبو عمر، كما أنها قامت بالعديد من الرحلات لنقل مخدرات من أمريكا اللاتينية إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
وطائرة أخرى Beechcraft200 والتي تحمل الرقم التسجيلي N168 D وهي عائدة للوكالة كانت تقوم بنقل المخدرات من نيكاراجوا إلى الولايات المتحدة كما كانت تنقل زعماء عصابات المخدرات عبر دول أمريكا اللاتينية وتساعدهم على التخفي والاختباء عن أعين السلطات المحلية، وقد تمكنت السلطات الأوروبية من التعرف على الطائرة المذكورة وأنها مسجلة لشركةDevon Holding & Leasing والتي تبين أنها مملوكة للحكومة الأمريكية وبالبحث تبين أن وكالة الاستخبارات الأمريكية هي المالك الحقيقي لهذه الشركة.
الدول الأوروبية كانت تعلم وتسكت خوفاً من بوش:
وخلص التقرير أيضا إلى أن الدول الأوروبية كانت مسرحاً لعمليات تهريب كبيرة لوكالة الاستخبارات الأمريكية، وأن الدول الأوروبية كانت تعلم وتسكت على تصرفات الوكالة خوفاً من ردود أفعال إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش التي كانت انتقامية تجاه كل من يقف في وجه برامجها.
وقد امتقع وجه أوباما حينما قرأ التقرير، وطلب إلى رؤساء الأجهزة الأمنية أن يقوموا بإعداد تقارير وافية حول الأوضاع الحقيقية للأجهزة الأمنية وكل الخروقات التي تعرضت لها وعمل قوائم بالرؤوس التي يجب أن يطاح بها لتنظيف سمعة أمريكا مما لحقها من أفعال أجهزتها الأمنية خلال عمل الرئيس بوش